حقوق الطباعة محفوظة لدى مجلة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية

حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف

حقوق النشر محفوظة للناشر (كلية القانون والعلوم السياسية - الجامعة العراقية)

CC BY-NC-ND 4.0 DEED

Printing rights are reserved to the Journal of the College of Law and Political Science at Aliraqia University

Intellectual property rights are reserved to the author

Copyright reserved to the publisher (College of Law and Political Science - Aliraqia University)

Attribution – Non-Commercial – No Derives 4.0 International

For more information, please review the rights and license

DOI: 10.61279/0w6nyn72

تاريخ التقديم 1/6      تاريخ القبول 10/8

تاريخ النشر 25/10/2024

                    

الموقف المصري من الحرب الروسية - الاوكرانية

The Egyptian position on the Russian-Ukrainian war

م.د اسيل حمزة خنجر

الجامعة العراقية -كلية القانون والعلوم السياسية

Dr. Aseel Hamza Khanjar

Iraqia University / College of Law and Political Science

Aseelhamza2018@gamil.com

المستخلص

ألموقف المصري من الحرب الروسية- الاوكرانية له دوافعه، وهناك علاقات متشابكة على مستويات متعدّدة تربط مصر مع روسيا والولايات المتحدة الامريكية , لهذا تبنت مصر موقف متوازن تجاه الحرب الروسية - الاوكرانية ,اذ اكدت على اهمية الحوار والدبلوماسية لحل النزاع , وركزت على مسالة ضمان امن الغذاء والطاقة . وذلك لان الحرب كان لها تأثير واضح على الاقتصاد العالمي ، ويرجع الى أهمية الصادرات الروسية وعلاقاتها التجارية مع مختلف مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا خاصة في مجال الطاقة من جهة وأهمية الصادرات الأوكرانية فيما يتعلق بالمواد الاساسية مثل القمح من جهة أخرى..

ويعد الأمن الغذائي من أخطر أثار الحرب الروسية-الأوكرانية على مصر اذ تُعدّ روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدّري القمح والذرة في العالم, مما أدى إلى نقص هذه السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكلٍ كبير.

الكلمات المفتاحية: الحرب - روسيا – مصر
 

Abstract

The Egyptian position on the Russian-Ukrainian war has its motives, and there are intertwined relations at multiple levels that link Egypt with Russia and the United States of America. This is why Egypt adopted a balanced position towards the Russian-Ukrainian war, as it stressed the importance of dialogue and diplomacy to resolve the conflict, and focused on the issue of ensuring food security. And energy. This is because the war had a clear impact on the global economy.

This is due to the importance of Russian exports and its trade relations with various regions of the Middle East and North Africa, especially in the field of energy on the one hand, and the importance of Ukrainian exports with regard to basic materials such as wheat on the other hand.

  Food security is one of the most dangerous effects of the Russian-Ukrainian war on Egypt, as Russia and Ukraine are among the largest exporters of wheat and corn in the world, which has led to a shortage of these basic commodities and a significant rise in their prices.

key words: War - Russia – Egypt

المقدمة

تبنت مصر موقفا من الحرب الروسية -الأوكرانية التي اندلعت في 24شباط/فبراير 2022م يتسق مع موقفها المبدئي المتمسك بمقاصد ومواد ميثاق الأمم المتحدة، من حيث نبذ التهديد أو استخدام القوة في العلاقات الدولية، والجنوح إلى الوسائل السلمية لحل المنازعات، واحترام سيادة الدولة الوطنية ووحدة أراضيها، وهو ما دأبت عليه مصر عبر العقود السبعة الماضية، باعتبارها دولة مؤسسة للأمم المتحدة، وذلك دون أن تحيد عن هذه المبادئ أو تتنصل منها في أي مرحلة.

وتؤكد مصر على عدم تغيير نهجها المتوازن في السياسة الخارجية تجاه العلاقات مع روسيا والولايات المتحدة، وكذلك مع أوكرانيا. يأتي هذا لاسيما في ضوء وجود علاقات تعاون عسكرية واقتصادية متميزة مع هذه الأطراف. وبناءً على قرارها الوطني، وبناءً على شراكتها مع الأطراف الروسية والأمريكية والأوكرانية، تتجه مصر في مسارات واتجاهات تعاملها مع تطورات الحرب في أوكرانيا.

تأثرت مصر بالتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية للحرب بين روسيا واوكرانيا , وقد شكلت هذه التحديات تحديًا كبيرًا للأمن القومي المصري. ويعد الأمن الغذائي من أخطر أثار الحرب الروسية-الأوكرانية على مصر. اذ تُعدّ روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدّري القمح والذرة في العالم، مما أدى إلى نقص هذه السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكلٍ كبير

اهمية البحث

تكمن اهمية البحث بتسليط الضوء على جذور العلاقة ين مصر وروسيا واوكرانيا, وابراز طبيعة الموقف المصري تجاه الحرب الروسية - الاوكرانية, ومدى تأثير تلك الحرب وتداعياتها على مصر وذلك لان الحرب كان لها تأثير واضح على الاقتصاد العالمي ، وذلك راجع الى أهمية الصادرات الروسية وعلاقاتها التجارية مع مختلف مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا خاصة في مجال الطاقة من جهة وأهمية الصادرات الأوكرانية فيما يتعلق بالمواد الاساسية مثل القمح من جهة أخرى, بالإضافة الى التعرف على الاحتمالات المستقبلية لموقف مصر من الحرب في حالة استمرار الحرب .

الاشكالية

تنطلق اشكالية الدراسة من تساؤل رئيسي مفاده : ماهو الموقف المصري من الحرب الروسية – الاوكرانية : ويندرج عن هذا التساؤل عدة اسئلة فرعية تتلخص :

ماهي جذور العلاقات التاريخية والسياسية بين مصر وروسيا واوكرانيا.

ماهو موقف مصر من الحرب بين روسيا واوكرانيا.

ماهي تداعيات الحرب على مصر .

ماهو مستقبل موقف مصر من الحرب الروسية –الاوكرانية.

الفرضية

انطلقت فرضية البحث ان مصر اتخذت موقف من الحرب الروسية –الاوكرانية يتوافق مع القوانين الدولية مع مراعاة تقدير مصالحها الوطنية والعوامل الحسابية بعناية, ومن المهم على الدول الحفاظ على مصالحها في ظل هذه الظروف، مع الالتزام بالمبادئ الخاصة بها والمبادئ القانونية الدولية .وهذا ما نحاول توضيحه في هذا البحث.

منهج البحث

تنطلق منهجية البحث على مناهج عديدة ومنها المنهج التاريخي وذلك لمعرفة جذورالعلاقة بين مصر وروسيا واوكرانيا والتي مرت عبر محطات تاريخية,واعتمد على المنهج الوصفي في وصف الموقف المصري من الحرب.ولمعرفة البعد المستقبلي اعتمد على المنهج الاستشرافي, من خلال طرح الاحتمالات لموقف مصر في حالة استمرار الحرب بين الدولتين واختيار الاحتمال الأكثر تفضيلاً.

هيكلية الدراسة :

سيتم تقسيم الدراسة الى  مقدمة وخاتمة واربع مباحث

المبحث الاول : الخلفية التأريخية والسياسية للعلاقات المصرية –الروسية والأوكرانية

المبحث الثاني :طبيعة الموقف المصري من الحرب

المبحث الثالث:تداعيات الحرب الروسية -الاوكرانية على مصر

المبحث الرابع :مستقبل الموقف المصري من الحرب

المبحث الاول

الخلفية التاريخية والسياسية

للعلاقات المصرية - الروسية والأوكرانية

في هذا المبحث سوف نوضح الجذور التاريخية والسياسية للعلاقات المصرية مع كل من روسيا واوكرانيا من خلال مطلبين :

المطلب الاول : العلاقات التاريخية والسياسية بين مصر وروسيا

تعود العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا الى عهد الدولة السوفيتية , لاسيما الى الاربعينيات من القرن الماضي [1], وتطورت فيما بعد, وبالأخص بعد ثورة تموزعام 1952م, اذ قدم الاتحاد السوفيتي السابق لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.[2]

وفي ظل حكم الرئيس السابق جمال عبد الناصر، أصبح الاتحاد السوفيتي ومصر شريكين بينهما روابطُ قوية , استطاعت المعونات السوفيتية في بناء 97 مؤسسة صناعية كبيرة، بما في ذلك سد أسوان الشهير ومصانع الحديد والصلب في حلوان ونجع حمادي، بالإضافة إلى مئات الكيلومترات من خطوط الكهرباء وغيرها الكثير. [3] 

وقام الاتحاد السوفيتي بتعليم عشرات الآلاف من المهندسين المصريين والمتخصِّصين في المجال الصناعي وكذلك ضباط الجيش. ووفر الروس معداتٍ عسكرية حديثة.[4] وأرسلوا الآلاف من المستشارين العسكريين لتدريب قوات مصر.[5] 

الا ان تلك العلاقات لم تستمر طويلا حين دخلت في مرحلة الرئيس انور السادات1970م-1981م الى مرحلة حذرة ووصلت إلى حد التدهور, حين اتخذ الرئيس السابق انور السادات قرارا بترحيل الخبراء العسكريين السوفييت من مصر, لتبدأ مرحلة جديدة استمرت حتى اغتياله عام1981م, وفيها تضاءل النفوذ السوفيتي في مصر لصالح النفوذ الأميركي.[6] 

