تاريخ الاستلام: 1 آب 2022            تاريخ القبول: 1 أيلول 2022

حقوق الطباعة محفوظة لدى مجلة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية

حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف

حقوق النشر محفوظة للناشر (كلية القانون والعلوم السياسية - الجامعة العراقية)

CC BY-NC-ND 4.0 DEED

Printing rights are reserved to the Journal of the College of Law and Political Science at Aliraqia University

Intellectual property rights are reserved to the author

Copyright reserved to the publisher (College of Law and Political Science - Aliraqia University)

Attribution – Non-Commercial – No Derives 4.0 International

For more information, please review the rights and license

Doi 10.61279/bh7tr898

الادراك الاستراتيجي الصيني

لمنطقة جنوب شرق اسيا

Chinese strategic perception of Southeast Asia

أ.د. إبراهيم حردان مطر

الباحثة : وصال هندي كاظم

الجامعة العراقية / كلية القانون والعلوم السياسية

Prof. Dr. Ibrahim Hardan Matar

 Researcher Wesal Hindi Kazem

Iraqi University, College of Law and Political Sciences

المستخلص

تعد منطقة جنوب شرق اسيا ذات أهمية جيوستراتيجية لما تتميز بهِ من مكانة جغرافية، وثروات طبيعية وقدرات اقتصادية، كما انها تعد اسرع الاقتصاديات نمو في العالم فضلاً عن انها أصبحت تمثل اهم التكتلات الاقتصادية في العالم، وهو ما جعلها ضمن مركزية الاهتمام الاستراتيجي الصيني, اذ باتت الصين تدرك ان هذه المعطيات تعزز من  استراتيجية صعودها السلمي اذا ما وظفت من قبلها بشكل هادف  ومتعدد المستويات من خلال الانفتاح في علاقاتها مع هذه الدول عبر تعزيز التعاون المشترك والمصالح المشتركة والمصير المشترك وصولاً الى اقامة الشراكات الاستراتيجية.

Abstract

Southeast Asia is of geostrategic importance due to its geographical position, natural wealth and economic capabilitiesIt is also the fastest growing economy in the worldas well as it has become the most important economic bloc in the world, which has made it central to Chinese strategic attention, as it has become China realizes that these facts enhance the strategy of its peaceful rise if it is employed by it in a purposeful and multi-level manner through openness in its relations with these countries by promoting joint cooperation, common interests and a common destinyleading to the establishment of strategic partnerships.
 

مقدمة

يمثل الادراك بأنه العملية التي من خلالها ينظم ويترجم الافراد انطباعاتهم الحسية من أجل أن يعطوا معنى لما يدور في بيئتهم ، أو أنه عملية ذهنية تساعد الافراد في تفسير وفهم ما يوحى لهم ، فهو عملية معرفية ذهنية لما هو موجود في البيئة وترجمتها إلى انطباع أو تقييم لما هو في المحيط ، فهو أذاً ضروري لأي دولة كي تتمكن من صياغة اهداف استراتيجيتها ، أذ إن غياب الادراك والتخطيط الاستراتيجي يفقد الدولة القدرة على تقييم الأهمية الحيوية للمناطق الجغرافية والذي يترتب عليه عدم إمكانية تقييم التهديدات التي من الممكن ان تصدر ضمن هذه المناطق اتجاه أهدافها وامنها القومي .

وتتمتع منطقة جنوب شرق آسيا بمكانة جيوستراتيجية مهمة جعلتها محط انظار واهتمام العديد من الاستراتيجيات الدولية المتنافسة وتأتي هذه الأهمية من معطياتها الجيوستراتيجية ودورها الإقليمي ، فضلاً عن أمن الطاقة العالمي والذي يعتمد بشكل كبير على أمن التجارة البحرية ضمن المنطقة واهمها مضيق ملقا ومضيق سوندا ، وهذا ما جعلها ضمن ادراك الاستراتيجية الصينية التي تتنافس مع أهم القوى الدولية في هذه المنطقة .

أهمية الدراسة :

تأتي أهمية الدراسة لما لمنطقة جنوب شرق اسيا من اهمية جيوستراتيجية والتي تضم اهم ممرات نقل التجارة وامدادات الطاقة في العالم  وهو ما دفع القوى الصاعدة في المنطقة والمتمثلة بالصين الى تبني استراتيجية تسعى من خلالها الى تحقيق أهدافها ضمن المنطقة لذا يمثل موضوع الدراسة من المواضيع التي أصبحت تحظى باهتمام صناع القرار والمتخصصون بالشأن السياسي والاستراتيجي والمؤسسات الاكاديمية.   

هدف الدراسة :

نظراً لأهمية منطقة جنوب شرق اسيا ومقوماتها الجغرافية لذا تهدف الدراسة الى بيان المعطيات الجيوستراتيجية للمنطقة والتي جعلتها ضمن اهتمام الادراك الاستراتيجي الصيني .

اشكالية الدراسة :

  تطرح الدراسة تساؤل أساسي هو: وفقا لأي ادراك تأسست الاستراتيجية الصينية في منطقة جنوب شرق اسيا ؟ ومن هذا التساؤل  تأتي الاسئلة الاتية :

ما طبيعة جغرافية المنطقة ؟

ما معطياتها البشرية وامكانياتها الاقتصادية؟

ما هي قدراتها المالية والاستثمارية؟

 

فرضية الدراسة :

تنطلق الدراسة من فرضية مفادها ان الادراك الاستراتيجي الصيني لمنطقة جنوب شرق اسيا   يتأسس بناءً على المعطيات الجيوستراتيجية للمنطقة .اذ اصبحت تشكل مرتكزاً اساسياً ومهم ضمن الادراك الاستراتيجي الصيني

منهجية الدراسة:

للإجابة على تساؤل الدراسة ولإثبات فرضيتها تم الاعتماد على المنهج التحليلي لدراسة الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة جنوب شرق اسيا ضمن الادراك الصيني .

المطلب الأول

النطاق الجغرافي  والعامل السكاني لمنطقة جنوب شرق آسيا[1]¯

اولا: النطاق الجغرافي

يقع اقليم جنوب شرق آسيا ضمن منطقة يحيطها من الشمال الصين ، ومن الشرق المحيط الهادئ  ، ومن الجنوب المحيط الهندي ، ومن الجنوب الشرقي أستراليا ، كما يحيطها من الجنوب الغربي خليج البنغال والهند[2] كما في الخارطة (2-1).

 الخارطة (2-1) دول جنوب شرق اسيا

 

Source : Michael Mazza, An American Strategy for Southeast Asia, American Enterprise InstituteAugust 2018, p 04.

فضلاً عن كونها تمثل ملتقى حضارات عدة في التاريخ، لذلك فحضـارات شعبهـا اليـوم هي خليط من الحضارة القديمة والتي تتمثل بالحضارة الهندية والحضارة العربية الإسلامية ، والحضارة الصينية ، وحضارات الدول الأوروبية التي استعمرتها في العصر الحديث ، كما تعد من أغنى مناطق العالم بالمواد المعدنية والبترولية والزراعية لاسيما الاستوائية منها ، وتضم منطقة جنوب شرقي آسيا دول عدة هي : تايلاند، لاوس ، بروناي ،كامبوديا ، فيتنام، ماليزيا سنغافورا، إندونيسيا،  الفلبين؛ وتقسم منطقة جنوب شرق أسيا إلى إقليمين فرعيين هما: [3]

الإقليم القاري فهو يتصل بنهر «الميكونغ» من جهة ويتصل براً بالصين من الجهة الأخرى ويضم  كل من «‏ميانمار تايلاند كمبوديا لاوس فيتنام.

الإقليم البحري ويضم كل من «الفلبين ‏إندونيسيا ماليزيا سنغافورة بروناي .

