DOI https://doi.org/10.61279/vmxq0553
فشل
دبلوماسية العراق
البيئية
دياري
صالح[1]*/ مقال
نشره موقع ميدل
ايست اونلاين
/1/1/ 2024
ترجمة
(بتصرف) زهراء محسن
هجول
الجامعة
العراقية - كلية
القانون والعلوم
السياسية
يتطلب من
العراق اليوم الاعتماد
على دبلوماسية
حقيقية في مجال
قضايا البيئة وابدالها
بسياسة الاعتماد
على مؤتمرات المناخ
الدولية لمعالجة
مشاكله البيئية.
وينبغي على صانع
القرار السياسي
في العراق ان يعطي
المزيد من الاهتمام
بقضايا البيئة
وآثارها لهذا كان
يتوجب على الرئيس
العراقي عبد اللطيف
رشيد ان يؤكد ويركز
على هذه الجوانب
في مؤتمر المناخ
الذي عقد في الامارات
العربية المتحدة
COP28)) عام 2023.
الخطاب
البيئي العراقي:
-
من اجل استغلال
يقضة الخليج
العربي في مواضيع
المناخ والبيئة،
حرص العراق على
إنتاج خطاب يقدم
دول الخليج العربي
لممارسة دور رئيسي
في مواجهة الأزمات
البيئية في المنطقة
وبذلك أراد العراق
ان يوضح ان ظروفه
لا تسمح له سواء
كانت ظروفه السياسية
او الاقتصادية
باتخاذ خطوات جادة
وحقيقية في مواجهة
التغير المناخي[2]*والبيئي
الحاصل، ليؤكد
ضمناً ان دول الخليج
هي التي يجب ان
تلعب هذا الدور.
وهذه الرؤية تتضارب
مع المبدأ الذي
تعتمد عليه الكثير
من الدول « المشاركة
في تحمل الضرر
البيئي» فيتحتم
على العراق إعادة
تأسيس دبلوماسيته
البيئية من اجل
ان يصبح لاعب وشريك
أساسي في القرارات
البيئية الإقليمية
وحتى الدولية.
يسعى العراق
الى تجنب مواجهة
الواقع المؤلم
المتمثل بالإخفاق
في تبني سياسات
بيئية فعالة بالرغم
من أدراك الرئيس
العراقي عبد اللطيف
رشيد بثقل أرث
المناخ في العراق
سعى الى استخدام
ذلك لإحراز المزيد
من التعاون السياسي
مع الخصوم الإقليميين.
واعتقد انه بإمكانه
تقديم مشروع لتسريع
الحوار الإيراني
العربي عبر قضايا
البيئة، لكن الرئيس
العراقي فشل في
اقناع الدول الأطراف
بقدرة العراق على
لعب هذا الدور.
سياسياً
ضاعت الكثير من
الاحلام في مجال
السياسات البيئية،
فالرئيس العراقي
عبد اللطيف رشيد
مثل اسلافه لديه
العديد من الخطط
والمشاريع التي
لا يمكن تطبيقه
بسهولة فتتناقض
تطلعات العراقيين
مع الدعوة التي
أطلقها مؤتمر الأطراف
في الإمارات العربية
المتحدة COP28 التي
تدور حول تقليل
الاعتماد على النفط
والغاز الطبيعي
لمعالجة القضايا
البيئية. ويتقاطع
الاقتصاد العراقي
الضعيف والهش مع
فكرة الانتقال
نحو الاقتصاد الأخضر
الذي قطعت فيه
دول الخليج مراحل
مهمة.
لم يقدر
العراق في هذا
المؤتمر من تغيير
وجهة نظر القوى
الدولية الكبرى
بسعيه في مجال
البيئة فضلاً عن
اتهام العراق بتقييد
الجهود التي تبذلها
المنظمات غير الحكومية
المختصة في مجال
البيئة كما انه
متهم بالفشل في
حماية الناشطين
البيئيين[3]* وغض
النظر عن الاضرار
البيئية في كل
قرارته الاقتصادية
وهذا ما يجعل العراق
في حالة من العزلة
المخيفة بالنسبة
للدول المحيطة
به التي تبذل خطوات
و جهود مهمة من
اجل معالجة الازمات
البيئية . وعلى
الأرجح فهم العديد
من الدول المشاركة
في مؤتمر المناخ
COP28 من كلمة الرئيس
العراقي عبد اللطيف
رشيد على انها
مسعى للعب دور
الضحية من أجل
غاية واحدة فقط
وهي الحصول على
دعم مالي بذريعة
معالجة اضرار المناخ.
فكر محلياً
وتصرف دولياً:-
المسائل
البيئية تستدعي
حلولاً غير تقليدية
واحدة من هذه الحلول
استثمار مواقع
التواصل الاجتماعي
من أجل تشكيل رأي
عام بيئي في العراق
وبالأخص المناطق
التي يعاني سكانها
من ضغوطات الازمات
البيئية. ومن الممكن
ان يخلق تنفيذ
هذه الحملات جمهور
مهتم بقضايا البيئة
ويكون أغلبهم من
الشباب وسيساهم
هذا الجمهور لاحقاً
على تحفيز المجتمع
المحلي على التفكير
في كيفية ان يصبح
صاحب دور في عملية
صنع القرار البيئي
ليمارس الضغط على
صانع القرار السياسي
من أجل أخذ وجهات
نظر المواطنين
البيئية في عين
الاعتبار.