ومع وصول الرئيس السابق حسني مبارك إلى الحكم خلفا للرئيس الراحل انور السادات، بدأ مبارك علاقته بالاتحاد السوفيتي السابق على وفق سياسة التطبيع التدريجي وجرى تتويجها بزيارة إلى موسكو بعد قطيعة استمرت نحو 20 عام .وبعد وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحكم في روسيا عام 2000م, تطورت العلاقات بين الدولتين الى الاحسن , بالأخص ان الرئيس الروسي بوتين اراد تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي لروسيا, وأوضح ضرورة استعادة روسيا لمكانتها مع القوى الكبرى, وأبدى درجة عالية من الاستقلالية في صنع القرار الروسي على الصعيد العلاقات الخارجية, وهذا ما انعكس ايجابيا على طبيعة العلاقات بين البلدين, وهيــأ كافة مستلزمات الظروف لدفع هذه العلاقة إلى مستوى متقدم , وقد ساعد في ذلك المقومات والامكانيات المتاحة لكلا البلدين والعلاقات التاريخية السابقة للتعاون بينهما. وفعلا انعقدت اللجنة الروسية –المصرية المشتركة عام 2001م من أجـل تنشيط التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية في الفترة من 19-25نيسان/ابريل من نفس السنة, ونتج عنها قيام الرئيس المصري السابق حسني بزيارة موسكو وتم التوقيع على عديد من الاتفاقيات في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية والاقمار الصناعية والاتصالات والتعاون في المجالات الطبية والدوائية.[7]وردا على ذلك زار الرئيس الروسي بوتين القاهرة عام 2005م، وبعدها شهد التعاون بين البلدين قفزة كبيرة تعود بسبب الخلافات التي طالت العلاقات المصرية- الأمريكية، مقابل رغبة موسكو في إرسال رسالة إلى الغرب بأن العلاقات بين مصر وروسيا عادت من جديد.[8]

وفي حزيران/يونيوعام2009م، جرت في مصر مباحثات بين الرئيس الروسي السابق  دميتري ميدفيديف والرئيس الأسبق حسني مبارك, وتم بعد اختتام لقائهما التوقيع على عدد من الوثائق الخاصة بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من بينها اتفاقية حول تبادل السجناء لقضاء محكوميتهم في الوطن, ومذكرة تفاهم بين وزارتي الثروات الطبيعية في البلدين, وبروتوكول حول التعاون في مجال التلفزة , واتفاقية التعاون في مجال الرقابة على المخدرات وغيرها. ومعاهدة تخص الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ومصر. بالإضافة الى توقيع مذكرة التفاهم بين وزارتي العدل في الدولتين ومذكرة التفاهم والتعاون بين وكالة الأرشيف الفيدرالية الروسية والمكتبة الوطنية المصرية وارشيف مصر.[9]

وبعد ثورات الربيع العربي عام 2011م دخلت العلاقات الروسية-المصرية مرحلة انتقالية جديدة. مع بداية الثورة المصرية أطلق الساسة الروس تصريحات حذرة،عبرت عن عدم الرضا والانتقاد لما يحدث من احتجاجات، [10]

وقلق موسكو كان مما تحمله هذه الثورات من متغيرات وانعكاسات بين البلدين ؛ ومما قد تصل إليها هذه التحركات الشعبية من تطورات.[11] ومنها انتشار الجماعات الارهابية في شبه جزيرة سيناء, وعدم رغبتها بزعزعة الاوضاع في مصر, وهذا ما يؤكد على صمتها تجاه الاحداث, لذلك موقفها كان يتسم بين الارتباك وعدم الوضوح من الثورة.ووصل الامر ببعض الكتاب الروس المقربين من الرئيس بوتين الى اعتبار ان الربيع العربي هو تحالف اسلامي –امريكي ضد روسيا.[12] لذلك أكد الرئيس الروسي السابق ميدفيديف ضرورة التوصل الى قرار سلمي بشأن الموقف المصري.[13]

الا ان مع تنحي الرئيس السابق مبارك عن السلطة سرعان ما اتخذت موسكو موقفا مغاير ومختلف من خلال ترحيبها بتنازل الرئيس السابق مبارك عن السلطة وظهرت بموقف مؤيد من التغيير من خلال تصريحات القادة الروس.[14]

وبعد احداث ثورة 30يونيو/حزيران عام 2013م في مصر استطاعت موسكو اعادة رسم موقفها ومسار علاقاتها مع مصر واعادة أواصر التعاون الاستراتيجي بينهما في مختلف المجالات, إذ كانت روسيا من أوائل الدول التي دعمت مصر وشعبها في موقفها من جماعة الاخوان المسلمين وحكمهم, وشبهت موسكو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس السابق جمال عبد الناصر في قوته في التعامل مع الدول الغربية,واستفادت موسكو من مواقف الولايات المتحدة والاتحادالاوربي بشان موقفها من الثورة المصرية وقطعها للمساعدات العسكرية لمصر, إذ ظهرت روسيا بقوة واستعداد للتعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية مع مصر, بالمقابل وجدت مصر في روسيا داعما عالميا قويا وسط تلك الأجواء السياسية المضطربة, وفي الوقت ذاته أرادت روسيا استعادة نفوذها القديم في مصر ابان وجود الاتحاد السوفيتي السابق,وقدمت موسكو لمصر إمدادات من الاسلحة المتطورة واهداءات عسكرية للجيش المصري.وحفزت هذه العلاقات ايضا الزيارات الخمس التي قام بها الرئيس المصري السيسي عام 2013 م الى موسكو.[15]وكذلك زيارته في 25اب عام 2015م الى موسكو والتي اعتبرت نقلة في طبيعة العلاقات بين الدولتين,وبدوره قام الرئيس الروسي بوتين بزيارة مصر خلال عامي 2016و2017م.وفي هذه الزيارات بين البلدين تم مناقشة عديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت وجهات النظر المصرية والروسية حول ملفات عديدة منها الاوضاع في ليبيا، اذ ساندت موسكو الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب.وتطور هذه العلاقات على المستوى السياسي بين البلدين ارتبط  ببعد آخر، وهو التوتر الذي بين حصل بين الولايات المتحدة الامريكية ومصربعد ثورة 30 حزيران/يونيو بسبب تردد الادارة الامريكية في مساندة مصر وحربها في الارهاب .[16]

وبمناسبة اعياد النصر في روسيا تلقى الرئيس المصري السيسي عام 2015 م من الرئيس الروسي بوتين دعوة الى المشاركة في هذا الاحتفال ,علما ان روسيا لم توجه دعوة لاي رئيس عربي سوى الرئيس المصري السيسي, وهذا يؤكد على تطور العلاقات بين البلدين ودفعها نحو الامام من اجل بناء استراتيجية طويلة الامد.[17]

وعلى هامش القمة الروسية -الافريقية التي عقدت عام  2019م في روسيا في منتجع سوتشي التقيا الرئيس المصري السيسي الذي كان يترأس الاتحاد الافريقي بالرئيس الروسي بوتين الذي كان يترأس القمة, وتم مناقشة عديد من المشاريع من الاقتصادية بين البلدين ,من بينها بناء محطة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في مصر , والاستثمارات, بالإضافة الى التعاون في مجال الامن ومكافحة الارهاب .[18]

وفي اطار دفع العلاقات الى مستوى متقدم , زار وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف عام 2021م مصر, واستقبله الرئيس المصري السيسي , وفي هذا الزيارة تم التباحث حول عدة امور منها :قضية سد النهضة واكد لافروف على موقف موسكو الثابت برفض المساس بحقوق مصر المائية التاريخية لمصر في مياه النيل وتطلع بلاده الى التوصل الى حل يرضى كافة الاطراف في هذه القضية, فضلا عن التعاون في المجالات العسكري والامنية ومكافحة الارهاب , بالإضافة الى مناقشة عديد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين .[19]

المطلب الثاني : العلاقات التاريخية والسياسية بين مصر واوكرانيا

تربط مصر وأوكرانيا علاقات قوية على مدار فترات طويلة من التاريخ ,وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وتحول الجمهوريات السوفيتية إلى دول مستقلة، حافظت مصر على مستوى العلاقات بجميع هذه الدول، ومنها أوكرانيا.[20] 

تعود العلاقات الدبلوماسية بين مصر واوكرانيا الى عام 1992 م منذ استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي. ومنذ عام 1993م، أصبح لدى مصر سفارة في العاصمة الأوكرانية كييف، وكذلك أصبح لدى أوكرانيا سفارة في العاصمة المصرية القاهرة وقنصلية فخرية في الإسكندرية.[21]

وفي اطار تطور العلاقات بين البلدين كانت زيارة الرئيس الأوكراني السابق  فيكتور يوشينكو إلى مصر عام 2008م دفعة كبيرة لتطور العلاقات بين البلدين، اذ تم من خلالها تحديد التوجهات الرئيسية لتطور العلاقات بين البلدين ، وكما أسهمت اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين، والتي عقدت آخر جولاتها في نفس السنة الى رفع علاقات التعاون بين البلدين إلى أفاق أوسع . [22]

ومما لاشك ان العلاقات بين البلدين بعد ذلك شهدت تطور واسع بعد ذلك ,لاسيما بعد لقاء الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والاوكراني فلاديمير زيلينسكي عام 2019م على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ,اذا انعكست جهود التنسيق والتعاون بشكل ايجابي على حجم التجارة بين البلدين ,واستطاعت مصر ان تحقق نمو واسع في حجم صادراتها الى اوكرانيا بنسبة 47%بالاخص بعد تداعيات احداث كورونا .[23]

يتضح مما تقدم ان العلاقات بين مصر وروسيا تمتد الى تاريخ طويل وتطورت هذه العلاقات بين الطرفين نتيجة تقارب المصالح وتوافقها حول كثير من القضايا الاقليمية والدولية.