ويمثل ما يقارب نصف مساحة هذا الإقليم مياه فهي تتألف من مجموعة من الجزر وأشباه الجزر والبحار الارخبيلية والمضايق وتمثل هذه المياه الروابط البحرية بين شمال شرق آسيا وجنوب آسيا، والشرق الاوسط ويطلق عليها تسمية أرخبيل الملايو[4]، ويعرف الآن في المصطلحات السياسية بدول جنوب شرق آسيا فموقع الاقليم الجغرافي بين المحيطين الهندي والهـادئ جعله يسيطر على الطرق الهامة كطرق التجارة والمواصلات البحرية العالمية الواصلة بين الشرق الاسيوي والغرب[5]، وتبلغ مساحتها 4 مليون كم٢  [6]، وتتقسم على 11 دولة وكما موضح في الجدول (2-1) .

الجدول (2-1) مساحة دول جنوب شرق اسيا

الدولة

المساحة / كم2

بروناي

5,765

كمبوديا

181,035

إندونيسيا

1,904,569

لاوس

               236,800

ماليزيا

329,847

ماينمار

676,578

الفلبين

300,000

سنغافورا

697

تايلند

513,120

تيمور الشرقية

14,874

                 فيتنام

331,210


 Source : Sumaiya Sadeka & others, Comparative analysis of sustainable development indicators in southeast Asian countries: Current status and policy Implications, International Journal of Development and SustainabilityVol. 7, No. 10, 2018, P. 2447.

ثانياً : العامل السكاني

يصل عدد سكان دول منطقة جنوب شرق اسيا إلى ما يزيد عن 600 مليون نسمة واغلبهم يعيشون في جزيرة جاوا بأندونيسيا اذ تصل نسبتهم الى اكثر من السدس([7])، وبمعدل نمو يصل الى 1.0% مقابل 0.4% لسكان شرق اسيا وفقاً لمعدل الإحصاء الأمريكي لعام 2015 [8]، ينظر الجدول (2-2).

الجدول (2-2) عدد سكان دول جنوب شرق اسيا في العام 2020

الدولة

         عدد السكان / مليون

بروناي

0,46

كمبوديا

15,70

إندونيسيا

                 270,2

لاوس

7,28

ماليزيا

32,5

ماينمار

53,2

الفلبين

108,8

سنغافورا

5,70

تايلند

69,8

تيمور الشرقية

-

                 فيتنام

97,41

Source : Aaron ONeill, Total population of the ASEAN countries from 2016 to 2026, Statista, 30 Nov 2021, Available At : https://www.statista.com/statistics/796222/total-population-of-the-asean-countries/Date of Visit : 13 june 2022.

وتتميز دول جنوب شرق آسيا بكونها خليط من الاعراق والقوميات التي تجمعت نتيجة الاستعمار المتتالي الذي تعرض له الاقليم، وبسبب الهجرات لاسيما الهجرات الهندية الصينية، التي تمثلت بأختلافها  جذرياً من ناحية الثقافة والدين، فبالنسبة لماليزيا تتكون من تنوع عرقي كبير فتشكل نسبة الصينيون 26% والهنـود حـوالي 7%، أما سكان البوميتر الاصليين تصل نحو 11%، العنصـر المـلاوي نحو 51% ، والاعـراق الأخـرى مـثـل التايلنديين والباكستانيين يشكلون نحو 2% من اجمالي عدد السكان، وكل من هذه الاعراق تسعى للحفاظ على شخصيتها الحضارية دون الاندماج مع الجماعات الأخرى[9].

اما سنغافورة فهي ايضاً دولة متعددة الاثنيات والعقائد، إذ تصل عدد القوميات فيها الى 20 قومية  تنتسب الى اربعة مجموعات أساسية هي: الصينية، الملاوية، الهندية، الاوروبيـة ، يشكل الصينيون (7% منهم، والهنود 7%، والماليزيين 1% ، والباقي هم اقليات متنوعة، كما تملك عدة ديانات تتمثل بالبوذية التي تبلغ نسبها 42%، والاسلام 14%، والمسيحية 14%، والطاويـة 8% ، بينما الهندوسية 4%، فضلاً عن نسبة لا تحمل او تعتنق ديانة ويمثلون 14% من مجمل السكان[10].

وبالنسبة للاثنيات في فيتنام فتتكون من جماعات مغولية هاجرت إلى البلاد من الصين واندونيسيا، اضافةً الى أقليات صغيرة من الشان والتي لم تندمج مع المجتمع الفيتنامي[11].

أما ميانمار، فيتكون التنوع الاثني فيها نتيجة هجرة عـدد كبير من الهنود والشـان والكـارين وغيرهم، وبالنسبة للديانة فإن (85%) من السكان يعتنقون البوذية، والسكان المتبقـون هـم مـن الـديانات الاسلامية والنصرانية والهندوسية[12].

وفي ما يخص اللغة فان الإقليم يضم ثلاث مجموعات لغوية إثنية رئيسة فالقسم القاري منه والمتمثل بميانمار تايلاند كمبوديا لاوس فيتنام يحملون لغات عدة هي:[13]  

عائلة لغة أوسترو-أزياتيك وتشمل المون و الخمر (الكمبودية) والفيتنامية.

مجموعة Tibeto-Burman والتي تتخذ من البورمية لغة أساسية لها.

المجموعات القبلية المتحدثة باللغة التايلاندية وهي غالبا قبائل قادمة من غرب الصين ويتمركزون في تايلندا ولاوس.

اما بالنسبة للقسم البحري من الإقليم ، فتعود جذورها اللغوية العرقية إلى الهجرات من المناطق الساحلية للصين وتايوان الى جنوب الهادئ، اذ ان اندونيسيا لوحدها تضم أكثر من ثلاثة ألاف مجموعة لغوية عرقية ويمثلون مزيج من المهاجرين الصينيين إضافة الى السكان الأصليين والذين يمثلون 5% من مجموع سكان جنوب شرق آسيا.

ويضم الإقليم ديانات عدة : [14]

اذ يسود في القسم البري (ميانمار، تايلندا، كمبوديا ولاوس) الديانة البوذية.

في القسم البحري تسود الديانة الإسلامية والتي انتقلت الى هذه المناطق عن طريق التجارة مع العرب والهنود في القرن الثالث عشر اذ يدين بها ٤٠% من السكان.

اما فيتنام والفلبين فهما تحملان خصوصية دينية لا تتوافق مع دول المنطقة فبالنسبة لفيتنام تتشكل من ديانات : البوذية، المسيحية ، اما الفلبين، فأكثر من 90% من سكانها يدينون بالديانة المسيحية.

كما تميز إقليم جنوب شرق آسيا بالاختلاف والتنوع في طبيعة بنية أنظمته السياسية[15]¯.

المطلب الثاني

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة جنوب شرق اسيا

تمتاز منطقة جنوب شرق اسيا بموقع جيو استراتيجي مهم فهي تقع على المحيط الهندي والمحيط الهادئ ، كما انها نقطة إرتكاز للتبادل الكثيف للبضائع والأشخاص بين الشرق والغرب وجنوب آسيا ، وتقع المنطقة على جانبي مضيق ملقا الذي يعد واحد من اهم وأكثر القنوات الملاحية ازدحاماً في العالم وثاني أكثر مسار لناقلات النفط بعد مضيق هرمز، ولذلك اصبحت محوراً للاستراتيجيات التي تعتمدها القوى العظمى والمتمثلة بالولايات المتحدة الاميركية ازاء المناطق التي تتصل بهاذين المحيطين ، كما أضحت ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين[16]؛ وتأتي الاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة من الاتي :

أولاً : بحر الصين الجنوبي

يعد بحر الصين الجنوبي أهم بحر في شرق آسيا بشكل عام وبالتحديد في جنوب شرقها الذي يقع في جنوب الصين ويربط بين المحيط الهادئ شرقاً والمحيط الهندي غرباً عن طريق المضايق والممرات المائية ، وهذا البحر شبه مغلق وتطل عليه الدول السبعة وهي الصين من جهة الشمال ومن الجنوب بروناي وماليزيا واندونيسيا بينما تطل علية الفلبين من الشرق وفيتنام من الغرب[17]، ويغطي مساحة تصل إلى 447.3 مليون كم2 ويصل عمقه إلى 245.5 م في حده الأعلى في خندق مانيلا فهو يحتوي على العديد من الجزر التي تتنازع على سيادتها دول جنوب شرق اسيا وتتواجد اغلبها في القسمين الجنوبي والشرقي منه في إندونيسيا ، كما انه يحتوي على الجزر الصغيرة والشعب المرجانية وتتمثل الجزر بكونها مداخل جغرافية مهمة لبحر الصين الجنوبي وان أي تهديدات تتعرض لها سوف تؤثر سلباً على أغلب الدول التي لديها مصالح تجارية واقتصادية في هذا البحر[18].

