تاريخ الاستلام 1/1/2023 تاريخ القبول 7/3/2023
حقوق الطباعة محفوظة لدى مجلة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية
حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف
حقوق النشر محفوظة للناشر (كلية القانون والعلوم السياسية - الجامعة العراقية)
CC BY-NC-ND 4.0 DEED
Printing rights are reserved to the Journal of the College of Law and Political Science at Aliraqia University
Intellectual property rights are reserved to the author
Copyright reserved to the publisher (College of Law and Political Science - Aliraqia University)
Attribution – Non-Commercial – No Derives 4.0 International
For more information, please review the rights and license
الازمة الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الروسي – الأوروبي
The Ukrainian crisis and its repercussions on
Russian-European energy security
م .م غفران عبد الكريم توفيق
الجامعة العراقية / كلية القانون والعلوم السياسية
Ghufran Abdul Karim Tawfiq
Iraqi University / College of Law and Political Science
المستخلص
تُعُّد قضية الطاقة من أهم القضايا السياسية المطروحة على الساحة العالمية، كونها تُعُّد عاملاً حاسماً في رسم السياسات الخارجية للدول سواء أكانت مصدرة أم مستوردة فهي عصب الاقتصاد العالمي، ولذلك تسعى الدول إلى اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها المحافظة على مصادر الطاقة ويضمن استمرار الاستثمار فيها ومن أجل ضمان مصالحها بأبعادها كافة، كما هدفت الدراسة إلى تحليل واقع الطاقة الروسي _ الأوروبي على ضوء الازمة الأوكرانية وذلك من خلال التطرق إلى تصورات كلا الدول المصدرة والمستوردة لمفهوم امنها الطاقوي وحالة الاعتماد الطاقوي المتبادل بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وكذلك التطرق إلى الازمة الأوكرانية وتداعياتها على امن الطاقة الروسي _ الأوروبي، إذ شكلت الازمة الأوكرانية صيحة انذار مهمة لدول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأعتماده الطاقوي على روسيا كمزود مشكوك في موثوقيته، كما انها شكلت بعداً استراتيجياً لمعضلة الطاقة في العلاقات الروسية_ الأوروبية .
Abstract
The study aims to analyze the reality of Russian-European energy in light of the Ukrainian crisis, by addressing the perceptions of both exporting and importing countries for the concept of their energy security and the state of mutual energy dependence between Russia and the European Union, as well as addressing the Ukrainian crisis and its repercussions on Russian-European energy security.
المقدمة
يعد مفهوم الأمن الطاقوي أحد الابعاد الجديدة لمضامين الأمن، والأمر الذي جعله يكتسي أهمية استراتيجية بالغة في العلاقات الدولية، حيث تلعب الطاقة دوراً مهماً في مسار العلاقة بين روسيا و أوروبا حيث ان دول الاتحاد الأوروبي تعتمد بشكل بالغ الأهمية على موارد الطاقة الروسية وبنسبة كبيرة من احتياجاتها الطاقوية، كما تصل عند بعض دول اوروبا الشرقية والوسطئ إلى حد كبير من اعتمادها على الغاز الروسي.
كما ان الموقع الجغرافي لأوكرانيا يسمح لها ان تلعب دور الممر في التجارة الخارجية بين روسيا و اوروبا حيث تستفيد أوكرانيا من العجز الذي تعيشه الموانئ الروسية على بحري البلطيق والأسود، ونتيجة لذلك فان نسبة كبيرة من اجمالي الغاز الذي تستهلكه اوروبا من روسيا يمر عبر الاراضي الاوكرانية، وبذلك تعد اوكرانيا حلقة محورية مهمة في سلسلة الامن الطاقوي الروسي والأوروبي نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يمثل محور العلاقة بين روسيا و أوروبا.
وان الازمة الاوكرانية لم تطرح ارتهان الامن الطاقوي الأوروبي فحسب، وأنما حتى ارتهان الامن الطاقوي الروسي، وبذلك اضحت تمثل الازمة الأوكرانية تحدياً على كلا من الأمن الطاقوي الروسي والأوروبي وكذلك نمط العلاقة بينهما.
وتتجلئ تحديات الامن الطاقوي الأوروبي في تبعيته الكبيرة للطاقة الروسية، بينما تتجلئ تحديات الامن الطاقوي الروسي فضلاً عن التحدي الأوكراني في التبعية الروسية لسوق الطاقة الأوروبي، ورهانات الامن الطاقوي الأوروبي نفسها من خلال ما يعرف ( باللعبة الكبرئ وحرب الأنابيب) قصد مواجهة الهيمنة الروسية على الامن الطاقوي الأوروبي من خلال تنويع طرق الامداد شبكة انابيب جديدة او مصادر الإمداد ( طاقات غير الطاقة التقليدية ) أو حتى مناطق الإمداد ( من خلال ايجاد موردين جدد بعيداً عن روسيا ) .
وتهدف الدراسة:
الى تناول الازمة الاوكرانية وتداعياتها على امن الطاقة الاوروبي – الروسي، والى تناول واقع الامن الطاقوي الاوروبي الروسي .
اهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة. في تناول احدى موضوعات الدراسة الدولية والتي كانت ولاتزال تحظى بأهتمام المتخصصين في الشأن الدولي، والى تبيان مدى اثر ازمة تحدث خارج الحدود الوطنية للدولة يكون لها انعكاس كبير على الدول المجاورة وحتى البعيدة، فضلاً عن تاثير ذلك على نمط العلاقة بين ( الدول المنتجة والمصدرة للطاقة) وتحديداً الدول الاوروبية.
اشكالية الدراسة:
تعيش دول الاتحاد الأوروبي تبعية طاقوية لروسيا، وتمثل السوق الاول للطاقة الروسية، وتعد اوكرانيا الممر الرئيسي لإمدادات الطاقة بين اوروبا و روسيا، فأن هذة العلاقة تطرح مشكلة يمكن صياغتها على النحو الأتي :
ماهي تداعيات الازمة الأوكرانية على امن الطاقة الأوروبي – الروسي
ومن هذا التساؤل تنبثق اسئلة فرعية وهي:
ما هي اسباب الازمة الاوكرانية
ما واقع الطاقة الاوروبي – الروسي
ما تداعيات الازمة على امن الطاقة الاوروبي – الروسي.
فرضية الدراسة:
تنطلق الدراسة من فرضية وهي ( أن للازمة الأوكرانية اثر سلبياً على واقع الطاقة الأوروبي، إذ تعد روسيا المزود الاول للاتحاد الأوروبي بالطاقة ( النفط والغاز الطبيعي)، حيث يمر عبر أوكرانيا 80% من أنابيب الطاقة الروسية المتجه نحو أوروبا ).
منهجية الدراسة:
من اجل الأجابة عن تساؤل الدراسة وأثبات فرضيتها تم تؤظيف منهج دراسة الحالة وهو عبارة عن بحث متعمق لدراسة حالة محددة وهي الازمة الأوكرانية وتداعياتها على امن الطاقة الأوروبي – الروسي.
المبحث الاول
الازمة الاوكرانية في سياقها التاريخي
المطلب الاول: جذور الازمة الاوكرانية
ترجع جذور الأزمة الأوكرانية الأولى بسبب اشتعال الاحتجاجات في أوكرانيا ضد الرئيس (فيكتور يانكوفيتش )، وذلك بعد توقيعه لاتفاق مع موسكو الذي يجعلها تمنح أوكرانيا (15) مليار دولار ويخفض سعر الغاز الذي تسلمها إياه بمعدل الثُلث، ويعد مستوى تفضيلي لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة التي تعتبرها شريكتها، إلا أن المشهد الأوكراني في الحقيقة يرجع إلى خلفية أبعد من ذلك، ففي العام 2004 انطلقت الثورة البرتغالية نتيجة عملية تزوير انتخابي ذكر فيه أن نظام الرئيس ( ليونيد كوتشما ) كان قد قام بها من أجل أن يوصل مرشحه ( فيكتور يانكوفيتش ) الموالي لروسيا الاتحادية إلى منصب الرئاسة في أوكرانيا ليعلن فوزه على مرشح المعارضة ( فيكتور يوشنكو ) المدعوم من الغرب، مما أدى إلى غضب المعارضة التي دعت إلى التظاهر[1].
وقد كانت كيف عاصمة أوكرانيا مركز تحركات المتظاهرين بسبب الصراع على السلطة، وتجاذبات بين الطرفين وهما: الطرف الأول: رئيس الجمهورية ( فكتور يوشنكو) وخليفته زعيم كتلة المعارضة البرلمانية والتي تمثل الأقلية (بوليا تيموشنكو)، والطرف الثاني: وهو رئيس الوزراء ( فيكتور يانوكوفيتش ) وحلفاؤه الذين يمثلون زعماء الكتلة الأغلبية البرلمانية[2].
وقد انطلقت الثورة البرتغالية لمواجهة طبقة فاسدة من رجال الأعمال لسرقة أموال البلاد في شكل قروض من البنوك الوطنية ثم التهرب من السداد، بالإضافة إلى هيمنة فئة قليلة من الأثرياء على قطاع المناجم ومصانع الصلب، وفي العام 2005 فقد تمكنت مئات الآلاف من المتظاهرين سلمياً في الثورة البرتغالية من تغيير نظام الحكم في أوكرانيا، إلا أن زعيم الثورة البرتغالية ( فيكتور يوشكو) الذي قد تسلم البلاد عقب الثورة، وبعد خمس سنوات من الوعود فشل في تحقيق العديد من تلك الوعود وارتكابه العديد من الأخطاء[3].
وقد اندلعت الأزمة السياسية في أوكرانيا في العام 2007 مع إعلان أحد عشر نائباً من الكتلتين البرلمانيتين المعارضتين انتقالهم من الموالات للرئيس (يوشنكو) إلى صف الأغلبية البرلمانية بزعامة ( فيكتور يانوكوفيتش ) وتوافق مع الأزمة بين كتلتين متعارضتين في البرلمان، فهناك رأيّ يرى أن الأزمة السياسية هي نتائج تعارض مصالح رجال الأعمال المؤيدين ( ليوليا تيموشكون ) وبين الفريق الآخر[4].
ومع انقسام التكتلات داخل البرلمان الأوكراني بين المؤيد لروسيا الإتحادية وأخرى مؤيدة للغرب وفوز الكتلة المؤيدة للغرب، فقد تصاعدت الأزمة في بداية العام 2009 عندما رفعت روسيا أسعار الغاز الطبيعي، وأوقفت إمداداتها منه عن أوكرانيا والتي كانت متزامنة مع آثار الأزمة المالية العالمية، وعزز من الإدراك الفعلي بالتأثير الذي يمكن أن تمارسه روسيا الإتحادية[5].