ومن خلال الزيارات المتبادلة بين مصر وروسيا واوكرانيا تطورت ايضا العلاقات بينهما والتي نتج عنها عقد عديد من الاتفاقيات والشراكة وتوحيد وجهات النظر نحو قضايا مشتركة .

المبحث الثاني

موقف مصر  من الحرب الروسية – الاوكرانية

لم تقتصر هذه الحرب على البلدين المتصارعين فحسب، بل امتدت لتطال العديد من المناطق الأخرى بشكل متفاوت, كذلك اختلف موقف الدول من تلك الحرب ومنها موقف مصر وهذا ماسوف نوضحه من خلال مطلبين  :

المطلب الاول : الموقف الرسمي من الحرب

اعتمدت مصر موقفًا تجاه الحرب الروسية –الأوكرانية موقف يتماشى مع المبادئ الأساسية التي تلتزم بها في العلاقات الدولية والتي تنص على احترام ميثاق الأمم المتحدة والتزامها بعدم التهديد أو استخدام القوة في حل النزاعات. كما تؤكد على استخدام الوسائل السلمية في حل المشكلات واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. هذا الموقف يعكس تاريخ مصر الطويل كدولة مؤسسة للأمم المتحدة، حيث تلتزم مصر بتلك المبادئ على مدار السبعين عامًا الماضية، دون أي انحراف أو تنازل عنها في أي وقت من الأوقات.[24]

بعد اندلاع الحرب في شباط/فبرايرعام 2022م[25]، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن تعاطفها وقلقها إزاء التطورات المتسارعة في أوكرانيا والعملية العسكرية التي شنتها روسيا. في بيان رسمي، أكدت مصر متابعتها الحثيثة للأوضاع، مشددة على أهمية التحدث بلغة الحوار والوساطة الدبلوماسية لحل الأزمة بشكل سلمي وسريع، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين. كما أكدت مصر على ضرورة تجنب تصاعد التوترات وتفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في المنطقة وعلى الصعيد العالمي. وفي اذار/مارس عام 2022م، شاركت مصر في التصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا روسيا إلى وقف استخدام القوة ضد أوكرانيا. وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية بعد التصويت إلى أن هذا القرار جاء تأكيدًا للالتزام المصري بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وشدد على أهمية البحث عن حل سياسي للأزمة بطرق سلمية ودبلوماسية، مع التأكيد على ضرورة التعامل مع جذور الأزمة لضمان الأمن والاستقرار.[26]

وفي 12 تشرين الاول/أكتوبرعام 2022م، اتخذت مصر موقفًا حاسمًا عندما صوتت مع القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية. وتم توقيع مرسوم من قبل الرئيس الروسي بوتين في 5 تشرين الاول/أكتوبر 2022م يُفرض ضم تلك المناطق الأوكرانية الأربع. وفي تصريح لها بعد التصويت، أكدت وزارة الخارجية المصرية على أهمية إيجاد حل سلمي يحترم مصالح جميع الأطراف المتورطة ويضمن وقف العمليات العسكرية والحد من الآثار السلبية على السكان المدنيين. كما أبرز البيان الصادر من وزارة الخارجية الحاجة الملحة لعدم التقاعس عن التحرك لحل الأزمة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة.[27]

خلال مؤتمر المناخ COP27 الذي أُقيم في شرم الشيخ، مصر في تشرين الثاني/نوفمبرعام 2022م، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة لوقف الحرب نهائيًا وتسوية الأزمة بطرق سلمية. هذه الخطوة وضعت مصر في مقدمة الجهود الدولية للوساطة من أجل حل الخلافات. تأكيدًا للدور الهام لمصر في التسوية واستنادًا إلى العلاقات الودية مع الطرفين، والسياسة الخارجية المتوازنة التي تنتهجها، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة لمصر في يناير عام 2023 م حاملاً رسالة لروسيا. في السياق ذاته، قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة إلى موسكو في مهمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث تعززت جهود القاهرة لتهدئة الأوضاع والسعي نحو إيجاد حلول لوقف النزاع وتحقيق التسوية .[28]

وفي حزيران/يونيوعام 2023م، قاد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وفدًا مصريًا يمثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري، في زيارة إلى أوكرانيا وروسيا. جاءت هذه الزيارة في إطار جهود وفد رؤساء المبادرة الأفريقية المشتركة للمساهمة في وقف الحرب الروسية الأوكرانية. ضم الوفد رؤساء دول جنوب أفريقيا والسنغال وجزر القمر وأوغندا وزامبيا، بالإضافة إلى ممثلين عن جمهورية الكونغو. خلال الزيارة، عقد الوفد الأفريقي جلسة مباحثات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لطرح عناصر المبادرة الأفريقية المشتركة لوقف الحرب. في هذه المباحثات، تم مناقشة المساعي الأفريقية للتصدي لتداعيات الحرب والتحديات التي تنشأ عنها، مع التأكيد على أهمية التحرك بحكمة وبعيدًا عن لغة العنف، وتبني نهج يركز على الحوار والتفاهم، والعمل مع جميع الأطراف لإيجاد حلول سياسية وسلمية للمشكلات التي أدت إلى الصراع، ومعالجة جذورها.[29]

المطلب الثاني : الموقف الغير رسمي للحرب

بعد ان اوضحنا موقف الحكومة المصرية من الحرب سوف نتطرق الى مواقف بعض الاحزاب وكذلك الراي العام المصري من الحرب :

اولا: موقف بعض الاحزاب المصرية من الحرب

تتباين مواقف الأحزاب المصرية تجاه الحرب الروسية –الاوكرانية وتداعياتها بناءً على أيديولوجياتها ومصالحها السياسية والاقتصادية. ومن هذه الاحزاب نذكر:

الحزب الشيوعي المصري

دعا الحزب الشيوعي المصري الى التوصل لحلول سياسية لوقف الحرب الروسية - الاوكرانية لأنها تهدد السلام العالمي وتسبب أزمات اقتصادية في العديد من بلدان العالم والضرر بمصالح الشعوب، بالأخص الدول النامية والفقيرة، واكد الحزب أن لكل دولة لها الحق في الحفاظ على أمنها القومي بما لا يهدد الدول الأخرى، بالأخص في مواجهة المحاولات الدائمة لحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لفرض هيمنتها على كل دول العالم، وفرض عقوبات اقتصادية وتحشيد قواتها في مناطق التوترات الساخنة، مثل ما حدث سابقا في العراق وليبيا وسوريا.[30]

حزب الوفد المصري

ناقش الحزب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على السوق والاقتصاد المصري، وعبر عن قلقه من الآثار المالية والاقتصادية الناجمة عن هذه الحرب, واقترح حلول لدعم الموقف المالي والاقتصادي لمصر في هذه المحنة وتقديمها لتكون تحت تصرف الحكومة.[31]

حزب مستقبل وطن

دعا حزب مستقبل وطن الى ضرورة وجود حل سياسي دبلوماسي للحرب الروسية -الأوكرانية، وشدد الحزب على دور مصر الدولي في حفظ الامن والسلام. وذلك بناءا على مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإنهاء الحرب الروسية- الأوكرانية بعد التداعيات الاقتصادية التي سببتها.[32]

ثانيا : الراي العام المصري من الحرب

تفاوتت اتجاهات الرأي العام عالميا وفي مصر خصوصا حول تلك الحرب ,لذلك ان الرأي العام المصري انقسم بين مؤيد لهذه الحرب وبين معارض، ولقد اختلفت وجهات النظر حول وجوب الوقوف على الحياد أم الوقوف بجانب طرف دون الاخر.[33]

وفي دراسة اجريت من قبل احد الباحثين لمعرفة اتجاه الراي العام المصري حول الحرب الروسية– الاوكرانية.توصلت الدراسة الى أن 59% من الذكور عبروا عن معارضتهم للحرب، وأيد 6% منهم قيام الحرب ، بينما أشار ما يقارب 35% الى اتخاذ موقف حيادي تجاه الحرب فيما عرب60% من الاناث عن معارضتهم، و%39 كان موقفهن محايد، وأيد الحرب 1% فقط.[34]

وفي استطلاع اخر اجرته احدى الجهات المحلية وبتكليف من معهد واشنطن المعنى بسياسات الشرق الادنى ,اوضح بان غالبية الشعب المصري عارض الحرب الروسية على اوكرانيا، وادانوا «العمل العسكري الروسي في أوكرانيا». بالإضافة الى ان اغلبية من الشعب المصري قد القى اللوم على سياسات روسيا بسبب تداعيات الحرب التي ادت الى»ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلدهم».بالمقابل ينظرون الى ان العلاقات مع موسكو على أنها أكثر أهمية من طبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة. ويعتقدون أن العلاقات الجيدة مع روسيا «مهمة» لبلادهم. وان روسيا «عامل توازان مستقر» ضروريا من أجل التخفيف من «الهيمنة الأمريكية» على دول العالم.[35]

ومن جهة اخرى,كان للصحافة المصرية دور في تسليط الضوء على الحرب وتداعياتها الاقتصادية والانسانية على المنطقة ,ومثال على ذلك شددت صحيفة «الوفد» المصرية على أن موسكو لا زالت تعتقد بأن الاتحاد السوفيتي لم يختفِ عن الوجود بعد وأنه لا يجدر السماح للجمهوريات السوفيتية السابقة بالانضمام إلى «حلف الناتو» أو غيرها من القوى المعادية باعتبار ذلك مسألة تهدد امنها القومي. واتهمت ايضا صحيفة «الأهرام» المصرية الرسمية المعسكر الغربي بمحاولة دفع كل من أوكرانيا وروسيا باتجاه حرب كانت الولايات المتحدة لتجنبتها هي نفسها.[36]

وكذلك تناول الموقع الالكتروني «مدى مصر الاخباري» الضغوط التي تعرضت لها مصر من قبل الولايات المتحدة الامريكية للخروج من موقف الحياد الى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الى ادانة روسيا , وبالمقابل اهتمت الصحف المصرية ايضا بتداعيات الحرب على اسعار الطاقة والنفط والغاز ,وبالأخص تداعيات الحرب على محصول القمح في ضوء تخوف المواطنين من ارتفاع اسعار الخبز.[37]

نلاحظ مما تقدم ان موقف بعض الاحزاب المصرية يتراوح بين الحلول السياسية لإيقاف وانهاء هذا النزاع والتركيز على التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية لهذه الحرب. والتداعيات الاقتصادية من اهم القضايا التي وحدت موقف الاحزاب ,بالإضافة الى ايجاد حلول لضمان استقرار البلاد ووضع خطط لمواجهة هذه التداعيات.