ويضم بحر الصين الجنوبي جزر سبراتلي وباراسل اذ تتنافس الصين وفيتنام على جزر باراسيل. ويبعد نصفها 370 كم من فيتنام ، بينما تقع جميعها على بعد 370 كم من جزيرة هاينان الصينية. وتطالب الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وتايوان وماليزيا بأجزاء مختلفة من جزر سبراتلي[19].

خارطة (2-2) بحر الصين الجنوبي

 Source : South China Sea , U.SEnergy Information Administration , Washington , 2013 , P2.

ويتكون أرخبيل جزيرة سبراتلي([20]¯) من الشعاب المرجانية الصغيرة والمياه الضحلة والحواجز الرملية والجزر الصغيرة والجزر المرجانية ، وتقدر مساحته نحو 180 ألف كم٢ مع اضافة الى المياه الإقليمية التي تحيط  بها ولما لها من أهمية كبيرة فهناك دول عدة تطالب بها وتتمثل بالصين وفيتنام وماليزيا والفلبين، أذ كانت لهم محاولات للاستيلاء على السيادة والسيطرة عليها ([21].

كما تأتي اهميته من وجود جزر سبراتلي ، اذ تم إجراء مسح زلزالي لجزر سبراتلي وذلك بالاشتراك  بين شركات النفط الوطنية في فيتنام وجمهورية الصين الشعبية والفلبين في عام 2006 لتحديد الموارد الطبيعية في هذه الجزر ، وصرحت جمهورية الصين الشعبية بأن تقدير إمكانات النفط في جزر سبراتلي يبلغ حوالي 105 مليار برميل ، الا انه هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لا تتفق  مع هذه التقديرات وتقدر أن 28 مليار برميل فقط من إجمالي الاحتياطيات ، موجودة في بحر الصين الجنوبي. بينما تحتوي سبراتلي بين 1 إلى 2 مليار برميل فقط ، اما بالنسبة لموارد الغاز الطبيعي في جزر سبراتلي فهي واعده اذ تتراوح التقديرات من 24 تريليون قدم مكعب إلى 2000 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الطبيعي داخل جزر سبراتلي ، الا ان هذه النسب تعد تقديرات فقط ، وهذا سبب أهمية جزر سبراتلي للدول المطالبة بها  ، فضلاً انها سوف تقلل من اعتمادها على النفط الأجنبي ([22])، ويحتل أغلب أصحاب هذه الإدعاءات بعضا من جزر تلك السلسلة، حيث تحتل الصين 8 منها، وتايوان 1، والفيليبين 9، وماليزيا 9، وفيتنام 27، وبروناي لا تحتل أية واحدة منها([23]).

ويعد بحر الصين الجنوبي معبراً رئيسياً لحركة التجارة الدولية([24])؛ فهو يمثل طريق تجاري رئيسي اذ يمر خلاله ما يقارب ثلث الشحن في العالم  بنحو 11.3 مليار دولار من قيمة التجارة السنوية  ، ويمثل طريق تجاري رئيسي لنقل موارد الطاقة من النفط الخام ، اذ يمر عبره اكثر من 30% من تجارة النفط الخام البحري العالمية وهو ما يقدر بــ 15 مليون برميل في اليوم لذا فهو يعد واحد من أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم ، مما يجعل حركة المرور عبره أكثر بثلاث مرات مما يمر عبر قناة السويس وخمسة عشر مرة أكثر من قناة بنما ويمثل بحر الصين الجنوبي  طريق تجارة مهم بشكل خاص للصين وتايوان وكوريا الجنوبية ، أذ تعتمد هذه الدول على مضيق ملقا للمرور الى بحر الصين الجنوبي فبالنسبة للصين اكثر من 60% من تجارتها تمر عبره، وهو ما أدى الى ان يطلق علية «طريق الحرير البحري للصين» كما يمر من خلاله 60% من إمدادات الطاقة لتايوان ، ونحو ثلثي إمدادات الطاقة لكوريا الجنوبية ،»وتعتمد إندونيسيا وفيتنام على طريق التجارة فيه اذ تمر80% من التجارة من وإلى هذه البلدان من خلاله، اضافةً لذلك تمر عبره 42% من التجارة البحرية اليابانية ومن ضمنها جميع موارد الطاقة الحيوية التي تستوردها اليابان من الشرق الأوسط ، كما أن ما يقدر بــ 2 تريليون دولار من تجارة الولايات المتحدة الأمريكية تمر من خلال بحر الصين الجنوبي سنوياً[25].

ويحتوي بحر الصين الجنوبي على احتياطات نفطية ضخمة والتي تقدر نحو 213 مليار طن من النفط و16 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وتؤكد الدراسات الصينية ان 70% من احتياطاته الطاقوية توجد في المياه العميقة التي تبلغ مساحتها 1,54 مليون كماو في المناطق البحرية التي يتجاوز عمقها 300 م[26].

ويضم بحر الصين الجنوبي ممرات إستراتيجية تتحكم بالنسبة الأكبر لحركة الملاحة البحرية الدولية كممر لومبوك» الذي يربط إندونيسيا بالمحيط الهندي وممر «سوندا» الذي يصل جنوب شرق آسيا بأستراليا، و»ملقا» الذي يربط المحيط الهادئ بالهندي الذي يمر عبره حوالي 70% من ناقلات النفط القادمة من الشرق الأوسط إلى شرق وجنوب شرق آسيا ، وأكثر من نصف سفن شحن التجارة الدولية[27].

ونلاحظ ان الصراع في بحر الصين الجنوبي هو بدرجة كبيرة ، على جزيرة سبراتلي ، فهي موضع جدل وادعاء جزئي أو كلي بحقوق سبع دول وهي : (فيتنام ، تايوان  الصين ، بروناي ، واندونيسيا ، وماليزيا) ، إذ تدعي الصين وتايوان حقها في سلسلة جزر سبراتلي كاملة ، وتأكيدها لهذه الادعاءات جعلت الصين تضاعف نشاطها لاحتلال والسيطرة الكاملة على المنطقة ، وتمثلت هذه النشاطات بإقامة مواقع عسكرية في الجزر واجراء مناورات بحرية والحصول على امتيازات التنقيب والاستخراج لشركات النفط الدولية في المياه الخاضعة للتنافس ، كما عملت على استعراض قوتها في بعض الأحيان[28].

ثانياً : المضايق البحرية

تضم منطقة جنوب شرق اسيا العديد من المضايق البحرية التي اهتمت بها أغلب الدول لما لها من أهمية جيوستراتيجية ودور حاسم في حركة التجارة الدولية عبر البحار والمحيطات؛ فهي تعد اداة للتحكم الاقتصادي اثناء الحروب والنزاعات ،كما ان لبعضها أهمية جغرافية مما يجذب السياسات الدولية وتحركها باتجاهها ؛ لضمان تدفق تجارتها الدولية والحفاظ على استقرار طرق المواصلات والذي ينعكس على الاستقرار الاقتصادي في الاسواق الدولية، لذا نجد ان الدول تتخذ كل الوسائل الدبلوماسية والعسكرية للمحافظة على الوضع الراهن او تغييره بما يتناسب مع مصالحها[29].

