تاريخ الاستلام: 8 نيسان 2022 تاريخ القبول: 1 حزيران 2022
حقوق الطباعة محفوظة لدى مجلة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية
حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف
حقوق النشر محفوظة للناشر (كلية القانون والعلوم السياسية - الجامعة العراقية)
CC BY-NC-ND 4.0 DEED
Printing rights are reserved to the Journal of the College of Law and Political Science at Aliraqia University
Intellectual property rights are reserved to the author
Copyright reserved to the publisher (College of Law and Political Science - Aliraqia University)
Attribution – Non-Commercial – No Derives 4.0 International
For more information, please review the rights and license
قراءة فكرية في قضايا العولمة والليبرالية
عند المحافظين الجدد :
إدارة ترامب انموذجا
Intellectual Reading on Issues of Globalization and Liberalism at Neoconservatives:
Administration of the Trump is a Sample
ا.م.د.خالد عبد الإله عبد الستار
كلية العلوم السياسية – الجامعة المستنصرية
Assist. Prof. Dr Khalid A. Abdulsattar
College of Political Sciences. AL- Mustansiriya University
Abstract
After the collapse of the Soviet military machine following World War II in 1945 and the decline of the fascist-Nazi tide, the United States of America declared its victory (militarily and economically) and became the only superpower in the world. Its political role emerged at the expense of British-French influence, which increased its importance on the international scene, so it established The United Nations Organization, the Bank and the International Monetary Fund, and their efforts to extend their hegemony and their neo-colonial policy over the world in the nineties decade through what was termed (globalization). And globalization in the ideology of American politics is openness in all its meanings and forms between countries and the removal of all obstacles that hinder it in achieving its goals and pushing third-world countries to adopt American culture and work to change their authoritarian regimes with more free democratic political systems. However, the important historical events that took place at the beginning of the third millennium altered the face of the world and with it the course of international politics, and the United States began to lose control of the global economy as a superpower. With the advent of Donald Trump as master of the White House in 2017, U S domestic and foreign policy turned upside down. After liberalism represented the political approach of successive US administrations, Trump abandoned liberal thought, put obstacles to globalization, and began a new (Trumpism) policy of the free market and trade exchange.
المقدمة
بعد انهيار الماكنة العسكرية السوفيتية عُقب الحرب العالمية الثانية 1945 وانحسار المد الفاشي النازي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انتصارها (عسكريا وأقتصاديا) وأضحت القوة العظمى الوحيدة في العالم، وبرز دورها السياسي على حساب النفوذ البريطاني- الفرنسي الأمر الذي زاد من أهميتها على الساحة الدولية فقامت بتأسيس منظمة الأمم المتحدة والبنك وصندوق النقد الدوليين، وما انفكت جهودها لبسط هيمنتها وسياستها الإستعمارية الجديدة على العالم في عقد التسعينيات من خلال ما سمّي إصطلاحا بـ (العولمة).
والعولمة في آيديولوجيا السياسة الأمريكية هي الإنفتاح بكل معانيه وأشكاله بين الدول وإزالة كل مايعترضه من عوائق في تحقيق أهدافه والدفع بدول العالم الثالث الى تبني الثقافة الأمريكية والعمل على تغيير أنظمتها الإستبدادية بأنظمة سياسية ديمقراطية أكثر حرية. ولكن ماحصل من أحداث تاريخية مهمة مع بدء الألفية الثالثة[1] غيرت وجه العالم وتغير معها مجرى السياسة الدولية وبدأت الولايات المتحدة الامريكية تفقد زمام سيطرتها على الأقتصاد العالمي كقوة عظمى لاسيما بعد بروز ومنافسة الصين اقتصاديًا. ومع مجيء دونالد ترامب كرئيس للبيت الأبيض سنة 2017 أنقلبت السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية رأسا على عقب، فبعد أن كانت الليبرالية تمثل النهج السياسي للإدارات الأمريكية المتعاقبة تخلى ترمب عن الفكر الليبرالي ووضع العراقيل أمام العولمة وبدأ بسياسة (ترمبية) جديدة للسوق الحرة والتبادل التجاري.
اولاً: اهمية البحث:
وتكمن بتسليط الضوء على مفهومي (العولمة والليبرالية) في الفكر السياسي للمحافظين الجُدد ودراسة السلوك السياسي والتوجهات الايديولوجية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب تجاه قضايا العولمة والليبرالية.
ثانياً: اشكالية البحث:
وتركز في الغموض الذي يشوب طبيعة علاقة الفكر السياسي للمحافظين الجُدد بقضايا العولمة والليبرالية ومدى انعكاسه في فكرهم وسلوكياتهم الإقتصادية. وسنحاول فك هذه الإشكالية وتحليلها من خلال طرح عدد من الأسئلة التالي:
كيف قرأ المحافظون الجُدد موضوع العولمة؟
كيف قرأ المحافظون الجُدد موضوع الليبرالية؟
ما نوع الآيديولوجيا التي تبناها الرئيس الأمريكي ترامب تجاه قضايا العولمة والليبرالية؟
ثالثاً: فرضية البحث:
وتقوم على أن الرؤية الآيديولوجية للمحافظين الجُدد لاتتقاطع تماما مع قضايا العولمة والليبرالية وقد يلتقي سلوكهم السياسي معها في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
رابعاً: اهداف البحث:
نسعى من خلال دراستنا هذه الى تحقيق الأهداف أدناه:
دراسة وتحليل طبيعة العلاقة بين العولمة والمحافظين الجُدد.
دراسة وتحليل طبيعة العلاقة بين الليبرالية والمحافظين الجُدد.
