حقوق الطباعة محفوظة لدى مجلة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية

حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف

حقوق النشر محفوظة للناشر (كلية القانون والعلوم السياسية - الجامعة العراقية)

CC BY-NC-ND 4.0 DEED

Printing rights are reserved to the Journal of the College of Law and Political Science at Aliraqia University

Intellectual property rights are reserved to the author

Copyright reserved to the publisher (College of Law and Political Science - Aliraqia University)

Attribution – Non-Commercial – No Derives 4.0 International

For more information, please review the rights and license

DOI:10.61279/w6wp7y60

تاريخ الاستلام 12/7     تاريخ القبول 20/8

تاريخ النشر 25/10/2024

الفاعلون من غير الدول

وأثرهم على العلاقات الدولية

Non-State actors and their impact on international relation
 

م.د. ياسين هادي ثجيل

جامعة الامام جعفر الصادق (ع)- كلية العلوم الادارية والمالية

Dr. Teacher: Yassin Hadi Thajeel

Imam Ja afar AL-Sadiq University

المستخلص

ان التطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات تظافرت مع التحول الكبير في سياسات الدول الكبرى لاعتقاد ان تحقيق المصالح اهم مما تبشر به الأيدولوجيات من أفكار سامية وهذا سببا رئيسيا وراء وجود ظاهرة الفاعلين من غير الدول بوصفها كيانات اجتماعية او اقتصادية غير حكومية وبهذا الامر امست الدول غير قادرة ان تلعب الدور كلاعب وحيد في العلاقات الدولية بل تنازلت عن بعض أدوارها لهم ولوكانت السياسة تحتمل النوايا الحسنة لكان الفاعلون من غير الدول عونا وسندا للدول وحكوماتها في تحقيق امن ومصالح الأمم ولكن ان معظم الفاعلين من غير الدول قد احتوتهم او ركبت موجاتهم الدول الكبرى لتغيير الوجهة والمسار لصالحها وبذلك أحدثت تحولا ولو تدريجيا في امنية النظام الدولي والعلاقات الدولية باتجاهات جديدة وساهمت وبشكل واضح بزيادة الانكشاف الأمني للدولة الوطنية وزادت من التهديدات والتحديات الجديدة لهذه الدول .

الكلمات المفتاحية: الفاعلون من غير الدول- العلاقات الدولية – الأمن المحلي – الامن العالمي.

Abstract

The tremendous developments in the fields of technology, communications, and information have coincided with a major shift in the policies of major powers, believing that pursuing their interests is more important than the promises of noble ideologies. This is a major reason behind the presence of non-state actors as social or non-governmental economic entities. As a result, states have become unable to play the role of the sole player in international relations, instead relinquishing some of their roles to these actors. If politics allowed for good intentions, non-state actors could have been a support for states and their governments in achieving the security and interests of nations. However, most non-state actors have been contained or utilized by major powers to change the direction and course in their favor, thus gradually causing a shift in the international system's security and international relations towards new directions. This has clearly contributed to increasing the security vulnerability of the nation-state and has added new threats and challenges to these countries.

Key words: non-state actors - international relations - local security - global security.
 

المقدمة

يعد موضوع الفاعلين من غير الدول ظاهرة مهمة ومؤثرة وينطبق على كافة القوى او المنظمات او الجهات التي لا تؤسسها الدولة وقد اكتسبت هويتها الخاصة بها واستقلت بذاتها وحولت نفسها بمواردها الخاصة التي تضمن لها تحقيق أهدافها ولم تكن ظاهرة طارئة ولا مستحدثة في العلاقات الدولية فقد سبقت الشركات التجارية الكبيرة الدول الاستعمارية في بسط نفوذها على مستعمراتها في دول العالم الجديد دول الامريكيتين وقارة استراليا وقبل ذلك كان لها دورا في التغيير والمساهمة في تغيير عدد من الأنظمة السياسية في عديد من دول العالم لا سيما الافريقية لضمان مصالح الدولة المستعمرة يسبقها ضمان مصالح الشركات ومن جهة أخرى يمكن ان نقول ان الفاعلين من غير الدول ظاهرة جديدة اذا ما حملناها على المعنى الجديد للظاهرة الذي رافق نهاية الحرب الباردة فقد تضاعفت هذه الفواعل وبمسميات واشكال جديدة تنوعت معها أهدافها واليات تحقيق هذه الأهداف وبوسائل وأساليب مبتكرة وكان مجال نشاطها واسع تجاوز الدولة الوطنية الام كما ان تأثيرها اتسع ليصبح إقليميا ودوليا مما ترك اثرا واضحا على العلاقات الدولية والسياسية الخارجية والسياسية الدولية واخذ من جرف الدول وحكوماتها متنازلة رغما عنها لصالح الفواعل من غير الدول بشتى أنواعها شركات عابرة للقارات او منظمات غير حكومية او جماعات إرهابية وحتى الأشخاص الاحاد المؤثرين على الراي العام والراي الإقليمي والعالمي ان من اهم سماتها :-

انها تمتلك هويتها الخاصة وتتمتع بهيكلية قيادية من افراد وتنظيم وسلطة خاصة بها .

تتميز باستقلالية شبه كاملة عن الدولة .

تعمل ضمن شبكات عبر حدود الدول في اطار علاقات دولية وعالمية .

تنشط على وفق سياقات معينة للتأثير في الأوضاع السياسية على كافة الأصعدة محليا وإقليميا ودوليا وفق خطة ولتحقيق هدف معين.

أهمية البحث

تكمن أهمية البحث في تأثير الفاعلين من غير الدول على الدول وحدودها وامن شعوبها واستقلاليتها وتاثير تلك الفواعل على مستوى العلاقات الدولية .

هدف البحث

يهدف البحث الى معرفة طبيعة الفاعلين من غير الدول ودواعي ظهورها .

يهدف البحث الى مدى تأثير الفاعلين من غير الدول على الامن المحلي والعالمي .

إشكالية البحث

ان إشكالية البحث تتمحور بتساؤل رئيسي مفاده هل ان للفواعل من غير الدول تاثير واضح على مستوى العلاقات الدولية ؟

فرضية البحث

لقد كانت فرضية هذا البحث على امرين :

الامر الأول , تكمن في نمو وزيادة التحولات في المسرح الدولي لاسيما التحولات التقنية وسرعة الاتصالات والعولمة وما يقابلها من نسبة زيادة طردية من الفواعل من غير الدول ومالها من تأثير على وظائف الدولة محليا واقليما وعلاقاتها مع الدول المجاورة ودوليا على ما يرشح من تغيرات على مستوى النظام الدولي .

الامر الثاني , ان( الفاعلون من غير الدول للدول هو امر إيجابي معاونة الدول لما تنتجه الظروف الجديدة وتطور التكنولوجيا وسرعة الاتصالات والعولمة فهي بذلك مساعدا للدول لإكمال أداء اختصاصها كما يعد ذلك إعادة في توزيع بعض الوظائف والادوار بين الدولة والفواعل من غير الدول الايجابيين او الفواعل الاخرين الذين تتسم أعمالهم بالإرهاب ويتعاطون بتجارة المخدرات او غسيل الأموال او التجارة بالبشر فهؤلاء يمثلون الجريمة المنظمة المؤثرة على سلامة الدولة وأداء وظائفها وعلى النظام العالمي بشكل عام .

هيكلية البحث

كان بحثنا بعنوان (الفاعلين من غير الدول واثرهم على العلاقات الدولية ) وقد اشتمل البحث على ثلاثة مطالب وكما يأتي:

المبحث الاول / الفاعلون من غير الدول ويتضمن مطلبين الاول : مفهوم الفاعلين من غير الدول والثاني : خصائص ومكونات الفاعلون من غير الدول .

المبحث الثاني / تاثير الفاعلون من غير الدول على العلاقات الدولية ويتضمن مطلبين الاول : التاثير على مستوى الدولة الداخلي والثاني : التاثير على مستوى العلاقات الدولية .