ويمكن ايضاً
للزعامات الدينية
المؤثرة في العراق
وخصوصاً المرجعية
في النجف الاشرف
ان يلهموا المجتمع
العراقي وخصوصاً
مجتمع جنوب العراق
من اجل الاهتمام
بالمسائل البيئية.
وتلعب منطقة
جنوب العراق دوراً
مهماً في مشكلة
التغير المناخي
وآثاره البيئية.
والمعروف ان جنوب
العراق يمثل الجزء
الأكبر من السهل
الرسوبي الذي يعطيه
هوية بيئية أساسية.
وبالوقت نفسه يمثل
السهل الرسوبي
منطقة الثقل الديمغرافي
والجيوسياسي في
العراق وهذه المنطقة
اليوم مهددة بشكل
خطير إذ أن مستقبلها
البيئي على المحك.
ويمكن
القول إن الزعماء
الدينيين في النجف
قادرين على تخفيف
المشهد المستقبلي
المتشائم بخصوص
البيئة في العراق
إذ أن خيبة أمل
كبار الشخصيات
الدينية في العراق
من سلوك وممارسات
القوى السياسية
قد تولد سبباً
مهماً لإعادة إنتاج
الخطاب الديني
وفي حالة كهذه
سيكون هناك دور
بارز لأولوية المسائل
البيئية والقلق
بخصوص البيئة وتعزيز
الوعي البيئي داخل
المجتمع العراقي
وخصوصاً سكان منطقة
جنوب العراق الذين
يتأثرون بقوة بآراء
المرجعية الدينية
في النجف. فاستبدال
الخلافات السياسية
والمناقشات البيئية
يمكن ان يساهم
في تحول اجتماعي
سلمي في نمط الحياة
اليومية للمواطن
العراقي.
وفي الفترة
الأخيرة كثر الحديث
عن مفردات لم يألفها
المجتمع العراقي
من قبل مثل الناشطين
البيئيين وفرق
البيئة التطوعية
والحملات البيئية
فضلاً عن الأحزاب
الخضراء التي تعد
علامة مميزة في
العراق فمن الممكن
للتخصصات العلمية
الهامة في الجامعات
العراقية ان تستفيد
من هذا الامر وعلى
سبيل المثال اقسام
الجغرافية التي
لديها الكثير من
الطلاب الذين يمكن
ان يصبحوا فاعليين
ميدانيين مهمين
من اجل خلق اراء
بيئية، ولتحقيق
هذه الغاية يجب
على كل جامعة في
العراق ان تطور
من وظائفها لكي
تصبح لاعباً اجتماعياً
حقيقياً ومن الممكن
ان يعترض البعض
على تنفيذ هذه
الفكرة بسبب العقبات
والتحديات التي
تواجهها ميدانيا
وهنا يجب ان نتذكر
دائماً (رحلة الألف
ميل تبدأ بخطوة
واحدة ) وطبقاً
لمعايير تقرير
مستقبلنا المشترك
فأن الجهود من
أجل خلق بيئة وتنمية
مستدامة يتطلب
التفكير خارج الصندوق
أي التفكير بطريقة
غير تقليدية.
وفي النهاية
يمكن القول بأن
الوعي الدولي بالمسائل
البيئية أخذ بالازدياد
كما زادت خطوات
التحرك نحو الاقتصاد
الأقل تلوثاً وهذا
الامر سوف يفرض
تراجعاً بصورة
تدريجية في مكانة
النفط والدول المنتجة
للنفط ومن بينها
العراق في سوق
الطاقة العالمية.
ومع سنوات الإهمال
البيئي سيعاني
العراق من فشل
اقتصادي وبيئي
واسع النطاق وستكون
الصراعات الداخلية
هي السيناريو الأقرب
للتوقع في مثل
هذه الحالة وهنا
يجب علينا ان نفكر
ما الذي يجب ان
نفعله قبل فوات
الأوان (غداً يبدأ
اليوم) وهو من الشعارات
الملهمة التي يمكن
ان تدفعنا الى
مناقشة الخطوات
اللازمة من اجل
تحقيق هذا التغيير
المطلوب بشدة وألا
فأن الكسل والتراخي
والفشل الحالي
لن يضعنا سوى امام
مستقبل مرعب لا
فرار منه.
[1]() اكاديمي
عراقي يعمل في
الجامعة المستنصرية
حاصل على درجة
الدكتوراه في الجغرافية
السياسية من جامعة
بغداد ودرجة ما
بعد الدكتوراه
في العلاقات الدولية
من جامعة وارسو
تركز ابحاثه على
قضايا الجيوسياسية
في العراق.
[2]() مع الاخذ بعين
الاعتبار أن العراق
يحتل المرتبة الخامسة
من بين الدول الأكثر
تأثراً بتغيرات
المناخ حسب تقرير
برنامج الأمم المتحدة
للبيئة.
[3]() على سبيل المثال
لا الحصر في 6 شباط
عام 2023 تم اختطاف
الناشط البيئي
جاسم الاسدي الذي
يرأس مجموعة طبيعة
العراق البيئية
من قبل جماعات
مسلحة وتم الافراج
عن في 16 شباط من عام
2023 دون أن يذكر او
يوضح أسباب اختطافه.