DOI: 10.61279/bh2g6w12

تاريخ التقديم 13/6      تاريخ القبول 20/7

تاريخ النشر 25/10/2024

تأثير اليمين الجديد الامريكي في صنع السياسة العامة

 (دراسة في خطابات مرشحي الحزب الجمهوري ) للانتخابات الامريكية عام 2024

The influence of the American new right on public policy making

(a study of the speeches of republican party candidates)

for the 2024 US elections.

م. م. فاتن علي عويد

الجامعة العراقية-كلية القانون والعلوم السياسية

Assistant lectures :Faten Ali Awead

Fatenniq@gmail.com

المستخلص

اليمين الأمريكي التقليدي والذى يمثله الحزب الجمهوري تتفق هذه الجماعات عموماً في رفضها للهجرة سواء كانت انتظامية أو غير انتظامية، ولا تعترف بأي حقوق للمثلية الجنسية، ولا بحق المرأة في الإجهاض، وتستنكر حرية التجارة، وترفض التوجه  العلماني  بل تناهض الديمقراطية التي سمحت بانتصار بايدن والديمقراطيين على ترامب والحزب الجمهوري كما تؤيد الشرطة والقوات المسلحة. ولكن على الرغم من مساندتها لسياسات  دونالد ترامب إلا أنها لا تبدى تعاطفا مع بعض سياساته. وتتفاوت هذه الجماعات في قبولها للعنف كأداة للعمل السياسي، ولكن معظمها يؤمن بحق المواطن الأمريكي فى امتلاك وحمل السلاح،.في الجانب الخارجي عمل اليمين الجديد في مناهضة الهجرة الغير شرعية ويكن العداء للمسلمين وتحميله مسؤولية الاضرار بالأمن والسلم المجتمعي وتدمير الاقتصاد من خلال استغلال الفرص على حساب المواطن الامريكي الى جانب ذلك الاهتمام البالغ بروسيا والقلق من تنامي قوة الصين والتشديد على البرنامج النووي الايراني والابتعاد عن المشاركة في أي حرب والاكثر من ذلك الدعم الكامل والصريح المادي والمعنوي للكيان الصهيوني .

الكلمات المفتاحية:اليمين الجديد-المحافظون الجدد-السياسة العامة-خطابات الحزب الجمهوري-الشعبوية
 

ABSTRACT

The traditional American right, which is represented by the Republican Party. These groups generally agree in their rejection of immigration, whether regular or irregular, and do not recognize any rights for homosexuality, nor the right for women to have an abortion, denounce freedom of trade, reject secularism, and even oppose democracy that allowed Biden and the Democrats to triumph over Trump and the Republican Party. On the external side, the New Right worked to combat illegal immigration and was hostile to Muslims, holding it responsible for harming societal security and peace and destroying the economy by exploiting opportunities at the expense of the American citizen, in addition to that great interest in Russia and concern about the growing power of China and the emphasis on the Iranian nuclear program and clear support, material and moral, for the Zionist entity.

Key Words: The New Right –Neoconservatives- public policy-speeches-Republican Party-Populism

المقدمة

في اواخر سبعينات القرن العشرين أندفع شكل من أشكال السياسة المحافظة التي تعرف باسم اليمين الجديد الى المشهد السياسي في مختلف انحاء العالم الغربي وزادت هذه الظاهرة في العقود الثلاثة الماضية وخاصة مع انتخاب الرئيس (دونالد ترامب) في الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتفاقم ازمة اللاجئين والمهاجرين الغير شرعية والتهديدات الامنية والتي برزت أفكارهم في معارضتهم للديمقراطية التي تهدد قيم الاسرة والمجتمع  ومبادئ العولمة والاتحاد الاوروبي ،هاجم اليمين الجديد ثقافة التبعية والاعتمادية المتولدة من خلال سياسات الرعاية ونفقات الرعاية الاجتماعية. وهذا الاهتمام راح يتزايد مع تصاعد أحزاب اليمين الجديد والحصول على الكثير من المندوبيين والمقاعد الانتخابية .

أهمية الدراسة:

تنبع أهمية البحث من كونها تعالج موضوعات على قدر عال من الأهمية ، يتعلق بأفكار وايدلوجية المحافظين الجدد وتأثيرهم السياسي على الادارات الامريكية المتعاقبة وما يتضمن من تأثير ذلك داخليا وخارجيا. وما تؤديه نتيجة هذه الانتخابات من تأثيرها على مستقبل الشرق الاوسط بصورة عامة.