المبحث الاول

الفاعلون من غير الدول

المطلب الاول: مفهوم الفاعلون من غير الدول

الفاعلون جمع مذكر سالم لكلمة فاعل وتعني هذه الكلمة في العلوم السياسية (( كل كيان او سلطة او جهاز او جماعة او حتى شخص داخلي او اقليمي او خارجي , يستطيع ان يلعب دورا ما على المسرح العالمي وفق قدراته او حدود مساهماته , وقد يتطلب هذا الدور اتخاذ قرار معين او الاتيان بفعل معين ))[1] وكلمة الفاعل مشتقة من فَعَلَ وهو من احدث الفعل او قام به [2]

ويعرف الفواعل من غير الدول اصطلاحاً انهم (( كيانات تنازع الدولة في احتكارها للفعل السياسي وتتوافر فيها السمات الاتية : كيان منظم يمتلك هيكلية قيادية ويتمتع باستقلالية عن الدولة التي ينتمي اليها جغرافيا ويعبر عن او يمثل جماعة معينة اثنية او طائفية او ايدلوجية ويمتلك اهدافاً سياسية بعينها ولديه من عناصر القوة المختلفة ما يعينه على تحقيق اهدافه وبهذا فهم عامل مؤثر على سياسة الدولة))[3] ومن التعريفات للفاعلين من غير الدول وتشمل القوى الفاعلة لكل من الجمعيات الاهلية او الشركات متعددة الجنسيات او المنظمات غير الحكومية التي خرجت عن سيادة الدولة الام وتجاوزت الحدود الجغرافية الوطنية وعبرت الاطار الوطني بفضل ما لديها من عناصر قوة متنوعة بما فيها التقنيات المعلوماتية وهناك الكثير من الذين عرف هذا العنوان الأيستمولوجي وكل بطريقته واسلوبه فالعلوم الانسانية ومن يكتب فيها كل له بصمته واسلوبه وقد لا يتطابق اثنان في ذلك ففي السياق نفسه عرفها الكاتب المعروف جوزيف ناي ان الفواعل العابرة للقومية (( الجماعات الخاصة او حتى الافراد الذين يستدعي عملهم في مجال السياسة تسهيلات مادية داخل الدولة , الا انهم ليسوا في حاجة للحكومة من اجل ممارسة العلاقات الدولية حيث يتجه سلوكهم مباشرة اما الفواعل الاخرى عبر القومية او للحكومات الاخرى))[4]

ونجد ان كل من برتران بادي وماري كلود سموتس قد عرَفا الفاعلين من غير الدول على انهم تدفقات عبر القومية او علاقات عبر القومية ( علاقة تنشأ في الحيز العالمي بإرادة واعية وبغاية مقصودة خارج اطر الدولة القومية وتتحقق بالإفلات جزئياً على الاقل من سيطرة الدول او من تأثيرها الوسيط[5]

اما الفواعل من غير الدوليين من يكون عنيفا ويلجا الى استخدام العنف المادي او النفسي لتحقيق اغراض معينة ولم تكن للدولة قد استخدمتهم كوسيلة لها ولهم عدد من التعريفات[6] منها :

أ – هم الجماعات او التنظيمات التي تلجأ الى استخدام ادوات العنف المادي او النفسي بطريقة جماعية من اجل تحقيق غايات معينة ولا تنتمي الى اجهزة الدولة الرسمية .

ب - اوهم المنظمات او الجماعات لدول مسلحة التي تتبنى العنف غير الشرعي لتحقيق اهدافها ويعد ذلك تحديا لاحتكار الدولة للعنف .

ج – او هم الجماعات المسلحة من الفواعل من غير الدول التي لا تتمتع بالشرعية وتخل بنظام الامن وتثير اضطرابات سياسية وصراعات عنيفة ومنهم المجرمون والمرتزقة والمتمردون والارهابيون وامراء الحرب .

المطلب الثاني / خصائص ومكونات الفاعلين من غير الدول[7]

اولاً : الخصائص

أ - ان الفاعلين من غير الدول يمتلكون هيكل تنظيمي مستقل وقيادة محددة خارجة عن السلطة الوطنية للدولة.

ب - لديها الامكانيات المادية ما يجعلهم يتمتعون باستقلالية كبيرة بسبب تمويلهم الخاص بهم لتحقيق اجندتهم المحددة.

ج - لا تحدهم حدود دولتهم فلهم علاقاتهم الدولية والعالمية.

د - لهم انشطة معينة ترتفع وتيرتها وفق سياقات محددة للتأثير في الاوضاع السياسة محليا او اقليميا او دوليا وحسب مخطط محسوب وهادف .

هـ - اتصالاتهم واسعة بواسطة شبكة اتصالات بينهم وبين منظمات حكومية واخرى غير حكومية.

ويطلق على الفاعلين من غير الدول الذين يستخدمون العنف وسيلة لتحقيق اهدافهم بالجماعات الارهابية.

ويذكر ان الجماعات الارهابية برزت مؤخرا متميزة باتساع نشاطهما وبالدور المتنامي الذي تلعبه لاسيما في الدول الضعيفة والدول الهشة وقد اختلف المختصون والباحثون في تعريف شامل جامع للإرهاب وذلك بسب اختلاف الوسائل التي يعتمدها الاشخاص المعنيون بذلك ولاختلاف الاهداف التي يدعونها فقد عرفه ( ويلكنسون) انه (نتاج العنف المتطرف الذي يرتكب بكافة المعتقدات الانسانية والاخلاقية ) وعرفه شورنتون انه استخدام الرعب كعمل رمزي الغاية منه التأثير على السلوك السياسي بواسطة وسائل غير اعتيادية تستلزم اللجوء الى التهديد والعنف )[8] ولم يكن العنف وليداً حديث العهد ولكنه ارتدى مخرجات الثورة التكنولوجية والمعلوماتية فزادته هذه التنظيمات قوة وتعقيدا وتنظيما وبذلك فان الفاعلين العنيفين يتجاوزون امن الدول ومخابراتها والانتقال من ملاذ الى اخر كما انهم يستخدمون المواقع الافتراضية للأنترنيت بما يؤمن للأعضاء الامن والعمل المستمر[9] ويجب التميز بين الجماعات الإرهابية وبين الشعوب المتطلعة للحرية والخلاص من المحتل .

الا ان للولايات المتحدة الامريكية وللدول الاوربية كونها سائرة في مدارها خلطا ويقصد بل استهدافا لحركات التحرر العالمية من المحتل كما يحدث في الشرق الأوسط بشكل عام وما تجلى من تعسف وقهر وقتل لأبناء الشعب العربي الفلسطيني في غزة وهنا يجب ان نطلق بوضوح على عملهم بانه إرهاب دولي من دول عظمى على شعب اعزل وما فعله الشعب الفلسطيني الا حراك انساني من تحت سيف الغادر الذي صادر الحقوق الإنسانية بأبشع صورها وعاد بها الى عهد الغاب .

ثانياً: المكونات

يشمل كل من الفاعلين من غير الدول كل من :-

أ-المنظمات الدولية غير الحكومية

ويقصد بها المنظمات التي تعتمد على مستوى دولي واسع وعضويتها خاصة وليست حكومية رسمية او هي كل تجمع او حركة او رابطة او حركة مشكلة من اشخاص ينتمون الى دول مختلفة لغرض تحقيق اهداف لم يكن منها الربح او هي كل منظمة تعمل عبر الحدود القومية من افراد او جماعات ولم تهتم الدولة بأنشائها ولا تمثل الربح هدفا أساسيا لها وتتنافس بشكل عفوي وحر مع غيرها بين المنظمات[10] .

ب-الشركات متعددة الجنسيات

وهي شركات مركزها الرئيسي في دولتها وتسمى الدولة الام وتمارس نشاطها عبر الحدود في دول اجنبية متعددة تسمى الدول المضيفة وتعتمد على أسواق متعددة وكثيرة في ذات صنيعة إقليمية ودولية وعالمية [11]

وفي عام 1974 اقرت الأمم المتحدة تسمية هذه الشركات بالشركات عابرة للقومية وقد كان لها مركزا يتبع المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة وسمي بهذا الاسم[12] وقد عرفت بانها ’’ كيان اقتصادي يزاول التجارة والإنتاج عبر القارات وله دولتين او اكثر شركات وليدة او فروع تتحكم فيها الشركة الام بصورة فعالة وتخطط لكل قراراتها تخطيطا شاملا ً[13]

ج- الفاعل الفرد

اختلف الباحثون اتجاه موقف مركز الفرد بل ذهب الاختلاف الى الانقسام الى فريقين فبعضهم يرفض ان يعترف للضرر بالشخصية القانونية الدولية استنادا الى ان القانون الدولي ينظم العلاقات بين الدول وفريق اخر يرى ان الفرد اما وحده او بجانب دولة ما يعد شخصا من اشخاص القانون الدولي العام لاسيما ان ضمانات حقوق الانسان وحرياته الأساسية أصبحت مكفولة دوليا في النصف الثاني من القرن الماضي وحسب الإعلان العالمي لحقوق الانسان .

ان الانسان الفرد الخاص بالدولة من وجوه عديدة وقد لا يعد فاعلا دوليا لكنه في الواقع الملموس ان المواطن العالمي اصبح ذات تأثير كبير في العلاقات الدولية فمنهم من له اراء وشهرة عالية تتوقف على آرائهم قرارات مهمة مثلا من الناحية الدينية أمثال البابا والعلامة السيد علي السيستاني وبعضهم له دور اقتصادي او سياسي والمؤثرون كثيرون أمثال روبرت مردوج[14] سورس[15] والمفكر جورج

د- هناك فواعل جديدة ظهرت على المسرح العالمي فيها [16] :

الشركات الأمنية الخاصة .