بيان ايديولوجية الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب تجاه قضايا العولمة والليبرالية.
خامساً: الاطار المكاني والزماني للبحث:
الاطار الزماني: مدة ولاية الرئيس الامريكي ترامب 2017-2021.
الاطار المكاني: الولايات المتحدة الامريكية.
سادساً: التعريف بالمفاهيم:
العولمة (globalization): عرف رونالد روبرتسون العولمة بأنها (اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم، وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش)[2]، وإنّ النشأة التاريخيّة للعولمة ارتبطت مع عالمَي السياسة والاقتصاد، ولمّا تطور مفهوم رأس المال إزدادت الحركات التجاريّة وساهمت في الحدّ من عزلة الدول الأقتصادية، وتاريخيا انتشر مفهوم العولمة في القرن الرابع عشر من العصور الوسطى بالتزامن مع ظهور الشركات متعددة القوميات في أوروبا الغربيّة. ويعدُّ قيام الثورة الصناعيّة تجلت ظاهرة العولمة بسبب انتشار الشركات المهتمة بالصناعات التحويليّة التي أصبحت تسيطر على موارد العالم[3] .
إن الهدف الأساسي للعولمة هو الإقتصاد بالدرجة الأولى وتُعد وسائل الإعلام المختلفة من أهم وسائل الترويج للعولمة ونشر ثقافتها الإقتصادية، بل وله الدور الأكبر في التأثير بالرأي العام العالمي خاصة بعد التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات وهو ما إنعكس طرديا على رجال السياسة وصُناع القرار في الدولة.
وعرف أنتوني جيدنز العولمة بأنّها: (مرحلة جديدة من مراحل الحداثة وتطورها، تتكاثف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي، وحدوث تلاحم بين الداخل والخارج، وربط بين المحلي والعالمي بروابط اقتصادية وسياسية وثقافية وإنسانية. ولا يعني هذا إلغاء المحلي والداخلي، ولكن أن يصبح العالم الخارجي له حضور العالم الداخلي نفسه في تأثيره في سلوكيات الأفراد وقناعاتهم وأفكارهم، والنتيجة هي بروز العامل الداخلي وتقويته)[4]. وكانت العولمة بالنسبة للنظام السياسي الأمريكي ونهجه الرأسمالي هي الحل الأمثل لتعزيز مبادئ الديمقراطية وتوفير الحقوق والحريات للأفراد والشعوب في كل دول العالم لذا قامت بنشرها والترويج لها عبر وسائل الإعلام لغرض لتأثير في الرأي العام[5].
الليبرالية(liberalism): وهي مشتقة من الكلمة الإنكليزية Liberty وتعني الحرية، ومن الكلمة الفرنسيةLiberalism وتعني التحررية، وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين كحرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرها.
وظهر مصطلح الليبرالية لأول مرة في إنجلترا أواخر القرن الثامن عشر، للدلالة على المذهب الاقتصادي القائم وفق مبادئ الملكية الخاصة والمبادرة الفردية وحرية العمل والتنقل والمنافسة، والليبرالية مذهب فكري وفلسفي دعا لإشاعة الحريات السياسية والفردية. ويبقى مفهوم الحرية هو الفكرة المحورية التي تقوم على أساسها الليبرالية، مما حدا بالبعض لوصفها بمذهب الحرية[6]، وتزعم الليبرالية أنه حينما تتوفر الحريات الاقتصادية (حرية الملكية والمبادرة والعمل والتنقل)، يكفي أن يجري كل فرد من أفراد المجتمع نحو مصلحته الخاصة كي تتحقق المصلحة العامة للمجتمع تلقائيا[7]، وظهرت الليبرالية الجديدة بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وكأنه تأكيدا على أن الليبرالية هي النظرية الصحيحة التي استطاعت أن تستمر وتتطور رغم كل الظروف والصعوبات والمتغيرات الدولية، وأخذت الليبرالية طابع العالمية بعد ان كانت مقتصرة على الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية، إذ نحت الدول نحو مسار الديمقراطية الغربية من باب التقدم والتحديث، وشملت الليبرالية كل مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية من خلال بفضل العولمة التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، وأكدت الليبرالية السياسية على ضرورة إعتماد مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان من اجل تنمية وتطوير التعاون المتبادل بين الدول المتقدمة والدول النامية[8] ومن العوامل المهمة التي ساهمت في ظهور الليبرالية الجديدة هي[9] :
نشأتها في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في الوقت الذي تم فيه التشكيك في قدرة السوق الحر في الحفاظ على «التوزان المزدهر» كما سماه اللورد بيفريدج واعتقادًا منهم بأن السوق القائم على الملكية الخاصة يميل لعدم الثبات، أو كما ناقش كينز، فإنه عالق في اتزان مع معدلات بطالة عالية .
شَكك الليبراليون الجُدد في صلاحية الليبرالية الكلاسيكية كأساس لمجتمع مستقر وحر، بناءً على أسس تجريبية فبينما فَقدَ الليبراليون الجُدد إيمانهم بالسوق، تزايد إيمانهم بالحكومة كأداة للإشراف على الحياة الاقتصادية وقد رجع ذلك في جزء منه إلى تجارب الحرب العالمية الأولى، حيث بدت مساعي الحكومة في التخطيط الاقتصادي ناجحة.
رَسّخت لحرية مجردة وشكلية فشلت عند التطبيق العملي في تأمين ذلك الضرب من الحرية الإيجابية المتكافئة على الأرض لصالح الطبقة العاملة هذا الموضوع أساسي لما يسمى الآن ب (الليبرالية) في السياسة الأمريكية، وهو يجمع بين تأييد قوي للحريات المدنية والشخصية مع اللامبالاة أو حتى العداء تجاه الملكية الخاصة.