وفي العام 2010 دخلت أوكرانيا مرحلة تحول جديدة وذلك من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت فيها والتي لم يحصل فيها ( فيكتور يوشنكو ) قائد الثورة البرتغالية علي نسبة الأصوات الأعلى بل على نسبة ( 5,4% ) من الأصوات في الجولة الأولى، أما ( يوليا تيموشينكو) فقد فاقت على زعيم المعارضة ( فيكتور يانوفيتش ) بفارق 11% من الأصوات، وبعدها خسرت أمامه في الجولة الأخيرة التي فاز بها بانوكوفيتش في العام 2010 [6].
المطلب الثاني: مسار الازمة الأوكرانية
كانت بداية الأزمة في أوكرانيا في العام 2013 على شكل احتجاجات لرفض يانوكوفيتش توقيع اتفاقية التجارة الحرة والشراكة مع الإتحاد الأوروبي، فقد بدأت الإعتصمات والإحتجاجات، مما دفع روسيا لتوجيه المواطنون الروس هناك توخي الحذر، لذلك عمدت روسيا على التدخل في شبه جزيرة القرم لحماية المواطنون ذات الأصول الروسية، حيث قدم ( فلاديمير بوتن ) طلب لمجلس الاتحاد الروسي باستعمال القوات المسلحة في أوكرانيا ووافق المجلس في العام 2014 للتدخل في إقليم القرم[7].
وقد أرسل الاتحاد الروسي قوة عسكرية إلى شبه جزيرة القرم حيث سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم، واستخدمت قواتها المتمركزة في منطقة مدعومة من مليشيات محلية وتمت محاصرة القوات الأوكرانية في أماكنها، وكان الهدف هو فصل القرم عن بقية أوكرانيا بأسرع وقت وأقل عنف ممكنين من أجل تسهيل ضمه لروسيا[8]، وفيما بعد أعلنت الحكومة المحلية في شبه جزيرة القرم بأنها سوف تقوم بإجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير الإقليم بشأن الانضمام إلى الاتحاد الروسي أو البقاء مع أوكرانيا، وبالفعل تم إجراء الاستفتاء الشعبي في العام 2014، وكانت نتيجته هو اختيار سكان شبه جزيرة القرم الانضمام إلى روسيا الاتحادية بنسبة ( 95% ) من الناخبين[9]، و هذا الأمر وجه لروسيا الاتحادية العديد من الانتقادات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية، وأعلنت الحكومة الأوكرانية رفضها انضمام إقليم القرم لروسيا دون موافقة السلطة المركزية واعتبرت ذلك مخالفة صريحة للقانون الدولي الذي يشترط موافقة السلطة المركزية على إجراء الاستفتاء وأيضاً اعتبرت ضم روسيا للقرم إعلاناً للحرب، في حين أن حكومة إقليم القرم تؤكد وجود سابقة دولية في ذلك تتمثل في موافقة المجتمع الدولي لإقليم كوسوفو على إجراء الاستفتاء الشعبي والذي تفوز على أثره استقلال كوسوفو عن يوغسلافيا، من دون موافقة السلطات المركزية في يوغسلافيا سابقا[10].
المبحث الثاني
واقع الامن الطاقوي الروسي – الاوروبي
تُعُّد قضية الطاقة من أهم القضايا السياسية المطروحة على الساحة العالمية، كونها تُعُّد عاملاً حاسماً في رسم السياسات الخارجية للدول سواء أكانت مصدرة أم مستوردة فهي عصب الاقتصاد العالمي، ولذلك تسعى الدول إلى اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها المحافظة على مصادر الطاقة ويضمن استمرار الاستثمار فيها ومن أجل ضمان مصالحها بأبعادها كافة .
ولقد شكل أمن الطاقة الأوروبي إشكالية محورية لدولة وعلى الرغم من أنّ الاتحاد الأوروبي يعد كقوة سياسية واقتصادية دولية، إلّا أنّه يعيش تبعية مزمنة فيما يخص موضوع أمن الطاقة، إذ تُعدُّ دول الاتحاد الأوروبي من الدول المستهلكة للطاقة، وهناك تكامل هيكلي في قطاع الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، إذ تعد روسيا مورد النفط والغاز الطبيعي الخارجي الأكبر للاتحاد الأوروبي، لذلك يسعى الاتحاد الأوروبي إلى أن يحافظ على دورها ويعززه كمورد آمن وموثوق به في مجال الطاقة، ولهذا سعى كلا الطرفين إلى إقامة شراكة استراتيجية لضمان أمن لإمدادات الطاقة، وبمقدار تعلق الأمر بالطلب المتزايد من قبل الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية تسعى روسيا إلى تحويل هذا الطلب إلى عامل قوة استراتيجية في وقت هي بأمس الحاجة إلى تصدير طاقتها إلى الاتحاد الأوروبي كونه المستهلك الرئيسي .
وان الحاجة الأوروبية الكبيرة للطاقة الروسية يقابلها الحاجة الروسية إلى الاسواق الأوروبية لتصريف انتاجها فضلاً عن حاجتها إلى التقنيات الغربية المعتمدة عليها في عملية استخراج وتطوير حقول الطاقة لديها، وقد أدى هذا إلى نوع من الاعتماد المتبادل بين الطرفين.
المطلب الاول: واقع الطاقة في روسيا
تعد روسيا الإتحادية بين أكبر منتجي ومصدري النفط الخام في العالم إذ تمتلك سابع أكبر احتياطي عالمي من النفط, وتحتل مركز الصدارة في إنتاجها للغاز الطبيعي[11]، وحسب احصائيات وكالة الطاقة الدولية لعام 2019 أنّ احتياطيات روسيا من النفط تقدر نحو 106مليار برميل, و إنتاجها للنفط الخام بلغ نحو (11) مليون برميل في اليوم, أمّا احتياطيات الغاز الطبيعي في روسيا فتقدر بـ38 تريليون متر مكعب ويشكل (19%) من الاحتياط العالمي, وانتاجها (669) مليار متر مكعب سنوياً[12].ينظر الجدول (1-1)
ويعتمد الهيكل الطاقوي الروسي في إنتاجه وتصديره عبر أنابيب نقل على شركات الطاقة الروسية الكبرى[13], وتأتي في مقدمة هذه الشركات ( شركة غازبروم) المسيطرة على قطاع إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي الروسي, إذ تسيطر هي وشركة (روس نفت) على (90%), من إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا ومايزيد عن (50%) من انتاج النفط[14], لهذا فتعد شركة غازبروم الشركة الأساسية في رسم سياسة الطاقة الروسية, فهي الوحيدة التي لها حق التوجه إلى السوق الخارجية وفق مرسوم رئاسي صدر في العام 1992 والذي ينص على احتكار شركة غازبروم بيع الطاقة الروسية خارج حدود الدولة، والشركة الثانية هي (شركة لوك أويل) النفطية الرائدة في قطاع الطاقة الروسية يقع على عاتقها استخراج (20%) من الإنتاج النفطي للبلاد[15].
جدول رقم (1-1) يبين الواقع الطاقوي لروسيا الاتحادية
1-النفط |
2019 |
النسبة من العالمي % |
الاحتياطي |
106 مليار برميل |
6.1 |
الانتاج |
11 مليون برميل يوميا |
12 |
2- الغاز |
2019 |
النسبة من العالمي % |
الاحتياطي |
38 تريليون متر مكعب |
19.8 |
الانتاج |
669 مليار متر مكعب |
17.3 |
الجدول من إعداد الباحثة بالاعتماد على البيانات من:
US Energy Information Administration (EIA),country analysis,france,2019,p15.
وتقع أكبر حقول إنتاج النفط الخام في روسيا الإتحادية شمال القوقاز في العاصمة الشيشانية (كرزوني) والذي يمتد حتى شمال داغستان وينتج مليوني طن سنوياً, أمّا أكبر مخزون وإنتاج الغاز الطبيعي يقع في منطقة (كوفيكتينس) في سيبيريا الغربية ويبلغ إنتاجه نحو(1500) مليار متر مكعب سنوياً[16].
وأهم مناطق الإنتاج في روسيا الإتحادية هي[17]:-
1-غرب سيبيريا: تعد منطقة غرب سيبيريا منطقة رئيسة في إنتاج النفط الخام الروسي, حيث وصل إنتاجه في العام 2010 إلى(6.3) مليون برميل في اليوم كما ويمثل نسبة أكثر من (60%) من إنتاج روسيا الإجمالي, ويُعدُّ حقل (ساموتلور) واحداً من أكبر وأقدم الحقول في غرب سيبيريا حيث بدأ هذا الحقل في الإنتاج منذ العام 1969, وهناك حقول أخرى ضمن هذه المنطقة وهي (برايرازلومنوي, مالوبليسكو, مامونتلومكو, بريستلي). ينظر الخارطة (1- 1)
ويُعدُّ حقل (بريرازلومنوي) أحدث هذه الحقول وقد تم اكتشافه في العام 1989 إلا إنه قد بدأ الإنتاج في عام 2014 ويقع في منطقة القطب الشمالي.
2-شرق سيبيريا: تُعدُّ حقول منطقة شرق سيبيريا من المناطق المهمه لإنتاج النفط والغاز, فقد زادت أهمية هذه المنطقة مع افتتاح (خط أنابيب شرق سيبيريا- المحيط الهادي) في العام 2009 ومن الحقول المهمة في هذه المنطقة هو حقل (بانكارسكي) وتنتج حقول هذه المنطقة نحو (12%) من إنتاج النفط الروسي.
3-الأورال-حقل الفولغا: لقد كان هذا الحقل أكبر منتج في روسيا حتى أواخر العام 1970 , إذ تفوقت عليه منطقة (غرب سيبيريا)، ويُعدُّ حالياً ثاني أكبر حقل منتج للنفط بعد (غرب سيبيريا ), وتصل نحو (22%) من الناتج الكلي لروسيا, ويُعدُّ حقل (روميشكنسك) تم اكتشافه في العام 1948 أكبر الحقول فيها.
خارطة رقم (1-1) مناطق انتاج النفط والغاز في روسيا
Source : Top 10 Countries With Largest Oil Reserves 2017 , DrillingFormulas.Com 16 September 2017 , available at :
http://www.drillingformulas.com/top-10-countries-with-largest-oil-reserves-2017/ , date of Visit 2022/6/17.
4-شبه جزيرة يامال الدائرة القطبية الشمالية : وتشتهر هذه المنطقة بإنتاجها الوفير (للغاز الطبيعي والنفط الخام), وتعد من المناطق القطبية شديدة البرودة, إذ توجد في هذه المنطقة معوقات في البنية التحتية للنقل حتى بعد بناء بعض الخطوط مثل (خط أنابيب بيرب- ساموتلور) الذي قلل من هذه القيود, ومن المتوقع أنْ يصل إنتاج هذه المنطقة مستقبلاً إلى (125) ألف برميل من النفط الخام يومياً و(200) ألف متر مكعب من الغاز يومياً[18].