وهناك أربع مضائق رئيسة في منطقة شرق آسيا تتمتع بأهمية جيوستراتيجية ، وهي :

مضيق ملقا: ويعد من أهم الممرات البحرية في اقليم جنوب شرق آسيا، ويعد الممر الرئيس بين المحيط الهندي، وبحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي وتعد مياه هذا المضيق مشتركة بين ثلاث دول هي: سنغافورة ، وماليزيا، واندونيسيا، ويصل طول المضيق نحو 300 كم3 ، بينما يصل اتساعه الى 140 ميلاً بحرياً في الشمال وفي الجنوب بين 4 الى8 أميال بحرية، وتعد المياه في هذا المضيق ضحلة نسبياً، كما أن الإبحار في الجزء الجنوبي من المضيق، تعترضه بعض الجزر الصغيرة والكثبان الرملية، وكذلك الرمال المتحركة التي تؤثر على اختلافات العمق في المضيق اذ لا يتعدى عمقه 37 م، ويعد واحداً من أهم الممرات البحرية العالمية للشحن، فقد ظهرت أهمية المضيق الجيوستراتيجية والجيواقتصادية منذ القدم، اذ توالت عليه السيطرة من قبل الهنود والعرب والبرتغاليين والهولنديين والبريطانيين[30].

مضيق سنغافورة : يعد من اهم وأبرز المضائق في منطقة جنوب شرق آسيا ؛ ويعود ذلك الى ارتباطه بشكل مباشر بمضيق ملقا، ويعبر من هذا المضيق سنوياً ما يقرب من 100 الف سفينة تحمل 80% من النفط المنقول إلى منطقة شمال شرق آسيا فضلاً عن البضائع التجارية العالمية بما في ذلك السلع الصينية، والاندونيسية وغيرها من المنتجات[31].

مضيق لومبوك : يفصل هذا المضيق بين جزرتي لومبوك وبالي ، ويصل الحد الأدنى لعرضه الى  11.5 ميل،  ويعد أوسع من مضيق ملقا وأعمق منه ، اذ يصل عمقه الى أكثر من 150 متر، وهذا ما يجعل اكبر السفن المتجه نحو شرق آسيا  تمر من خلاله، كونه الممر الأكثر ملائمة للناقلات العملاقة؛ وبسبب خصائص حركة السفن تفرض على الناقلات العملاقة التي تتجاوز حمولتها 200.000 طن تحويل مسارها من مضيق ملقا والعبور عبر مضيق لومبوك بسبب قيود العمق في مضيق ملقا ، وعليه يقدر عدد السفن التي تعبر مضيق لومبوك سنوياً نحو 3900  سفينة، كما يبلغ الحجم الاجمالي للحمولة التي تمر خلاله 140 مليون طناً، ومن حيث القيمة تصل الى 4 مليار دولار [32].

الخارطة (2-3) بحر الصين الجنوبي وأهم المضايق

Source : Bruce Vaughn & Wayne M. Morrison,China-Southeast Asia Relations: TrendsIssues, and Implications for the United States, CRS Report for Congress, Washington , 2006, p 21.

مضيق سوندا : يقع هذا المضيق بين جزيرتي جاوة وسومطرة وهو من المضائق المهمة في منطقة جنوب شرق آسيا،  ويبلغ طوله 50 ميلا، بينما يبلغ عرض المدخل الشمالي الشرقي لهُ 15 ميلا، ويتعذر على السفن التي تزيد حمولتها على 100 الف طن والتي تتطلب مياه عميقة ان تعبر من خلاله ؛ بسبب تياراته القوية وعمقه المحدود نسبياً لذا فهو لا يستخدم بكثره مقارنةً مع مضيق ملقا ومضيق لومبوك ويصل عدد السفن التي تمر من خلاله سنوياً الى  3500 سفينة وتصل حمولتها الى 15 مليون طن، بقيمة 5 مليارات دولار[33].

كما تضم المنطقة مضائق أخرى  تربط بحر الصين الجنوبي بالمحيط الهادئ عبر مضيق تايوان ومضيق باشي كما يرتبط ببحر سولو عبر مضيق ميندانا وببحر سيليبيس عبر مضيق بالاباك[34].

المطلب الثالث

الأهمية الاقتصادية لمنطقة جنوب شرق اسيا

تسعى الدول لتحقيق التكامل الإقليمي من اجل التنمية الاقتصادية اذ ان التكامل يؤدي الى التحرر التجاري المصاحب لاتفاقيات التكامل الإقليمي ، كما ينجم عنه اتساع في حجم السوق وإعادة توزيع الموارد نتيجة إزالة القيود داخل المنطقة التكاملية وهو ما يخلق فرص وبيئة محفزه للاستثمارات المحلية والأجنبية، فالتغيرات التي تطرأ على أساليب الإنتاج وما يصاحبها من زيادة الكفاءة الإنتاجية وزيادة في حجم السوق يضيف فرص للاستثمار وبالتالي زيادة الأرباح المستقبلية وانعاش الإنفاق الاستثماري داخل الدول .

 لذلك أنشأت دول إقليم جنوب شرق اسيا رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة باسم الآسيان[35]¯ والتي تعد من أهم التكتلات الاقتصادية في قارة اسيا والعالم لما لها من دور فعـال في المبادلات التجارية العالمية، والهدف منها تحقيق التكامل بين دولها في مجال توحيد سياسات التصنيع وتحرير التجارة البينية وتنفيذ سياسات وطنية لحماية الصناعات الناشئة ، فهذه الرابطة تسعى لإقامة منطقة تجارة حرة بين أعضائها يتم من خلالها إلغاء كافة القيود الجمركية وغير الجمركية على تجارتها البيئية[36]، وهو ما جعل دول جنوب شرق آسيا تقفز من قائمة أفقر دول العالم الى مصاف الدول الصناعية، إذ ان لعملية التحديث والنمو التي انتهجتها منذ عقد السبعينيات أثر كبير في تحقيق ارتفاع كبير في دخل أكبر عدد من السكان لهذه الدول، وهو ما جعل هذه التجربة التنموية  أن تكون محط أنظار العالم ، ومحور اهتمام الإقتصاديين في العالمين النامي والمتقدم ، لذا أطلق المتخصصون في الشأن السياسي والاقتصادي على هذه التجربة اسم «المعجزة الأسيوية» كما اطلق على بعض دول جنوب شرق آسيا إسم «النمور الآسيوية»، وأسم «الدول المصنعة حديثاً «و»التنانين»[37]، وتتجسد الاهمية الاقتصادية لهذه الدول من خلال الآتي :

أولاً : الثروات الطبيعية      

تتمتع دول منطقة الآسيان بأهمية كبيرة لما لها من مؤهلات طبيعية ، لموقعها الجغرافي في جنوب خط الاستواء أضفى عليها صفات المناخ الأستوائي البحري في الجنوب، وبدرجة حرارة ٢١ درجة مئوية في معظم شهور السنة، مع هطول الأمطار طيلة العام مما أدى الى دعم القطاع الزراعي وتواجد الغابات المدارية المطيرة الدائمة الخضرة في المناطق الاستوائية، كما توجد الغابات الموسمية في مناطق الشمال من هذه المنطقة[38].

ان نشاط القطاع الزراعي قد ساعد في تشغيل اليد العاملة بسبب نسبة الزيادة السكانية العالية في الإقليم والتي قادت الى تطوير البنية الاقتصادية الوطنية ، وتمثل مساحة الأراضي الزراعية 30% من مساحة الإقليم ، ما يجعل الزراعة مورداً هاماً للاستثمار والتجارة[39].

ويتم استغلال هذه الاراضي بشكل كبير و بمردود عالي النسبة اذ ان دول الإقليم تتميز بإنتاج الأرز بنسب كبيرة وقصب السكر والمطاط  وكذلك انتشار المراعي الشاسعة المخصصة لتربية المواشي خاصة الأبقار[40]، فهذه الدول تنتج 90% من زيت النخيل الخام في العالم، و70% من المطاط الطبيعي، وربع الإنتاج العالمي من الأرز، أذ قامت منظمة الغذاء العالمية FAO في تقريرها السنوي لعام 2017 بتصنيف هذا الإقليم على انه من أكبر المصدرين للأرز اذ تتصدر 6 دول من الإقليم قائمة أعلى دول العالم إنتاجا له[41]، لذلك يطلق على هذا الإقليم «وعاء الأرز» والذي له دور كبير في تغذية المنطقة المكتظة بالسكان الممتدة من الهند إلى اليابان([42])، فضلاً عن بعض المنتجات كزيت النخيل ، إذ تغطي أشجار النخيل مساحات شاسعة منه وكذلك نبات الكازافا الذي أصبح يستعمل كبديل للقمح[43].