المبحث الاول
العولمة والليبرالية في فكر المحافظين
تمثل العولمة أحد أهم المرتكزات الفكرية للمحافظين الجدد لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية إذ ان الفكر السياسي للمحافظين يقوم على اساس تحقيق السيطرة العالمية للولايات المتحدة الامريكية في الجوانب السياسية والاقتصادية وهذه الامور تتحقق من خلال تبنى مفهوم القوة في الفكر الأمريكي والعلاقات الدولية وضمان توظيف القدرات العسكرية لضمان ايجاد نظام عالمي جديد وأنظمة سياسية تكون تابعة ومرتبطة بالسلوك السياسي الأمريكي وبكل جوانبه المختلفة (اقتصادية وثقافية واجتماعية).
المطلب الاول : العولمة والمحافظون الجُدد:
إن سقوط النظام الإشتراكي ورأسه (الإتحاد السوفيتي) أخلى الساحة الدولية للولايات المتحدة ونظامها الرأسمالي الليبرالي للتفرد بالسيطرة على العالم وخلق مايسمى بالنظام العالمي الجديد والدعوة الى تقليده وتبني أفكاره الآيديولوجية. وقد برز تيار المحافظين الجُدد كحزب سياسي في ثمانينيات القرن الماضي وهو يسعى الى بناء نظام اقتصادي عالمي يقوم على أُسس الليبرالية ويجعل من الولايات المتحدة سيدة العالم. وكما يقول رئيسهم دونالد ترمب (أمريكا أولا).
لقد تبنى المحافظون الجُدد سياسة استخدام القوة في العلاقات الدولية واعتدوا على دول العالم الثالث وشنوا حروبا عسكرية ضد شعوبها وسيطروا على مقدراتهم، وقاموا بإرساء أكثر من (750) قاعدة عسكرية أمريكية لحماية مصالحهم الأقتصادية وحماية منابع النفط الخام وضمان تدفقه بأسعار مقبولة من خلال السيطرة على سوقه العالمي.[10] وفي عهدهم أنتشرت مفاهيم (الأمركة والفوضى الخلّاقة) كفكر سياسي يعمل على توسيع النشاط الاقتصادي والتجاري من جهة وتغيير قيم وافكار وثقافات الشعوب العالمية وخاصة دول الخليج العربي من جهة اخرى[11].
وبناءا على ذلك عملت الولايات المتحدة على تطبيق مبدأ العولمة الثقافية[12]* لتوحيد الثقافات والقيم وإزالة الحواجز والحدود بين الدول وعملت على إلغاء الخصوصية الثقافية والدينية والأخلاقية لشعوبها لخلق مجتمعات متشابهة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وهذه هي إحدى اهم مبادى الرأسمالية في العالم واعتمدت في تحقيق هذا الهدف على وسائل الإعلام الحديثة والمتطورة فضلا عن تكنولوجيا الإتصال[13]. وفي ضوء ذلك طرأت متغيرات كثيرة على الإعلام العالمي وبمقدمته الإعلام الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الحرب الباردة بين المعسكرين الإشتراكي- الشيوعي والرأسمالي الغربي. إذ تم دعم حرية الصحافة وتدفق المعلومات بين الدول[14].
وبناء على ذلك طرح جوزيف ناي وهو أحد مفكري المدرسة الليبرالية الأمريكية مفهوم القوة الناعمة في العام 1990، وهي القوة التي تعتمد اسلوب الإقناع والجاذبية عن طريق القيم والمعتقدات وليس عن طريق استخدام القوة العسكرية او الإقتصادية في تحقيق الأهداف[15]، إذ تم تطبيق ذلك عن طريق استخدام الإعلام بأشكاله المختلفة في نشر الأفكار والسلوكيات والثقافات التي تعزز وتعظم من صورة الولايات المتحدة بين دول العالم[16].
وتعد العولمة من ابرز مرتكزات الفكر الفكر السياسي للمحافظين الجُدد من خلال تبني مفهوم القوة والسيطرة العالمية من اجل تحقيق المنافع الأقتصادية، إذ ان فكرهم الأقتصادي يقوم على مبدأ الليبرالية الجديدة وترسيخ وتبنى مفاهيم العولمة بكل أشكالها والعمل على توظيف كل ما لديها من إمكانيات سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية وثقافية لإيجاد نظام عالمي جديد يقوم على قواعد ومباديء العولمة الإقتصادية بما يتناغم مع فكرهم الإقتصادي.
المطلب الثاني: الليبرالية والمحافظون الجٌدد
أن الفكر الأمريكي بالمجمل يقوم على تحقيق المنافع الإقتصادية وهذا الأمر يعد متجذراً في الفكر السياسي الأمريكي وقد كان فكر المحافظين الجُدد إمتداد للفكر الإقتصادي الأمريكي السابق ولكن بأساليب وآيديولوجيات مختلفة وبشكل اوسع يفوق ما كان موجود. إن الليبرالية فكر عقائدي سياسي مناهض للإستبداد والإقطاع ويدعو الى حرية الإقتصاد والفرد من خلال القيام بثورة ثقافية إصلاحية تشمل كل مناحي الحياة الإجتماعية. وقد حصل تغيير واضح في الفكر الإقتصادي الأمريكي بعد نهاية الحرب الباردة، إذ تبنى المحافظون الجُدد آيديولوجيا الفكر الليبرالي الجديد القائم على تحقيق المصالح الإقتصادية الأمريكية وفقاً لأي اعتبار ومن دون النظر الى الضرر الذي قد تسببه تلك المصلحة إذ عمل الفكر الليبرالي للمحافظين على توسيع دائرة المصالح الأمريكية وتوظيف كل الإمكانيات والقدرات لتحقيق ذلك[17].