5-شمال القوقاز: وتضم منطقة شمال القوقاز تلك المنطقة البرية المنتجة للطاقة فضلاً عن منطقة شمال بحر قزوين البحرية, ويوجد فيها حقلين منتجين هما: (يوري كورشاجين) بكمية تصل نحو (30) ألف برميل يومياً من النفط, وحقل(فلنوفسكي) الذي أنتج نحو(100) الف برميل يومياً في العام 2014 [19].
6- منطقة بحر البرنتس وتيمان بيتشورا: وتقع هذه المناطق في شمال غرب روسيا، وتعد منطقة (بحر البرنتس) ذات احتياطيات واعدة لكن معظم مشاريعها مؤجلة, وذلك بسبب طبيعة النزاع القائم حول حقوق ملكية البحر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية, أمّا منطقة (تيمان- بيتشورا ) فإنّ الإنتاج فيها في تصاعد مستمر من (230)ألف برميل في اليوم في العام 2004, إلى (440) ألف برميل في اليوم في العام 2015[20].
7- جزيرة سخالين: وتقع جزيرة سخالين قبالة السواحل الشرقية لروسيا, حيث تضم العديد من حقول النفط والغاز الطبيعي , ويتم تطوير مشروعين في هذه المنطقة[21]:
أ - مشروع سخالين1: ويغطي هذا المشروع ثلاثة حقول مهمه للنفط والغاز الطبيعي, الاول (كايفو) الذي بدأ الانتاج في العام 2005, والثاني (أوُدبت) والذي بدأ الإنتاج في العام 2010, والثالث(داك-اركيوجن) وبدأ الإنتاج في العام 2015.
ب - مشروع سخالين2: ويضم هذا المشروع حقلين كبيرين هما الحقل النفطي(بلوجن-اوكتاك), والغاز الطبيعي (لينسكوي) كما يتضمن المشروع توأماً من أنابيب النفط والغاز الطبيعي، التي تمتد من شمال جزيرة سخالين إلى الطرف الجنوبي منها، كما يمتلك هذا المشروع محطة لتصدير النفط وأخرى لتسييل الغاز الطبيعي وتصديره بدرجه أولى إلى دول الجوار في آسيا، وتنتج هذه المنطقة بمشروعيها (334) ألف برميل من النفط في اليوم و( 1 تريليون) قدم مكعب من الغاز سنوياً.
المطلب الثاني: واقع الطاقة في الاتحاد الاوروبي
تعد الدول الأوروبية من الدول المستهلكة للطاقة ( النفط والغاز الطبيعي) وبنسب ترتفع من فترة إلى اخرى، ووفقاً لأحصائيات شركة برتش بتروليوم لعام 2019 تنتج الدول الأوروبية النفط الخام نحو ( 3,566 ) مليون برميل يومياً، بينما بلغ استهلاكها منه نحو ( 14,975 ) مليون برميل يومياً، أما الغاز الطبيعي فإن الدول الأوروبية تنتج نحو ( 228 ) مليار متر مكعب سنوياً، اما استهلاكها منه فقد بلغ نحو (531) مليار متر مكعب سنوياً، وقد عملت الدول الأوروبية على توفير هذا الفرق بين الانتاج والاستهلاك البالغ نحو ( 11,409 ) مليون برميل للنفط الخام و (303) مليار متر مكعب من الغاز عن طريق الاستيراد[22]. أنظر الجدول (2-1) واقع الطاقة الأوروبي ( النفط والغاز ) للعام 2019.
وقد ارتفعت نسبة اعتماد الاتحاد الأوروبي على( النفط المستورد ) من نحو 78 % عام 2001 إلى 87,5 % في عام 2011، ومن المتوقع أن تتجاوز هذه النسبة 90 % في عام 2035. أمّا بالنسبة إلى (الغاز الطبيعي)، فارتفعت نسبة اعتماد الاتحاد الأوروبي على الاستيراد من (48,5 % ) في عام 2001 إلى ( 65,5% ) في عام 2011 مع توقع وصولها إلى ما يقارب 90 % في عام 2035. وإنّ هذا الارتفاع صاحبه توجه متزايد في الاعتماد على الاستيراد من روسيا ودول آسيا الوسطى أولاً ثم تليها الدول الإفريقية شمال الصحراء ودول مجلس التعاون الخليجي بعدها[23]، وترجع أسباب ارتفاع اعتماد الدول الأوروبية على الطاقة المستوردة إلى حالة النمو التي يعرفها الاتحاد الأوروبي لا سيما في الميدان الصناعي، فضلاً عن تزايد اعتمادها على الغاز في الاستخدامات المنزلية[24].
واستناداً إلى معطيات (واقع الطاقة الأوروبي) فقد أصدرت المفوضية الأوربية الورقة الخضراء لعام 1995 الخاصة بأمن الطاقة والذي جاء فيه تعريف لأمن الطاقة ( ضمان توفير الطاقة الأساسية في المستقبل، وتلبية الاحتياجات في ظل ظروف اقتصادية مقبولة وباستخدام تنوع مصادر يمكن الوصول إليها من الخارج )، في حين إنّ الورقة الخضراء لعام ۲۰۰۰ تعرف أمن الطاقة على أنّها استراتيجية (تهدف إلى ضمان سلامة مواطنيها من أجل الرفاهية والأداء السليم للاقتصاد مع توافر منتجات الطاقة في السوق، بسعر مناسب لجميع المستهلكين مع احترام المخاوف البيئية والتطلع نحو التنمية المستدامة[25].
جدول (1-2) يبين واقع الطاقة الاوروبي (النفط والغاز) لعام 2019
احتياط |
انتاج |
استهلاك |
الفارق |
|
النفط |
9،10 مليار برميل |
566،3مليون برميل يومياً |
14،975 مليون برميل يومياً |
11،409مليون برميل يومياً |
الغاز |
17،2 ترليون م3 |
228 مليار م3 سنوياً |
531 مليار م3 |
303مليار م3 سنوياً |
المصدر: الجدول من إعداد الباحثة بالاعتماد على الاحصائيات:
Bb,Statical Review of world Energy, 2017,Bp p.l.c,uk – london,2019 ,p14, p30.
وقد حددت وثيقة الطاقة الأوروبية لعام 2005 أربع دعائم رئيسة يقوم عليها أمنها الطاقوي وهي[26]:
1-التنويع في مصادر الطاقة، و الذي يؤدي إلى تقليل التبعية لمنطقة أو دولة بعينها.
2- إدارة الطلب، وذلك يعني تقليل الاستهلاك الطاقة قدر الإمكان وطرح مفاهیم تتعلق بكفاءة استخدام الطاقة .
3-التحكم بالعرض الخارجي، وذلك يتم عن طريق الدخول في شراكات مع الدول المنتجة الرئيسة، والتي يعتمد عليها الاتحاد الأوروبي في تأمين وارداتها من النفط والغاز الطبيعي.
4- تجنب الأزمات في سوق الطاقة; لأنّ تحقيق أمن العرض يتطلب أن تكون السوق منتظمة بصورة جيدة بما يحول دون حدوث الأزمات، وقد حدد المفهوم بأنّه ( بأقة طاقوية دائمة وموثوقة ومتنوعة ونظيفة ).
وفيما يلي اهم الدول التي يعتمد عليها الاتحاد الاوروبي في تأمين موارده من النفط والغاز
1-روسيا الاتحادية : تُعُّد روسيا أول مزود للاتحاد الأوروبي بالطاقة، النفط بنسبة 34 % والغاز الطبيعي بنسبة 44%، من احتياجات. الاتحاد ويتوقع أن تصل إجمالي الطاقة التي يعتمد عليها الاتحاد الأوروبي من روسيا إلى 70 % في 2030، إذ تُعُّد ألمانيا في مقدمة الدول التي تعتمد على الغاز الروسي وبنسبة 36%، أمّا الدول الأوروبية الأخرى فإنّها لاتقل كثيراً عن ألمانيا في اعتمادها على الطاقة الروسية، وذلك من خلال سيطرة روسيا على مايقارب 154 ألف كم من أنابيب الغاز في القارة الأوروبية[27].
وإنّ أهم الأسباب التي جعلت روسيا على قمة الهرم الاستراتيجية الطاقوي الأوروبي هي[28]:
1-القرب الجغرافي من الدول الأوربي، إذ كلما كانت المسافة قريبة بين المنتج والمستهلك انخفضت تكاليف النقل، كذلك من الممكن حماية الإمدادات من التخريب أو العمليات الإرهابية.
2-وجود البنى التحتية اللازمة لنقل الطاقة ( النفط والغاز الطبيعي) فالأنابيب تُعُّد الوسيلة الأهم والأكثر استخداماً مابين روسيا والقارة الأوربية فهي الأرخص في نقل الطاقة ومشاريع مد الأنابيب في تطور مستمر بين الطرفين.
غير ان المعضلة الاساسية تكمن في مناطق العبور واشكالية العلاقة بين روسيا الاتحادية وهذه الدول ابرزها اوكرانيا، حيث يمر عبرها 80% من انابيب الطاقة الروسية المتجه نحو اوروبا، وبالمقابل تحصل اوكرانيا على كميات كافية من الطاقة للاستهلاك المحلية، فضلاً عن عوائد مالية مهمة من تعريفات العبور[29]، حيث تمتلك اوكرانيا اكبر منظومة انابيب لنقل الغاز وتتألف من 35 الف كم من انابيب الغاز واكثر من 120 محطة ضخ و 13 مستودع للغاز تحت الارض[30]، ويتبين من ذلك ان اوكرانيا تمثل اهمية جيوسياسية لروسية الاتحادية والاتحاد الاوروبي في انها الطريق الرئيس لإمدادات الغاز الروسي الى اوروبا.
وتكمن الإشكالية بين روسيا وأوكرانيا، والتي حصلت في عام 2006، في اتهام روسيا لأوكرانيا بسرقة الغاز الروسي المخصص لأوروبا، وتطلع أوكرانيا للانضمام لحلف الناتو فضلاً عن إعلان ( شركة غازبروم) برفع أسعار الغاز والنفط الروسي المصدر إلى أوكرانيا وبيعه لها بالأسعار نفسها التي تتعامل بها روسيا مع الاتحاد الأوروبي أضافة إلى تقليص إمدادات الغاز إلى أوكرانيا نظراً لما أثاره التوتر الحاصل بين البلدين مماعرقل إمدادات الطاقة إلى أوروبا عبر الأنابيب الأوكرانية[31].