إشكالية الدراسة :

تتجسد اشكالية الدراسة في كون ان ظاهرة اليمين الجديد ماهي الا نتاج ازمات وردود فعل اهمها العولمة وازمة الاجئين ومفاهيم الديمقراطية والقيم الثقافية والتي ظهرت من خلال الخطابات والافعال الخاصة بالزعماء اليمنيين

 لذلك تتلخص مشكلة الدراسة بالبحث عن التساؤلات الاتية :

1- ماهو اليمين الجديد وجذوره وماهي ابرز المفاهيم المتقاربة؟

2-تعريف الخطاب السياسي وبيان السمات الشخصية والسياسية للمرشحين واهم موضوعاتها.

فرضية الدراسة:

تنطلق الدراسة من ان ظاهرة اليمين الجديد اتخذت مساراً  جديداً وواضحاً اذ ان البيئة السياسية والمتغيرات الاساسية تحتم وجود توجه سياسي قادر على حل القضايا بصورة جذرية وهذا مايجسده المحافظون من اليمين الجديد على المستوى الداخلي والخارجي .

منهجية البحث:

اعتمد البحث المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في عرض مفردات البحث واستخدام منهج تحليل المضمون في تحليل الخطاب السياسي والاعلامي لأبرز المرشحين الجمهوريين الثلاث .

أهداف البحث:

يهدف البحث الى تحقيق ستعراض التطور التاريخي والايدلوجي التي يستند اليها جماعة اليمين الجديد . و ابراز اهم المبادئ والروئ التي يطرحها حزب اليمين الجديد.

مشكلة البحث:

تمثلت مشكلة البحث في صعوبة التكهن في موقف المرشحين  الجمهوريين الثلاث تجاه العراق والشرق الاوسط وتحفظ بعض المرشحين للأدلاء بالقضايا الداخلية رغبة منهم في الحصول على المزيد من الاصوات بدلاً من الاعلان عنها .

هيكلية البحث:

يتضمن البحث مطلبين الاول بعنوان اليمين الجديد في الولايات المتحدة الامريكية والذي تم تقسيمه الى ثلاث افرع  الفرع الاول بعنوان اليمين الجديد النشأة والمفهوم والفرع الثاني الجذور التاريخية والسياسية لليمين الجديد اما الثالث فتضمن اهم المفاهيم المقاربة لموضوع اليمين الجديد. فيما تناول المطلب الثاني فرعين واستنتاجات الفرع الاول تحدث عن الخطاب السياسي ،اما الفرع الثاني فتناول الخطاب السياسي لمرشحي الحزب الجمهوري من اليمين الجديد خلال الانتخابات الرئاسية ثم ختم البحث بأستنتاجات للمرشح الاكثر بروزاً بينه

المطلب الاول

اليمين الجديد في الولايات المتحدة الامريكية

شكّل تاريخ الولايات المتحدة المبكر ملامح ومحددات التفكير السياسي الأميركي لدى النخب والجماهير، وبناء على المواقف المتخذة منها تكوّنت الأيديولوجيات والسلالات السياسية الأميركية. لذلك برزت الاحزاب اليمينية المحافظة كرد فعل على التوجهات الثقافية والسياسات الخارجية التي ارهقت الولايات المتحدة الامريكية لذلك سنستعرض شيئاً من الايجاز نشوء وتطور الاحزاب اليمينة وامتداداتها التاريخية واهم المفاهيم المقاربة لها.

اولاً : الاحزاب اليمينية ( النشأة والمفهوم):