لقد جاءت (الليبرالية الجديدة) لتقابل لما يسمى (الكينزية)[18]* أي مذهب تدخل الدولة، القاضي برفع مستوى التشغيل للقوى الإنتاجية وخاصة قوة العمل إلى ما يقرب من حالة التوظف الكامل وعلى الضدّ من الكينزية جاءت موجة الليبرالية الجديدة لتعيد إحياء أسوأ ما في الليبرالية بشكل عام، عبر إعادة الإعتبار الكامل لمبدأ تعظيم الربحية الخاصة وتمجيد القطاع الخاص، وبالتالي خصخصة ما قد يكون هناك من قطاع عام، فضلاً عن استخدام سلّة السياسات المالية والنقدية لتحجيم الإنفاق العام الاجتماعي الموجه لصالح الفئات محدودة الدخل والفقيرة بالذات[19].
ولقد تعمق اتجاه الليبراليين الجدد واتخذ اشكال متعددة ابتداء من المحافظين الجدد، من (أضراب رونالد ريجان ومارجريت تاتشر)[20]* في أمريكا وبريطانيا خلال الثمانينات ومطلع التسعينات، مرورا بتيار المحافظين الجدد أواخر التسعينات ومطلع الألفية، الذين مثلّهم (جورج بوش الإبن)، انتهاءً (باليمين الشعبوي) الذى أوصل دونالد ترامب إلى مقعد الرئاسة الأمريكية من خلال خطاباته وسلوكياته التي كانت تدعو وتروج لمبادئ الحرية والمسيحية وتمجد المصالح القومية والحريات الإقتصادية وتعزيز قيم الليبرالية والبراغماتية[21]
وقد اعتمد المحافظون الجدد على افكار ونظريات المفكر البريطاني (ادموند بيرك) الواردة في كتابه (تأملات في النظام القديم) والذي اصدره في القرن الثامن عشر كمرجع أساس لأغلب افكار ونظريات المحافظين الجُدد كالتضامن الاجتماعي ورفض تدخل الدولة في الإقتصاد والحفاظ على الأُسرة والحريات الفردية والتأكيد على أهمية الدين والمحافظة على النظام[22].
إن الليبرالية الجديدة التي اعتنقها المحافظون الجدد كمذهب اقتصادي اعتمدت على مفهوم العولمة كمرتكز أساس ووسيلة مهمة لتنفيذ سياستهم الإقتصادية القائمة على عدد من الأُسس هي (الدعوة المتطرفة الى الحرية الاقتصادية، انكار دور الدولة في ضبط آليات وحركة النظام الرأسمالي، الهيمنة على منظمات المال العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ابعاد الدولة ومؤسساتها عن السوق الإقتصادية وترك السوق بشكل حر)[23] وإذا كانت الليبرالية الكلاسيكية تمثل الامبراطورية البريطانية فأن الليبرالية الجديدة تمثل امبراطورية الأمريكية التي تقوم على اساس العولمة الإقتصادية من خلال ديناميكية طاغية على التعاملات الدولية عبر ازالة كل اشكال الحواجز التي تقف عائقاً امام حركة رأس المال والاقتصاد مما يجعل العالم يسير في نسق اقتصادي يستند للفكر الإقتصادي الأمريكي في التعاملات الدولية الإقتصادية والمالية[24].
إن المحافظين الجدد عملوا على نشر الايديولوجية الليبرالية من خلال مفهوم القوة من اجل تحقيق المصالح القومية، إذ إن الليبرالية مثل أي فكر آخر لا تنتشر إلا بالاقتناع والتجربة التي توضح في النهاية أن هذه المجموعة من المبادئ والممارسات تحقق السلام والأمن والحياة الكريمة لشعب ما، أما محاولة نشر فكر ما بالقوة فثبت عبر التاريخ أنه لا ينجح، بل تؤخر نشر مثل هذا الفكر، وهو بالضبط ما اختبره المحافظين الجدد بأنفسهم في أفغانستان و العراق، وأثبتوه لدارسي التاريخ وعلم الاجتماع السياسي.
المبحث الثاني
العولمة والليبرالية في إدارة الرئيس الأمريكي ترامب
لقد اتبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ايديولوجية وسلوكيات تقوم على مرتكزات العولمة والليبرالية خلال مدة ولايته وهذه الايديولوجية قد انعكست بشكل واضح على سياسات الولايات المتحدة الداخلية والخارجية وهي بدون شك امتداد للأيديولوجية الفكرية للمحافظين الجُدد التي تؤمن بمفهوم العولمة والليبرالية الجديدة.
المطلب الاول : العولمة في الفكر السياسي للرئيس ترامب
لم تكن العولمة قط ومنذ ظهرت وتمددت بعد سقوط جدار برلين مدار نقاش وجدل النخب السياسية في الغرب كما هي الآن، وذلك ما بين مهاجم ومدافع عنها، وحتى أولئك الذين يؤيدونها بقوة من أمثال أوباما وميركل أصبحوا يطرحون مسألة تصحيح مسارها ويعترفون بالشروخ الاجتماعية الكبرى التي ألحقتها بالمجتمعات الغربية، فماذا عن هذه العولمة المقيتة خارج العالم الغربي وهي أشد توحشاً وجوراً على الديموغرافيا والثقافة والاقتصاد لا شك أن ما يحدث غربياً له انعكاساته الآنية وبعيدة المدى كذلك وعلى الأقل، فإن صورة العولمة كمصير أبدي للعالم[25].