ثانياً : دول حوض بحر قزوين : تسعى الدول الأوروبية والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تنويع وارداتها من الطاقة من مناطق أخرى، وذلك من خلال اعتماد العديد من السياسات للتقليل من اعتمادية أوروبا اقتصادياً وسياسياً على روسيا الاتحادية، كما تسعى الولايات المتحدة عبر هذه السياسة للتقليل من الثقل الروسي في سوق الطاقة العالمي، وأبرز المعالجات لهذه الإشكالية هي التنويع عبر التوجه إلى الاستثمار في دول حوض بحر قزوين، حيث تقوم السياسة الأوروبية بهذا الصدد على ركيزتين أساسيتين هما ( الأمن والتنويع )[32].
وتُعُّد منطقة بحر قزوين مصدراً واعداً في مجال الطاقة، وتكتسب هذه المنطقة أهميتها العالمية لاحتوائها على ثروات مهمة وموارد كثيرة تسهم في تكوين قاعدة عالمية للمعروض من النفط والغاز الطبيعي، وقد بلغت نسبة استيراد الاتحاد الاوروبي للنفط الخام من دول حوض بحر قزوين لعام 2019 نحو ( 466 ) مليون برميل[33] انظر الجدول (1-3)
ثالثاً: دول شمال افريقيا: تُعُّد منطقة شمال إفريقيا مصدراً رئيساً للطاقة، إذ تتركز فيها أكبر الاحتياطات البترولية والإنتاجية، وتُعُّد منطقة مهمة للاتحاد الأوروبي لتنويع إمداداته من الطاقة، وتضم شمال إفريقيا دولاً منتجة عدة وهي (الجزائر، ليبيا، مصر)[34]، وقد دخلت هذه الدول بعلاقات مع الاتحاد الأوروبي وعن طريق الشراكة الأورو متوسطية التي جعلت من هذه المناطق أكثر جاذبية للاتحاد الأوربي لضمان أمنها الطاقوي[35].
تسهم الجزائر من خلال إستراتيجيتها لتصدير الغاز الطبيعي في تأمين مستقبل الطاقة للإتحاد الأوروبي، ففي العام 2006 أصبحت المورد الرئيس لإيطاليا بنسبة 39 % من واردات الغاز الطبيعي وثالث مورد لبلجيكا بنسبة 17 % من الغاز، والمورد الرئيس لإسبانيا من خلال توفير 52 % من وارداتها من الغاز الطبيعي، وصدرت الجزائر في العام 2006، نحو 621 مليار متر مكعب من الغاز، 60 % منها عبر خطوط أنابيب الغاز و 40 % منها عبر ناقلات الغاز، وقد بلغت نسبة استيراد الاتحاد الأوروبي من الدول الافريقية للنفط نحو (2 مليون برميل) والغاز بنسبة (18، 18 ) مليار متر مكعب[36].انظر الجدول (1-3) .
رابعاً: دول منطقة الشرق الاوسط : لقد تبنى الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج العربي حواراً بشأن التعاون الطاقوي والبيئي من أجل تنمية واستمرار التعاون المستقبلي في أمن الطاقة والإمدادات، إذ إنّ للشركات الأوروبية دوراً أساسياً في الاستثمار والتنقيب عن النفط والغاز في دول الخليج، ألأ إنّ إشكالية العلاقة(الخليجية الأمريكية) مع إيران، أدّت إلى انحسار النشاط الأوروبي فيها وتحديداً في مجال الطاقة([37]).
وعلى صعيد العلاقات الأوروبية مع دول مجلس التعاون الخليجي فهناك اتفاقية قد أبرمت عام 2009 لتوريد الغاز القطري إلى دول الاتحاد الأوروبي، إذ بلغت حصة قطر من الأسواق الأوروبية في عام 2001 نسبة 10% وفي عام 2014 ارتفعت إلى 44 % في ظل الاتفاقيات المعقودة بين قطر وشركات ألمانية وبريطانية، وبمقدار 71 مليون طن من الغاز الطبيعي السائل.
ألا إنّ هذا البديل يواجه العديد من التحديات في ظل الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن ذلك أنّ طرق الشحن البحرية الرئيسة المتجهة إلى أوروبا تمر بمناطق اختناق عديدة کمضيق هرمز والتهديدات المستمرة بإغلاقه من قبل إيران، ومضيق باب المندب وقناة السويس ووقوع كل هذه الممرات في مناطق مضطربة سياسية، وهذا يعني تعرض أمن الطاقة الأوروبي لتحديات أمنية، ولتجنب ذلك تسعئ اوروبا إلى تقديم الدعم لأنشاء خط الأنابيب المقترح بين قطر وتركيا مروراً بسوريا، ليتصل بعد ذلك بالأنبوب المقترح نابوكو، والذي يضحى بدعم الاتحاد الأوروبي سياسياً وأمنياً لأنّه يربط أسواق الإنتاج في الخليج بالدول الأوروبية عن طريق تركيا هو الآخر يواجه تحديات المرور بسوريا وإشكالية الوضع الأمني فيها والزور الروسي الذي يحول دون إكمال أي مشاريع للنقل يكون بديلاً لإنتاجه[38].
أما بخصوص الاستكشافات الطاقوية في منطقة شرق المتوسط، فتجد الدول الأوروبية بأنّها تتيح لها فرصة واسعة لتزويدها بالغاز الطبيعي، وتُعُّد هذه الحقول المكتشفة سبيلاً لتنويع إمداداتها من الطاقة بعيداً عن روسيا وهو الهدف الرئيس لاتحاد الطاقة الأوروبي، ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى دعم الجهود الاستثمارية في هذه المنطقة[39]. ومنها تقديم الدعم لإنشاء أنبوب الغاز المقترح إقامته من إسرائيل إلى قبرص وإيطاليا ومن ثم إلى دول الاتحاد الأوروبي كافة والمشاركة في جميع مراحل إنشاء هذا المشروع، فضلاً عن تقديم الدعم في مشروعات لتخزين الغاز القبرصي والإسرائيلي في اليونان ليصل إلى الأسواق الأوروبية بربط اليونان بباقي الدول الأوروبية عن طريق الأنابيب[40].
جدول (1-3) يوضح اهم الدول الموردة للنفط والغاز الى الاتحاد الاوروبي لعام 2019.
الدول |
النفط مليون برميل |
النسبة من الاحتياج الكلي |
الغاز |
النسبة من الاحتياج الكلي |
روسيا الاتحادية |
4،08مليون برميل |
34% |
133،32مليار م3 |
44% |
دول حوض بحر قزوين |
0,446مليون برميل |
4.9% |
- |
- |
دول منطقة الخليج العربي |
2،7مليون برميل |
24% |
30،43مليار م3 |
10% |
الدول الافريقية |
2مليون برميل |
23% |
18،18 مليار م3 |
6% |
المصدر: الجدول من إعداد الباحثة بالاعتماد على :
ا - لطفي مزياني، الامن الطاقوي للاتحاد الاوروبي وانعكاساته على الشراكة الاوروجزائرية، رسالة ماجستير منشورة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة الحاج لخضر باتنة، 2012، ص120.
2- محمد جاسم، روسيا ولعبة الهيمنة على الطاقة، رؤية في الادوار والاستراتيجيات، دار امجد للنشر والتوزيع، الاردن، 2018، ص 98.
المبحث الثالث
تداعيات الازمة الاوكرانية على امن الطاقة الروسي – الاوروبي
لقد شكلت الازمة الأوكرانية صيحة انذار مهمة لدول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأعتماده الطاقوي على روسيا كمزود مشكوك في موثوقيته، كما انها شكلت بعداً استراتيجياً لمعضلة الطاقة في العلاقات الروسية_ الأوروبية .
ولقد قامت روسيا بمباشرة جز من خططها الرامية إلى بناء مجموعة واسعة من انابيب الطاقة بغية تعزيز موقفها في سوق الطاقة الأوروبي وغيره، بينما قامت الدول الأوروبية في المقابل ببناء استراتيجيات متوسطة وطويلة المدئ للتخلص من التبعية والهيمنة الروسية على امدادات الطاقة الأوروبية.
المطلب الاول: تداعيات الازمة الاوكرانية على امن الطاقة الروسي
لقد طرحت الازمة الأوكرانية تحديات جدية على الامن الطاقوي الروسي، لاسيما تلك الازمة الاخيرة لعام 2013، حيث تبدو تجلياتها واضحة من خلال تصريحات وزير المالية الروسي (أنطون سلوانواف) حينما قال : ( إننا نخسر نحو 40 مليار دولار سنوياً، بسبب العقوبات الجيوساسية على روسيا، كما نخسر نحو 90-100 مليار دولار اخرى، بسبب تدني أسعار النفط بنحو 30% ) وهكذا فقد تراجعت احتياطات النقد الاجنبي في روسيا نحو (100) مليار دولار نهاية العام 2014 لتصل إلى ( 428.6) مليار دولار مقابل ( 524.3) مليار دولار في الشهر من العام 2013، وذلك بسبب تدخل البنك المركزي الروسي لدعم العملة الروسية ( الروبل)[41].
وقد فرضت الولايات المتحدة الامريكية سلسلة من العقوبات المشددة تدريجياً على روسيا، رداً منها على تصرفات وسياسات روسيا فيما يتعلق بالازمة الاوكرانية لعام 2013، إذ ضمت هذه العقوبات تدابير امريكية، وقضت بعدم وصول الشركات الروسية إلى الاسواق الأمريكية، وأستهدفت تحديداً اربع شركات طاقوية روسية كبرى وهي:( شركة نوفاتيك، وشركة روسنفت، وشركة غاز بروم نفت، وشركة ترانسفت )، فضلاً عن ذلك فقد منعت هذة العقوبات عمليات تصدير السلع والخدمات او التكنولوجيا إلى روسيا، لاسيما تلك المتعلقة بتكنولوجيا التنقيب في القطب الشمالي والنفط الصخري، بينما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة على روسيا نتيجة السياسات الروسية في اوكرانيا، لاسيما على اثر ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا على الرغم من انها مختلفة في بعض النواحي عن تلم العقوبات الامريكية المفروضة على روسيا[42].
وعلى الرغم من العقوبات التي اعلنت ضد روسيا في العام 2014، فأن روسيا قد عقدت العديد من الاتفاقات المتعلقة بتطوير الاستكشاف لعل اهمها مع شركة توتال الفرنسية في العان 2014 لإستكشاف موارد النفط الصخري في شراكة مع شركة لوك اويل، غير ان شركة توتال الفرنسية أوقفت مشاركتها في العام 2014 ووقعت شركو اكسون موبيل، وشركة شل وبي بي، وشتات أويل، أيضاً اتفاقات مع شركات روسية لاستكشاف موارد النفط الصخري، وقد توقفت جل المشاريع المشاركة في مناطق استكشاف النفط الصخري والموارد الطاقوية في القطب الشمالي من قبل الشركات الغربية بعد فرض العقوبات.