جماعات الايستمولوجية

مراكز الأبحاث .

فاعلو شبكة الانترنيت ( النشطاء )

المجتمع المدني العالمي .

الاعلام العالمي

المبحث الثاني

تاثير الفاعلون من غير الدول على العلاقات الدولية .

المطلب الاول: التاثير على مستوى الدولة الداخلي .

اولا: التأثير في السيادة.

ان حركة التطور والتغيير في التكنولوجيا والاتصالات ونظم المعلومات كانت احد الأسباب المحورية التي أدت الى اختراق السيادة الوطنية وزعزعة الشعور القومي للأمم والشعوب مما احدث شرخاً عميقا في بنية النظام الدولي .[17]

ان الفاعلين من غير الدول وباختلاف تسمياتهم كانوا قوى صاعدة أدى دورهم المتنامي الى تراجع دور الدولة في كافة الصعد على مستوى الامن والبيئة وحقوق الانسان والتنمية والاوبئة والبطالة والتلوث فضلاً عن قضايا التسلح والنزاعات وبهذا فان الدولة قد تنحت عن بعض مسؤولياتها في السيادة لصالح هذه القوى الصاعدة التي تجاوزت حدود الدول[18]

ويمكن القول ان هناك متغيرين احدهما داخلي مثل تراجع دور الدولة بالمقابل نضوج وتكامل تنامي دورمنظمات المجتمع المدني بمقتضياته المدنية وزيادة في النزعات الانفصالية الأمنية .

والمتغير الثاني هو متغير إقليمي يرتبط بمن لديهم نزعات انفصالية لتعاظم دور التجمعات الإقليمية الواقعة على حدود الدول المتجاورة بسبب وحدة الدم وقرب الجغرافية التي حتما ستؤدي الى علاقة جديدة ذات تأثير سلبي على الدولة الام او الدولة الوطنية[19]

ونستخلص مما تقدم ان سيادة الدولة قد تآكلت بفعل المتغيرات الأخيرة وتراجعت في نهوضها للقيام بوظائفها المعتادة ولكن هذا لا يلغي اصل مفهوم السيادة الملازم لنشوء الدولة اساساً وان تغير بظهور الفاعلين من غير الدول[20]

ومن الجدير بالذكر ان السهولة في استخدام الاتصالات وسرعتها بسبب التقدم التكنولوجي ورخص كلفتها وفرت الفرص الكثيرة لظهور الفاعلين من غير الدول أدى الى الاتي: [21]

اختراق الحدود الوطنية وعدم الحساب لعامل المسافة الذي كان يشكل عاملاً مهما في العلاقات الدولية مما يستدعي ومن باب الضرورة ان نتفاعل ليس مع أعضاء النظام الدولي او مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وانما مع جميع الفواعل المحتملين في العلاقات الدولية .

ان الفاعلين الجدد من غير الدول استغلوا العولمة وما فيها لصالحهم فقد اتخذوا سلسلة من المبادرات الدولية بعيدا عن سيطرة حكوماتهم ودولهم وكما هو جلي في ( مبادرات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ).

ان العولمة بتحولاتها الجذرية تعدت التقليدية في العلاقات الدولية الى شبكة من العلاقات بين المجتمعات والافراد ومنظمات غير حكومية وحتى جماعات المهاجرين .

كما هو معروف ان العلاقات الدولية تعني العلاقات بين الدول الا ان توسع مفهوم العولمة ابرز نوعا جديدا من الدبلوماسية اطرافه فاعلون من غير الدول كأن تكون حكومات محلية او أقاليم لها حكم ذاتي او شركات متعددة الجنسيات ( المحافظات الكُردية او كما يقال إقليم كردستان)

من جهة أخرى ومن نواتج المعادلة عندما تراجعت الدولة بسيادتها أعطت بذلك زخما للفاعلين ان يتقدموا ويزداد نشاطهم وهذا ما حدث في العقدين الاولين من القرن الحادي والعشرين .

ثانياً : تراجع دور الدولة وضعفها .

تزامن ظهور الدولة القومية مع نتائج انعقاد معاهدة وستفاليا في القرن السابع عشر وبفضلها تطورت الرأسمالية كثيرا فقد وضعت القوانين التي نظمت بموجبها المعاملات المالية بين الناس والاقرار والمحافظة على الملكية الخاصة والاستفادة من النظام القضائي فضلا عن اهم الخدمات وابرزها التي قدمتها الدولة القومية وهي تنظيم الجيوش لاحتلال البلدان غير الاوربية واستغلال ثرواتها وشعوبها واسواقها [22]وهناك من يرى ان الرأسمالية غيرت من طبيعتها مع الدولة لتأخذ بعض مهامها بشكل أدى الى الغاء وتقليص بعضا من وظائفها حتى بلغت مستويات خطيرة[23] وهناك تياران متناقضان في النظر الى تآكل سيادة الدولة او تطور وظائفها ( كما يعتقد المتفائلون)[24]

أ-(تآكل سيادة الدولة ).

ويسمى هذا التيار أيضا بتيار غلاة العولمة الذي يعتقد ان سيادة الدولة لم تعد بأهميتها السابقة ومن ابرز روادها ( كينشي اوهيمي ) صاحب النظرة المتشائمة وكما في كتابه ’’ نهاية الدولة القومية ’’ و ’’ عالم بلا حدود ’’

هذا يعني ان وظائف الدولة بما فيها وظائفها الحصرية قد تقسمت ما بين الدول والفاعلين من غيرها وتحولت الدول تدريجيا من متغير مستقل الى متغير تابع في التفاعلات العالمية[25]

ب-الدولة وتطورها الوظيفي

وهذا الراي يتبنى ان الدولة وحدة أساسية في النظام  الدولي وسيبقى دورها مستمرا وفاعلا رئيسياً في العلاقات العالمية ومهما حدثت من تحولات لا تعني بالضرورة نهاية الدولة اذ ان العلاقات الدولية تلتزم وجود الدول كطرف مكافئ للدول الأخرى . وان ما حدث من تنازلات من الدولة للشركات متعددة الجنسيات وللمجتمع المدني لمواطنيها بشكل عام فهو يعد قوة  للدولة ولقابلياتها على المرونة والاستمرارية دون الوقوف عند امر معين كما انه تغير محدود لا يؤثر على مركزية الدولة .

ان اختفاء الدولة امرُ مبالغ فيه وان امر تراجع الدولة[26] وتنازلها عن وظائفها يمكن تفسيره على انه إعادة توزيع المهام والوظائف الموكلة اليها وللفاعلين من غيرها ويمكن ان نقول ان النتائج المتحققة بجودة القيام بهذه الوظائف وتأثيرها على الامن المتحقق للفرد وللشعب ولهيبة تلك الدولة يعد بمثابة الحفاظ على الهوية الوطنية وعلى قوة السلطة فيها .

ما يجدر ذكره هو ان ظاهرة الاتجاه نحو اللامركزية وتنامي دور الولايات المتحدة والمدن الكبيرة كفواعل تحت الدولة في لعب الأدوار في العلاقات الخارجية بالتوازي مع السياسة الخارجية للمركز كما ذكر ذلك رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الأسبق [27]’’ ان الولايات داخل الدول مثل كاليفورنيا في اميركا و اتوربرادش في الهند ونيويورك وساو باولو وشنغهاي ستكون ضمن قائمة مراكز القوى في العلاقات الدولية ’’

ويمكن ان نختصر القول في ان التحولات الدولية بعد نهاية فترة الحرب الباردة وتأثير العولمة قد جعلت من الدولة لاعبا لست وحيداً في السياسة العالمية واستبدلته بوجود عالمين مختلفين ولكنهما متجانسين هما العالم التقليدي واليد العليا فيه للدولة وعالم آخر متنوع ومتعدد المراكز له قواعده الجديدة وسياسته الخاصة يضم الكثير من الفاعلين غير الدوليين مثل الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية والحكومات المحلية وغيرهم[28]

ضعف الدولة وعدم الاستقرار الأمني

ان غاية الدول في سعيها وعبر أنشطتها المختلفة تحقيق الامن لمجتمعاتها  واستمرارية وجودها كحكومات فانعدام الامن وغياب الاستقرار يعني فقدان ركيزة التنمية الأساسية لأي دولة وان ظهور العولمة وتمددها عالميا مع توافر التقنيات الحديثة وسرعة الاتصال مع وجود التهديدات والتحديات جعل من وحدات النظام الدولي الرئيسة فكشفة بدرجات متباينة ازاها اذ ان من مميزات العولمة حركة الأموال والمعلومات والموارد جميعا بما فيها رؤوس الأموال البشرية أصبحت من السهولة واليسر والسرعة جعلت مراقبتها والسيطرة عليها من قبل الدولة والتحكم امرا صعبا وهذا امر غير مسبوق سلب الدول سلطتها وانتزع كثيرا من هيبتها السياسية والامنية[29]

ان ضعف الدولة وانكشافها الأمني الذي يهدد استقرارها سوف يأتي بتحديات مختلفة تسير متوازنة او يتبع بعضها بعضا وكما يلي[30] :

عدم استقرار الجبهة الداخلية:-

ان الدول تعمل جاهدة لتحصين جبهاتها الداخلية الا ان الفاعلين من غير الدول وامكانياتهم المتنامية وامتلاكهم الأسباب التقنية المتطورة واغراءاتهم للموارد البشرية لاسيما بالانخراط لتحقيق أهدافهم تُظهر انكشافا أمنيا واضحا فاذا ما تحركت الدول بحكوماتها لإيقاف ذلك باستخدام شيئا من القوة ستعمل الاعلام والتشويه ضدها وجعلت منها دولة دكتاتورية مصادرة لحقوق الانسان ويساهم في اصطفاف الراي العام العالمي ومضاعفة حالة الاحتياج للمطالبة بالتغيير. ان للفضاء الالكتروني كبرنامج للحكومات الالكترونية والاعتماد عليه سهل فعل الاختراق وسرقة المعلومات وهدر الامن الوطني ولا سيما في الدول النامية.