ان ايديولوجيا العولمة ذات جذور عميقة في داخل الفكر النيوليبرالي وكان اول من دشّنها هو الرئيس كلنتون واستمرت كسياسة من قبل الإدارات اللاحقة وصولاً للرئيس اوباما لقد كانت هذه الأيديولوجيا والسياسة التي بنيت على اساسها تنظر الى عالم تتوحد فيه قواعد وضوابط الحياة الاقتصادية والسياسية والعلاقات الدولية فضلا عن النظر الى الحدود الدولية باعتبارها ذات اولوية متدنية بشكل متزايد او حتى لاغية ، وان الفوارق الثقافية ستزول لصالح قيم عالمية كما تم اعتبار ان الديمقراطيات الانتخابية واقتصاد السوق سوف تعم العالم برمته وسينتهي الأمر بشكل موحد للحكم[26].
ان اكبر مناصري ايديولوجيا العولمة في الغرب هم الذين أصبحوا اكبر المستفيدين منها وقد أدى ذلك الى تركز السلطة والثروة في أيدي القلة القابعة في القمة وهم مالكي ومشغلي رأس المال والذين يدعمون حرية التبادل التجاري وعولمة الثقافات والمؤسسات اضافة لدعمهم سياسات تغيير الأنظمة السياسية بالقوة وإعادة صياغة المجتمعات والدول في البلدان الاخرى، هذه السياسات قادت الى إيقاع الضرر بالأغلبية الساحقة للطبقة الوسطى في الولايات المتحدة وبعد اول جيل تلا انتهاء الحرب الباردة اخذت القاعدة الصناعية بالتآكل وأخذت البنية التحتية بالتدهور فضلاً عن تراجع كفاءة نظامها التعليمي والاسوأ هو تفكك عقدها الاجتماعي[27]).
لقد كان الإفراط في العولمة لاسيما في العقدين الاخيرين احد أهم أسباب انتشار الحركات الشعبوية إذ ساهم التوسع في مبادئ العولمة والتدفقات المالية والإزمات الإقتصادية وغياب المساواة وضعف النمو وغيرها العديد من المشكلات الاقتصادية في نمو الحركات الشعبوية وتأثيرها البارز في المجتمع الأمريكي مما سهل الطريق لوصول الرئيس الأمريكي ترامب الى السلطة[28].
اذ استطاع ترامب الفوز من خلال الخطاب الشعبوي في الانتخابات ضد هيلاري كلينتون لتسويق برنامجه الإنتخابي للرأي العام، والعمل على اقناعهم به بكافة الوسائل الممكنة، بالتأثير في اتجاهات وسلوك الناخبين ودفعهم للتصويت له، حيث بدأت حملته الإنتخابية بشعار (اجعلوا أمريكا عظيمة مرة اخرى)[29]، وايضا شعاره المتمثل بـ (أمريكا أولاً) والذي يهدف من خلاله الى عودة امريكا الى ما كانت عليه سابقا على عكس التغييرات الثقافية والاجتماعية التي سادت في القرن الماضي ، والتي عملت على تنوع امريكا ثقافياُ وتأكل قيمها، لذا كان حذراً جداً حول الجماعات التي تشكل خطراً على الولايات المتحدة وثقافتها لذلك اتهم المهاجرين المسلمين بـ (الإرهاب) وعدم احترامهم للحياة البشرية[30].
وكان فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات عام 2016 إشارة على عرقلة سيرورة العولمة، ثم ما لبث الخوف من أن يتجسد واقعاً من خلال إجراءات ترامب السياسية بالتشديد على إجراءات الهجرة واللجوء، ومنع السفر وتقيده على جنسيات معينة، ثم الحماية الاقتصادية برفع الرسوم الجمركية والضرائب على استيراد الحديد والصلب[31].
وفي ما يتعلق بالتوجه الايديولوجي للرئيس الأمريكي ترامب ومبادئ العولمة إذ مثلت توجهات ترامب اليميني المحافظ تمثل في خسارة لمدعي العولمة إذ ان رفع شعار (أمريكا العظيمة) الذي بنى ترامب حملته الانتخابية على خطاب مضاد لعولمة أمريكا على المستويات الثلاثة التي تقوم عليها: حركة رأس المال والبضائع، وحركة البشر (المهاجرون)، والأفكار والمعلومات كان شعار استعادة (العظمة لأمريكا وأمريكا أولاً)هو التأكيد على الوطنية في مقابل العولمة التي دافعت عنها هيلاري كلينتون واتخذتها إيديولوجية وبرنامجاً سياسياً واقتصاديا[32].
ويمكن اجمال اهم الإجراءات التي اقدم عليها الرئيس الأمريكي المناهضة للعولمة في التالي[33]:
الغاء اتفاقية الشراكة ذات الطابع المعولم: ومنها ما اعلن عنه ترامب من الغاء اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ من 12 دولة في شرق اسيا من اجل عودة الصناعة الى الولايات المتحدة الامريكية.
اعادة النظر في العلاقات التجارية الثنائية: ومنها اعادة النظر في العلاقات والإتفاقيات التجارية الثنائية بين الولايات المتحدة وعدد من دول العالم لاسيما الصين من اجل اعادة الشركات الأمريكية للمنافسة.
مواجهة العجز التجاري: إذ سعت إدارة ترامب الى مواجهة العجز المالي والتجاري بين الولايات المتحدة ودول العالم لاسيما الصين.