كما انها من أغنى مناطق العالم في انتاج جوز الهند والقهوة والسكر والشاي ، ومن أشهر وأثمن البهاراة وانتاج خشب الساج الذي يستخدم في صناعة السفن[44].

فبالنسبة لماليزيا فان الغابات تغطي مساحة واسعة من أرضيها اذ تقدر بنحو ثلاثة ارباع مساحتها  وتسهم بقدر كبير من الدخل القومي ، فهي تنتج الاخشاب بنحو ٢٥ مليون متر مكعب كـل عـام ، وهو ما يجعلها تحتل المركز السادس في انتاج الخشب بين دول آسيا[45]، كما يمثل قطاع الزراعة مورداً حيوياً بالنسبة لدوله كتايلاندا، والفلبين، فيتنام، أندونيسيا، كمبوديا ، ينظر الجدول (2-3).  

الجدول (2-3) نسبة المساحة المزروعة في دول جنوب شرق اسيا

                 الدولة                                       

المساحة الكلية / كم2

نسبة الاراضي المزروعة

بروناي

5,765

2,5%

كمبوديا

181,035

31,5%

إندونيسيا

1,904,569

33,2%

لاوس

236,800

10,4%

ماليزيا

329,847

26,1%

ماينمار

676,578

19,7%

الفلبين

300,000

41,7%

سنغافورا

697

0,8%

تايلند

513,120

43,3%

تيمور الشرقية

               14,874                                       

25,5%

فيتنام

331,210

39.5%

 

 Source : Asean Statistical Yearbook 2021, The Asean Secretariat, Jakarta, 2021, P. 191.

تعد آسيا والمحيط الهادئ المنطقة الأهم في العالم في مصائد الاسماك والاحياء المائية ففي عام 2019  بلغ إنتاج المصائد الطبيعية للاسماك للمنطقة 46,5 مليار طن[46]، بينما بلغ انتاج الأحياء المائية ٥٣,١ مليون طن مما يمثل 89% من الانتاج العالمي ومثلت نسبة انتاج إندونيسيا 11% أي ما يعادل 5،4 طن من الإنتاج الإقليمي للمنطقة وكانت من بين الدول العشرة المتصدرة في إنتاج الأسماك في العالم[47]) فقد بلغ إجمالي إنتاج اندونوسيا للمصائد الطبيعية أكثر من 6.2 مليون طن في عام 2015، بينما بلغ اجمالي إنتاج مصائد الأسماك في ماليزيا حوالي 1.99 مليون طن في عام 2015 [48].

كما أن دول هذا الإقليم تنتج ابرز موارد الطاقة (النفط والغاز) وتمثل اندونيسيا وفيتنام وماليزيا الدول الأعلى انتاجاً للنفط في الإقليم ، أذ يصل احتياطي دول هذه المنطقة من النفط ما يقارب الـــــ 12.3 مليار برميل ، أما الانتاج فيتجاوز الــ  2,2 مليون برميل يومياً ، وبالنسبة للغاز فيصل الاحتياطي نحو بـــــ 4,7 ترليون م3 وانتاجها يصل إلى 208 مليون م3 يومياً [49]؛ ينظر الجدول (2-4)

الجدول (2-4) احتياط  وإنتاج دول الآسيان من النفط والغاز لعام 2020

        

 الدولة

احتياط النفط

انتاج النفط

احتياط الغاز

انتاج الغاز / سنوياً

بروناي

1,1 مليار/ ب

110 الف ب / يــ

0,2 مليار م3

12,7 مليون م3

إندونيسيا

2,4 مليار/ ب

743 الف ب / يــ

1,3  مليار م3

63,2  مليون م3

ماليزيا

2,7 مليار/ ب

596  الف ب / يــ

 0,9  مليار م3

73,2  مليون م3

فيتنام

4,4 مليار/ ب

207  الف ب / يــ

  0,7 مليار م3

8,7  مليون م3

تايلند

0,3 مليار / ب

41   الف ب / يــ

0,1  مليار م3

32,7  مليون م3

ماينمار

-

-

0,4  مليار م3

17,7 مليون م3

الجدول من إعداد الباحثة بناءً على المصدر :

  BP Statistical Review Of World Energy 2020 , British petroleum  P.I.C , 70th , UK – London , 2021 , p16 -18 & 34-36  .  

ثانياً : الاستثمار    

تعد دول الآسيان إحدى التكتلات الاقتصادية المهمة التي سعت إلى إيجاد روابط تجارية متينة بين دولها الأعضاء عبر تحرير التجارة بينها وبناء روابط أكثر متانة في مجال الاستثمار، وذلك من خلال انشاء مناطق تجارية حرة لتنمية الاستثمارات الأجنبية في عام 1998 والعمل على الغاء الحواجز التجارية في عام 2010 بالنسبة للمستثمرين من أعضاء الرابطة ، كما عملت الرابطة على توسيع نطاق السوق الإقليمية وتعزيز الوعي بالمنطقة الفرعية التي تمثلها بلدان الرابطة وزيادة جاذبيتها للاستثمار الدولي، ليشمل كل من الصين، كوريا واليابان بما يعرف بتجمع «آسيان +3» وتوسيع نطاق السوق ومجالات التعاون خاصة في المجال النقدي والمالي الذي أسس ما يعرف بسوق السندات الإقليمية والذي له دور كبير في تشجيع الاستثمار داخل الرابطة، كما ساهمت الإجراءات والسياسات التي اتخذتها الدول على المستوى الوطني بصورة كبيرة في زيادة التدفقات الاستثمارية داخل رابطة الآسيان وذلك عن طريق الحفاظ على رسوم جمركية منخفضة على السلع المستوردة، والحفاظ على معدلات الودائع والإقراض بأدنى من مستوى السوق كما هو الحال في ماليزيا وتايوان وتايلندا - ونتيجة لذلك، ارتفعت خلال السنوات الماضية حصة الاستثمار الأجنبي المباشر فيما بين بلدان الرابطة من الاستثمار الأجنبي المباشر الإجمالي الوافد إليها إلى 11% من إجمالي التدفقات العالمية لعام 2011 بعد ان كانت نسبتها 2% في العام 2000([50]) وفي العام 2021 وصل حجم الاستثمار الاجنبي في المنطقة إلى 13,7 مليار دولار .

الجدول (2- 5)  مؤشرات الاستثمار الأجنبي في دول الاسيان لسنوات مختارة / مليون دولار

الدولة

2017

2018

2019

2020

بروناي

460

517,3

6,374

577,4 

كمبوديا

2,788

3,212,6

3,663,0

3,624,6

إندونيسيا

20,579

20,563,5

23,883,3

18,310,0

لاوس

695,4,1

1,358,0

755,5

967,7

ماليزيا

9,295,8

7,611,3

7,859,7

3,511,8

ماينمار

4,002,4

1,609,8

729,9,1

2,205,6

الفلبين

10,256,4

9,948,6

   8,671,4

6,585,6

سنغافورا

84,685,1

75,954,1

114,158,4

90,597,7

تايلند

8,285,2

13,190,9

4,790,4

4,848,9

فيتنام

14,100,0

15,500,0

16,120,0

15,800,0

Source : ASEAN STATISTICAL YEARBOOK 2021, Op.Cit  , P137

ثانياً : النمو الاقتصادي     

امتازت دول شرق آسيا بشكل عام ومنطقة جنوب شرق آسيا بأداء اقتصادي متفرد خلال العقود الماضية اذ اصبحت هذه المنطقة رمزاً للتطور الاقتصادي ، فاقتصادات دول هذه المنطقة مثل اندونيسيا، وماليزيا، وتايلند، وسنغافورة فضلاً عن دول أخرى مثل الصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية تمثل حجر الأساس ومصادر القوة المستقبلية لقارة آسيا والعالم، فبحسب احصائيات صندوق النقد الدولي فقد حلت معظم دول جنوب شرق آسيا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2003 بوصفها محركاً للنمو العالمي وابرز الأسباب التي أدت إلى بروز القوة الاقتصادية للمنطقة هي السياسات التي اتخذتها هذه الدول متمثلة بالمعدلات العالية للادخار، وإدخال التحديثات للأنظمة المالية والاهتمام بالتعليم والادارة الجيدة للاقتصاد الكلي واستيعاب التقنيات الحديثة، والانفتاح النسبي للأسواق المالية وانشاء المناطق التجارية الخالصة ، وزيادة التجارة بين دول المنطقة، والاهتمام بالاستثمارات[51].