يتم استخدام الكثير من المصطلحات عند الاشارة الى الاحزاب التي تنتمي لهذه الظاهرة ولعل اكثر المصطلحات استخداماً هي اليمين المتطرف واليمين الشعبوي او اليمين الراديكالي العودوي^[1].  ابتداءاً حين أُطلقت تسمية اليسار على الذين اعتادوا الجلوس إلى يسار رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية في الجلسات التي اعقبت اندلاع الثورة الفرنسية المعروفين بكونهم أنصار الاصلاح والتغيير (أصدقاء الشعب), واليمين الذين يميلون الى النظام الملكي السابق الذين يعرفون بالنبلاء والاستقراطيين ^[2]. لكنه أرتبط بالحركات التي هزمتها الحرب العالمية الثانية مثل الفاشية والنازية وهو مايفسر أستخدامه السلبي في كثير من الاحيان لكن معظم الاحزاب اليمينية ترفض أن تصنف متطرفة او راديكالية ^[3]من ناحية مطالبتهم بإزالة الملكية فاليمين المتطرف مصطلح سياسي يطلق على الجماعات والاحزاب لوصف موقعها من المحيط السياسي والفرق بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف ان الاول يسعى للحفاظ على التقاليد وحماية الاعراف بعكس الاخير الذي يدعوا للتدخل القسري واستخدام العنف للحفاظ على التقاليد والاعراف اذ انه يتميز  بالتعصب القومي لجنسه ودينه ومعاداة المسلمين بصورة خاصة والمهاجرين بصورة عامة كونه يرى المسلمين والمهاجرين سبب الجرائم والسرقات^[4].لذلك فاليمين المتطرف مفهوم اوسع يشمل مجموعات متنوعة ذات الايدلوجيات المختلفة تسعى الى تغيير النظام السياسي نفسه ولم بعض السمات المشتركة هي العنصرية وكراهية الاجانب والقومية المتطرفة والسلطوية على الرغم من أن السياق الاجتماعي والسياسي لنشأة اليمن المتطرف تعود الى ^[5] (ميراث الحرب العالمية الثانية ,التغيير الديمغرافي ,قضايا اخرى ذات طابع اجتماعي).أن العداء للأجانب والسخط على الاقليات ورفض فكرة التعددية الثقافية والدفاع على الهوية الاثنو وطنية وعن التقاليد القومية والتاريخية للبلد ونبذ الهجرة  تعد الاساس المشترك لأي برنامج سياسي لحزب يميني متطرف الى جانب انتقاد سياسات الديمقراطية الاجتماعية للأحزاب اليسارية وتشجيع السلوكيات الفردية لليمين ورفض الاندماج الاوروبي وخفض الضرائب وتشديد عقوبات الاجرام ورفض سياسات المساواة للنساء.^[6] في الولايات المتحدة الاميركية ضهر الاصولية في مطلع القرن العشرين نتيجة لأسباب متنوعة ادت الى بروز ثلاثة اتجاهات في الولايات المتحدة هي (التيار المسيحي الاصولي,التيار المسيحي الليبرالي,التيار العلماني) الى جانب الهجرة الكبيرة للكاثوليك واليهود من اوروبا الى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر الى جانب نشر( داروين) كتابه الخاص( بنظرية التطور) التي غايرت قصة الخلق في سفر التكوين ومسالة الرق الى جانب الاصولية الاسلامية واحداث 11ايلول سبتمبر 2001ساهمت في بروز الفكر الاصولي المتطرف^[7]. ويمكن الحديث عن اهم النظريات المفسرة لنشوء اليمين المتطرف :

1-النظرية الاجتماعية(النظرية الدارونية): يرى دعاة الداروينية الاجتماعية أن القوى التي تسري على عالم الطبيعة والغاية هي ذاتها التي تسري على الظواهر الانسانية، التاريخية والاجتماعية، وهم يذهبون في ذلك إلى أن داروين قد وصف هذه القوانين في كتابه “أصل الأنواع” من خلال الانتخاب الطبيعي، وبقاء الأجناس الملائمة في عملية الصراع من اجل البقاء، وقد ذهب الى القول بأن الكون سلسلة متواصلة في حالة حركة من أسفل إلى أعلى، وأن الانسان ما هو الا احدى الحلقات، وقد يكون أرقاها ولكنه ليس آخرها^[8]ويحدد داروين خمسة عوامل طبيعية يؤدي تحققها الى التطور ونشوء الانواع هي( الوراثة ،والتحول ،والتوالد، والتناحر، والبقاء للأصلح ) وفي خضم هذه النظرية تراءى لداروين ان الانسان لابد ان يكون قد بقي طوال تاريخه العضوي خاضعاً للسنن ذاتها التي خضعت الكائنات الحية الاخرى ^[9]

2-نظرية الحرمان النسبي: تميل هذه النظرية الى تفسير صعود اليمين الشعبوي المتطرف لرغبة فئات محددة في الاحتجاج على ما لحق بها من جراء التحولات الاقتصادية والاجتماعية.