القيود الكمركية على التجارة والسلع: إذ أقدمت إدارة ترامب على فرض العديد من القيود الكمركية على السلع التجارية لاسيما الصينية وفرض عقوبات على العديد من الشركات الصينية والعالمية وهذا يعد بشكل واخر تقييد لمبادئ العولمة في العالم.
المطلب الثاني : الليبرالية والفكر السياسي للرئيس ترامب
لقد مثل وصول الرئيس الامريكي ترامب الى كرسي الرئاسة انتصارا لتيار المحافظين الجدد التيار اليميني التقليدي إذ ان الفكر السياسي الأمريكي الليبرالي التقدمي قد واجه تيار محافظ تقليدي مثله الرئيس ترامب والذي اوجد حالة من الصراع في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية من خلال تبنى سلوكيات اقتصادية محافظة قد لا تتلاءم مع تطلعات الليبرالية التقدمية والتي تدعوا الى الإنفتاح والعولمة والتوسع التجاري من اجل المصالح الإقتصادية لاسيما للقطاع الخاص[34].
إذ اتبع الرئيس دونالد ترامب سياسة اقتصادية انعزالية متحفظة بعد أن تحول الى سياسي يميني أكثر تحفظاً نحو السياسات الإقتصادية، حيث تبنى ترامب سياسة خفض الضرائب والغاء القيود بما يتفق مع سياسة المحافظين ضمن حزبه الجمهوري، والعمل أيضاً على تقوية الدولار الأمريكي واتباع العديد من السياسات الإقتصادية التي من شأنها المحافظة على الإقتصاد الأمريكي وزيادة الدخل القومي مع الحد من الإنفتاح الليبرالي الخارجي من خلال إعادة النظر في العديد من اتفاقيات الشراكة مع دول العالم[35]
ولقد اشارت الايديولوجية المحافظة للرئيس الأمريكي إلى توجه بنحو كبير للخطاب الشعبوي نحو الهوية الاجتماعية للشعب الأمريكي والتي كانت احد اهم اهتماماته مما جعل منه ينتهج سلوكيات متطرفة، لأن الهوية الوطنية كانت تمثل هاجسه الأول، تُبنى عنده على عدم تساوي الآخر مع أصحاب هذه الهوية لذلك لابد من الإنغلاق والتحفيز علي الإهتمام بالشأن الداخلي سواء في ميادين الاقتصاد أو دروب السياسة، في الأولى أمر فعلاً في إعادة النظر بهدف أعادة التفاوض حول الإتفاقيات التجارية مثل(النافتا) و(منظمة التجارة العالمية)، وفي الثانية بدأ بتشجيع بريطانيا علي استكمال خطوات خروجها من الإتحاد الأوربي وأظهر عدم الإكتراث بما تقوم به روسيا من تثبيت لأقدامها في منطقة الشرق الأوسط وهذا يمثل ابتعاد عن الليبرالية ومبادئها والعولمة[36].
وبناءا على ما تقدم جاءت السياسة الإقتصادية للرئيس الأمريكي ترامب لتشير الى الأثر البالغ في تراجع التيار الليبرالي في أمريكا من خلال العديد من الإجراءات الداخلية والخارجية والقيود التي فرضت على السلع والبضائع والتعرفة الكمركية فضلاً عن انعكاساتها على مستوى العلاقات الإقتصادية التي غدت متوترة لاسيما مع الصين من خلال قيامه بفرض العديد من العقوبات على الشركات الصينية وهذا الأمر قد اثر وتقاطع مع مبادئ الليبرالية الأمريكية التي تقوم على اسس العولمة والشركات متعددة الجنسيات إذ ان التيار الشعبوي الأمريكي وسياساته لاسيما الأقتصادية قد أنهت قيم الليبرالية وكانت محفز للتيارات اليمنية المتطرفة في أوروبا[37].
إن الفكر الليبرالي الجديد هو عقيدة اقتصادية تقوم على السوق الحرة والعولمة ورفع القيود بين الدول وقد سيطرت الليبرالية بشكل واسع على الإقتصاد العالمي خلال الإربعين سنة الماضية لاسيما بعد الحرب الباردة إلا ان ما شهده العالم من أزمات اقتصادية كبيرة بينت عجز وضعف تيار الليبرالية على مواجهتها فضلاً عن ظهور العديد من التيارات المنافسة لاسيما التيار الشعبوي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا والذي تمثل في وصول الرئيس الأمريكي ترامب الى رئاسة البيت الأبيض وأزمة وباء كورونا الذي اعطى زخم ودافع للإنعزال وهو ما يتلاءم والتيار الشعبوي[38].
ومن خلال ما تقدم يمكن القول ان آيديولوجية الرئيس الأمريكي ترتكز لأفكار المحافظين الجُدد ذات التوجه اليمني المحافظ إذ إن ترامب يمثل التيار الشعبوي الإنعزالي الذي يرى ضرورة التوجه الى الداخل والنظر الى القضايا التي تهم المجتمع الأمريكي بعيداً عن الفكر الليبرالي الجديد الذي لطالما قد سيطر على السياسة الأمريكية من خلال توجهات الإقتصاد العالمي ومبادئ وأُسس العولمة لذلك فقد مثل وصول ترامب الى السلطة ابتعاد واضح عن التيار الليبرالي الجديد بل وتهديد حقيقي له.