وعليه يمكن القول انه من غبر المرجح أن يتم تطوير مشاريع الطاقة في روسبا دون مساعدة من شركات النفط الغربية في القطب الشمالي وفي استخراج النفط الصخري ومع ذلك فأن هذة العقوبات لها تاثير كبير على الانتاج الروسي، حيث كان لها الاثر الفوري في وقف استثمارات واسعة النطاق من الشركات الغربية التي سبق وخططت للاستثمار في هذة الموارد[43].
وقد ادئ تطبيق العقوبات الأوروبية والأمريكية على روسيا انخفاض اسعار النفط بأكثر من النصف، ففي متوسط اسعار نفط برنت من 109دولار برميل من العام 2014. إلى 25 دولار للبرميل في العام 2015 وإلى 40 دولار للبرميل من العام 2016، حيث ضغطت هذة العقوبات وتراجع الاسعار ضغطاً شديداً على الاقتصاد الروسي في عام فقط، وجعلت من الصعب على شركات الطاقة الروسية تمويل مشاريع جديدة، مثل مشاريع الاستكشاف في المياه العميقة باقصئ القطب الشمالي، وكذلك مشاريع النفط الصخري.
وقد ادئ ايضاً انخفاض اسعار النفط إلى تراجع إيرادات الدولة الروسية من انشطة النفط والغاز بشكل كبير مما أدى إلى نمو العجز في ميزانية الدولة[44].
وقد قامت الحكومة الروسية ايضا بجمع الارباح من شركات النفط والغاز التي تساهم فيها الدولة ففي العام 2016 فقد دفعت الحكومة الروسية الشركات التي تسيطر عليها الدولة لدفع ما لا يقل عن 50% من صافي ارباح الدخل في عام 2015، وهو ما يضعف في حقيقة الأمر من هذه الشركات كونه يحد من امكانياتها الاستثمارية.
وأعلنت الحكومة الروسية في العام 2015، عن نيتها لبيع بعض من اسهمها في العديد من الشركات الروسية، بما في ذلك Bashneft. وروسنفت التي كانت (Bashneft) واحدة من اكبر 10 منتجين للنفط في روسيا. وفي العام 2015، فقد باعت الحكومة الروسية نسبة (08، 50% ) من حصتها في شركة Bashneft. بمقدار 5.3 مليار $ . وتمتلك الحكومة الروسية حالياً 69.5% من اكبر منتج للنفط في روسيا، وهي شركة روسنفت. كما تعتزم بيع ما يصل الى 19.5% من الشركة، والابقاء على حصة مسيطرة بنسبة 50% فقط[45].
وهكذا تتجلى كبرى معالم تحديات الأمن الطاقوي الروسي على ضوء الازمة الاوكرانية، في تلك الرهانات الكبرى لأوروبا، الرامية الى تقليص اعتمادها على روسيا كمورد موثوق به للطاقة، وقد قامت روسيا بأتباع العديد من السياسات الرامية الى قبضة سيطرتها على امدادات الطاقة نحو بلدان الاتحاد الاوروبي، وذلك عبر بناء عدد من خطوط انابيب نقل الطاقة، لاسيما الغاز الطبيعي الى شمال اوروبا وجنوبها والى منطقة البلقان وتركيا ولعل ابرز هذه الخطوط هي:
اولا :- خط السيل الشمالي : وهو المشروع المقام لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى شمال أوروبا ويعرف أيضا بخط أنابيب الروسي- الألماني، وقد تم الاتفاق على إنشائه في العام 2003 [46].
ويتكون نظام مشروع السيل الشمالي من أربعة أنابيب مرتبطة مع بعضها وهي[47]:
أ – الجزء البري خط نقل قرايزوفانسك – فيبورغ : وينطلق من قرايز وفانسك الواقعة في منطقة الغولغا، إلى ميناء فيبورغ الروسي شمال سان بطرسبرغ قبالة سواحل فنلندا، ويبلغ طوله ( 917) کم، وطاقة التمريرية 55 مليار متر مكعب سنوياً .
ب – الجزء البحري – أنابيب بحر البلطيق : وتنطلق من ميناء فيبورغ الروسي إلى ميناء غريفسوالد الألماني، امتداده (1220) کم، وطاقة التمريرية 82 مليار متر مكعب سنوياً.
ج - الجزء الممتد عبر ألمانيا أوبال و نال : الأنبوب أوبال ينطلق من ميناء غريفوالد الألماني باتجاه منطقة أولبادنهو على الحدود الألمانية التشيكة، و يبلغ طوله 470 كم، وطاقة التمريرية 35 مليار متر مكعب سنوياً، أمّا الأنبوب نال ينقل الإمدادات إلى باقي المناطق الألمانية فضلا عن هولندا والمملكة المتحدة بطاقة تمريرية ۲۰ مليار متر مكعب سنوياً.
د- الجزء الممتد في جمهورية التشيك : ويكمل هذا الأنبوب مسار أنبوب أوبال من الحدود الألمانية لنقل الغاز الطبيعي لجمهورية التشيك، بطاقه تمريرية 30 -33 مليار متر مكعب.
وقد تَّم إنشاء هذا المشروع لجعل الدول الأوروبية أكثر ارتباط بروسيا سياسياً واقتصادياً، وضمان الحفاظ على هيمنتها على حصة كبيرة في سوق الطاقة الأوروبي، وتلافي دولة العبور أوكرانيا ومواجهة المشاريع التي تقام لتزويد أوروبا بالطاقة من مناطق أخرى.
وقد واجه هذا المشروع معارضة من قبل الولايات المتحدة ودول البلطيق (استونيا، لاتيفيا، ليتوانيا)، وذلك للمخاوف البيئية المرتبطة به وإنّه يعد صيغة جديدة للهيمنة الروسية وسيعمق تبعية أوروبا للغاز الروسي وهناك مخاوف من تحول منصات الأنابيب الواقعة في بحر البلطيق إلى قاعدة خلفية لروسيا لجمع المعلومات والتجسس الاستخباراتي، وهناك اتفاق بين روسيا وألمانيا في عام ۲۰۱۷، لإنشاء مشروع مقترح وهو(السيل الشمالي 2)، والذي يمتد بموازت السيل الشمالي 1، ويتضمن إنشاء خطين لنقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، ويمر عبر خمسة دول ( روسيا، فنلندا، السويد، الدنمارك وإلى ألمانيا )، وطاقته التمريرية تبلغ ( 55 ) مليار متر مكعب سنويا[48].
وتشارك في المشروع عدة شركات عالمية هي غاز بروم الروسية التي تمتلك 50% منه، ومجموعة شركات أوروبية تمتلك 50% المتبقية، وتصل الكلفة الكلية لانشاء هذا المشروع 9 مليار دولار أمريكي وقد تم الانتهاء منه في العام 2021، والذي واجه معارضة أمريكية هو الآخر[49].
ثانيا :- السيل الجنوبي : وهو المشروع المقترح إقامته لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ويُعُّد مشروعاً مشتركاً بين شركة (أيني) الإيطالية وغاز بروم، ويقوم هذا الخط بنقل الغاز الطبيعي إلى دول جنوب ووسط أوروبا عبر البحر الأسود[50]، ويعبر هذا المشروع رومانيا وهنغاريا والنمسا ويتم وصله بشكة أوروبا الغربية، متجنباً أوكرانيا، يمتد لمسافة ۲۳۸۰ کم وطاقتة التمريرية 13 مليار متر مكعب سنوياً[51].
وقد تَّم استبدال مشروع السيل الجنوبي بمشروع آخر مقترح هو (السيل التركي) وذلك بسبب الكلفة والوقت الذي يتطلبه مشروع السيل الجنوبي، إذ يتطلب بناء خط جديد مختلف تماماً عن تلك التي تمر عبر أوكرانيا، وقد وقعت روسيا وتركيا اتفاقية أولية في العام 2014 لمشروع السيل التركي عبر البحر الأسود، وهذا المشروع يتكون من أنبوبين خصص الأنبوب الأول لتلبية احتياجات السوق التركية من الطاقة، أمّا الأنبوب الثاني فقد خصص لتوريد الطاقة لدول جنوب أوروبا وبطاقة تمريرية 63 مليار متر مكعب سنوياً وبكلفة 13 مليار دولار وتشرف على الإنشاء شركة غاز بروم الروسية[52].
وقد قّدم هذا المشروع بعيداً عن أيّة دولة عبور عضو في الإتحاد الأوروبي، وجعل من تركيا محطة مهمة لإمدادات الطاقة الروسية نحو دول جنوب أوروبا وهو محاولة من روسيا لإغراء تركيا للعدول عن سياستها المشجعة للدول الأوروبية ودول آسيا الوسطى على بناء مشاريع موازية ومنافسة للمشاريع لروسية[53] .
ثالثا :- خط أنابيب النفط نوفوروسيسك – بروجاس – الكسندروبوليس ( روسيا بلغاريا- اليونان) : وهو المشروع الروسي المقام كرد على المشروع الأمريكي ( باكو تبليسي – جيهان)، وقد وقعت الاتفاقية الأولية لإنشاء هذا الأنبوب في عام 2007 من قبل الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) ورئيس الوزراء البلغاري (سيرغي ستانیشف) ورئيس الوزراء اليوناني ( کوستاس كارا مائلیس)، ينطلق هذا الأنبوب من الميناء الروسي نوفوروسيسك على البحر الأسود إلى الميناء البلغاري بروجاس ومنه إلى الميناء اليوناني الكسندروبوليس على البحر الأدرياتيكي ومنه إلى الدول الأوربية الغربية، وبلغت كلفة هذا الخط مليار دولار ويبلغ طوله ( 208 ) کم ويضخ فيه 35 إلى 50 مليون برميل في السنة[54]، يعد هذا الخط كخطوة مهمة لروسيا کي تحكم قبضتها على قطاع الطاقة في أوروبا[55].
المطلب الثاني: تداعيات الازمة الاوكرانية على امن الطاقة الاوروبي
للازمة الاوكرانية الكثير من التداعيات على أمن الطاقة الاوروبي وهي[56]:
1-زيادة عدم الموثوقية بروسيا وسياستها الخارجية، وان الدولة الروسية طالما تحاول ابراز الطاقة كورقة تهديد لأوروبا في اي قضية تشكل خلاف مع توجهات السياسة الخارجية الروسية، كما ان الازمة الأوكرانية قد اظهرت عمق المخاوف الأوروبية المستقبلية من روسيا وقيادتها التي تحمل طموحات استعادوه الدور العالمي، وانها تعد امبراطور الغاز العالمي الذي ينبغي ان تستجيب اوروبا لرغباته وطموحاته، لذلك فقد عززت الازمة عدم الموثوقية بروسيا وعدم بقا أمن الطاقة الأوروبي يرتهن بإرادة روسيا ورغباتها وتوصيتها التي لاتتفق بالضرورة مع التوجهات الأوروبية.