الجدول (2-6) الناتج القومي الاجمالي / مليون دولار

الدولة

2017

2018

2019

2020

بروناي

12,136,0

13,556,0

13,511,0

12,00,4

كمبوديا

22,251,80

24,609,2

27,103,7

25,376,7

إندونيسيا

1,014,090,4

1,040,051,4

1,121,139,1

1,059,146,1

لاوس

16,952,8

18,095,7

18,828,8

19,061,5

ماليزيا

321,384,1

358,356,4

364,616,1

337,286,9

ماينمار

67,268,3

76,330,5

66,499,8

70,176,7

الفلبين

328,831,2

344,886,5

376,792,7

361,519,2

سنغافورا

343,651,7

375,647,3

375,542,5

339,924,6

تايلند

456,354,3

506,514,4

544,221,8

501,542,7

فيتنام

224,042,9

241,156,6

261,779,2

271,798,9

Source : ASEAN STATISTICAL YEARBOOK 2021, Op.Cit , p41 .

فضلاً عن ذلك أن التقدم الاقتصادي في جنوب شرق آسيا يعود الى السياسات التي اتخذتها الدول والمتمثلة بالاهتمام بالدرجة الأولى بمجال التعليم وهو ما يمثل مجال الاقتصاد المعرفي عبر دعم وتطوير القدرات والمهارات البشرية من خلال تأسيس معاهد بحوث علمية ومؤسسات تدريب مهنية[52]، وهو ما حقق نمواً اقتصادياً في العديد من دول المنطقة .

وقد بلغ معدل الانفاق على البحث العلمي والتنمية في ماليزيا مثلاً خلال المدة 2000-2005 نحو 0,7% من الناتج المحلي ، والذي أدى الى ارتفع اجمالي الناتج القومي ليصل الى 84,6 مليار دولار في العام 2007 ، وارتفعت قيمة الصادرات الصناعية لتصل الى 188,76 مليار دولار في العام 2007 ، كما بلغ متوسط الناتج الفردي 10882 بمعدل ارتفاع سنوي للناتج الفردي بحدود 3.3%، واعتمدت الحكومة الماليزية سياسة تصنيع واسعة في البلاد وفتحها امام الاستثمارات الخارجية المباشرة مما طور الاقتصاد نتيجة توافر القوة العاملة الماهرة والبنية التحتية المتقدمة ووجود المؤسسات العلميةٌ ، فضلاً عن انفاقها على البحث والتطوير الذي وصل إلى 1,92% من الناتج القومي الاجمالي في العام 2019 ، وهو ما جعلها تحتل  المرتبة السادسة في آسيا على مستوى المنافسة الصناعية بعد الصين ، سنغافورة، تايوان ، كوريا الجنوبية، واليابان[53].

ثالثاً : التجارة

تطورت تجارة السلع والخدمات لدول جنوب شرق آسيا خلال المدة (1980-2012) اذ انتقلت من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد الرقمي وتغيرت نوعية المنتجات المتبادلة دوليا؛ فبعد أن كانت المبادلات الدولية تقتصر على السلع والمنتجات المصنعة ظهر نوع جديد من المبادلات الدولية والمتمثلة في: المبادلات العالمية للخدمات (السلع غير المادية) كالتأمينات والاستشارات، والتي اعتمدتها الدول المتقدمة وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي واليابان، وهي مبادلات رؤوس الأموال  والتي لها عدة اشكال مثل الشركات المتعددة الجنسيات وفروعها، أو توظيف الأموال في البنوك والبورصات العالمية مما يؤدي إلى إنشاء حركة دولية لرؤوس الأموال ، كذلك المعلومات  أصبحت من الأشياء المتداولة عالميا ونتيجة التطورات التكنولوجية الحديثة في وسائل الإعلام والاتصال اصبح لها مكانة في المبادلات الدولية، وبالنسبة لدول جنوب شرق آسيا لاسيما الدول الخمسة المنشئين لرابطة الأسيان؛ أذ احتلت سنغافورة المركز الرابع عالمياً من حيث مركزها المالي ، كما صنفت حسب التقرير الإحصائي لمنظمة التجارة العالمية لسنة 2013 أحد المسيطرين العشرة الأوائل على صادرات الخدمات العالمية ، وتعد سنغافورة وماليزيا، اندونيسيا، تايلاند والفلبين التي لها قوة اقتصادية كبيرة وذلك بسبب اندماجها بالاقتصاد الرقمي من خلال اعتمادها على الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتصنيع المعتمد على التكنولوجيا العالية. وتنمية صادرات موادها المصنعة وتنويعها، وقد ساعدها في ذلك توفر اليد العاملة[54].

وقد أدى التحـول مـن سياسـة إحـلال الـواردات الى سياسـة التصنيع للتصدير الـى زيـادات كبيرة في معدلات نمو الصادرات في دول جنوب شرق آسيا فقد ارتفعت صادرات الصناعة التحويليـة بالنسبة الـى الصـادرات السلعية ، ففـي عـام  2007 كانـت النسـبة في سنغافورة 75.0% وأندونيسيا 41.2% وماليزيا 70.9% وتايلند 77.1% [55].

وقد نجحـت إقتصـادات دول جنـوب شـرق آسـيـا فـي إجـراء تغييـر جـذري فـي بنيتهـا الصناعية لصالح الصناعات المتقدمة والدقيقة، والتي من خلالها تمكنت من النفـاذ الـى الأسواق العالميـة، ومـن أهـم أنـواع الصادرات الصناعية المتقدمـة صـادرات الدوائر المتكاملـة والمكونـات الألكترونيـة والتـي تحـتـل أهميـة كبيـرة فـي بنيـة الصـادرات السلعية في دول جنـوب شـرق آسيا [56].

الخاتــمة:

شكلت المعطيات المكانية لمنطقة جنوب شرق اسيا والمتمثل في الموقع الجغرافي الاستراتيجي وما يضمه من مضائق  وطرق ملاحة بحرية تمر عبرها معظم التجارة العالمي بين شرق وجنوب شروق وشمال شرق اسيا وبين الشرق الاوسط وافريقيا وتجارة اوربا , فضلا عن المكون السكاني وما يمثل من قدرة في الانتاج والايد العاملة الرخيصة فضلا عن ما تملكه من خبرات في مجالات مختلفة مما مهد الطريق امام ثورة صناعية شكلت مصدرا لأسرع نمو اقتصادي في العالم , كما ان معطيات توافر الموارد الزراعية التي تشكل مصدر للغذاء ومصدرا للصناعة التحويلية هي الاخر مكنت هذه المنطقة بدولها العشر من ان تشكل تكتل اقتصادي ( مجموعة الاسيان) لتكون بذلك اما منافسة دولية من اجل بناء علاقات متعددة المضامين مع دول هذه المنطقة, والصين احدى اهم وابرز هذه الدول التي تجد فيها منطقة تدخل ضمن دائرة الاهتمام الاستراتيجي لها وضمن مجالها الاقليمي الحيوي وهي بهذا تتطلع الى بناء شراكات استراتيجية معها من اجل تعزيز نموها الاقتصادي والمحافظة على استمرار صعودها السلمي.  