3-النظرية السياسة الجديدة :تعزو صعود الاحزاب  الشعبوية إلى عدم قدرة الاحزاب  السياسية التقليدية على التكفل بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية ويؤكد أصحاب هذا المقترب على أن تراجع الثقة في الممارسات السياسية القائمة من شانه السماح بضهور خيارات  سياسية جديدة غير عادية ومنه فاليمين المتطرف الشعبوي هو ابن طبيعي للمجتمع الأوربي.

4-نظرية الطلب الاجتماعي :وتعزو صعود التيارت الشعبوية التي تلامس خطابها أهواء قطاعات اجتماعية كبيرة عرفت مشاعر الضجر والخوف على الهوية ورفض قيم الحرية والتضامن الإنساني ^[10].

ثانياً :اهم المنطلقات السياسية والفكرية للمحافظون الجدد:

يكوِّن الفكر الأسطوري لنظرةَ اليمين المتطرف إلى العالم والحياة، وكلما تعمَّق اليمين في الفكر العقائدي أصبحت انتماءاته السياسية أكثر تعصُّبًا، ولا يسمح المتطرفون بنقد تصوُّرهم المشوَّه عن الولايات المتحدة الأمريكية، ويرَون أن العصر الذهبي مرتبط بهيمنة) الرجل الأبيض)، وسيادة الديانة المسيحية ،وباستمرار سيطرة أصحاب الأموال من الأثرياء والملَّاك ويعتقدون أن الوعد بالبحث عن السعادة عند إعلان الاستقلال كان موجَّهًا إليهم وحدَهم دون العمَّال وأصحاب البشَرة الملونة )السوداء والصفراء( والنساء والأمريكيين الأصليين )الهنود الحمْر( والآسيويين وفئات الشعب الأخرى^[11] يتحدث) “فرنسيس فوكوياما” (في كتابه عن حركة المحافظين الجدد بعنوان )من أين أتى المحافظون الجدد(،من خلال العودة لأصولهم الفكرية والفلسفية، ويعدُّ الفيلسوف اليهودي) ليو شترروس )الأب الروحي لحركة المحافظين الجدد مايعرف )بالكذبة النبيلة(،هذه الفكرة التي أضحت عقيدة للمحافظين الجدد فيما بعد والتي مفادها أن نخبة قليلة فقط هي المؤهلة فكرياً لمعرفة الحقيقة وهو الأسلوب الذي استعملوه في الإشهار للحرب على العراق باتهامه زوراً بملكيته لأسلحة الدمار الشامل، وقد كتب كثير من المثقفين الغربيين عن ارتباط فكر المحافظين الجدد بالفلسفة الصهيونية ^[12]،لذا فإن الرؤية التي تحوم حول نشأَة المحافظين الجدد تقترب كثيرا أن هذا التيار وثيق الصلة كون المتنفذين في الحركة هم من أتباع الديانة اليهودية ومن أشد المناصرين لليمين الإسرائيلي المتطرف ، وإن من أهم الأسباب التي أدت الى ظهور تيار المحافظين الجدد على الساحة السياسية الأمريكية ترجع إلى خروج مجموعة من المفكرين اليهود من الحزب الديمقراطي إبان- ولاية الرئيس الأمريكي” جيمي كارتر(1980( بسبب معارضة الاخير للتصعيد ضد السوفييت آنذاك ، ورفضه مطالب هؤلاء الداعية إلى توظيف بعضهم في إدارته  فتحولوا إلى الحزب الجمهوري متبنيين سياسة متشددة تدعو إلى تعزيز القوة ، وما لبثوا طويلا حتى هيمنوا على الحزب الجمهوري^[13].ان فكر المحافظين الجدد الذي يعود لاربعينات القرن الماضي ليس فكرا واحدا ولا يفهم ضمن إطار خطي مستقيم بل هو ظاهرة متنوعة ومعقدة ما يجمع افرادها عدد من الافكار المركزية) الاهتمام بالديمقراطية وحقوق الانسان، الاهتمام بالطريقة التي تعمل فيها السياسات الداخلية للدول، الاعتراف بإمكانية استخدام أمريكا لأغراض أخلاقية و التسيد الخيري ، الايمان بالحروب الاستباقية وبان امريكا دولة ذات خصوصية واستثناء امام العالم ، ونظرا لذلك فالمحافظون الجدد يحملون نوعا من الشك والاحتقار احيانا للقانون الدولي ويشكون بقدرته علي حل المشاكل الدولية ذات الطابع الامني، واخيرا فان تيار المحافظين الجدد يؤمن بأن سياسات الهندسة الاجتماعية الطامحة قد تقود الي نتائج غير محمودة او متوقعة. بناء علي هذا يعتقد (فوكوياما (ان افكار المحافظين الجدد وبناء على الاطار النظري تظل مقبولة حتى من دعاة الواقعية في السياسة الخارجية^[14].يختلف المحافظون الجدد نوعياً عن المحافظين التقليديين ذوي النزوع الواقعي أو المسلك الانعزالي المتقوقعين على الداخل الأمريكي والمدافعين عن المنظومة القيمية التقليدية، وينطلقوا من الرؤية الريغانية القائمة على الإيمان بالاستثنائية الأمريكية. وكذلك هم يختلفون عن الأصولي المسيحية حتى وان كان هذا التيار ممثلاً إلى جانبهم في إدارة جورج بوش الإبن. فالمحافظون الجدد يتبنون أفكار ومواقف ليبرالية متحررة في الشأن الاجتماعي، و يصدرون رؤيتهم السياسية الإستراتيجية عن نزوع رديكالي لتعميم النموذج الديمقراطي الأمريكي في مختلف أنحاء العالم^[15] يكن المحافظون الجدد قدراً كبيراً من الرفض لدور المنظمات الدولية والقانون وجهود الحد من التسلح  وبشكل خاص يناصبون الامم المتحدة العداء حيث يرون أن القوة العسكرية يجب أن تبقى أساس السياسة الخارجية ومن بين مايؤمن به المحافظون الجدد أن من واجبهم التعجيل بعودة المسيح الى الارض لتحقيق نبوءة الكتاب المقدس بشن حرب على المسلمين والاستيلاء على الاراضي المقدسة ^[16]لذلك يمكن ايجاز اهم مبادئ المحافظون الجدد بالاتي:^[17]