وان الراي العام في مصر يعكس مزيجا معقدا من الاهتمامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية,واختلف مواقفهم بين الدعم والانتقاد لكلا الطرفين بسبب تأثير هذه الحرب على المستوى الدولي والمحلي .

المبحث الثالث

تداعيات الحرب الروسية- الاوكرانية على مصر

اثرت الحرب الروسية - الأوكرانية على مصالح عديد من دول العالم ومن ضمنها مصر , وكان لها تداعيات عديدة وبالأخص فيما يتعلق بقضية الأمن الغذائي وأمن الطاقة وهذا ما سوف نوضحه من خلال هذا المبحث:

المطلب الاول: التداعيات السياسية على مصر

تعرضت مصر لضغوط عديدة من قبل القوى الغربية من جهة ,وروسيا والصين من جهة واستخدام هذه الدول اوراق ضغط ضد مصر.اذ دعت مجموعة الدول الصناعية السبع[38] والاتحاد الاوربي في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة مصر في 2اذار/مارس 2022م الى ادانة العمل العسكري من قبل روسيا ضد اوكرانيا .[39]

وعلى الرغم من أن مصر صوتت لصالح قرار جمعية الأمم المتحدة المرتبط بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. إلا أنها اصدرت بيان يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا ,اذ وصفت هذه العقوبات على أنها منهج وطريقة خارج إطار آليات النظام الدولي، ودعت الى النظر الى اللجوء الى حلول دبلوماسية، وهذا يوضح أن المصالح هي التي تحكم في عالم السياسة، وهناك عدة مصالح لمصر مع أطراف النزاع المباشرة والغير مباشرة.[40]

المطلب الثاني: التداعيات الاقتصادية على مصر

الحرب الروسية- الاوكرانية جاءت لتنذر بوقوع أزمات اقتصادية جديدة نتيجة لهذا الصراع السياسي والعسكري، اذ ادت الحرب إلى انخفاض مستويات النمو الاقتصادي العالمي نحو 2,6٪ عام ٢٠٢٢م مقارنة بالمتوقع تحقيقه وهو 3,6% ، ويؤثر هذا الصراع مما يعكس المزيد من التباطؤ والركود بالاقتصاد العالمي على أسعار الغذاء وبالأخص أن الدولتين محل الصراع من أهم الدول المصدرة للقمح ,اذ تسهم كل من روسيا وأوكرانيا بنحو30% من إجمالي حجم الصادرات القمحية على المستوى العالمي، وتصدر لأكثر من ٥٠ دولة مثل مصر والأردن والسودان والعراق والسعودية وتركيا وغيرها من الدول.[41] 

وتسببت هذه الحرب في تعرض عدد من هذه الدول الى ازمة غذائية حقيقية نتيجة تعثر وارداتها من القمح الروسي والاوكراني ، وبحسب بيانات عام 2019م صدرت روسيا ما نسبته %54.5 من مجمل ورادات مصر[42] من القمح و%52.2 من مجمل ورادات لبنان من القمح و%4.5 من اجمالي ورادات تركيا من القمح و%46.8 من مجمل واردات الامارات. وتعد أوكرانيا مصدراً رئيسيا مهم للقمح لكل من تونس ومصر والمغرب، اذ توفر %47.7 من مجمل واردات تونس من القمح و%14.7 من مجمل واردات مصر من القمح و%19.5 من مجمل واردات المغرب من القمح.[43]وهذا يوضح ان واردات مصر من القمح اعلى من بقية الدول العربية.

وفي عام 2020، بلغ إجمالي واردات القمح إلى الدول العربية نحو 20,763 ألف طن، وهو ما يمثل نسبة 10.8 % من إجمالي صادرات القمح عالمياً، مما يظهر الاعتماد الكبير للدول العربية على هذه السلعة. تشير الأرقام إلى أهمية السوق العربية بالنسبة للقمح، حيث إنّ الدول العربية قامت باستيراد نحو 13,165 ألف طن من القمح من روسيا بتكلفة 2,847 مليون دولار، ونحو 7,598 ألف طن من أوكرانيا بتكلفة 1,527 مليون دولار في العام نفسه. كما شكلت واردات القمح الروسي نسبة 35.3 % من مجمل صادرات روسيا من القمح، في حين بلغت نسبة واردات القمح الأوكراني إلى الدول العربية 42.1 % من مجمل صادرات أوكرانيا من القمح. أما بالنسبة لتكلفة استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا إلى الدول العربية، فقد بلغت حوالي 4,374 مليون دولار. ومن بين الدول العربية، احتلت مصر المرتبة الأولى عالمياً في استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا، حيث قامت باستيراد نحو 8,255 ألف طن من القمح الروسي ونحو 3,075 ألف طن من القمح الأوكراني في العام 2020. اي ان مصراستوردت نسبة 62.7 % من واردات القمح الروسي إلى الدول العربية، و22.1 % من مجمل صادرات روسيا من القمح، بالإضافة إلى 40.5 % من مجمل واردات القمح الأوكراني إلى الدول العربية، ونسبة 17.0 % من مجمل صادرات أوكرانيا من القمح.[44]هذه النسب توضح ان مصر اكثر اعتمادا على روسيا من اوكرانيا من مجمل استيرادها من محصول القمح.

واستوردت مصر ما يزيد على70% من القمح من روسيا وأوكرانيا في عام 2021م فإن المنطقة اصبحت معرضة لارتفاع أسعار المواد الغذائية، واضطرابات في سلاسل التوريد.[45] وبعد توقُّف أوكرانيا عن تصدير الحبوب بسبب حصار الجيش الروسي على موانئ التصدير الأوكرانية، ارتفعت أسعار القمح في الأسواق الدولية؛ مما أثار حفيظة الحكومة المصرية التي سارعت إلى الاستنجاد بالمؤسسات المالية العربية والدولية للحصول على تمويل ضخم يمكنها  من شراء الأغذية والوقود بالأسعار المرتفعة، واستطاعت ان  تحصل على تمويل من المؤسسة الإسلامية لتمويل القطاع الخاص التابع للبنك الإسلامي للتنمية بجدة بقيمة 6 مليارات دولار, وحصلت على نصف مليار دولار من البنك الدولي، وعلى دعم بقيمة 100 مليون دولار من الاتحاد الاوربي. وحصلت على تمويل بقيمة ملياري دولار على شكل قروض حتى عام 2030م من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة والمنظمات الرشيدة، وحسبما ذكرت وكالة بلومبريغ في 31 في تشرين الاول/ أكتوبرعام 2022م.[46]

وبالإضافة الى استيراد مصر القمح والذرة من روسيا واوكرانيا تستورد مصر ايضا من أوكرانيا منتجات اللحوم، والمخصبات الزراعية والزيوت، وتصدر لها الحمضيات، والفاكهة، والأثاث. ومن جهة اخرى تستورد مصر من روسيا النفط ، فضلا عن الآلات والمعدات وتصدر لها الفاكهة والخضروات ومنتجات غذائية أخرى[47].[48]

وتسببت الحرب الروسية -الأوكرانية ايضا في ارتفاع أسعار الطاقة التي كانت مرتفعة بالفعل قبل الحرب، ففي نيسان/إبريل 2021م كان سعر سلة أوبك 63.24 دولار ,واستمر هذا السعر في الارتفاع بسبب زيادة الطلب نتيجة التعافي من جائحة كرونا، واختناقات سلاسل التوريد، وسياسات مواجهة تغير المناخ حتى وصل إلى حوالي 94 دولار قبل الحرب الروسية الأوكرانية في بداية شباط/فبراير ،2022م ثم ارتفع بسبب الأزمة إلى 113.48 دولار للبرميل في اذار/مارس .2022م.[49]

اما تأثير الحرب على حركة السياحة: أثرت الحرب الروسية على اوكرانيا سلباً على حركة السياحة في العديد من الدول العربية التي تعتمد بشكل كبير على هذا القطاع كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية ومورد للاقتصادات المحلية ومنها مصر .[50] 

اذ اثرت الحرب على اعداد السياح[51], وقد بلغ عدد السياح الروس في مصر وقت وقوع الأزمة 35 ألف سائح، بالإضافة إلى 20 ألف سائح أوكراني.[52] 

وتسبب اغلاق المجال الجوي الاوكراني وفرض حظر الطيران في الاجواء الروسية الى الغاء مئات الحجوزات القادمة الى مصر من روسيا واوكرانيا ,والنتيجة كانت انخفاض عدد الرحلات السياحية الاوكرانية الى جنوب سيناء الى نحو 188طائرة مقارنة بنحو 264طائرة في كانون الثاني/يناير 2022م, وعدد الرحلات السياحية الروسية انخفضت من 463 في شهر كانون الثاني/يناير الى 225طائرة في شهر شباط/فبرير من نفس السنة , ويؤثر قطاع السياحة على ارتفاع معدلات البطالة ,بالإضافة الى انخفاض في مصدر العملات الصعبة .[53] 