[1] ¯ان مصطلح جنوب شرق اسيا هو مصطلح حديث فلم يمتلك هذا الإقليم اسماً محدد فقد كان يطلق علية المستكشفون الهنود تسمية «ارض الذهب»، بينما يعرف لدا اليابانيون والصينيون «البحور الجنوبي» واطلق علية الاكاديميون الجغرافيون قبل الحرب العالمية الأولى تسمية «اسيا الباسفيك ودول المحيط الهادئ» وذلك اشارةً للدول التي تطل على هذا المحيط، الا ان تسمية دول جنوب شرق اسيا ظهرت في عام 1941 عندما قام الباحث «وليام هولاند» بتقديم عدد من التقارير التي تخص الإقليم تحت هذا العنوان ، وكان هذا الإقليم جزء من الاطروحات الجيوبولتيكية المهمة مثل أطروحة «حافة الأرض» للمفكر «نيكولاس سبيكمان» التي ترى أن من يسيطر على حافة الأرض يسيطر على قلب الأرض وبالتالي يسيطر على العالم ومثلت هذه النظرية ان إقليم جنوب شرق اسيا يمثل حافة الأرض فضلاً عن أوراسيا واسيا الوسطى ؛ المصدر : جهينة ربوح، ‏التنافس الاقتصادي الصيني الهندي في جنوب شرق آسيا، ‏رسالة ماجستير ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر ، 2019 ، ص37-40 .

[2] فایز صالح ابو جابر، الاستعمار في جنوب شرقي آسيا، دار البشير للنشر والتوزيع، عمان، 1991 ، ص 5 .

[3] فایز صالح ابو جابر، مصدر سبق ذكره ، ص7.                

[4]Encylopedia Britannica, 1964, vol. 14, p.718.

[5] علي موسى  محمد الحمادي، جغرافية القارات ، دار الفكر، دمشق، 2008 ، ص298.

[6] عائشة حمايدي ، أمركة الثقافة كوسيلة لتحقيق الاهداف الجيوستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية في جنوب شرق اسيا ، في كتاب : الثقل الاسيوي ‏في السياسة الدولية، ‏محددات القوة الآسيوية، تحرير : عبلة مزوزي، ‏المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ، برلين ، 2018 ، ص 194.

[7] عائشة حمايدي ، مصدر سبق ذكره ، ص 194.

[8]Michael Mazza, Op.Cit , P7.

[9] زمن كريم علي طهماز ، مهند ‏عبد الواحد كاظم، مستقبل توازنات الإقليمية في منطقة المحيط الهندي وتأثيرها في الأمن الآسيوي، مجلة الآداب ،‏ العدد 135، ‏الجامعة المستنصرية ، بغداد، 2020، ص 594.

[10] سمير عبد الرسول ، دور المؤسسات المعرفية في النهضة السنغافورية ، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية ، العدد 38، الجامعة المستنصرية ، بغداد ، 2012 ، ص225.

[11] فتحي محمد ، الجغرافية الاقليمية للعالم من منظور جغرافي وتنموي، دار الماجد للنشر، القاهرة، 2007 ، ص 136.

[12] مصطفى فاخوري ، الاقطار والبلدان: موسوعة جغرافية وتاريخية واقتصادية لدول العالم كافة ، ط2، دار المعرفة ، بيروت  ، 2007 ، ص132.

[13] Donald E. Weatherbee, International Relations in Southeast Asia: The Struggle for Autonomy, Rowman and Littlefield Publishers , USA , 2009 , p11-12  .

[14]Donald E. Weatherbee, Op. Cit, p13   .  

[15]¯ تملك  كل دولة من إقليم جنوب شرق اسيا نظاماً سياسياً خاص بها بالنسبة لمعيار التركيبة الحكومية : فقد عرفت تنوعاً ملحوظ تمثل في: النظام الرئاسي بالنسبة لاندونيسيا والفلبين ، النظام البرلماني في كمبوديا، تيمور الشرقية ، ماليزيا، سنغافورة وتايلاندا، الدول التي تحمل النهج الاشتراكي تمثلت بلاووس، فيتنام. اما الدول الديكتاتورية العسكرية فقد تبنتها ميانمار، بروناي ، اما بالنسبة للمظاهر الديمقراطية في دول الإقليم تصنف الى اربع فئات وذلك حسب المشاركة السياسية والحريات الفردية الى: (الدول المدنية الديمقراطية (أندونيسيا)،الدول شبه ديمقراطية (ماليزيا، فلبين، تايلاند وتيمور الشرقية)،الدول شبه استبدادية (كمبوديا وسنغافورة) ،الدول التسلطية- الاستبدادية (بروناي، لاووس، میانمار وفيتنام) ، والجدير بالذكر أن هذه الدول شكلت رابطة الاسيان في العام 1967 للتعاون الامني والسياسي والاقتصادي . يُنظر: فلاح أمينة ، ‏الاستراتيجية الأمنية أمريكية الجديدة في جنوب شرق آسيا منذ 2001 ، اطروحة دكتوراه، كلية الحقوق والعلوم السياسية / جامعة باتنة، الجزائر، 2020 ، ص32-33.

[16] نور عماد تركي ، الاستراتيجية الاسترالية اتجاه اسيا الباسفيك بعد عام 2001 ، رسالة ماجستير (غير منشورة) ، كلية العلوم السياسية /جامعة بغداد ، 2018 ، ص 17.

[17] وسام علي كيطان ، ‏الأهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي ‏واثره في الملاحة الدولية ، ‏مجلة كلية التربية الأساسية ، المجلد 27 ، العدد 110 ، كلية التربية الاساسية / الجامعة المستنصرية ، بغداد ، 2021 ، ص376.

[18] دياري صالح مجيد ، مصدر سبق ذكره ، ص19.

[19]Martin D Mitchell, The South China Sea: A Geopolitical Analysis, Journal of Geography and Geology , Vol. 8, No. 3 , 2016, p15.

[20] ¯

مجموعة الجزر الشرقية والتي يطلق عليها دونغشا : ان هذه الجزر تقع على بعد ٣٠٠كم جنوب شرق هونج كونج و400 كم جنوب غرب تايوان و500 كم شمال غرب جزيرة لوزون أحد أكبر الجزر الفلبينية ، وقد بقيت لمدة طويلة تحت السيادة أو السيطرة التايوانية ، وتقع هذه المجموعة في الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي، وتبعد ما يقارب 430 كم عن تايوان، وتصل مساحتها الى 74.1 كم2 ، وتضم هذه المجموعة اكبر جزيرة ضمن هذه المجموعة وهي جزيرة براتاس وتكون على شكل حدوة الحصان ، وتبلغ طولها من الشرق الى الغرب 2800 متراً، ومن الشمال إلى الجنوب 860 متراً، أما مساحتها الكلية فتبلغ 1.74 كم2 وهي تابعة إدارياً لمدينة كاوشونغ الصينية، وتتواجد في هذه الجزر وحدة عسكرية صينية لتفتيش السفن العابرة من مضيق تايوان كما تتميز باحتوائها على المعادن والمياه العذبة الملائمة لصيد الأسماك .

مجموعة الجزر الغربية والتي تسمى شيشا: ويطلق عليها أيضاً بحر فيتنام الشرقي، وتتكون من 30 جزيرة كما انها تظم الشواطئ الرملية والشعب المرجانية وتصل مساحتها الى 15.000 كم2، وتتميز بأحتوائها على الاحتياطات من الموارد الهيدروكاربونية (النفط والغاز)، والثروات الحيوانية والمصائد السمكية، كما تعد هذه المجموعة من الجزر مركزاً للقيادة الصينية على بحر الصين الجنوبي».

مجموعة الجزر الجنوبية (نانشا): وتسمى أيضاً بجزر سبراتلي والتي تتألف من 3000 جزيرة وتتمركز  بين خمس دول هي: الصين (ومعها تايوان)، والفلبين، وماليزيا، وبروناي، وفيتنام، وتمتد على مساحة 400 الف كم2، وهي ذات أهمية كبيرة في ترسيم الحدود الدولية للدول المطلة عليها على الرغم من التعقيد الجغرافي لهذه المجموعة ، كما تعد مصدر للثروة السمكية ، فضلاً على احتوائها على احتياطات مهمة من النفط والغاز، وتسيطر القوات الصينية والتايوانية على ما يقرب من 45 جزيرة من هذه المجموعة ؛ المصدر : وسام علي كيطان، مصدر سبق ذكره ، ص384 ، دياري صالح مجيد ، مصدر سبق ذكره ، ص22 -23؛ وايضاً :=

=Shu-Ping Wu et al., «Land Molluscan Fauna of the Dongsha Island with Twenty New Recorded (7) Species, Vol. 52, No. 2, Taiwania , 2007, p. 145 .