الصراعات الطائفية والاثنية[31]

ان بعض الفاعلين الجدد تهدف من حركتها اشعال الصراعات داخل الدول على أساس طائفي او مذهبي اواثني مما يضعف الامن ويسهل عملية الاختراق الخارجي عبر شبكات الاتصال وعندما تكون الدول قد غابت لديها الرؤية الوطنية ولم تتبنى استراتيجية وطنية واضحة ذلك ما يزيد التعقيد منتجا عدم الاستقرار ومهددا لبناء المجتمع.

المبحث الثالث

تاثير الفاعلون من غير الدول على العلاقات الدولية

المطلب الاول / التاثير على مستوى العلاقات الدولية

1-العلاقات الدولية

هي جميع التفاعلات[32] والأنشطة العامة الدبلوماسية والثقافية والمفاوضات وحتى الحرب ما بين الحكومات كما نها تشتمل على التدفقات الأخرى من نشاطات متنوعة أخرى كالاقتصادية والايدلوجية والثقافية والرياضية ويعرفها ستيفاني لوسن بانها’’ التفاعلات بين الذين يمثلون دولهم عبر حدود الدولة وقيما بينها حيث يوجد تنوع من فاعلين ومنظمات غير حكومية ’’[33]

كما هو معلوم للباحثين في العلوم السياسية ان السياسة الدولية هي نتاج التفاعلات ما بين السياسات الخارجية للدول بل وتشتمل على أنشطة وتفاعلات أخرى كالاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياسية وغيرها والتي تكوّن مجموعها العلاقات الدولية[34] ,ان العلاقات الدولية هي عنوان لسلسلة من المفاهيم والمصطلحات تنتمي اليها وتشكل بمجموعها العلاقات الدولية ولا يمكن لأي منها ان يحل محلها والمصطلحات المقصودة هي السياسة الدولية والسياسة الخارجية وسنأتي على بيان مختصر لكل من هذين المصطلحين

كما ان العلاقات الدولية فهي معنية بدراسة اثرالاتحادات الدولية للتجارة والصليب الأحمر والسياحة والنقل الدولي والاتصالات وتطور القيم والأخلاق في الشعوب والأمم .

لعل من البديهي ان الافراد والفواعل من دون الدول وكذلك الدول لها مصالح واهداف تعمل على حمايتها بأفضل ما لديها من قدرات لكي تزدهر وتتقدم او على الأقل لكي تحافظ على بقائها بتوظيف واعمال ما لديها من عناصر قوة بطريقة متناغمة ومثالية تخلق تأثيرات استراتيجية تدعم التوجه المرتكز على دليل السياسة [35] وليتم بعدها تحديد افضل السبل للوصول الى حالة مستقلة تحقق خيارات افضل لا سيما في بيئة تتداخل فيها الخصوم والحلفاء وظروف أخرى ولابد لصانع القرار ومتخذه من تحقيق الأهداف والا مصيره التنحي والفشل[36].

2- السياسة الخارجية

وتعرف على انها نشاطات حكومية لإقامة علاقات مع حكومات أخرى او لمعالجة مشاكل خارج الحدود على نقيض ما تعالجه السياسة الداخلية التي تعالج مشاكل مطروحة داخل الحدود وهذا المضمون للسياسية الخارجية الذي يعرفها به مارسيل ميرل[37]وكما يعرفها جيفري ستيرن’’ نشاط حكومة ما يوجه ويفعل في بيئة خارج الدولة التي تديرها تلك الحكومة’’[38]

ان المصالح الوطنية المستندة الى مبادئ واهداف حددها متخذوو وصُناّع القرار[39]الذي يعملون تحت ظروف بيئية متنوعة داخليا وخارجيا مستفيدين من نقاط قوتهم ومستغلين للفرص المتحققة لديهم ومبتعدين عن نقاط الضعف التي تعترضهم او انهم قد عالجوها لغرض تحقيق ما تصبو لها دولهم , لقد سخروا مواردهم المادية والبشرية من اجل تحقيق السياسة الخارجية التي لها سياقات طويلة تشترك في رسمها جهات متنوعة بعضها رسمي والأخر غير رسمي تأتي في مقدمتها السلطتان التشريعية والتنفيذية وهذا الاختلاف او التفاوت يعتمد على طبيعة الأنظمة السياسية ولكن بشكل عام ان للسلطة التنفيذية دور رئيس في صنع السياسة الخارجية تحدد حرية شكل النظام السياسي فالأنظمة الديمقراطية تقيد السلطة التنفيذية كون السلطة التشريعية لها دور في ذلك [40]

ان جوهر السياسات الخارجية للدول عادة ما تكمن في الأهداف التي تسعى الى تحقيقها تلك الدول ويمكن ملاحظة ذلك في منظومة الامن وكيفية بناءه وتحقيق الرفاهية والحفاظ على القيم ان هذا الهدف هو موضوع مركزي حيوي ديناميكي يتصف بالاستمرارية والديمومة[41]

وكما يمكن تعريف السياسة الخارجية على انها نشاطات دولة موجهة من حكومتها ( جهات رسمية وأخرى غير رسمية ) لغرض تحقيق اهداف الدولة ومصالحها آخذين بالاعتبار قيود البيئة الخارجية بما فيها الظروف الجغرافية والاقتصادية والقيمية والتقاليد والموقف العسكري وكافة عناصر القوة لتلك الدولة[42].

3- السياسة الدولية 

ويعرف السياسة الدولية المختص بالعلوم السياسية الإنكليزي جوزيف فرانكلن بانها تتضمن السياسات الخارجية في تفاعلاتها المتبادلة فضلا عن التفاعلات في النظام الدولي international system   ككل ومع الجماعات الانسانية الأخرى من غير الدول[43]

وكما هو معلوم ان للدول سياساتها الخارجية وراء حدود دولها ولابد من تفاعل وتلاقح مع السياسات الخارجية لوحدات النظام الدولي ذات الجوار او الإقليم او الدول الأخرى ذات المصالح المشتركة وكل من يسعى لتحقيق أهدافه وقيمه وان هذا التلاقح والتفاعل الحاصل يطلق عليه السياسة الدولية international politics[44]

ان تفاعلات الدول والتي تعد وحدات النظام الدولي الأساسية ترتكز عليها السياسة الدولية في العلاقات الدولية وهذه التفاعلات أيا كان نوعها ومقدارها تتولى ادارتها ومعالجتها والسيطرة عليها الحكومات مباشرة او ممثلوها المفوضون والمقبولون[45] ويرى المفكران غراهام الفايز وجيفري توتنهام[46]’’ ان السياسة الدولية هي صنف او فئة من العلاقات الدولية لان الدول هي الوحدات الرئيسية في الساحة الدولية , وان الاطراف الفاعلة الأخرى من غير الدول يُشك بقدرتهم على حسن التصرف بشكل مستقل اما لافتقارهم لعناصر القوة المطلوبة او لانحيازهم لجهة أخرى لا تمثل دولهم .

ان السياسة الدولية هي المحطة الأكبر فهي تحيط بدائرة السياسة الخارجية المتكونة من الافراد والمؤسسات والأحزاب في حين ان عناصر السياسة الدولية هي الدول والمنظمات الدولية والجماعات الناشطة وبهذا نستدل على ان السياسة الخارجية هي بعض من السياسة الدولية[47] .