2-لقد كشفت الأزمة الأوكرانية ضرورة التوجه بقوة نحو ضم أوكرانيا إلى المجموعة الأوروبية وان تكون عضو في الأتحاد الأوروبي من جانب، وأن تنضم إلى حلف الناتو من جانب اخر، لذلك من الضرورة تقوية أوكراني اقتصاديا وعسكريا وهذا ما قد ترفضه روسيا، وان السياسة الخارجية الأوروبية متوافقة مع السياسة الأمريكية التي تنطوي على اخراج أوكرانيا من تلك السيطرة لتحقيق هدفين[57]:
أ-ان تكون أوكرانيا ورقة ضغط على روسيا بوصف أوكرانيا تعد ضمن المحال المهدد للأمن الروسي.
ب-ان تكون روسيا تحت ضغوط أوروبية – أمريكية ومن ثم لايمكن لها أن تكون بموقف المهدد لدول الاتحاد الأوروبي بل العكس ستكون هي المهددة في أمنها القومي، اي ان أوروبا تريد ابتزاز ومساومة روسيا أمنيا وعسكرياً من اجل الحصول على الطاقة الروسية بشكل مستدام.
3-لقد بلورت الأزمة قاعدة تامة لدئ قيادات دول الاتحاد الأوروبي بأن روسيا في ظل توجهات بوتين الطموحة لأستعادة مكانة و دور روسيا في النظام العالمي ولم شمل الدولة الشرقية من جديد ورفضه لحالة انضمام بعضها إلى الاتحاد الأوروبي بأنه لن يتوانئ عن استخدام القوة الصلبة كورقة ( النفط والغاز ) أو القوة العسكرية لتحقيق اهدافه، إذ ليس من الحكمة في ظل توافر ذلك الادراك بأن تبقئ دول الاتحاد الأوروبي تنظر إلى روسيا بانها دولة صديقة وموالية لدول الاتحاد الأوروبي .
4-ان الازمة الاوكرانية قد قرعت جرس الانذار لدئ دول الاتحاد الأوروبي بضرورة توحيد سياسات الطاقة لديها، إذ ان اهم التحديات التي واجهت أوروبا هي عدم وجود سيتسة طاقوية موحدة لدئ دول الاتحاد الأوروبي، وان كل دولة من دول الاتحاد كانت تسلك سياسات طاقوية خاصة بها من دول مراعاة مصالح دول الاتحاد الاخرى، كما ان الازمة قد افرزت قناعات لدئ قيادات دول الاتحاد الأوروبي بضرورة توحيد سياسات الطافة من اجل مواجهة التهديد الروسي بقطع إمدادات الطاقة عن دول الاتحاد الأوروبي، وهذا سوف يعمل على أقامة تكتل أوروبي يفرض حظر أوروبي تام على استيرادات الطاقة الروسية أو توحيد مواقفها التغاوضي لاسيما في مسألة الأسعار في مواجهة روسيا، أي اقامة سوق أوروبي موحد للطاقة مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الغاز والنفط الروسي[58].
ولقد كشفت الأزمة الأوكرانيا هشاشة امن الطاقة الأوروبي والامر الذي قد دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن تنويع مصادر استيراد الغاز من بحر قزوين وشمال افريقيا.، اي ان الاتحاد الأوروبي أراد ان يتجاوز السياسة الخارجية الروسية في توظيفه لورقة الطاقة للضغط على دول الاتحاد في مسألة الاسعار بشكل خاص، وذلك عن طريق ايجاد منافذ جديدة للطاقة من اجل تخفيض الضغوط الروسي عليها وتقليل من الاعتماد المذلة لدول الاتحاد إلى روسيا، فالاتحاد الأوروبي أدرك أهمية تنويع مصدر الطاقة من مناطق مهمة في العالم وهي :
اولا: - دول حوض بحر قزوين: تسعى الدول الأوروبية والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تنويع وارداتها من الطاقة من مناطق أخرى، وذلك من خلال اعتماد العديد من السياسات للتقليل من اعتمادية أوروبا اقتصادياً وسياسياً على روسيا الاتحادية، كما تسعى الولايات المتحدة عبر هذه السياسة للتقليل من الثقل الروسي في سوق الطاقة العالمي، وأبرز المعالجات لهذه الإشكالية هي التنويع عبر التوجه إلى الاستثمار في دول حوض بحر قزوين، حيث تقوم السياسة الأوروبية بهذا الصدد على ركيزتين أساسيتين هما ( الأمن والتنويع )[59].
وتُعُّد منطقة بحر قزوين مصدراً واعداً في مجال الطاقة، وتكتسب هذه المنطقة أهميتها العالمية لاحتوائها على ثروات مهمة وموارد كثيرة تسهم في تكوين قاعدة عالمية للمعروض من النفط والغاز الطبيعي، وقد بلغت نسبة استيراد الاتحاد الاوروبي للنفط الخام من دول حوض بحر قزوين لعام 2019 نحو ( 466 ) مليون برميل[60].
وفي سياق مشاريع نقل الطاقة تسعى الولايات المتحدة إلى الأستثمار في هذا المجال فأقامت مشاريع أنابيب لنقل الطاقة من منطقة حوض بحر قزوين لكسر الهيمنة الروسية، وتنويع مصار الطاقة لحلفائها في أوروبا ومن هذه المشاريع :
1-باکو تبليسي جيهان: سعت الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1998 لمد هذا الخط لنقل النفط، وذلك من خلال الاتفاق مع حكومات دول المنطقة على قبول هذا المشروع بوصفه أحد أفضل البدائل المتاحة لنقل النفط من منطقة بحر قزوین، إذ تَّم التوقيع على إنشاء هذا الخط في ( قمة التعاون والأمن الأوروبي) في عام 1999، وأكّد خلالها رؤساء دول تركيا وأذربيجان وجورجيا وكازاخستان وتركمانستان على التزامهم بإنشاء خط باكو-جيهان[61]، ويعبر هذا الخط بحر قزوين فيربط الساحل الشرقي له وهي دول (كازاخستان وتركمانستان ) بالدول الواقعة غربه وهي ( أذربيجان وجورجيا)، ويبلغ طول هذا الخط ( 1730 ) كم يقع منها ( 468 ) كم ضمن أراضي أذربيجان و (225 ) کم ضمن أراضي دولة جورجيا، أمّا المتبقي (1037) کم فيقع ضمن الأراضي التركية[62] . انظر الخريطة (1- 4).
خريطة رقم (1-4) تبين مشروع باكو تبلسي جيهان
المصدر: - منشورة على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) على الرابط :
https://images.app.goo.gl/EamAADhDotw1BLwXA
تاريخ الزيارة 30/7/ 2022.
ثانياً :- خط أنابيب نابوكو[63](*): ويُعُّد مبادرة أوروبية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية ويتمثل هذا المشروع بمد خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، وينطلق من ثلاث دول في وهي (كازاخستان، أوزبكستان، تركمانستان ) ومن ثم يمتد غرباً عبر أسفل بحر قزوين، حتى أذربيجان ومنها إلى جورجيا ثم تركيا ومن المقرر أن يلتقي بخط الغاز العربي فيها، وبعدها يوصل الخط مساره إلى بلغاريا ورومانيا وهنغاريا والنمسا([64]) . ينظر الخريطة (1-5)
خريطة رقم (1- 5) تبين مشروع نابوكو
المصدر: سكينة جعفر شهاب: مشاريع الطاقة الأوراسية واثارها الجيوسياسية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية القانون والعلوم السياسية، جامعة العراقية، 2020، ص 79.
ويهدف وهذا المشروع إلى:
أ-تزويد الدول الأوربية بالطاقة مباشرة من مصادرها في منطقة بحر قزوين وخاصة من حقل (شاه دينيز ) الأذربيجاني الذي يُعُّد من المصادر الرئيسة لتغذية المشروع، فضلاً عن إلى خفض الاعتماد على الغاز الروسي المار عبر الأراضي الأوكرانية بعد تكرر الأزمات بين الدولتين[65].
ب-إيجاد منفذ لتوريد الغاز من تركمانستان إلى الأسواق الأوربية بعيداً عن روسيا، وتُعُّد هذه محاولة أوروبية– أمريكية لإقصاء الدور الروسي بهذا المجال[66] .
3 -خط أنابيب العابر للادرياتيكي ( مشروع مقترح): يهدف هذا المشروع المقترح لنقل الغاز الطبيعي من أذربيجان عبر كل من جورجيا وتركيا ومنها إلى الدول الأوروبية، بدعم من الدول الأوروبية وتمويل من البنك الدولي، وقد تمَّ توقيع اتفاقية إنشاء هذا الخط في عام 2011، وتقدر كمية الغاز المصدرة خلال المرحلة الأولى 16 مليار متر مكعب سنوياً، وتكون حصة تركيا منه 6 مليار متر مكعب والباقي ينقل إلى كل من اليونان وألبانيا وإيطاليا مخترق البحر الأدرياتيكي ومن ثم إلى الأسواق الأوروبية، و يمكن لهذا الخط أن يقوم بإمداد دول البلقان بالطاقة لاسيما وأنّ هذه الدول تعتمد اعتماداً كثيراً على الطاقة الروسية، بما يمكنها من تنويع وارداتها منها[67].
4- خط باکو سوبسيا : وهو الخط الرابط بين أذربيجان وجورجيا، وقد بدأ العمل بهذا الخط في عام 1998 وبطاقة استيعابية (200) ألف برميل في اليوم، ويقوم هذا الخط بنقل النفط الخام من أذربيجان إلى ميناء (سوبسيا الجورجي) المطل على البحر الأسود ومنه إلى الدول الأوروبية([68]).
5- مشروع السيل الأبيض : يمتد هذا الخط من جورجيا إلى أوروبا الغربية مروراً بشرق رومانيا، ويقوم بنقل الغاز الطبيعي من منطقة بحر قزوين، إلى الأسواق الأوربية، ويعمل على تحقيق هدف استراتيجي وهو منافسة الطاقة الروسية وذلك عبر تأمين الاتصال المباشر بين دول هذه المنطقة كمورد رئيس والاتحاد الأوربي كمستهلك للغاز الطبيعي، ويبلغ طول الخط (1230) كم، وتقدر القدرة التمريرية له 32 مليار متر مكعب سنويا[69]. انظر الخريطة. (1-6)
خريطة رقم (1-6) تبين مشروع السيل الابيض
المصدر: منشورة على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت)على الرابط.
https://images.app.goo.gl/xwqaYniXdea8aY2k8
تاريخ الزيارة 30/7/2022.