وتسببت الحرب في عودة المصريين المقيمين بأوكرانيا والبالغ عددهم نحو ٦,٠٠٠ مصري من بينهم طلاب بالجامعات، وبذلت مصر جهودا كبيرة في عودة المصريين العالقين هناك بعد اندلاع الحرب بالتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة وخاصة وزارتي الهجرة والتعليم العالي لتوفيق أوضاع الطلاب بعد عودتهم إلى مصر.[54]

 

المطلب الثالث: تداعيات الحرب من الناحية الاجتماعية

ادت الحرب الروسية –الاوكرانية الى انخفاض دخول نحو 20% من الأسر المصرية وفق دراسة قام بها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء, وذكرت أن التعطل عن العمل جاء في صدارة أسباب تأثر الدخل، ثم انخفاض الطلب على النشاط، تلاه خفض أصحاب الأعمال للأجور، وأخيرا توقّف المشروعات بشكل مؤقت.[55]مما ادى الى انتشار البطالة والكساد. وأن 36.9% من الأسر التي انخفض دخلها عانت من عدم كفاية الدخل، وأن 95% من تلك الأسر اعتمدت على الاقتراض للوفاء باحتياجاتها. واثرت الحرب الروسية الاوكرانية على معدلات النمو الاقتصادي وعائدات خطط التنمية المستدامة والتي كانت في خدمة المواطن ,وأثرت كذلك على حجم الاستثمارات الخارجية والداخلية وتوفير فرص عمل للمواطنين.[56]

المطلب الرابع:التداعيات العسكرية على مصر

اثرت الحرب الروسية –الاوكرانية على الامن القومي المصري في المجال العسكري, بالأخص في مسالة تعزيز القدرات العسكرية للقوات المسلحة المصرية في اطار التعاون الاستراتيجي –العسكري في مجال الامدادات بقطع الغيار ,واجراءات الصيانة الدورية لمنظومة التسلح الروسية, بالإضافة الى تأثيرها على تنفيذ التدريبات المشتركة المصرية –الروسية (حماة-جسر الصداقة) وغير ذلك من مجالات التعاون العسكري.[57]

إذ تأثرت صفقات الاسلحة بين البلدين ونتيجة لفرض عقوبات على المتعاونين مع روسيا تراجعت مصر عن صفقة ضخمة قدرت بملياري دولار تصنع من خلالها روسيا عدة طائرات مقاتلات من نوع سوخوي 35 بسبب مخاوف مصر من ان تكون تحت طائلة قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة من خلال عقوبات كاتسا.[58]&وكان على مصر ان توفر قطع غيار للسلاح القديم وشراء اسلحة حديثة من مصادر متجددة ومتنوعة حتى تستعيد مصدر السلاح الروسي .[59]

التعاون العسكري بين روسيا ومصر:

تمثل التعاون العسكري بين مصر وروسيا عنصرًا أساسيًا في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث شهدت هذه العلاقة تعزيزًا في عام 2014م، حيث أصبحت نسبة 41٪ من تجهيزات الجيش المصري من الأسلحة الروسية. يأتي هذا التعاون في سياق توتر العلاقات الأمريكية-المصرية، ورفض الولايات المتحدة تسليم بعض المعدات العسكرية لمصر، مما دفع إلى تشكيل لجنة خاصة للتعاون العسكري بين البلدين. وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، بما في ذلك صفقة تجاوزت قيمتها 3 مليارات دولار لتطوير المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة المصرية وتوريد أحدث الأسلحة مثل صواريخ إس-300 المضادة للطائرات، المعروفة أيضًا بـ «أنتي-2500». كما تم الاتفاق على إجراء مناورات عسكرية في البحر المتوسط.[60] 

في تشرين الثاني/نوفمبرعام 2019م، أجرت قوات الدفاع الجوي المصرية والروسية التدريب المشترك المعروف بـ «سهم الصداقة - 1»، وهذا التدريب جاء في إطار تعزيز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية. بالإضافة إلى ذلك، نظمت مصر وروسيا وبيلاروسيا في اب/أغسطس 2019 التدريب الجوي المشترك «حماة الصداقة - 4»، الذي كان هدفه تعزيز مهارات العناصر المشاركة وتطوير قدراتها في تنفيذ التدريبات. تضمنت مراحل التدريب العديد من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك تنفيذ أعمال الإسقاط للأفراد والمعدات والمركبات، بهدف توحيد المفاهيم القتالية وتعزيز التعاون الجماعي بين القوات المشاركة.[61]

ويتضح مما تقدم بان مصر تأثرت بالتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية للحرب بين روسيا واوكرانيا, وشكلت هذه التداعيات تحديًا كبيرًا للأمن القومي المصري.وان تهديدات الامن الغذائي من اخطر تداعيات الحرب على مصر. لان روسيا وأوكرانيا تعدان من أكبر مصدّري القمح والذرة في العالم، مما أدى إلى نقص هذه السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكلٍ كبير، وتهديد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص حول العالم.

المبحث الرابع

مستقبل موقف مصر من الحرب الروسية – الاوكرانية

بناءا على تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية على مصر يمكن ان نضع احتمالان لموقف مصر المستقبلي تجاه تلك الحرب وذلك في حالة استمرار الحرب بين الدولتين من خلال مطلبين:

المطلب الاول  :استمرار تمسك مصر بمبدأ التوزان بين اطراف اللازمة

في ظل توقع استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية ،من المرجح ان تستمر مصر بالتمسك بمبدأ التوازن بين أطراف الازمة، والذي يتضمن العمل على [62]:

1-تعزيز الموقف الدبلوماسي وتنشيط دورها في الوساطة باعتبارها شريك اساسي في تداعيات الازمة  بل من اوائل الشركاء .

2- تطوير دورها في الوساطة والبحث عن شركاء داعمين ومطورين ومتبنين هذا الدور في السياق الإقليمي والدولي الاشمل.[63] 

تمسك مصر بهذا الخيار ينبع من ان مصر تتمتع بعلاقات واسعة ومعقدة مع كل من روسيا والغرب، وتسعى مصر للحفاظ على علاقاتها الجيدة مع روسيا من جهة، ومع الدول الغربية من جهة أخرى ومن غير المحتمل ان تتخذ موقف تجاه هذا الجانب أو ذاك. وهذا التوازن يعتبر ضرورياً لمصر لتجنب أي تداعيات وانعكاسات سلبية قد تنجم عن الانحياز لأي طرف من الأطراف المتنازعة..[64] 

وفي سياق تطبيقها لمبدا التوازن ,ابتعادها عن أي تلميح حتى لوكان هامشيا بالانحياز لاي طرف في الحرب. ومثال على ذلك عندما رفضت اوكرانيا المشاركة في بطولة الاسكواش للسيدات التي نظمتها مصرعام 2022م, واوضحت سبب ذلك مشاركة مراقبين مصريين في استفتاءات انضمام المناطق في روسيا، بالمقابل نفت مصر بشكل قاطع أن تكون أوفدت أية مراقبين لمتابعة هذه الاستفتاءات.

وان مصر باتخاذها هذا المبدأ عملت على توظيف الحرب الروسية -الاوكرانية واستيعاب دروسها في البحث عن فرص اقتصادية في الداخل والخارج، بحيث لاتبقى مكتوفة الأيدي تجاه التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية-الأوكرانية، وإنما تطور سياساتها بما يتلاءم مع الحرب، وتوسع البدائل والخيارات في مواجهتها. [65]

ولا زالت مصر تعاني من تداعياتها الاقتصادية المتشابكة ,بالاخص بعد مرور عامين على اندلاع الحرب يبن البلدين،اذ ان الحرب خلفت اثارا ونتائج سلبية على مصر في مختلف القطاعات، وأثرت على حياة المواطنين بشكل مباشر, وعلى أسعار المواد الغذائية والطاقة بشكل مفاجئ، مماادى إلى زيادة الضغوط على الموازنة العامة للدولة، وارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض القوة الشرائية للمواطنين. وتفاقمت الأزمة مع تعطل سلاسل التوريد العالمية، مما أدى إلى نقص في بعض السلع وارتفاع أسعارها بشكل أكبر، مع اعتماد مصر على استيراد كميات كبيرة من القمح والزيوت من روسيا وأوكرانيا. ولم تقتصر تداعيات الحرب على الجانب الغذائي فقط، وانما شملت القطاع السياحي، والذي ادى الى تراجع أعداد السياح القادمين إلى مصر من روسيا واوكرانيا، ونتج عن ذلك انخفاض في إيرادات هذا القطاع الحيوي، وانعكست سلبيا على فرص العمل ومداخيل العاملين فيه.[66]

وفي حالة استمرارية الحرب بين الدولتين يتوقع ان يشهد هذا القطاع ركودا, والذي يشكل الروس والاوكرانيين ثلت السياح الوافدين إليها. [67]

ومن خلال تبني مصر مبدأ التوازن في عام 2022م استطاعت المحافظة على علاقاتها بمختلف الاطراف, والى استقرار علاقاتها في السياق الاقليمي الذي شهد اختلاف وتباين في المواقف, وهو لم يكن سهلا في ظل حسابات معقدة محفوفة بالمخاطر, وحرب دولية هددت بالاستقطاب العالمي .وفي ظل التداعيات السلبية والذي جعلت مصر من اكثر دول العالم تتأثر بها.[68]