ان لتطور التكنولوجيا وسرعة الاتصالات وتنامي العولمة أحدثت خللاً بسبب عدم إمكانيات الدول من القيام بوظائفها ووظائف أخرى جديدة مستحدثة لم تتمكن تلك الدول من أدائها فأوجب ذلك وجود شركاء جدد للقيام بها لديهم من عناصر القوة والحرية والسرعة والعلاقات الدولية وبهذا أصبحت الدولة احد الفاعلين مع فاعلين اخرين يقومون وبصورة تشاركية في إدارة شؤونها محلياً وعالميا وعلى كافة الصعد سياسية كانت او اقتصادية او اجتماعية وبهذا قد تراجع دور الدولة وتراجعت معه أهمية الحدود والسيطرة التي طالما عدت جوهرا للسيادة والامن التقليديين لقد اصبح للفاعلين غير الدوليين دورا مهما على صعيد العلاقات الدولية وكما يلي[48] :

اولا : تأثير الشركات متعددة الجنسيات على العلاقات الدولية

للشركات متعددة الجنسيات قوة اقتصادية كبيرة تجاوزت في مضمارها الكثير من الدول تحول نشاطها الاقتصادي الى نشاط سياسي غايته التدخل في شؤون الدول الأخرى التي غالبيتها من الدول الاسيوية والافريقية النامية وهي تلعب دورا بالنيابة عن الدول العظمى التي غالبا ما ترغب عدم اظهار هذه الحقيقة بتعبيرات مخادعة مثل[49]’’ قوة او سلطة السوق ’’ واولويات سوق العمل والعرض والطلب وبفعل النشاط المحموم والكبير للشركات متعددة الجنسيات لزيادة الأرباح خلقت بيئة اعمال دولية متشابكة ومعقدة أدى بالنتيجة الى تغيير مفاهيم العلاقات الدولية بظهور ما يطلق عليه اصطلاحاً ’’ السياسة الخارجية للشركات ’’ او ’’ دبلوماسية الاعمال ’’ كتوصيف جديد بعيدا عن الدبلوماسية التقليدية[50].

ثانيا : التدخلات الخارجية والحروب بالوكالة وتأثيرها على العلاقات الدولية

مثلما للدول الكبرى غايات واهداف كثيرة في التدخل في شؤون الدول الصغيرة والفقيرة والنامية لاحتلالها وسرقة ثرواتها وجعلها سوقا لمنتجاتها فلديها وسائل وطرق لذلك فالدول الكبرى هي وراء اشعال وادامة الصراعات في مناطق مختلفة من اسيا وافريقيا عن طريق الحروب بالوكالة التي هي احدى وسائلها وتعرف على انها قيام كل طرف فيها دوراً بالوكالة عن غيره من القوى الكبرى الخارجية خدمة لذلك الطرف في منطقة الحرب[51]

وقد تشير الأرقام ان بداية فترة الحرب الباردة تحديدا بعد 1945 من القرن العشرين المنصرم شهدت 80 حربا بالوكالة على الأقل وخلفت ضحايا ما يقرب من 15 مليون الى 30 مليون انسان وكانت ساحاتها دول اسيا وافريقيا نيابة عن الكتلتين العظيمتين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي حين ذاك[52]

وقد استُخدمت أيضا نظرية الحرب بالوكالة في العلاقات الدولية لدراسة حالة المنظمات الدولية كممثل عن الدول وقد ظهر ذلك جليا وبشكل متزايد في دراسات السلم والامن والصراعات والحروب في البلدان النامية والتدخل الإنساني ودور الفاعلين الفنين من غير الدول والجماعات الإرهابية [53]

وقد برزت ظاهرة الحروب بالنيابة بشكل كبير بعد نهاية الحرب الباردة فقد تزايد الدعم الخارجي للأطراف المتصارعة سواء بالتدخل المباشر او بالدعم اللوجستي او بالشركات الأمنية الخاصة والعسكرية الخاصة[54] وافضل حالة هو الوضع في سوريا وكيف أصبحت ساحة التنافس الكبار ويؤدون عوضا عنهم الجماعات العنفية والمذهبية المتنازعة مع الجيش السوري مثل تنظيم داعش والوية الفاروق وحركة احرار الشام وتجمع انصار الاسلام[55] التي تظهر للعالم أولوية بناء خلافة راشدة والدفاع عن الإسلام لكنها بالحقيقة اقرب الى الجماعات العنيفة التي تقاتل بالنيابة ولو كانت حقيقية لدافعت عن المسلمين المظلومين الذين يذبحون يوميا على يد الصهاينة في غزة الثائرة الحرة .

ثالثا : علاقة الحوكمة بالفاعلين من غير الدول وتأثيره على الحكومة والدولة.

عند ملاحظة تقرير المصرف الدولي العام 1989 الذي يتضمن ان القوى الاجتماعية وهي من ضمن الفاعلين من غير الدول قادرة على حركة إدارة الدولة بهدف تطوير الاستراتيجيات والسياسات العامة مع السلطات الثلاث في الدولة وبمحصلة فعالياتها جميعا يتم تنشيط حركة النمو والتنظيم للمجتمع الحديث ومؤسساته عامة ومنظمات المجتمع المدني[56] كما ان الحوكمة كصيغة رشيدة ظهرت بعد فشل جهود الدول في مجال التنمية لاسيما في الدول النامية لأقناع الشعوب والحكومات القائمة على حد سواء بانه من الممكن ترميم النظام القائم وجعله صالحا بالعمل والاستمرارية من جهة ومن جهة أخرى اتاحت للعامة حرية التفكير والتعبير وفسح المشاركة للمعارضين للعملية السياسية وتقبل جهود المصلحين فضلا عن الحاجة الماسة في العقود الأخيرة لاسيما مع الازمات المالية والانهيارات الاقتصادية العالمية في 2008 في الولايات المتحدة الامريكية واوربا ولا ننسى ازمة وباء كورونا العالمي[57] .

رابعا : المنتديات الاقتصادية ومدى فاعليتها لحلحلة الازمات العالمية.

ان من اهم الفاعلين من غير الدول هي الشركات العابرة للحدود وان كانت غايتها الأهم هو الربح المادي , فالعامل الاقتصادي متقدم كثيرا على حساب الجيولوتيكي والجغرافية بسبب تأثيرات العولمة وثورة التكنولوجيا مما عزز حركة الفاعلين عابرة الحدود متخطية للقومية على حساب تهاون الدول وتراجعها عن أدوارها فضلا عن نشوب أزمات مالية كبيرة دفعت الاقتصادين والسياسيين بمطالبة تأسيس منظمات اقتصادية عالمية لها رؤوس أموال كبيرة قادرة على حلحلة الأمور واعادتها الى الاستقرار, ان هذه الدعوات كانت لها أهميتها وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وبدوره على العلاقات الدولية[58]

كما هو معروف في عام 2008 ضربت العالم ازمة اقتصادية كانت الأسوأ بعد ازمة الكساء العظيم 1929 من القرن المنصرم مما دعا كافة الأطراف الدولية والفاعلين من غير الدول الى التعاون والتكاتف في مواجهتها وإيجاد الحلول الناجحة فقد شارك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين G20 وكان مزيجا متجانسا نشيطا في حل الازمة[59]

ان الليبرالية الجديدة لها نظرة في الدولة ودورها في التنمية ومضمونها تقليص دور الدولة والتنحي عن بعض وظائفها للشركاء الجدد وإقامة حكومة الحد الأدنى مقابل فاعلية الدولة وشفافيتها [60]

ان مفهوم الحوكمة يعتقد انه الاطار الاجدى مع طبيعة الواقع السياسي الحالي مع شراكة الفاعلين من غير الدول مع الحكومة في مهامها داخليا وخارجيا وقد تؤدي هذه الفواعل أدوارا قد تتجاوز في بعض صورها الأدوار التي تؤديها الدول فمثلا نماذج لفاعلين محلين قد تجاوزوا الحكومة المركزية وهناك امثلة عالمية وأخرى محلية مثل عدة مقاطعات كندية وصينية وبعض الولايات الامريكية تبعث ممثلين الى دول أخرى وتؤدي هذه البعثات التمثيلية أدوارا مهمة باستقلالية تامة وهناك امثلة محلية على مستوى العراق فان لإقليم كردستان العراق بعثات تمثيلية في دول عدة ولديه من دولهم بعثات تمثيلية أيضا يعملون باستقلالية تامة .

خامسا : العلاقات الدولية ومدى تأثرها .