ثانيا: - دول شمال افريقيا: تُعُّد منطقة شمال إفريقيا مصدراً رئيساً للطاقة، إذ تتركز فيها أكبر الاحتياطات البترولية والإنتاجية، وتُعُّد منطقة مهمة للاتحاد الأوروبي لتنويع إمداداته من الطاقة، وتضم شمال إفريقيا دولاً منتجة عدة وهي (الجزائر، ليبيا، مصر)[70]، وقد دخلت هذه الدول بعلاقات مع الاتحاد الأوروبي وعن طريق الشراكة الأورو متوسطية التي جعلت من هذه المناطق أكثر جاذبية للاتحاد الأوربي لضمان أمنها الطاقوي[71].
تسهم الجزائر من خلال إستراتيجيتها لتصدير الغاز الطبيعي في تأمين مستقبل الطاقة للإتحاد الأوروبي، ففي العام 2006 أصبحت المورد الرئيس لإيطاليا بنسبة 39 % من واردات الغاز الطبيعي وثالث مورد لبلجيكا بنسبة 17 % من الغاز، والمورد الرئيس لإسبانيا من خلال توفير 52 % من وارداتها من الغاز الطبيعي، وصدرت الجزائر في العام 2006، نحو 621 مليار متر مكعب من الغاز، 60 % منها عبر خطوط أنابيب الغاز و 40 % منها عبر ناقلات الغاز، وقد بلغت نسبة استيراد الاتحاد الأوروبي من الدول الافريقية للنفط نحو (2 مليون برميل) والغاز بنسبة (18، 18 ) مليار متر مكعب[72].
ومن أجل تنويع وسائل النقل للاتحاد الأوروبي فيتم تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية من خلال خطوط أنابيب نقل الغاز الاتية[73] :
1-خط أنابيب عبر البحر المتوسط :- ويسمى أيضاً بخط أنابيب غاز ( إنريكو ماتی): ويمتد من الجزائر عبر تونس إلى صقلية ثم إلى الأراضي الإيطالية، وقد بدأ العمل به في العام 1983 وتبلغ طاقته التمريرية 8 مليار متر مكعب.
2- خط أنابيب الغاز ( الأورو- مغربي) : ويصل بين حقل حاسي الرمل في الجزائر عبر المغرب إلى قرطبة في أسبانيا، إذ يتصل مع شبكة الغاز البرتغالية والإسبانية و يمد كل من إسبانيا والبرتغال والمغرب بالغاز الطبيعي، وقد بدأ العمل به في العام 1996 وتبلغ طاقته التمريرية 8 مليار متر مكعب.
وفضلاً عن ذلك يوجد مشروع ميد غاز :- وهو المشروع الذي يهدف إلى تصدير 8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى إسبانيا إذ اكتمل المشروع في العام 2009، وينطلق هذا الخط من محطة بني صاف في الجزائر وصولاً إلى الميريا في إسبانيا، ويبلغ طول الجزء البحري من الخط نحو 200 كلم . ويسهم في تنفيذ هذا المشروع الشركات الآتية( سوناطراك سيسبا، ابردولا، غاز فرنسا وأنديسا ) .
أما مشروع غالسي :- يهدف إلى تصدير 8 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي نحو إيطاليا عبر سردينيا، إذ اكتمل في العام 2009، ويبدأ هذا المشروع من منطقة الكلا في الجزائر إلى كاغلياري عند جزيرة سردينيا بطول 280كلم، ويعبر الخط الجزيرة من كالياري إلى أولبيا على اليابسة بطول 300 كلم، ومن أولبيا ينطلق إلى كاربونيفيرا ومنها إلى شبكة الغاز الإيطالية بطول 270 كم، وتسهم في تنفيذ هذا المشروع الشركات الاتية : (سوناطرك 36%، سفيرس 5%، هيرا 9%، إينل 13.5%، إيديسون 18%، وينترشال 13.5%، بروجيمسيا 5%). أما بالنسبة إلى ليبيا فيكون عبر ( خط أنابيب الجدول الأخضر)، ويُعُّد من خطوط نقل الطاقة إلى أوربا، والذي هو جزء من مشروع آخر الذي يسمى( الغرب الليبي )، ومن خلال هذه الخطوط تحصل دول الاتحاد الأوروبي على مصادر الطاقة ولها فرصة في تنويعها[74].
غير إنّ هذا الاعتماد الأوروبي على إنتاج الطاقة لدول شمال إفريقيا هو الآخر مرهون بالاستقرار الأمني في هذه الدول وتحديداً ( ليبيا ) وهو بهذا لا يخلو من تحديدات أمنية.
كما أنّ إشكالية (العلاقات الجزائرية المغربية)[75](*) كان لها انعكاس على استمرار تصدير الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية إلى إسبانيا وهذا مثال آخر على الإشكاليات التي يتعرض لها أمن الطاقة الأوروبي.
الخاتمة
يعد أمن الطاقة أحد المرتكزات الأساسية في سياسات الدول كونه يرتبط بأساس اقتصادها ونموء واستقرارها السياسي وديمومته، وتعد الدول الأوروبية من اكثر الدول اعتماداً على الاستيراد في تأمين مواردها من الطاقة ( النفط والغاز الطبيعي ).
وقد شكلت الازمة الأوكرانية صيحة انذار مهمة لدول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأعتماده الطاقوي على روسيا كمزود مشكوك في موثوقيته، كما انها شكلت بعداً استراتيجياً لمعضلة الطاقة في العلاقات الروسية_ الأوروبية .
وفيما يلي أهم الاستنتاجات :-
1-تعد الازمة الأوكرانية اهم التحديات الراهنة لكل من الأمن الطاقوي الروسي و الأوروبي نظراً لكون اوكرانيا دولة عبور محورية لإمدادات الطاقة الروسية نحو اوروبا، حيث ان 80% من الأمدادات الروسية إلى اوروبا تمر عبر اوكرانيا.
2-تواجه روسيا تحديات تمس صميم امنها الطاقوي نتيجة لتبعيتها العالية لأوكرانيا كدول عبور مهمة لا مدادتها الطاقوية نحو السوق الطاقوي الأوروبي، كما تتمثل تحدياتها في الأمن الروسي تجاه أوروبا في تلك الرهانات الأوروبية نفسها، وعلى هذا الاساس يتطلب على روسيا اتباع مجموعة من الرهانات لأمنها الطاقوي، وتتمثل اولها في تنويع خطوط انابيب الطاقة نحو السوق الطاقوية الأوروبية بعيداً عن مناطق الامداد ذات الطبيعة النزاعة مع روسيا، والمتمثلة اساساً في اوكرانيا، ولهذا فقد طرحت روسيا فكرة تجسيد مجموعة من انابيب الطاقة تجاه أوروبا وأهمها مشروع السيل الشمالي بغية استمرار الهيمنة الروسية على امدادات الطاقة الأوروبية.
3-سعت روسيا إلى تنويع طرق نقل الطاقة إلى الدول الأوروبية من اجل تقليل الاعتماد على وكرانيا لاسيما بعد الازمات التي ادت إلى قطع امدادات الغاز عن أوروبا التي جعلتها تبحث عن بديل عن الغاز الروسي.
4-ان للازمة الاوكرانية اثر سلبياً على واقع الطاقة الروسي _ الأوروبي، إذ شكلت الازمة الأوكرانية صيحة انذار مهمة لدول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأعتماده الطاقوي على روسيا كمزود مشكوك في موثوقيته، كما انها شكلت بعداً استراتيجياً لمعضلة الطاقة في العلاقات الروسية_ الأوروبية .
5-هناك تحدي تواجه الدول الأوروبية وهو ارتفاع العجز في الانتاج المحلي لتلبية تزايد الطلب على النفط والغاز.
[1] دنفر صفية، انعكاسات الازمة الاوكرانية على العلاقات الروسية الغربية 2013-2018،رسالة ماجستير منشورة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد خيضر – بسكرة -، 2019، ص 28 .
[2] محمد السيد محمد، تداعيات الازمة الاوكرانية على العلاقات الروسية الغربية،(2014-2022)،
https://democraticac.de/?p=81795
تاريخ الزيارة 22/7/2022.
[3] محمد السيد محمد، تداعيات الازمة الاوكرانية على العلاقات الروسية الغربية، (2014- 2022)، مصدر سبق ذكره.
[4] دنفر صفية، انعكاسات الازمة الاوكرانية على العلاقات الروسية الغربية 2013-2018، مصدر سبق ذكره، ص 30.
[5] يسرى الشرقاوي، الشراكة الشرقية: تكفير الاتحاد الاوروبي عن اخطائه، مجلة السياسة الدولية، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد 178، مصر، 2009، ص 100.
[6] محمود عبد العاطي، عودة النفوذ الروسي في اوروبا الشرقية، مجلة السياسية الدولية، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد 181، مصر، 2010، ص 203، ص 204.
[7] محمد الكوخي، الازمة الاوكرانية وصراع الشرق والغرب جذور المسألة ومالاتها، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسيات، قطر، 2015، ص 25.
[8] جورج فيشان، اوكرانيا، القرم في السياسة الروسية، ترجمة محمود الحوثاني، مركز الجزيرة للدراسات، قطر، ص 2014، ص4.
[9] محمود صفوات بولات، أوكرانيا وانفصال القرم الواقع والحال، مركز الجزيرة للدراسات، قطر، 2014، ص4.
[10] باسم راشد، تهديد جيواستراتيجي، حسابات القطب الروسي بالأزمة الأوكرانية، مجلة السياسية الدولية، العدد 169، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2014، ص 128.
[11] اسامة مخمير، الطاقة والعلاقات الروسية مع اسيا، مجلة السياسية الدولية، العدد 170، القاهرة، 2007، ص 92.
[12] US Energy Information Administration (EIA),country analysis, france,2019 p15.
[13] خولة بوناب, تأثير البعد الطاقوي للسياسة الخارجية الروسية تجاه الاتحاد الاوربي, رسالة ماجستير, جامعة محمد بوضياف, كلية الحقوق والعلوم السياسية, 2016, ص65.
[14] نورهان الشيخ, سياسة الطاقة الروسية وتأثيرها على التوازن الاقليمي, المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية, 2010, ص9.
[15] Yavid Reviron Liubou, les relation energy etiquesenter I union europene al Russia, devendance or independence< paris: L harmattan, 2008, p.41.
[16] فكتور ليبيديف, الاوضاع لاقتصادية والسياسية والامنية في روسيا الاتحادية , مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, ابوظبي, 1999, ص26.
[17] محفوظ رسول:- أمن الطاقة في العلاقات الروسية الاوربية, مركز الكتاب الاكاديمي, عمان, الاردن, 2018, ص 132-133.
[18] ناصر زيدان، دور روسيا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من بطرس الأكبر حتى فلاديمير بوتين، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2013، ص 241.
[19] محفوظ رسول، امن الطاقة في العلاقات الروسية، مصدر سبق ذكره، ص 134.