الخاتمة
وختاماً نجد ان طريق العولمة قد مرّ عبر الليبرالية الجديدة الإنفتاحية والرأسمالية الريعية التي فرضت بدورها الهيمنة على الأسواق المالية العالمية واقتصاديات بلدان كبرى وصغرى، وحوّلتها إلى اقتصادات ريعية لجني الأرباح بلا حدود، لكن هذه العولمة كان لها مظاهر ارتدادية وعوارض جانبية بعضها خطر، وقادت إلى اشتداد المنافسة بين المنتجات الأمريكية العالية الكلفة، وبين منتجات دول نامية وصاعدة اقتصادياً، وفي مقدمتها الصين، التي تمتاز منتجاتها بكلفة منخفضة، الأمر الذي اضطرّ الشركات الرأسمالية الأمريكية إلى نقل مصانعها خارج أمريكا، لتتمكّن من منافسة الصين، إلاّ أن ذلك أدّى إلى ركود الاقتصاد الأمريكي وشحّ في فرص العمل، وتخفيض الأجور وتغيير بعض عقود العمل وشروطه، الا ان وصول ترامب الى السلطة قد غير العديد من التوجهات لاسيما الليبرالية من خلال ترسيخ التيار الشعبوي الإنعزالي الذي جاء واوقف سلسلة استمرار الليبرالية التي ضلت لأعوام متتالية هي المتحكم الأساس في السلوكيات السياسية للفكر السياسي الأمريكي.
[1] إن سلسلة هذه الأحداث المهمة بدأت بانهيار برجي التجارة العالمي في الحادي عشر من أيلول 2001 ثم غزو أفغانستان وبعدها غزو العراق 2003 ثم أحداث الربيع العربي وماتلاها من إنتشار تيارات عقائدية- سياسية متطرفة وعودة روسيا للمنافسة بقيادة بوتن وداعش والإرهاب ومازال الحبل على الجرار.
[2] نقلاً عن هاني خميس: العولمة والحياة اليومية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 2011، ص 94.
[3] طاهر حسو الزيباري: النظرية السوسيولوجية المعاصرة، دار البيروني للنشر والتوزيع، عمان، 2015، ص 484.
[4] نقلاً عن: زبيري رمضان: العولمة و البنى الوظائفية الجديدة للدولة، مركز الكتاب الأكاديمي، عمان، 2015، ص 31.
[5] إياد ضاري محمد الجبوري: إدارة الازمات الدولية، دار الاكاديميون للنشر والتوزيع، عمان، 2016، ص 136.
[6] عامر طرف: رواد في تطور الفكر السياسي الحديث، دار مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 2013، ص 197
[7] عبد الوهاب محمد جواد الموسوي: مصدر سابق، ص 15.
[8] حسن وليد والعايد: النظرية السياسية من العصور القديمة إلى العصر الحديث، دار زيد الكيلاني للنشر والتوزيع، عمان، 2009، ص 380.
[9] نقلاً عن: ديفيد هارفي واخرون: اليبرالية الجديدة، موجز تاريخي، ترجمة: مجاب الإمام، دار العبيكان للنشر والتوزيع، الرياض، 2008، ص 31.
[10] أحمد فايز صالح: دور المحافظون الجُدد في السياسة الخارجية الأميركية، دار باحث للدراسات الاستراتيجية الفلسطينية، بيروت، 2011، ص 68.
[11] سالم مطر السبعاوي: نظرية الفوضى الخلاّقة في فكر المحافظين الجُدد لإعادة تشكيل النظام الإقليمي العربي، دار الاكاديميون للنشر والتوزيع، عمان، 2021، ص 75.
[12] * العولمة الثقافية: تعني هيمنة الثقافة والقيم الأمريكية التي تعبر عن وضع القطبية الأحادية الأمريكية السائدة في العلاقات الدولية وفرضها على الشعوب كأنموذج عالمي، وتهدف الى تجريد الشعوب من ثقافتها وعناصرها الأصلية وخصائصها المتميزة وتشويه طابعها العام واحداث الخروق فيها، وبالتالي تهميش المجتمع وسلخه من نسيجه الثقافي والحضاري والتاريخي. للاستفاضة ينظر: عمر العبدالله، اياد رشيد محمد الكريم: العولمة الثقافية وأبعادها السلبية على الوطن العربي، مجلة جامعة الانبار للعلوم القانونية والسياسية، العدد 8، 2013، ص 477. للاستفاضة ينظر: جان نيدرفين بيترس: العولمة والثقافة المزيج الكوني: ترجمة خالد كسروى، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2015. للاستفاضة ينظر: جيرار ليكلرك، العولمة الثقافية، الحضارات على المحك، ترجمة جورج كتورة، دار الكتاب الجديد المتحدة، طرابلس،2004، ص 18.
[13] نزهت محمود نفل: مضامين خُطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعائية إزاء القضايا الدولية الراهنة، مجلة آداب المستنصرية، كلية الاداب الجامعة المستنصرية، العدد 87، 2019، ص153.
[14] توماس ل. ماكفيل: الإعلام العالمي، ترجمة عبد الحكم أحمد الخزامي، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2012، ص7_ص8.
[15] جوزيف س. ناي: القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية، ترجمة محمد توفيق البجيرمي، دار العبيكان للنشر والتوزيع، السعودية، 2007، ص 24- 30 .
[16] ايهاب خليفة: القوة الألكترونية كيف يمكن ان تدير الدولة شؤونها في عصر الإنترنيت الولايات المتحدة الأمريكية نموذجاً، دار العربي للنشر والتوزيع، الأمارات، 2017، ص 50.
[17] ارون ستلزر: المحافظون الجدد، ترجمة: فاضل جكتر، دار العبيكان للنشر والتوزيع، الرياض، 2005، ص 370.