ان التطور الهائل للتكنولوجيا والاتصالات والمعلومات كانت مصادرا جديدة للقوة كما ان عناصر القوة الاقتصادية نافست القوة العسكرية في تأثيرها بعدما كان هناك فرقا بينهما في التأثير وحسم الأمور السياسية ويشير ’’ناي’’ ’’ ان القوة في عصر المعلومات العالمي موزعة بين البلدان على نمط يشبه لعبة الشطرنج معقدة  ذات ابعاد ثلاثية فعلى الرقعة العليا للقضايا السياسية – العسكرية تكون القوة العسكرية أحادية القطب الى حد كبير او تنفرد بها تقريبا الولايات المتحدة الامريكية ولكن على الرقعة الاقتصادية في الوسط هنالك متنافسون ولم تكن أمريكا مهيمنة عليها أن تنافس كند مكافئ عندما تتصرف اوربا بطريقة متحدة اما الرقعة السفلى للعلاقات عابرة القومية فأن القوة مبعثرة بطريقة فوضوية ولا يبقى معنى لاستخدام مصطلحات تقليدية مثل أحادية القطب او الهيمنة او الإمبراطورية الأمريكية’’[61] لقد استغل الفاعلون من غير الدول الفنيون منه الاتصالات الحديثة وكم المعلومات الهائل والممكن الحصول عليه من قبل مخترقي شبكات الانترنيت كعنصر حيوي في تحقيق اهدافهم[62] وبهذا تحولت حدود الدول الجغرافية الى مجتمع افتراضي واسع في الساحة العالمية وفقدت فيه الدول الكثير من سياستها .

مما لا شك فيه ان هذه القوى الفنية المستخدمة للتكنولوجيا وعبر اعلامها سوف تضخم من امكانياتها لأثبات هويتها وتستعمل كل ما اوتيت لتدمير القوى الكبرى او اية قوة مستهدفة وبهذا فقد تمكن الفاعلون من غير الدول من تغيير خارطة العلاقات الدولية وسياسة الدولة الخارجية .

سادسا: العلاقات الإنسانية ومدى تأثيرها باهتمام منظمات المجتمع المدني بالجوانب الإنسانية.

توجد منظمات تجمع مدني تشكل طيفاً واسعا من الفاعلين من غير الدول تهتم بالجوان1863.انية ذات النشاط العالمي وقد عقدت الكثير من المؤتمرات غايتها تحسين الظ1863.إنسانية بغض النظر عن الجنس والدين والعرق مثل تنظيم الصليب الأحمر التي تأسست 1863 .

كما تعد الحملة الدولية لإزالة مناطق الحروب من الألغام او لحظر وتحريم الألغام الأرضية والبحرية ومن اهم مبادراتها لما لها من اثار مدمرة على المدنيين لاسيما الأطفال والنساء والشيوخ.

وهناك منظمات كثيرة أخرى اضافت للعلاقات الدولية للسياسة الخارجية ومنها منظمة (اوكسفام) وهو اتحاد دولي يضم 15 منظمة مستقلة تعمل في مجال محاربة الفقر حول العالم.

الخاتمة

ان القوى التي لا تؤسسها الدول ولا تكون طرف فيها ولها هويتها الخاصة وتتمتع بتمويل موارد مستقلة عن موارد الدولة تتمكن من تحقيق أهدافها يطلق عليها الفاعلين من غير الدول حتى لو كان ذلك شخصا مستقلاً

ان الفاعلين من غير الدول أصبحت حقيقة واقعة شاركت الدولة الوطنية في لعب أدوارا معينة في العلاقات الدولية وساهمت في احداث تغيرات في النظام الدولي الجديد من جهة كما انها اضعفت الدولة في تبنيتاها الرئيسية في الامن والسيادة والاستقلالية وقدسية حدود الدولة وجغرافية البلدان باستغلالها للأمن السيبراني والعولمة وحركة الأموال ودعم الجماعات العنيفة في اختراق الحدود .

ينبغي على المفكرين وصانعي القرار ومتخذيه ان لا يشعروا بالخذلان والضعف امام الظواهر الجديدة التي قد تاخذ من حرف الدولة التقليدية القومية وسيادتها وعليهم التفكير بمرونه وبعلمية لبناء الاوطان وصيانة حقوق المجتمع وتعظيم موارد القوة للتنافس في احتلال مواقع افضل ضمن هرمية النظام الدولي .

النتائج

ان الدولة لاعب أساسي لا يمكن ان تختفي من النظام الدولي وأسباب وجودها تكمن في المحافظة على مصالح الشعب وقيمه وعلى العلاقات الدولية المتبادلة وليست هناك شكوك في غاياتها وتمثل شريحة معينة من الشعب وانما الشعب كله وليس لديها نوايا في الانحياز الى دولة معينة الا اذا تطلب ذلك من الراي العام لتحقيق المصلحة العامة هذا من جانب ومن جانب اخر هناك شركاء اخرين يقومون بادوار كانت من وظائف الدولة فرضها التقدم التكنولوجي والعلمي والاتصالات وقد تكون عونا  للدولة او قد تكون عدوا لها فضلا عن ان تكون سلمية او عنيفة

التوصيات

التأكيد على حب الوطن والاعلان عنه والترويج له والتحبب به من خلال وسائل الاعلام وعدم المساس بها ومنع مناقشة ذلك من باب حرية التعبير فالوطن وحب الوطنية ولاء وانتماء وقيم حياة علينا ان نقدسها ونورث ذلك للأجيال وكما يأتي :

من خلال الاعلام وقنواته المرئية والمسموعة والمقروءة  بعد طرحه امام التشريع وسنه وعلى الجهات التنفيذية مسؤولية القيام بذلك وفقا للقانون أيضا.

نطلب من دور العبادة على اختلافها التأكيد على حماية الوطن والشهادة في سبيله واحترامه وتقديسه ومنع من يسفه ذلك .

حث منظمات المجتمع المدني والنقابات بما فيهم الشعراء والكتاب والادباء والفنانين ان يمجدوا الوطن ويضعوه في قمة المجد والاحترام .

ان الفاعلين من غير الدول امر واقع بفعل التطور التكنولوجي وتوفر المعلومات وسهولة الاتصالات ومصالح الدول الكبيرة وعلى الدول ملاحظة ذلك بعناية ودقة .

المصادر

الكتب والمصادر

1. هاري آر يارغر الاستراتيجية ومحدثو الامن القومي , التفكير الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين , مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ط1 , أبو ضبي ص37 .

2. مارسيل ميرل : سوسيولوجيا العلاقات الدولية . ت حسن نافعه , دار المستقبل العربي ,ط1  , القاهرة 1986 م .

3. ستيفاني لوسن : العلاقات الدولية , ت عبد الحكيم احمد الخزاعي , دار الفجر للنشر والتوزيع , ط1 , القاهرة 2014.

4. ياسين هادي ثجيل الحمامي , خصخصة الامن في الاستراتيجية الامريكية بعد 2001 الشركات الأمنية أنموذجا, دار امجد للنشر ط1 , عمان 2022 .

5. جيفري ستيرن , تركيبة المجتمع الدولي, مقدمة الدراسات العلاقات الدولية , مركز الخليج العربي للأبحاث , ط1, دبي 2004 .

6. احمد نوري النعيمي , السياسة الخارجية , جامعة بغداد , كلية العلوم السياسية , ط1 , 2012 .

7. سعد صفي توفيق , العلاقات الدولية , مكتبة عرفان, بغداد , ط1 2017 ,ص26 .

8. غراهام الفانز وجيفري توتنهام , قاموس نيفوس للعلاقات الدولية , ترجمة مركز الخليج للأبحاث , ط1, 2004  .

9. برتران بادي وماري كلودسموتس : انقلاب العالم سوسيولوجيا العلاقات الدولية , ت سوزان خليل دار العالم الثالث للطباعة والنشر , القاهرة 1998 .

10. جوزيف ناي : القوة الناعمة , ت محمد توفيق البحيري ,ط1 , مكتبة القيكان الرياض 2017 .

11. ماجد حسين علي الجميلي : الشركات الأمنية الخاصة , ط1 , دار الفكر الجامعي , الإسكندرية , 2016 .

12. صفاء إبراهيم الموسوي , الفواعل من غير الدول والامن العالمي بعد 2001.

13. لؤي صافي , المرشد السياسي واسس المعيارية , ط1 , الشبكة العربية للأبحاث والنشر , بيروت , 2015 .

14. رضا عبد السلام , انهيار العولمة , كتب عربية , القاهرة.

15. طلال ياسين العيسى , السيادة بين مفهومها التقليدي

16. ريتشارد هاس : عالم في حيص بيص , السياسة الخارجية الامريكية وأزمة النظام القديم , ت إسماعيل بهاء الدين , ,دار الكتاب العربي , بيروت 2018.

17. برتران بادي : لم نعد وضدنا في العالم , النظام الدولي من منظور مغاير , ت حيان ماجد جبور , ط1 , مؤسسة الفكر الغربي , بيروت 2016.

18. اسيل شماستة , النظام الدولي منذ الحرب الباردة الى اليوم , دراسة النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين , رسالة ماجستير جامعة بيرزيت , فلسطين ,2018.

19. إبراهيم العيسوى , التنمية في عالم متغير , ط1, دار الشروق القاهرة 2001 .