المطلب الثاني :اتخاذ مصر موقف متشدد ضد روسيا

  بعيد عن موقفها المتوازن. وفى حال قيام مصر باتخاذ هذا الخيار تجاه روسيا، ستكون بحاجة إلى دعم سياسي غربي في عدد من القضايا المهمة بالنسبة لها، وبحاجة الى تنويع علاقاتها الاقتصادية والبحث عن شركاء تجاريين لتقليل الاعتماد على روسيا واوكرانيا.[69]

وهناك عدة عوامل يمكن أن تدفع مصر نحو استخدام هذا الخيار المتشدد تجاه روسيا : منها الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها مصر نتيجة لارتفاع أسعار القمح بسبب الحرب وتأثير ذلك على الاقتصاد المحلي ,وهذا يمكن أن تدفع الحكومة إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة لحماية مصالحها. ويشمل ذلك السعي للحصول على دعم دولي أكبر لتعويض تأثيرات الحرب على الاقتصاد المصري، وربما اتخاذ موقف أكثر وضوحا في المحافل الدولية لحشد التأييد لهذا الدعم.وهناك مسالة الأمن الغذائي ,التي تعد من القضايا الحرجة في مصر، ومع اعتماد البلاد الكبير على القمح الروسي والأوكراني، فإن استمرار الحرب يمكن أن يؤدي إلى نقص حاد في امداداتها الغذائية. كل هذا يمكن أن يكون دافع للحكومة المصرية على اتخاذ مواقف أكثر تشددا للضغط من أجل إنهاء وايقاف الحرب، بما في ذلك توسيع شراكاتها مع دول أخرى لضمان استمرارية إمدادات القمح والحبوب, لتقليل اعتمادها على روسيا وأوكرانيا. وقد يشمل ذلك تعزيز تعاونها مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، ودول أمريكا الشمالية، وحتى دول القارة الأفريقية. وهذا سيضمن لمصر استقراراً أكبر في إمداداتها الغذائية ويخفف من تأثيرات الأزمات الدولية على اقتصادها.[70]

وان اتخاذ موقف متشدد تجاه روسيا يمكن أن يعزز ايضا من مكانتها كلاعب دولي يسعى للاستقرار، مما قد يؤدي إلى تحسين علاقاتها مع القوى الغربية وتقديمها كوسيط في النزاعات الدولية. هذا الموقف يمكن أن يعزز ايضا من نفوذها في المنظمات الدولية ويزيد من قدرتها على التأثير في القرارات العالمية. [71]

وبشكل عام ان استمرار الحرب الروسية - الاوكرانية يمكن ان يؤدي الى تفاعلات في جميع انحاء الشرق الاوسط ,وستقود الى تحالفات جيوستراتجية جديدة ,بل ربما تهدد باشتعال مواجهات عسكرية وحروب جديدة , مباشرة او بالوكالة وذللك في حالة استمرار المواجهة بين روسيا والغرب ,كما تبدو ان تكون الاثار الاكثر خطورة هي التي تكون على المدى الطويل وليست على المدى القصير.[72]

ويتضح مما تقدم ان الخيار المرجح والاقرب هو الخيار الاول ان تستمر مصر بالتمسك بمبدأ التوزان وتنشيط دورها في الوساطة باعتبارها شريك اساسي في تداعيات الحرب.

 

الخاتمة

اعتمدت مصر موقفاً يتسق مع القانون الدولي، مع مراعاة مصالحها وحساباتها بعناية. وكانت هذه الخطوة تعبيراً عن خبرة مصر الوطنية في مجال الدبلوماسية وإدارة الأزمات الدولية، حيث ركزت مصر على عدم المشاركة في حروب الآخرين وفقاً لمبدأها الثابت، بينما حرصت في الوقت نفسه على بناء سياسة متوازنة تحافظ على مصالحها وعلاقاتها مع جميع الأطراف، دون التضحية بأي منها. ورغم دورها الإقليمي والدولي المؤثر، إلا أن مصر بقيت بعيدة عن الصراع  الجيوسياسي الناشئ عن هذه الحرب، مما منحها حرية حركة أكبر وتحرك اوسع  في مجال التوازنات، والتي تحمل تكاليف هائلة، بما في ذلك تكاليف التصنيف والاستقطاب.

تاثرت مصر بالتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية للحرب الروسية الأوكرانية منذ بدايتها. فقد شكلت هذه التداعيات تحديًا كبيرًا للأمن القومي المصري. من جهة، ومن جهة اخرى زادت أزمة الأمن الغذائي وتعطلت عمليات التجارة، مما أثر سلبًا على سوق المال والعمل وتسبب في ارتفاع معدلات البطالة وتضخم الأسعار. وفي الوقت نفسه، زادت الضغوط على مصادر الطاقة وتنوعها وتحولت إلى حاجة ماسة لتوفير بدائل للطاقة الروسية. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت أزمات وتحديات للمواطنين المصريين والطلاب المقيمين في الدول المتورطة في الحرب، مثل روسيا وأوكرانيا.

وهذه الحرب كانت نقطة تشابك معقدة بين مبادئ القانون الدولي والمصالح الوطنية والدولية، مما استدعى من الدول ومنها مصر الحفاظ على مصالحها دون المساس بمبادئها الأساسية أو بالقوانين الدولية.

الاستنتاجات :

العلاقات بين مصر وروسيا تمتد الى تاريخ طويل وتطورت هذه العلاقات بين الطرفين نتيجة تقارب المصالح وتوافقها حول كثير من القضايا الاقليمية والدولية.ومن خلال الزيارات المتبادلة بين مصر وروسيا واوكرانيا تطورت ايضا العلاقات بينهما والتي نتج عنها عقد عديد من الاتفاقيات والشراكة وتوحيد وجهات النظر نحو قضايا مشتركة.

تبنت مصر مسار التكيف، واكدت على عدم تغيير نهجها المتوازن في السياسة الخارجية تجاه العلاقات مع روسيا والولايات المتحدة، وكذلك مع أوكرانيا. لاسيما في ضوء وجود علاقات تعاون عسكرية واقتصادية متميزة مع هذه الأطراف..

ان موقف بعض الاحزاب المصرية تراوح بين الحلول السياسية لإيقاف وانهاء هذا النزاع والتركيز على التأثيرات الاقتصادية والانسانية لهذه الحرب. والتداعيات الاقتصادية من اهم القضايا التي وحدت موقف الاحزاب ,بالإضافة الى ايجاد حلول لضمان استقرار البلاد ووضع خطط لمواجهة هذه التداعيات.

تفاوتت اتجاهات الرأي العام عالميا وفي مصر خصوصا حول الحرب الروسية –الاوكرانية ,لذلك الرأي العام الصري انقسم بين مؤيد لهذه الحرب وبين معارض، كما اختلفت وجهات النظر حول وجوب الوقوف على الحياد أم الوقوف بجانب طرف دون الاخر.

تأثرت مصر بالتداعيات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للحرب بين روسيا واوكرانيا, وقد شكلت هذه التحديات تحديًا كبيرًا للأمن القومي المصري. ويعد الأمن الغذائي من أخطر أثار الحرب الروسية-الأوكرانية على مصر، ولكن بشكل عام فإن آثار الغزو الروسي لأوكرانيا ستتفاعل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وستقود إلى تحالفات جيوستراتيجية جديدة.

الخيار المرجح لموقف مصر اذ استمرت الحرب الروسية –الاوكرانية ان تبقى متمسكة بمبدأ التوزان وتنشيط دورها في الوساطة باعتبارها شريك اساسي في تداعيات هذه الحرب.

المصادر:

اولا:الكتب

 احمد السيد حسين ,دور القيادة السياسية في اعادة بناء الدولة في روسيا في عهد بوتين ,مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, 2016,.

باسم راشد,المصالح المتقاربة :دور عالمي جديد لروسيا في الربيع العربي, مكتبة الاسكندرية , مصر,2013.

بيداء محمود احمد,السياسة الروسية تجاه المنطقة العربية من 2000-2012,بيت الحكمة, 2012, .

نجم سلمان ,الماسونية والصهيونية ودورهما في سقوط الاتحاد السوفيتي ,دار علاء الدين, دمشق, 2007.

ممدوح عبد المنعم, روسيا تنادي بحق العودة الى القمة, القاهرة, 2013.

ثانيا: المجلات والبحوث  والدراسات والتقارير

احمد سلمان محمد, العلاقات الروسية المصرية في عهد السيسي, مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية, العدد66,مركز الدارسات العربية والدولية, الجامعة المستنصرية ,بغداد, 2019.

احمد خضير عباس الرماحي, المتغيرات المؤثرة في العلاقات الروسية- المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي, مجلة المعهد,العدد12,معهد العلمين,كربلاء,2022.

احمد قاسم حسين واخرون ,ازمة اوكرانيا كيف ينظراليها العرب وكيف تباينت مواقفهم, وحدة الدراسات والابحاث السياسية, قطر, 5/3/2023.

 ايمان رجب, التغير في الثقافة الأمنية في المنطقة الأورو-متوسطية, مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,مصر,فبراير2023.

توافق مصري ـ روسي على تعزيز التعاون العسكري, جريدة الشرق الاوسط الدولية,27/اغسطس2021.

حسين الطائيّ, الأزمة الروسية-الأوكرانية وأثرها الدولي على (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموذجا), مركز البيان للدراسات والتخطيط, العراق ,2023.

زيد عبد الوهاب الاعظمي , تداعيات الازمة الروسية-الاوكرانية على روسيا, مجلة شؤون الشرق الاوسط, العدد 6,المجلد 2,مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث ,انقرة, 2022.

سعيد محيو, روسيا والربيع العربي الثوابت والمتغيرات, العدد 405 ,مركز دراسات الوحدة العربية’ بيروت, 2012.