[18] * الكينزية: النظرية الكينزية، وهي النظرية التي تقوم على فكرة أن الاقتصاد الكلي يمكن أن يكون في حالة من عدم التوازن لفترة طويلة، لذلك تدعو هذه النظرية التي وضعها «جون مينارد كينز» إلى تدخل الحكومة، للمساعدة في التغلب على انخفاض الطلب الكلي، وذلك من أجل الحد من البطالة وزيادة النمو، ظهرت النظرية الكينزية في الاقتصاد في فترة حرجة من تاريخ العالم، وهي تلك التي امتدت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث خيمت أصعب فترات الأزمة الاقتصادية الكبرى وقد جاءت النظرية الكينزية لتناهض إلى حد بعيد النظرية الكلاسيكية في الاقتصاد التي جاء بها (آدم سميث)، وكان لنجاح النظرية الكينزية أصداء كبيرة في العالم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حتى إن جميع الحكومات الرأسمالية في العالم طبقتها. للاستفاضة ينظر: محمد القطاربي، دور السياسة النقدية في الإستقرار والتنمية الإقتصادية، دار غيداء للنشر والتوزيع، عمان، 2011، ص 46-49.
[19] صباح الإمامي: الخصخصة وتأثيرها على الإقتصاد الوطني، مركز الكتاب الاكاديمي، عمان، 2015، ص57.
[20] * أضراب رونالد ريجان ومارجريت تاتشر: وهو الاضراب العمالي الذي حدث في العام 1981م ويمثل واحداً من أشد الإضرابات حدة بين الحكومة واتحاد حركة الملاحة الجوية، حين رفض العاملون الرجوع إلى أعمالهم والاستمرار في الإضراب، وكان حينها رونالد ريغان، الممثل المشهور، رئيسا للولايات المتحدة، وكان صلبا حازما، فأنذر المضربين ثمانية وأربعين ساعة للعودة إلى أعمالهم، فاستمروا بالإضراب، ففصل قرابة أحد عشر ألفا وخمسمئة موظف في قرار واحد، وقد كان الاضراب نتيجة قيام الرئيس الأميركي (رونالد ريغان) بطرد 11345 مراقب جوي بسبب قيامهم بإضراب طالبت فيه نقابتهم بتحسين ظروف العمل ونص القرار على حرمان المطرودين من العمل في الوظيفة الفدرالية مدى الحياة. للاستفاضة ينظر: فولفجانج شتريك، شراء الوقت: الأزمة المؤجلة للرأسمالية الديموقراطية، ترجمة: علا عادل، دار صفصافة للنشر والتوزيع ، فلسطين ، 2017، ص 54.
[21] فرانك ستنغل واخرون: الشعبوية والسياسة العالمية سبر الأبعاد الدولية والعابرة للحدود، ترجمة: محمد حمشي، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، بيروت، 2022، ص 198.
[22] سالم مطر السبعاوي: المصدر السابق، ص 55.
[23] أميرة محمود دياب: العالم الجديد في التاريخ الحديث، دار غيداء للنشر والتوزيع، عمان، 2020، ص 56.
[24] محمد صابر كريم: الحداثوية السياسية ودورها في تطوير النظام السياسي الليبرالية، مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية، كلية القانون والعلوم السياسية، جامعة كركوك، العدد 7 ، 2013، ص 362.
[25] سمر طاهر: الإعلام في عصر العولمة والهيمنة الأمريكية، دار النهضة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2011، ص 36.
[26] خالد محمد غازي: ما بعد العولمة صناعة الإعلام وتحول السلطة، وكالة الصحافة العربية للنشر والتوزيع، القاهرة ، 2017، ص 47.
[27] بسام المشاقبة: توحش الضمير الليبرالي وسقوط الهيمنة الأمريكية، دار المأمون للنشر والتوزيع، عمان، 2012، ص 207.
[28] مثنى فائق مرعي واخرون: أزمة جائحة كورونا والنظام العالمي، الدار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2021، ص 12.
[29] قاسم حسين السعدي: استراتيجية التسويق السياسي في التنافس الانتخابي (دراسة تحليلية في الأساليب التكتيكية للرئيس دونالد ترامب )، مجلة جامعة بابل للعلوم الانسانية، جامعة بابل، المجلد 27، العدد 4، 2019، ص 70.
[30] Matthew G. John Kenneth White, Populism in the United States, Springer Nature Switzerland AG, USA, 2018, P115-119.
[31] أسعد عبد الحسين خنجر: الهجرة غير الشرعية وانعكاساتها على النظم السياسية في أوربا، الدار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2022، ص 115.
[32] جيهان عبد السلام عوض: أمريكا ودورها في الصراعات العربية حتى 100 يوم من بداية حكم ترامب، الدار العربي للنشر والتوزيع، 2021، ص 129.
[33] نقلاً عن: عليان عليان: أزمات النظام الرأسمالي (من الكساد الكبير (1929-1933) إلى أزمة 2008 المالية والاقتصادية الكبرى، دار الآن ناشرون وموزعون، عمان، 2019، ص 440- 444.
[34] محمد المنشاوي: ترامب اولاً كيف يغير الرئيس الأمريكي العالم، دار الشروق للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020، ص 74.
[35] ميلود ولد الصديق: أهمية البيئة النفسية لصانع القرار في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية - دراسة حالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجلة العلوم القانونية والسياسية، كلية الحقوق، جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة،المجلد 10، العدد1، 2019، ص 806
[36] فرانك ستنغل واخرون: مصدر سبق ذكره، ص 148.
[37] لواء إيهاب عطية: حشرة باذن فيل، دار سما للنشر والتوزيع، عمان، 2021، ص 102.
[38] مثنى فائق مرعي واخرون: مصدر سبق ذكره، ص 12.