20. ريهام عبد الرحمن العباسي , اثر الإرهاب الالكتروني على تغيير مفهوم القوة في العلاقات الدولية , دراسة حالة التنظيم’’ الدولة الإسلامية’’ المركز الديمقراطي الغربي , برلين 2016.

21. جون كنت جالبيرت , اقاصاء الاحتيال البريء , ت محمد رضا علي العدل , الهيئة المصرية العامة للكتاب , القاهرة 2010

الرسائل والبحوث

1. كنزة حشايشي : دور الفواعل اللادولتية في صنع السياسة العامة , رسالة ماجستير , جامعة الغري بن مهيدي, الجزائر 2015.

2. شهرزاد ادمام : استخدام القوة العسكرية بعد الحرب الباردة : تغيير المفاهيم والفواعل , اطروحة دكتوراه , جامعة الجزائر , الجزائر 2016.

المجلات العربية والعالمية

1. احمد عبد العزيز واخرون , الشركات متعددة الجنسيات واثرها على الدول النامية , مجلة الإدارة والاقتصاد , العدد 85, 2010.

2. خليل حسين : العلاقات الدولية , النظرية والواقع , الأشخاص والقضايا , ط1 , منشورات الحلبي الحقوقية , بيروت 2011 .

3. باسم احمد نور الدين : المتغيرات الدولية المعاصرة وانعكاساتها على سياسة الدولة مجلة جامعة البعث للعلوم الإنسانية المجلس 38 العدد 15 كلية العلوم السياسية ,حمص 2016 .

4. عامر نجوي , معضلة الهويات الاستراتيجية , دفاتر السياسة والقانون العدد 17.

5. سليمة بن حسين , الحوكمة , دراسة في المفهوم , مجلة العلوم القانونية والسياسية , العدد 15.

6. راضية حسين خفاجة , نظرية الوكالة المفاهيم والابعاد والاشكاليات , ملحق اتجاهات نظرية , مجلة السياسة الدولية , العدد 218.

مواقع الانترنيت

1. تعريف ومعنى الفاعل في معجم المعاني الجامع متاح على الرابط

https://www.almaany.com

2. صباح عبد الصبور : استخدام القوة الالكترونية في التفاعلات الدولية , المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية 2016 ص20 متاح على الرابط

https://www.eipss.org

3. عادل عبد الصادق , القوة الالكترونية , أسلحة الدمار الشامل في عصر الفضاء الالكتروني متاح على الرابط الالكتروني

https://www. Accronline .com (accessed) 18.5.2020

4. سفيان توفيق , الجماعات المتطرفة في سوريا , المركز الأوربي لدراسة مكافحة الإرهاب

 https://www.euro parabct.com (accessed)  7.5,2020  .

5. بشير أبو القرايا : مؤسسات الامة وأزمة الدولة القومية , مؤسسة الحضارة للدراسات السياسية على الرابط

https://www.lcp hadara center.comp laccessed 5.4.2020

References

Books & References

1. Harry R. Yarger, Strategy and National Security Modernizers, Strategic Thinking and Strategy Formulation in the Twenty-first Century, Emirates Center for Strategic Studies and Research, 1st Edition, Abu Dhabi, p. 37.

2. Marcel Merle: Sociology of International Relations. T. Hassan Nafaa, Dar Al-Mustaqbal Al-Arabi, 1st Edition, Cairo 1986.

3. Stephanie Lawson: International Relations, T. Abdel Hakim Ahmed Al-Khuzaie, Dar Al-Fagr for Publishing and Distribution, 1st Edition, Cairo 2014.

4. Yassin Hadi Thajeel Al-Hamami, Privatization of Security in the American Strategy after 2001 Security Companies as a Model, Dar Amjad Publishing 1st Edition, Amman 2022.

5. Jeffrey Stern, The Structure of the International Society, Introduction to International Relations Studies, Arab Gulf Research Center, 1st Edition, Dubai 2004.

6. Ahmed Nouri Al-Nuaimi, Foreign Policy, University of Baghdad, College of Political Science, 1st Edition, 2012.

7. Saad Safi Tawfiq, International Relations, Irfan Library, Baghdad, 1st Edition 2017, p. 26.

8. Graham Alvans and Jeffrey Tottenham, Neffus Dictionary of International Relations, translated by the Gulf Research Center, 1st Edition, 2004.

9. Bertrand Badi and Marie Claudsmots: The Coup of the World, Sociology of International Relations, T. Suzanne Khalil, Dar Al-Alam Al-Taher for Printing and Publishing, Cairo, 1998.

10. Joseph Nye: Soft Power, T. Muhammad Tawfiq Al-Buhairi, 1st Edition, Al-Qaykan Library, Riyadh 2017.

11. Maged Hussein Ali Al-Jumaili: Private Security Companies, 1st Edition, Dar Al-Fikr Al-Jamia, Alexandria, 2016.

12. Safaa Ibrahim Al-Moussawi, Non-State Actors and Global Security after 2001.

13. Louay Safi, Political Guide and the Foundations of Normativity, 1st Edition, Arab Network for Research and Publishing, Beirut, 2015.

14. Reda Abdel Salam, The Collapse of Globalization, Arabic Books, Cairo.

15. Talal Yassin Al-Issa, Sovereignty between its traditional concept

16. Richard Haas: A World in Bees, American Foreign Policy and the Crisis of the Old Regime, T. Ismail Bahaa El-Din, Dar Al-Kitab Al-Arabi, Beirut 2018.

17. Bertrand Badi: We are no longer against us in the world, the international system from a different perspective, T. Hayyan Majed Jabbour, 1st Edition, Western Thought Foundation, Beirut 2016.

18. Aseel Shamastat, The International Order from the Cold War to Today, Study of the New International Order in the Twenty-first Century, Master Thesis, Birzeit University, Palestine, 2018.

19. Ibrahim Al-Issawi, Development in a Changing World, 1st Edition, Dar Al-Shorouk, Cairo, 2001.

20. Reham Abdel Rahman Al-Abbasi, The Impact of Electronic Terrorism on Changing the Concept of Power in International Relations, A Case Study of the Organization «Islamic State», Western Democratic Center, Berlin 2016.

21. John Kent Galbert, Exclusion of Innocent Fraud, T. Mohamed Reda Ali Al-Adl, Egyptian General Book Organization, Cairo 2010.

Theses & Research

1. Kenza Hachaichi: The Role of Non-State Actors in Public Policy Making, Master Thesis, University of Ghari Ben Mhidi, Algeria 2015.

2. Scheherazade Adamam: The Use of Military Force after the Cold War: Changing Concepts and Effects, PhD thesis, University of Algiers, Algeria 2016.

Arabic and international magazines

1. Ahmed Abdel Aziz et al., Multinational companies and their impact on developing countries, Journal of Administration and Economics, No. 85, 2010.

2. Khalil Hussein: International Relations, Theory and Reality, People and Issues, 1st Edition, Al-Halabi Human Rights Publications, Beirut 2011.

3. Bassem Ahmed Nour El-Din: Contemporary international changes and their repercussions on state policy, Al-Baath University Journal for Humanities, Council 38, Issue 15, Faculty of Political Science, Homs, 2016.

4. Amer Najwa, The dilemma of strategic identities, Books of Politics and Law, No. 17.

5. Salima bin Hussein, Governance, a study in the concept, Journal of Legal and Political Sciences, No. 15.

6. Radia Hussein Khafaja, Agency Theory Concepts, Dimensions and Problems, Theoretical Trends Supplement, Journal of International Politics, No. 218.

Websites

1. The definition and meaning of the subject in the comprehensive dictionary of meanings is available at the link https://www.almaany.com

2. Sabah Abdel-Sabour: The use of electronic power in international interactions, Egyptian Institute for Political and Strategic Studies 2016, p. 20, available at the link https://www.eipss.org

3. Adel Abdel Sadek, Electronic Power, Weapons of Mass Destruction in the Age of Cyberspace is available at https://www. Accronline .com (accessed) 18.5.2020

4. Sufian Tawfiq, Extremist Groups in Syria, European Center for the Study of Counter-Terrorism, https://www.euro parabct.com (accessed) 7.5,2020.

5. Bashir Abu Al-Qaraya: The institutions of the nation and the crisis of the nation-state, Al-Hadara Foundation for Political Studies on

Link https://www.lcp hadara center.comp laccessed 5.4.2020

Foreign References

1. Joseph France. International politics conflict and harmony, penguin bocks, England 1973, p12.

2. Charles and larches and Abdul Asiad concept of international politics 2nd prentice Hall Englewood cliffs USA .1970 p24.

3. Gilberto serrati . Corporate. diplomats < global mangers of 2st century shared on link .https://www.pesquisa-eaesp.fgv.br (access) 31-3 ,2020.