عبد السالم سيد محمد الواحاتي, اتجاهات الراي العام اتجاه الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها,المجلة الجزائرية للبحوث والاعلام,العدد1, الجامعة افرو- أسيوية المفتوحة ,الجزائر,2022.

عيد رشاد عبد القادر, الآثار المتوقعة للأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصري,المجلة العلمية للاقتصاد والتجارة,مصر,2022.

عماد عبد العليم ,تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على الامن القومي المصري,مجلة كلية السياسة والاقتصاد , العدد 21,جامعة بن سويف,2024 القاهرة .

غادة رياض عمار , تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصرى: محصول القمح نموذجا,العدد3,المجلة الاجتماعية القومية ,مصر,سبتمير 2022.

مصطفى عبد السالم, أزمات مصر الاقتصادية وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية ,المركز العربي للدراسات والابحاث, 9 آذار/ مارس2022.

معتز سلامة, الحرب الروسية-الأوكرانية ومبدأ التوازن في السياسة الخارجية المصري(ملفات),مركز الاهرام للدارسات السياسية والاستراتيجية, القاهرة, 2023.

 منال هاني ،الحرب الروسية على أوكرانيا وأثرها على الاقتصاد العالمي: الواقع والدروس المستفادة ،مجلة معهد العلوم الاقتصادية ،العدد2،/ المجلد: 25 ، جامعة محمد خيضر بسكرة، الجزائر،2022.

ثالثا:شبكات الانترنت :

تأثير الأزمة الروسية – الأوكرانية على الأمن الغذائي العربي, ,شباط 2022ينظر على الرابط التالي:

https://eco.nahrainuniv.edu.iq/

تداعيات الأزمة الأوكرانية – الروسية على الدول العربية : دراسة حالة السعودية 2014-2022,المركز الديمقراطي العربي,9/تموز/2022ينظر على الرابط التالي:

https://democraticac.de/

الحزب الشيوعي المصري,الحوار المتمدن ,العدد 7169, 7/30/2020 ينظر على الرابط التالي :

https://www.ahewar.org/debat/

دعاء عبد اللطيف, كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية في دخل الأسر المصرية؟ الجزيرة نت , 11/11/2022ينظر على الرابط التالي :

 https://www.aljazeera.net/ebusiness/

رامي عزيز, فرصة القاهرة لتغيير سياستها بشأن الحرب في أوكرانيا, معهد دراسات الشرق الاوسط للبحوث,10/3/2022ينظر على الرابط التالي:

 https://www.washingtoninstitute.org/ar/

عبد السلام سيد، اتجاهات الرأي العام المصري نحو الحرب الروسية الأوكرانية,24 اغسطس/2023ينظرعلى الرابط التالي:

 https://mediterraneancss.uk/

 عمرو عبد الحميد, ثمانون عاماً على بدء العلاقات المصرية الروسية,مركز الدراسات الاوربية والاوراسية,20/اغسطس/2023ينظرعلى الرابط التالي:

 https://eurasiaar.org/

عمرو صالح, مبادرة السيسي لحل الأزمة الروسية الأوكرانية تأكيد لدور مصر الدولي,,7/11/2022ينظر على الرابط التالي:

https://www.elwatannews.com/

العلاقات المصرية الأوكرانية,2/11/2023 ينظر على الرابط التالي :

 https://ar.wikipedia.org/wik

محمد عبد العزيز, وجهات نظر وسائل الإعلام العربية حول الأزمة الأوكرانية,3/3/2022ينظر على الرابط التالي:

 https://www.washingtoninstitute.org/ar

محمد صبري , خسائر جماعية :تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على  الأوضاع الاقتصادية ,المركز الفكر للدراسات الاستراتيجية,26/3/2024ينظر على الرابط التالي:

 https://ecss.com.eg/

مصر وروسيا,3/يوليو/2023ينظر على الرابط التالي :

https://beta.sis.gov.eg/ar

مصر وأوكرانيا.. 29 عاما من العلاقات القوية والاحترام المتبادل بين البلدين, 15/ديسمبر/2021,صحيفة صدى البلد, ينظر على الرابط التالي:

https://www.elbalad.news/

مصر والحرب الروسية-الأوكرانية،27/شباط/ 2023: ينظر على الرابط التالي:

https://www.sis.gov.eg

يسرا البسيوني, حزب الوفد يناقش تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على الاقتصاد, 22/3/2022,:

ews/ https://www.elwatannews.com/

References:

Document:

Bogdanov Mikhail, “Russian-Egyptian relations at the turn of the centuries,” Asia Afrika segodnya, no. 12 ,2013.

Mark N. Katz, «Russia and the Arab Spring», Middle East Institute2012/ 4/ 3.

Network:

Egypt and the Russian-Ukrainian War,/ 31/ March/ 2023: https://www.sis.gov.eg/.

Mirette F,Mabrouk, getting complicated in a hurry: The implications for  Egypt of Russias invasion of Ukraine middle east instuite ,2022, 5,4, , https://www.mei.edu/. –

What is Egypts position on Russia, China, Ukraine war? Presidential spox gives answers  , 2022,12,16 :, https://www.egypttoday.com/.

Yuriy Zinin, “Is the Red October Legacy Still Traceable Across the Middle East?” New Eastern Outlook2018,01,31:. https://journal-neo.org/.


[1] ممدوح عبد المنعم, روسيا تنادي بحق العودة الى القمة, القاهرة, 2013,ص355.

[2] احمد سلمان محمد, العلاقات الروسية المصرية في عهد السيسي,مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية, العدد66,مركزالدراسات العربية والدولية  ,الجامعة المستنصرية,بغداد ,2016ص173.  

[3] Yuriy Zinin, “Is the Red October Legacy Still Traceable Across the Middle East?” New Eastern Outlook, 2018,01,13: https://journal-neo.org/.

[4] نجم سلمان ,الماسونية والصهيونية ودورهما في سقوط الاتحاد السوفيتي ,دار علاء الدين, دمشق, 2007,ص55

[5] Bogdanov Mikhail, “Russian-Egyptian relations at the turn of the centuries,” Asia Afrika segodnya, no. 12 ,2013,p.p:2-3

[6] احمد سلمان ,مصدر سبق ذكره.ص117.

[7] احمد خضير عباس الرماحي,المتغيرات المؤثرة في العلاقات الروسية المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي, مجلة المعهد,العدد12,معهد العلمين,كربلاء,2022,ص170.

[8] عمرو عبد الحميد, ثمانون عاماً على بدء العلاقات المصرية الروسية,مركز الدراسات الاوربية والاوراسية,20/اغسطس/2023ينظر على الرابط التالي:

 https://eurasiaar.org/.

[9] احمد خضير ,مصدر سبق ذكره ,ص172.

[10] بيداء محمود احمد,السياسة الروسية تجاه المنطقة العربية من 2000-2012,بيت الحكمة, 2012, ص60.

[11] باسم راشد,المصالح المتقاربة :دور عالمي جديد لروسيا في الربيع العربي, مكتبة الاسكندرية , الاسكندرية,2013.

[12] احمد السيد حسين ,دور القيادة السياسية في اعادة بناء الدولة في روسيا في عهد بوتين ,مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, 2016,ص130.

[13] سعيد محيو, روسيا والربيع العربي الثوابت والمتغيرات,العدد 405 ,مركز دراسات الوحدة العربية, بيروت, 2012,ص114.

[14] احمد سلمان ,مصدر سبق ذكره, ص173.

[15] المصدر السابق , ص171.

[16] احمد سلمان ,مصدر سبق ذكره  ,ص180.

[17] المصدر السابق ,ص173.

[18] احمد خضر ,مصدر سبق ذكره, ص173.

[19] مصر وروسيا,3/7/2023ينظر على الرابط التالي :

 https://beta.sis.gov.eg/ar

[20] مصر وأوكرانيا.. 29 عاما من العلاقات القوية والاحترام المتبادل بين البلدين, 15/12/2021,صحيفة صدى البلد,ينظر على الرابط التالي :

https://www.elbalad.news/

[21] العلاقات المصرية الأوكرانية, 2/11/2023نظر على الرابط التالي :

/ https://ar.wikipedia.org/wiki

[22] مصر واوكرانيا,مصدر سبق ذكره.

[23] زيد عبد الوهاب الاعظمي , تداعيات الازمة الروسية-الاوكرانية على روسيا, مجلة شؤون الشرق الاوسط, العدد 6, المجلد2, مركزدراسات الشرق الاوسط, انقرة  , 2022, ص25.

[24] Egypt and the Russian-Ukrainian War,/ 2023 31/3: https://www.sis.gov.eg/.

[25] تاريخيا تعود جذور الأزمة الأوكرانية إلى عام 2014م عندما اندلعت احتجاجات في أوكرانيا ضد الرئيس السابق فيكتور يانكوفيتش، وذلك بعد توقيعه اتفاقًا مع موسكو يمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 15 مليار دولار ويخفض سعر الغاز الروسي. بالرغم أن هذا الاتفاق كان مفضلاً لأوكرانيا، إلا أن جذور الأزمة تعود إلى فترة أبعد من ذلك. في تشرين الثاني/نوفمبرعام 2004م، انطلقت ما يعرف بثورة البرتقال، بسبب اتهامات بعمليات تزوير في الانتخابات التي أجريت حينها، بهدف فوز مرشح الرئاسة المدعوم من روسيا، "فيكتور يانكوفيتش".للمزيد ينظر:دنفر صفية ,انعكاسات الازمة الاوكرانية على العلاقات الروسية –الغربية 2018-2019,رسالة ماجستر غير منشورة,جامعة محمد الخضير –بسكرة,كلية الحقوق والعلوم السياسية,الجزائر,2019,ص28.