[21] Daniel Livingstone, The Spratly Islands: A Regional Perspectiv , Journal of the Washington Institute of China Studies ,Vol. 1, No.2 , Washington , 2018 , p.149 . 

[22] Daniel Livingstone , Op.Cit , p.153 .          

[23] فتحية بن شعشوع ، الاستراتيجية الأمنية الصينية في جنوب شرق اسيا في ظل العقيدة العسكرية الصينية الجديدة ، رسالة ماجستير ، كلية الحقوق والعلوم السياسية / جامعة قاصدي مرباح ورقلة ، الجزائر، 2019 ، ص46.

[24] جهينة ربوح، ‏ مصدر سبق ذكره ، ص 47.

[25] Christine Elizabeth Macaraig and Adam James Fenton, Analyzing the Causes and Effects of the South China Sea Dispute, The Journal of Territorial and Maritime Studies ,Vol. 8, No.2Published by: McFarland & Company, North Carolina , 2021, p. 46.

[26] رشا سهيل محمد زيدان، مصدر سبق ذكره ، ص 176.

[27] بثينة اشتيوي، بحر الصين الجنوبي: الصراع البارد بين الصين والولايات المتحدة الامريكية ، متاح على الرابط:

https://www.sasapost.com/china-us-relations/

 تاريخ الزيارة : 25 ايار 2022 .

[28] مايكل كلير ، الحروب على موارد الجغرافيا الجديدة للنزاعات العالمية ، ترجمة : عدنان حسن، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 2002، ص128-132.

[29] سفيان بلمادي، جيوسياسية المضائق البحرية الاستراتيجية وأمن امدادات الطاقة (مضيق ملقا وأثره على أمن الطاقة الصيني أنموذجاً)، دراسة بحثية صادرة من كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر ، الجزائر، 2015 ، ص7.

[30] الهادي مصطفى أبو لقمة ومحمد علي ، الجغرافية البحرية، ط2، الدار الجماهيرية للنشر، ليبيا، 1999، ص  173.

[31] Qiang Meng, Jinxian Weng, and Suyi Li, Analysis with Automatic Identification System Data of Vessel Traffic Characteristics in the Singapore Strait, Journal of the Transportation Research Board, No. 2426, Washington , 2014 , P. 33

[32]Toshua H. Ho, The Security of Sea Lanes in Southeast Asia, Asian Survey, Vol. 46No. 4, University of California Press , California, 2006, P. 559 . 

[33] عمار كريم حميد ، توازن المصالح واثره على الاستقرار الاقليمي (منطقة جنوب شرق اسيا نموذجا) ، رسالة ماجستير (غير منشورة) ، كلية العلوم السياسية/ جامعة بغداد ،2020 ، ص98.

[34] دياري صالح مجيد ، مصدر سبق ذكره ، ص18-19.

[35] نشأت رابطة دول جنوب شرق آسيا (الاسيان) في العام  1967 كنوع من الحلف السياسي وذلك لمواجهة الشيوعية في جنوب شرق آسيا لذلك ركزت الرابطة في بداية نشأتها على التنسيق السياسي ، وجاء إنشاء هـذه الرابطة بمبادرة خمس دول هي ماليزيا وأندونيسيا وسنغافورة وتايلاندا والفلبين، وقد انضمت إليهم بروناي عام 1984، بروناي ميانمار ، فيتنام ، لاوس ، وكمبوديا ، ونهدف رابطة الأسيان إلى تحقيق مجموعة من الأهداف والتي تم تحديدها في إعلان بانكوك لعام 1976 وتمثلت هذه الأهداف بما يأتي: العمل على تسريع النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية ، إقامة علاقات وثيقة ونافعة مع المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الأهداف المماثلة ، إشاعة السلام والاستقرار السياسي والاقتصادي الإقليميين في مواجهة القوى الكبرى، وتجنب الصراع فيما بينهما بمراعاة احترام العدل وسيادة القانون في العلاقات بين دول الإقليم ؛ للمزيد ينظر: علي عواد الشرعة ، الآسيان وتجربة التعاون الإقليمي «دراسة في مقومات التجربة وتحدياتها وإمكانات الإستفادة منها»، مجلة إنسانيات ، العدد 8 ، مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافة ، الجزائر، 1999 ، ص4. 

[36] خالفي علي ورميدي عبد الوهاب ، رابطة دول جنوب شرق آسيا (الأسيان) ASEAN «نموذج الدول النامية للإقليمية المنفتحة»، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ، العدد ٦، جامعة حسيبة بن بو علي - الشلف ، الجزائر ، ص82.

[37] فـيـنـوس غـالـب كـامـل السـعـدي، الترتـيـبـات الإقـلـيـمـية والهيمنـة الأمريكيـة جنوب شرق آسيا أنموذجاً، أطروحة دكتوراه ، كلية العلوم السياسية ، جامعة النهرين ، 2016 ، ص85.

[38] علي موسى و محمد الحمادي، مصدر سبق ذكره ، ص297 .

[39] جهينة ربوح ، مصدر سبق ذكره ، ص 41-42.

[40] عائشة حمايدي ، مصدر سبق ذكره ، ص195 .

[41] Food Outlook “Biannual Report On Global Food Markets”, Food And Agriculture Organization Of The United Nations, Rome, November 2017 , P.34

[42]Michael Mazza, Op.Cit , p3-4 . 

[43]Food Outlook “Biannual Report On Global Food Markets”, Op.Cit , p.34

[44] فايز صالح ابو جابر، مصدر سبق ذكره ، ص 12 .

[45] جودة حسنين جودة ، جغرافية اوراسيا الاقليمية ، منشأة المعارف بالاسكندرية ، 2000 ، ص546.

[46] Seafdec Secretariat, Southeast Asian State Of Fisheries And Aquaculture ( Seasofia ), Fifty - Fourth Meeting Of The Council Southeast Asian Fisheries Development Center Seafdec Secretariat 23 And 25 May 2022 , P2.  

[47] نور عماد تركي ، مصدر سبق ذكره ، ص41.

[48] The Usaid Oceans And Fisheries Partnership (Usaid OceansSoutheast Asia Fisheries= =Management Planning Workshop: Taking The Sub-Regional Approach Bangkok, Thailand , 2017, P25 & 31 . 

[49]Bp Statistical Review Of World Energy 2020 , British Petroleum  P.I.C , 70th , Uk – London , 2021 , P16 -18 & 34-36 . 

[50] موالدي سليم ، اتفاقيات التكامل الإقليمي وتحديات جذب الاستثمار الأجنبي المباشر حالة رابطة جنوب شرق أسيا «الآسيان» ، المجلة الجزائرية للعولمة والسياسات الاقتصادية ، العدد 3 ، جامعة الجزائر ، الجزائر  ، 2012، ص161-162.

[51] عمار كريم حميد ، مصدر سبق ذكره ، ص100-101.

[52] نادية فاضل عباس فضلي، التجربة التنموية في ماليزيا من العام 2000-2010، مجلة دراسات دولية ، العدد 54،  مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية / جامعة بغداد ، بغداد ، 2012 ، ص167-177.

[53]نادية فاضل عباس فضلي، مصدر سبق ذكره ، ص167-177 ؛ وكذلك :

Research and development expenditure (% of GDP) - East Asia & Pacific, The World BankAvailable At , https://data.worldbank.org/indicator/GB.XPD.RSDV.GD.ZS?locations=Z4 , Date Of Visit. June 22.

[54] خديجة عبيد ، دور الاقتصاد الرقمي في إعادة هيكلة التجارة الدولية في ظل تحديات التنمية المستدامة دراسة حالة دول جنوب شرق آسيا، رسالة ماجستير ، كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير / جامعة فرحات عباس سطيف ، الجزائر ، 2013 ، ص140-141.

[55] حيدر محمد حسن طالب المالكي ، القدرة التنافسية للصادرات في دول جنوب شرق اسيا، رسالة ماجستير ، كلية الادارة والاقتصاد ، جامعة كربلاء ، 2010، ص112.

[56] المصدر نفسه ، ص114.