 

[1] كنزة حشايشي : دور الفواعل اللادولتية في صنع السياسة العامة , رسالة ماجستير , جامعة الغري بن مهيدي, الجزائر 2015, ص13 .

[2] تعريف ومعنى الفاعل في معجم المعاني الجامع متاح على الرابط https://www.almaany.com

[3] صباح عبد الصبور : استخدام القوة الالكترونية في التفاعلات الدولية , المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية 2016 ص20 متاح على الرابط https://www.eipss.org

[4] شهرزاد ادمام : استخدام القوة العسكرية بعد الحرب الباردة : تغيير المفاهيم والفواعل , اطروحة دكتوراه , جامعة الجزائر , الجزائر 2016, ص227 .

[5] برتران بتوفيق,ري كلودسموتس : انقلاب العالم سوسيولوجيا العلاقات الدولية , ت سوزان خليل دار العالم الثالث للطباعة والنشر , القاهرة 1998 ص140 .

[6] صفاء ابراهيم الموسوي , مصدر سبق ذكره , ص40 .

[7] صفاء ابراهيم الموسوي , مصدر سبق ذكره , ص54 .

[8] سعد حقي توفيق , العلاقات الدولية , مصدر سبق ذكره , ص119 .

[9] جوزيف استوفيق:مستقبل القوة , مصدر سبق ذكره , ص149 .

[10] سعد حقي توفيق : العلاقات الدولية , ص107 .

[11] جوزيف حسين: القوة الناعمة , ت محمد توفيق البحيري ,ط1 , مكتبة العبيكان الرياض 2017 , ص137 .

[12] خليل حسين : العلاقات الدولية , النظرية والواقع , الأشخاص والقضايا , ط1 , منشورات الحلبي الحقوقية , بيروت 2011 , ص797 .

[13] احمد عبد العزيز واخرون , الشركات متعددة الجنسيات واثرها على الدول النامية , مجلة الإدارة والاقتصاد , العدد 85, 2010,ص118 .

[14] روبرت مردوخ: شخص استرالي الأصل, امريكي الجنسية له استثمارات في الاعلام والصحف والمحطات التلفزيونية .

[15] جورج سورس شخص الجميلي:1930 هاجر الى إنكلترا من مؤلفاته المجتمع المفتوح والرأس بعد العولمة .

[16] ماجد حسين علي الجميلي : الشركات الأمنية الخاصة , ط1 , دار الفكر الجامعي , الإسكندرية , 2016 , ص26 .

[17] باسم احمد ومؤلفين اخرين: المتغيرات الدولية المعاصرة وانعكاساتها على سياسة الدولة مجلة جامعة البعث للعلوم الإنسانية المجلس 38 العدد 15 كلية العلوم السياسية, حمص 2016 ص15.

[18] مجموعة مؤلفين : مطارحات في النظام الدولي , مصدر سبق ذكره ,ص137 .

[19] صفاء إبراهيم الموسوي , الفواعل من غير الدول والامن العالمي بعد 2001 ص114.

[20] طلال ياسين العيسى , السيادة بين مفهومها التقليدي

[21] برتران بادي : لم نعد وضدنا في العالم , النظام الدولي من منظور مغاير , ت حيان ماجد جبور , ط1 , مؤسسة الفكر الغربي , بيروت 2016 ,ص82 .

[22]بشير أبو القرايا : مؤسسات الامة وأزمة الدولة القومية , مؤسسة الحضارة للدراسات السياسية ص878 على الرابط

 https://www.lcp Hadaka center. Comp accessed 5.4.2020

[23] المصدر السابق,

[24] عبد الله عاشوري , مصدر سبق ذكره , ص92 .

[25] صفاء إبراهيم الموسوي , مصدر سبق ذكره ص117

[26] حسين علي الصادق,البطاوي , مصدر سبق ذكره ,ص111

[27] شقيقة حداء ,, مصدر سبق ذكره .ص370 .ش\

[28] باسم احمد نور الدين , مصدر سبق ذكره , ص16

[29] مجموعة مؤلفين مطارحات النظام الدولي , مصدر سبق ذكره ,ص128 .

[30] عادل عبد الصادق , القوة الالكترونية , أسلحة الدمار الشامل في عصر الفضاء الالكتروني متاح على الرابط الالكتروني

 https://www. Accronline .com (accessed) 18.5.2020

[31] عامر نجوي , معضلة الهويات الاستراتيجية , دفاتر السياسة والقانون العدد 17 .

[32] مارسيل ميرل : سيسيولوجيا العلاقات الدولية . ت حسن نافعه , دار المستقبل العربي ,ط1  , القاهرة 1986 م , ص98 .

[33] ستيفاني لوسن : العلاقات الدولية , ت عبد الحكيم احمد الخزاعي , دار الفجر للنشر والتوزيع , ط1 , القاهرة 2014, ص9 .

[34] ياسين هادي ثجيل الحمامي , خصخصة الامن في الاستراتيجية الامريكية بعد 2001 الشركات الأمنية أنموذجا, دار امجد للنشر ط1 , عمان 2022 ص151 .

[35] هاري آر يارغر الاستراتيجية ومحدثو الامن القومي , التفكير الاستراتيجي وصياغة الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين , مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ط1 , أبو ضبي ص37 .

[36] هاري آر يارغر , المصدر نفسه , ص40

[37] مارسيل ميرل : السياسة الخارجية , ت خضرخضر , سلسلة آفاق عربية , ط1 , بيروت ص3.

[38] جيفري ستيرن , تركيبة المجتمع الدولي, مقدمة الدراسات العلاقات الدولية , مركز الخليج العربي للأبحاث , ط1, دبي 2004 , ص69

[39] احمد نوري النعيمي , السياسة الخارجية , جامعة بغداد , كلية العلوم السياسية , ط1,2012 ص35 .

[40] مارسيل ميرل, السياسة الخارجية , مصدر سبق ذكره,ص51 .

[41] ياسين هادي ثجيل , خصخصة الامن, مصدر سبق ذكره, ص99

[42] مارسيل ميرل, السياسة الخارجية , مصدر سبق ذكره ,ص51

[43] Joseph France < international politics conflict and harmony, penguin books, England 1973, p12.

[44] Charles and larches and Abdul Asiad concept of international politics 2nd prentice Hall Englewood cliffs USA .1970 P24.

[45] سعد صفي توفيق, العلاقات الدولية, مكتبة عرفان, بغداد, ط1 2017, ص26.

[46] غراهام اتوفيق,جيفري توتنهام , قاموس نيفوس للعلاقات الدولية , ترجمة مركز الخليج للأبحاث , ط1 2004 ص370 .

[47] سعد حقي توفيق, العلاقات الدولية, مصدر سبق ذكره ص28.

[48] لؤي صافي , المرشد السياسي واسس المعيارية , ط1 , الشبكة العربية للأبحاث والنشر , بيروت , 2015 , ص21 .

[49] جون كنت جالبيرت, اقاصاء الاحتيال البريء, ت محمد رضا علي العدل, الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة 2010,ص37

[50] Gilbento sartati . Corporate. diplomats < global mangers of 2st century shared on link .https://www.pesquisa-eaesp.fgv.br (access) 31-3 ,2020

[51] مالك محسن العيساوي , الحروب بالوكالة , مصدر سبق ذكره , ص64 .

[52] مالك محسن العيساوي , المصدر نفسه ص66 .

[53] راضية حسين خفاجة, نظرية الوكالة المفاهيم والابعاد والاشكاليات, ملحق اتجاهات نظرية, مجلة السياسة الدولية,العدد218

[54] صفاء إبراهيم الموسوي ,

[55] سفيان توفيق , الجماعات المتطرفة في سوريا , المركز الأوربي لدراسة مكافحة الإرهاب ,

 https://www.euro parabct.com (accessed) 7.5,2020.

[56] لؤي صافي , الرشد السياسي واسس المعيارية . مصدر سبق ذكره , ص23 .

[57] سليمة بن حسين , الحوكمة , دراسة في المفهوم , مجلة العلوم القانونية والسياسية , العدد 15 , ص181 .

[58] رضا عبد السلام , انهيار العولمة , كتب عربية , القاهرة , ص146 .

[59] اسيل شماسنة , النظام الدولي منذ الحرب الباردة الى اليوم , دراسة النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين , رسالة ماجستير جامعة بيرزيت , فلسطين ,2018 ,ص121 .

[60] إبراهيم العيسوى , التنمية في عالم متغير , ط1, دار الشروق القاهرة 2001 .

[61] جوزيف ناي , القوة الناعمة , مصدر سبق ذكره ص201 .

[62] ريهام عبد الرحمن العباسي , اثر الإرهاب الالكتروني على تغيير مفهوم القوة في العلاقات الدولية , دراسة حالة التنظيم’’ الدولة الإسلامية’’ المركز الديمقراطي الغربي , برلين 2016 ,ص36 .