[26] مصر والحرب الروسية-الأوكرانية،27/3/ 2023: ينظر على الرابط التالي:https://www.sis.gov.eg

[27] معتز سلامة,الحرب الروسية الأوكرانية ومبدا التوازن في السياسة الخارجية المصرية, مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية , القاهرة,2023,ص66.

[28] Egypt and the Russian-Ukrainian War,op.cit.

[29] مصر والحرب الروسية الأوكرانية,مصدر سبق ذكره.

[30] الحزب الشيوعي المصري,الحوار المتمدن ,العدد 7169, 7/30/2020 ينظر على الرابط التالي :

 https://www.ahewar.org/debat/

[31]يسرا البسيوني,حزب الوفد يناقش تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على الاقتصاد,

 https://www.elwatannews.com/news/

[32]عمرو صالح مستقبل وطن»: مبادرة السيسي لحل الأزمة الروسية الأوكرانية تأكيد لدور مصر الدولي,,7/11/2022ينظر على الرابط التالي :

 https://www.elwatannews.com/news/details/

[33] عبد السلام سيد محمد الواحاتي,اتجاهات الراي العام اتجاه الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها,المجلة الجزائرية للبحوث والاعلام,العدد1, الجامعة افرو- أسيوية المفتوحة ,الجزائر,2022,ص88.

[34] نفس المصدر السابق , ص88.

[35] ديفيد بلووك, الشعب المصري يعارض تدخل روسيا في أوكرانيا، ولكن نصفه ما زال يقدّر العلاقات مع موسكو,3/5/2022ينظر على الرابط التالي:

 http://www.washingtoninstitute.org/ar/

[36] محمد عبد العزيز, وجهات نظر وسائل الإعلام العربية حول الأزمة الأوكرانية,3/3/2022ينظر على الرابط التالي:

 https://www.washingtoninstitute.org/ar/

[37] احمد قاسم حسين واخرون ,ازمة اوكرانيا كيف ينظر اليها العرب وكيف تباينت مواقفهم(سلسلة تقارير),العدد5 ,المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ,قطر, 5/3/2023, ص11.

[38] هي ليست منظمة دولية بل منتدى غير رسمي نشا عام 1975م ,يضم الدول الصناعية الرائدة في العالم :فرنسا واليابان والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة. وحتى 2014 م كانت روسيا احد الدول المنظمة اليها وتسمى مجموعة الثماني. وفي نفس السنة، تم تعليق عضوية روسيا في المجموعة إلى أجل غير مسمى بسبب ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية للمزيد ينظر: مجموعة الدول السبع.. "تجمع الكبار"ينظر على الرابط التالي:

 https://www.aljazeera.net/

[39] عماد عبد العليم تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على الامن القومي المصري,مجلة كلية السياسة والاقتصاد , العدد 21جامعة بن سويف’ القاهرة,2024,ص100.

[40] تداعيات الأزمة الأوكرانية – الروسية على الدول العربية : دراسة حالة السعودية 2014-2022,المركز الديمقراطي العربي,9/يوليو/2022ينظر على الرابط التالي:

 https://democraticac.de/

[41] غادة رياض عمار , تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصرى: « محصول القمح نموذجا»,العدد3,المجلة الاجتماعية القومية ,مصر,سبتمير 2022,مصر,ص73.

[42] بلغت نسبة اجمالي واردات مصر من القمح عام 2014من روسيا 50 % , اماعن اوكرانيا بلغت عام 2014م نسبة وارداتها 35% ينظر : غادة رياض عمار , تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصرى: " محصول القمح نموذجا",مصدر سبق ذكره, ص73.

[43] ايمان رجب, التغير في الثقافة الأمنية في المنطقة الأورو-متوسطية(ملفات),مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية, مصر, فبراير2023, ص16.

[44]  تأثير الأزمة الروسية – الأوكرانية على الأمن الغذائي العربي, ,شباط 2022ينظر على الرابط التالي:

https://eco.nahrainuniv.edu.iq/

[45] حسين الطائيّ,الأزمة الروسية-الأوكرانية وأثرها الدولي على (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموذجا), مركز البيان للدراسات والتخطيط, بغداد ,2023,ص5.

[46] مصطفى عبد السالم, أزمات مصر الاقتصادية وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية, 9 آذار/ مارس2022,المركز العربي للدراسات والابحاث,مصر , ص7. 

[47] تأتي مصر في مقدمة الدول العربية التي نشطت اقتصاديا بالتبادل السلعي بينها وبين روسيا, حجم التبادل التجاري بين القاهرة وموسكو في عام 2016م وصل الى 4.15 مليار دولارللمزيد ينظر: احمد خضير عباس الرماحي ,مصدرسبق ذكره,ص178.ومن جهة اخرى تشكل تجارة أوكرانيا مع مصر الجانب الأكبر في تجارتها مع الدول العربية،وصلت عام 2020م نحو 1.6 مليار دولار للمزيد ينظر : تداعيات الأزمة الأوكرانية – الروسية على الدول العربية : دراسة حالة السعودية 2014-2022,مصدر سبق ذكره.

[48] حسين الطائيّ, مصدر سبق ذكره, ص6-ص7.

[49] عيد رشاد عبد القادر, الآثار المتوقعة للأزمة الروسية الأوكرانية على الاقتصاد المصري,المجلة العلمية للاقتصاد والتجارة, مصر,2022, ص668.

[50] ماهر الشريف ,الحرب في اوكرانيا وتداعياتها على الدول العربية ,مركز الدارسات الفلسطينية ,18/3/2022ينظر على الرابط التالي:

 https://www.palestine-studies.or

[51] تسبب حادث سقوط الطائرة الروسية في أكتوبرعام 2015م الذي تبناه "تنظيم الدولة الاسلامي الارهابي " تأثيرا كبيرا على السياحة, اذ انخفض عدد السياح إلى 5.4 مليون سائح عام 2016م وانخفضت إيرادات السياحة إلى أدنى مستوى لها في عام 2016م إلى 2.6 مليار دولار, ثم بدأت في التعافي بداية من عام 2017 م حتى وصلت إيرادات السياحة في 2019م إلى 13 مليار دولار، ولكن أحداث كورونا عام 2020م أدت الى انخفاض إيرادات السياحة بشدة حتى وصلت الى 4 مليار دولار, وقد انتعشت السياحة مرة أخرى في عام 2021ووصلت إلى مستويات ما قبل جانحة كورنا خاصة مع عودة حركة السياحة الروسية.نفس المصدر.

[52] عيد رشاد عبدالقادر, مصدر سبق ذكره,ص670.

[53] عماد عبد العليم ,مصدر سبق ذكره, ص105

[54]غادة رياض عمارة, مصدر سبق ذكره,, ص76.

[55] دعاء عبد اللطيف,كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية في دخل الأسر المصرية؟,11/11/2022ينظر على الرابط التالي :

 https://www.aljazeera.net/ebusiness/

[56] عماد عبد العليم,مصدر سبق ذكره, ص107.

[57] تداعيات الأزمة الأوكرانية – الروسية على الدول العربية : دراسة حالة السعودية 2014-2022,مصدر سبق ذكره.

[58]  تم اقرار هذا القانون المعروف بـ"كاتسا" CAATSA، في مجلس الشيوخ الامريكي عام 2017م,الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب ,ودخل حيز التنفيذ في 2 اب/أغسطس2017م.ويفرض هذا القانون بموجبه الولايات المتحدة الامريكية على اعدائها عقوبات مالية وسياسية وعسكرية عند قيامهم باتخاذ تدابير تهدد الامن للولايات المتحدة الامريكية للمزيد ينظر :محمد عبد اللطيف,ماهو القانون الامريكي الذي تخشاه هذه الدول ,2019 ينظر على الرابط التالي:

 https://www.alarabiya.net/

[59] عماد عبد العليم ,مصدر سبق ذكره , ص107.

[60] احمد سلمان محمد, مصدر سبق ذكره, ص183.

[61] توافق مصري ـ روسي على تعزيز التعاون العسكري,جريدة الشرق الاوسط الدولية,27/اغسطس2021.

[62] معتز سلامة, مصدر سبق ذكره,,ص68.

[63] المصدر السابق , ص68.

[64] Mirette F,Mabrouk, getting complicated in a hurry: The implications for Egypt of Russias invasion of Ukraine middle east instuite ,2022, 5,4, , https://www.mei.edu/.

[65] معتز سلامة,مصدر سبق ذكره, ص66-68.

[66] محمد صبري , خسائر جماعية :تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على  الأوضاع الاقتصادية ,مركز الفكر للدراسات الاستراتيجية,26/3/2024ينظر على الرابط التالي:

https://ecss.com.eg/44720

[67] منال هاني ,الحرب الروسية على اوكرانيا وأثرها على الاقتصاد العالمي: الواقع والدروس المستفادة, مجلة معهد العلوم الاقتصادية, العدد 2, المجلد 25,كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلم التفسير,الجزائر, ،2022,ص35.

[68] معتز سلامة, مصدر سبق ذكره, ص66.

[69] رامي عزيز, فرصة القاهرة لتغيير سياستها بشأن الحرب في أوكرانيا,معهد دراسات الشرق الاوسط للبحوث,10/3/2022ينطر على الرابط التالي :

 https://www.washingtoninstitute.org/ar/

[70] Mirette F,Mabrouk,op.cit.

[71] What is Egypts position on Russia, China, Ukraine war? Presidential spox gives answers  , 2022,12,16 :, https://www.egypttoday.com/Article/.

[72] زيد عبد الوهاب الاعظمي ,مصدر سبق ذكره, ص27.