المطالبة بإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، وهم مستعدون لاستخدام القوة من أجل تحقيق ذلك.والايمان بالحرب الوقائية لتحقيق النتائج المطلوبة. ويؤمنون أن الحقائق المهمة حول كيفية إدارة المجتمع لا بد أن تظل بيد النخبة الحاكمة.و يؤمنون ايضاً بأن الإمبريالية إذا كانت تقدمية بطبيعتها فهي أمر جيد.

يرون بأن الحياد في شؤون السياسة الخارجية أمر لايو صى به. الى جانب إستخدام القوة الأمريكية لفرض المثل والقيم أمر مقبول، وأن القوة لا يجب أن تكون مقتصرة على الدفاع عن أمن البلاد فحسب.ومساندة اسرائيل بشكل غير مشروط، ولديهم تحالف وثيق مع حزب الليكود بوش الابن الولاية الاولى ^[18] .

وفي الحديث عن عوامل نشوء اليمين الجديد في الولايات المتحدة الامريكية يمكن أن نوجز التالي :

العوامل السياسية :اظهر المتطرفون الجدد من اليمينيين ازدراءهم للحكومة الاتحادية بممارسات مثل معارضتهم للمساواة والديمقراطية، وادِّعائهم الشعورَ بالإقصاء بسبب بيروقراطية الحكومة الاتحادية والضرائب التي تفرضها، وسيطرة النُّخَب الليبرالية والتصريح بمخاوفهم من التهديدات المتوقَّعة بسبب عملية الإنتاج الحديثة عالية التقنية، والاعتماد على الإبداع التقني والانشغال بالكفاءة والخبرة. وأكثر اليمينيين ممارسةً لما سبق وتمسُّكًا به هم الإنجيليون^[19].

العوامل الاخلاقية:. ومع ارتفاع معدلات الطلاق والجريمة، بدأ عدد متزايد من الأميركيين في إلقاء اللوم على مؤسسة الرعاية الاجتماعية الليبرالية بسبب الأفكار الاجتماعية مثل تعديل حقوق المساواة  وتآكل وحدة الأسرة التقليدية ،حيث صُدم العديد من الأميركيين العاديين بالافكار اليسارية المتحررة الموجودة.

العوامل الاقتصادية : كان اليمين الجديد عبارة عن مزيج من الزعماء الدينيين المسيحيين، وكبار رجال الأعمال المحافظين الذين زعموا أن الأنظمة البيئية والعمالية كانت تقوض القدرة التنافسية للشركات الأمريكية في السوق العالمية، والجماعات السياسية الهامشية الصغيرة. وكانت الأنظمة الحكومية تعوق النمو الاقتصادي والحريات الشخصية عندما شقت المنافسة الأجنبية طريقها ضد الشركات الأمريكية في السبعينيات، بدأ كثير من الناس يعتقدون أن جولد ووتر كانت على حق استخدمت الشركات الكبرى مواردها المالية باعتبارها العمود الفقري لحركة اليمين الجديد .