[20] فليب سيبيل- لوبيز:- الجغرافيات السياسية للبترول, ترجمة نجاة الصليبي الطويل, هيئة ابوظبي للسياحة والاثار, الامارات, 2013, ص234.
[21] محفوظ رسول، امن الطاقة في :العلاقات الروسية _ الأوروبية، مصدر سبق ذكره، ص 135.
[22] Bb, Statical Review of world Energ, 2019,BP P. l . c , Uk – London , 2019 ,p.34 – 36.
[23] جمال سند السويد : افاق العصر الأمريكي السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد، (مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية، الامارات العربية المتحدة، ابوظبي، 2014 )،ص ص373، 374.
[24] د.محفوظ رسول :أمن الطاقة في العلاقات الروسية – الأوروبية، مصدر سبق ذكره، ص 19
[25] Johan Lilliestam and Anthony Patt: Conceptualising Energy Security in the European Context :A Policy Perspective bottomup approach to the Cases of the EU , UK and Sweden , smart energy for europe platform . working paper 4, Berlin, Juni 2012 , p,9.
[26] عمرو عبد العاطي: امن الطاقة في السياسة الخارجية الأمريكية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، 2014، ص 55.
[27] محمد جاسم حسين الخفاجي :- روسيا ولعبة الهيمنة على الطاقة، رؤية في الادوار والاستراتيجيات، دار امجد للنشر والتوزيع، الاردن، 2018، ص 134.
[28] جيفري ما نكوف، أمن الطاقة الأوراسي، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2010، ص 22. وكذلك – نتالي غريب :- امبراطورية الغاز، ترجمة عمار قط، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2011، ص 130.
[29] محفوظ رسول، امن الطاقة في العلاقات الروسية -الاوروبية، مصدر سبق ذكره، ص 207.
[30] محمود حيدر، جيوبولتيكية الحافة الصراع المستحدث على اسيا الوسطى،مجلة حمورابي، عدد 11،مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، بيروت، 2014،ص 47.
[31] Aleksashenko sorgey, “Russias economic agenda to 2020 “international affairs, royal institute of international affairs, 2012,p31.
[32] عمر العبدالله، واخرون : - الاتحاد الأوروبي واسيا الوسطى قضايا التعاون والشراكة الاستراتيجية، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، عدد 2، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية، سوريا، 2014، ص 240.
[33] لورنت روسكاس: تنمية نفط بحر قزوين، نظرة عامة، من كتاب (مصادر الطاقة في بحر قزوين والانعكاسات علي منطقة الخليج العربي)، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ابوظبي، 2010، ص 24.
[34] بان قدس :- العلاقات الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الأوروبي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم السياسية، جامعة النهرين، 2018، ص 145.
[35] المصدر نفسه. ص145
[36] بمراح محمد جواد :- تأثير الغاز الجزائري على الامن الطاقوي الأوروبي، مجلة الجزائرية للدراسات السياسية، عدد 1، جامعة ابي بكر بلقا يد، الجزائر، 2021، ص 46.
[37] لطفي مزياني، الامن الطاقوي للإتحاد الأوروبي وانعكاساته على الشراكة الاوروجزائرية , رسالة ماجستير منشورة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة الحاج خضر باتنة، 2012 ص 120.
[38] بان قدس :- العلاقات الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الأوروبي، مصدر سبق ذكره، ص 144.
[39] شريف شعبان مبروك، التحالفات الاقليمية والدولية في شرق المتوسط، المركز العربي للأبحاث، على الرابط :
[40] Garfunkel.z,”originof the eastern mediterranean basin : areevalutio. https://www.academia.edu/49385984/Origin_of_the_Eastern_Mediterranean_basin_a_reevaluation
تاريخ الزيارة. 1/7/2022.
[41] محفوظ رسول: الازمة الاوكرانية ورهانات امن الطاقة الاوراسية مع الاشارة لحالة الامن الطاقوي الجزائري، مركز الكتاب الاكاديمي، عمان، 2018، ص 238.
[42] عمارة قدور: روسيا وتركيا: علاقات متطور وطموحات متنافسة في المنطقة العربية، سياسات عربية، العدد 15، قطر، 2015، ص 37.
[43] محفوظ رسول : الازمة الاوكرانية ورهانات امن الطاقة الاوراسية مع الاشارة لحالة الامن الطاقوي الجزائري، مصدر سبق ذكره، ص 239.
[44] عمارة قدور: روسيا وتركيا: علاقات متطور وطموحات متنافسة في المنطقة العربية، سياسات عربية، مصدر سبق ذكره، ص 38.
[45] محفوظ رسول : الازمة الاوكرانية ورهانات امن الطاقة الاوراسية مع الاشارة لحالة الامن الطاقوي الجزائري، مصدر سبق ذكره، ص 240.
[46] دينا عمار:- شبكات نقل الطاقة من بحر قزوين مسارات مختلفة، مجلة السياسية الدولية، عدد 180، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة، 2010، ص 172
[47] محفوظ رسول :- الازمة الاوكرانية ورهانات أمن الطاقة الروسية، مركز الكتاب الاكاديمي، عمان، 2017، ص 136.
[48] سكينة جعفر شهاب: مشاريع الطاقة الأوراسية واثارها الجيوسياسية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية القانون والعلوم السياسية، جامعة العراقية، 2020، ص، ص 73، 74.
[49] Alex Barnes, nordstream2 friend or enrmy of energy security in Europe, policy imsights,CEPC energy climate house,2017,p2.
[50] Nicklas Norlinng, gasproms monopoly and naboucos potential strategic Decision for Europe (2) washington, center asia- caucaus institute, 2007, p.16.
[51] كمال ديب: - مصدر سبق ذكره، ص 182.
[52] محفوظ رسول :- مصدر سبق ذكره، 132.
[53] محفوظ رسول، مصدر نفسه، ص 134.
[54]Antonio marquine, the southeast – southwest European energy corridor, newyourk : plagrave macmillan, 200,P 65.
[55] نورهان الشيخ :- سياسة الطاقة الروسية وتأثيرها على التوازن الاقليمي، مصدر سبق ذكره، ص 13. وكذلك، خليل حسين: - الجغرافيا السياسية دراسة الاقاليم البرية والبحرية والدول وأثر النظام العالمي في متغيراتها، دار المنهل، اللبناني، بيروت،2009، ص 31.
[56] بان قدس :- العلاقات الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الأوروبي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم السياسية، جامعة النهرين، ص 148.
[57] كوثر عباس الربيعي، الازمة الأوكرانية والعلاقات الروسية الامريكبة التاريخ والجيوستراتيجية، مجلة قضايا سياسية، العدد 45، كلية العلوم السياسية جامعة النهرين، ص 158.
[58]بان قدس :- العلاقات الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الأوروبي، مصدر سبق ذكره، 149
[59] عمر العبدالله، واخرون : - الاتحاد الأوروبي واسيا الوسطى قضايا التعاون والشراكة الاستراتيجية، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، عدد 2، سلسلة العلوم الاقتصادية والقانونية، سوريا، 2014، ص 240.
[60]لورنت روسكاس: تنمية نفط بحر قزوين، نظرة عامة، من كتاب (مصادر الطاقة في بحر قزوين والانعكاسات علي منطقة الخليج العربي)، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ابوظبي، 2010، ص 24.
[61] دياري صالح مجيد :- التنافس الدولي على مسارات انابيب نقل النفط من بحر قزوين دراسة في الجغرافيا السياسية، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ابوظبي، 2010، ص 812
[62] المصدر نفسه، ص 124
[63] *يبلغ طول انبوب مشروع نابوكو (3893 )كم، وينتهي في محطة باوم غارتن النمساوية، وقد بدأ التحضير لهذا المشروع ببروتكول تعاون واتفاق تم بين خمس شركات وهي ( شركة omv، النمساوية، شركة بوتكس التركية، شركة الطاقة القابضة البلغارية، شركة ترانس غاز الرومانية، ومن ثم انضمت بعدها شركة RWE الالمانية ) في عام 2008. انظر – كمال ديب، لعنة قايين حروب الغاز من روسيا وقطر الى سورية ولبنان، مصدر سبق ذكره، ص ص،141-142.
[64] Dimon Bohme, EU-Russia energy what for solution A focus on the natural gas sector, university of postedam 2011,p.126
[65] Michale carretti,cas supply in Europe and the pipelines war: ageopolitical analy Asre geopolitical report volum, p.12. ,2018.
[66] علا علي صادق: خطوط نقل الغاز واثرها على العلاقات الاقتصادية الدولية في الشرق الاوسط رسالة ماجستير منشورة، كلية الاقتصاد، جامعة تشرين، سوريا، 2015،ص 39.
[67] تركيا واذربيجان مشروع الغاز الطبيعي الى أوروبا، على الرابط:
https://www.bbc.com/arabic/business/2015/03/150316_turkey_
تاريخ الزيارة 30/7/2022.
[68] جواد صندل، روسيا وجورجيا النفط والجيوستراتيجية من منظور الجغرافية السياسية، مجلة ديالى، ع 41، جامعة ديالى، 2007،ص28.
[69]Fisher ted, whit stream secures study funding , international gas report , 2008,p330.
[70] بان قدس :- العلاقات الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الأوروبي، 2018، مصدر سبق ذكره، ص145.
[71] المصدر نفسه. ص145.
[72] بمراح محمد جواد :- تأثير الغاز الجزائري على الامن الطاقوي الأوروبي، مجلة الجزائرية للدراسات السياسية، عدد 1، جامعة ابي بكر بلقا يد، الجزائر، 2021، ص 46.
[73] بان قدس :- العلاقات الروسية – الاوكرانية وتداعياتها على أمن الطاقة الأوروبي، مصدر سبق ذكره، ص 145 .
[74] لطفي مزياني، الامن الطاقوي للإتحاد الأوروبي وانعكاساته على الشراكة الاوروجزائرية، رسالة ماجستير منشورة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة الحاج لخضر باتنة، 2012، ص 153.
[75](*) شهدت العلاقات الجزائرية المغربية توتراً منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية، إذ اتهمت الرئاسة الجزائرية المغرب بقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف، قالت إنه وقع في المنطقة الحدودية بين موريتانيا و الصحراء الغربية المتنازع عليها وتوعدت أن الأمر ( لن يمر دون عقاب )، وقد انتهى عقد العمل المبرم بين الجزائر والمغرب، لنقل الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية إلى إسبانيا في 31 تشرين الاول.
وجاء البيان الجزائري بعد أيام قليلة من إصدار الرئيس الجزائري ( عبد المجيد تبون ) قراراً بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مروراً بالمغرب، مما يعني أن إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا ستقتصر على أنبوب الغاز البحري ميدغاز. للمزيد ينظر: الازمة بين الجزائر والمغرب: ما ابرز المحطات في علاقة البلدين؟
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-58343270
تاريخ الزيارة 31/7/2022