القاعدة الواسعة اغلبية الشعب الامريكي البيض التي يعتنقون المذهب المسيحي البروتستانتي  اذتبلغ نسبتهم حوالي (70 )% من مجمل تعداد الولايات المتحدة وهم في اغلبهم من اصول اوروبية ويشعرون بتهديد من السود الامريكيين وزحف المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين من أصول اوروبية وأسيوية^[20].على الرغم من أن بعض الجدل حول مكان الميلاد الإقليمي لليمين الجديد لا يزال قائمًا بين العلماء، إلا أن وجهة النظر الأكثر شيوعًا ترى أن حزام الشمس -منطقة الأرض الممتدة من جنوب كاليفورنيا عبر الجنوب الغربي  عبر تكساس ، وحتى فلوريدا - هي الموطن الجغرافي لليمين الجديد. ^[21].

المطلب الثاني

دراسة الخطابات السياسية لمرشحي الحزب الجمهوري

في الولايات المتحدة الامريكية تبرز مبدأ المناظرات والخطب السياسية كخصيصة فريدة يمتاز بها النظام السياسي الديمقراطي الامريكي حيث يضمن للناخب والمرشح  التعريف بالبرنامج السياسي وتعزيز مبدأ الديمقراطية لجميع الاطراف وتوضيح تفاصيل القضايا الداخلية والخارجية. لذلك سنهتم بتوضيح معنى الخطاب السياسي ودراسة وتحليل السمات والخطاب السياسي _الاعلامي الخاص بأبرز المرشحين من اليمين الجديد في الانتخابات الرئاسية 2024.

اولاً : ماهية الخطاب السياسي

تبرز مفردة الخطاب (Discourse)  كواحدة من أكثر المفردات المفتاحية شيوعاً اليوم في التأليف السياسي بعد انتشارها في المقاربات الأدبية والاجتماعية والثقافية. وفيما يخص التأليف الفكري والسياسي العربي المعاصر كان للمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري الإسهام الأكبر من خلال كتابه “الخطاب العربي المعاصر” في جعل مفردة “الخطاب” تستقطب حضوراً مركزياً في التناول العربي العام للقضايا السياسية والفكرية. استعمل الجابري الخطاب كمفهوم ابستمولوجي جامع لمجمل توجهات الفكر العربي منذ عصر النهضة تأثيراً ببروز هذا النوع في صياغة مفهوم الخطاب في حقل فلسفة العلوم والنقد البنيوي للماركسية التقليدية وما صاحبها من مفاهيم مثل القطيعة الإبستمولوجية، و”القراءة التشخيصية^[22] يرجح باتريك شارودو الخطاب السياسي تتم صناعته في ثلاث أحياز يصدر عنها ويراعيها ونشكل خاصيته الإقناعية حيز يتعلق بالحكم وحيز يتعلق بالرأي العام وحيز خاص بالأثر الاعلامي اذ أن الخطاب السياسي وفق هذا الاحياز يرتبط بالسلطة لانه يقترح البرامج ويبرر القرارات والافعال ولانه ينادي ويطالب وينتقد المخالفين في أعتبار يقض للراي العام الذي يتابع ويحكم ويختار ويعاقب وكل ذلك يتم من خلال فعل تواصلي قادر على الاستهواء والاغراء اذ أن ارتباطه بالسلطة وصناعة القرار وبأمتزاجه المستمر لميولات وتطلعات الرأي العام وبأشتغالة على الاعلام لايكون الخطاب السياسي ارتجالاً عشوائياً اذ انه ملزم بالتزام المسؤولية والنجاعة فخاصيته الاقناعية لاتجعله لعبة  بل وسيلة عمل جماعي ^[23] تقع الساحة الدولية في جملة من التحديات والظروف والتغييرات العاصفة التي تجعلها مسرحاً للأحداث غير المحدودة سواء على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتي تشكل جميعها محوراً سياسياً يؤثر بشكل مباشر على حياة الافراد والجماعات مما جعل من وظيفة نقل أخر الاخبار اساساً لتمكن الانسان من أتخاذ القرارات السليمة في ضل هذه الاحداث^[24] فالخطاب الاعلامي عملية اتصالية لها مستويات عدة يتم من خلالها نقل رسائل الى جمهور كبير غير متجانس وغير معروف شخصياً للقائم بالاتصال وتستعيين بوسائل لنقل تلك الرسائل كالمذياع والتلفاز والسينما والصحف والكتب تتمثل وظيفتها الاساسية بالاخبار والترفيه والتعليم والاقناع والترويج وتهدف الى التأثير  وليس مرد ارسال رسائل قيمة دون تحقيق أهداف ولا نجاح للاتصال دون أحداث تأثير^[25] في أطار الدراسات السياسية  يعد تحليل الخطاب من أنسب الادوات المستخدمة لدراسة وتحليل أطر وبناء مضمون الرسالة الاتصالية التي توفر بنية أساسية لتحليل المعاني المستخدمة في تغطية الاخبار السياسية اذ يركز على البنية الدلالية في الخطاب الاعلامي مثل الكلمات المفردة ، الجمل الكاملة ، الفقرات ،الموضوع ككل  وليس على المستوى الفردي.^[26]يتميز الخطاب السياسي بجملة من الخصائص اذ انه يحتوي على العديد من التفاصيل حول الموضوع الرئيسي الخاص بالخطاب.و يحافظ على الإشارة إلى الموضوعات العامّة، والتي ترتبط بالشأن العام. ويساعد في الدفاع عن القرارات التي تصدرها جهةٌ ما، والتي قد تواجه نقداً من الأفراد المستهدفين بهذه القرارات. وتعتمد صياغة نصّه على استراتيجيّةٍ نظريّةٍ، وبعيدةٍ عن أيّ تفاصيل لا تدعم الهدف المباشر من الخطاب. الى جانب انه ىيجب أن يتميّزَ بلغةٍ واضحةٍ، وملتزمةٍ بكافّة القواعد اللغوية، والنحويّة، والإملائية حتى يتمكّن من تحقيق التأثير المطلوب على الأفراد. قد يعتمد كاتب الخطاب السياسي على تكرار العديد من الكلمات، والجُمل فيه من باب التأكيد على محتوى الخطاب، والتعزيز من دورهِ في تحقيق الهدف الخاص به^[27].

2- المواقع الاخبارية الرقمية: يأتي دور وسائل الإعلام الإلكتروني باعتباره السلطة الرابعة التي يمكن أن تؤثر في العملية الانتخابية وأصوات الناخبين وبلورة الرأي العام باتجاه مرشحين معينين دون آخرين والذي ينبغي ان يكون ذلك وفقاً لقواعد وشروط محددة.وتؤدي وسائل الإعلام الإلكتروني دورًا وظيفياً مميزاً والذي ينبع من طبيعة ووظيفة هذه الوسائل في الاخبار والشرح والتحليل والتفسير والتحفيز والمبادرة والمراقبة^[28] فالموقع الإلكتروني الإخباري : هو الموقع الإلكتروني المملوك لا حدى الشركات أو المؤسسات الإعلامية  والذي يحتوي على مضامين إعلامية يتم تحديثها على نحو مستمر  وهناك مواقع أخباريه لكل ذوق وفن , وبعض المواقع الإخبارية تخضع للرقابة , ومعظمها تتيح للمشترك حرية أبداء الرأي والتعليق عما ينشر لكن هناك مواقع أخباريه لا تسمح بذلك^[29]

3-الاذاعات والتلفزيونات: توفر خدمات اخبارية مسموعة ومرئية على مدار الساعة فضلاً عن خدماتها الاخرى حيث تقوم هذه المواقع ببث ارسالها الى المشتركين في خدماتها الاخبارية عبر الانترنت وعلى مدار 24 ساعة يوميا كما ان الكثير من الوسائل الاعلامية والتي له مواقع على شبكة الانترنت اخذت بمبدأ التخصص في الاخبار اذ هناك اخبار سياسية واخرى تخص المال والاقتصاد والفن والطقس^[30] . قد أكد) فوكو( على ان تفسير الحديث يعتمد على تنوع الجمل التي اتخذت أشكالًا واتخذت “العبارة الخطابية ‘’ التنوع حيث ظهر موقف المتحدث مع السياق والنواة النفسية التي تميزه وهنا يتبين البعد العاطفي ومدي تأثيره على الملقي الخطاب من جانب ومن يدخل في دائرة الاستماع  في هذا الخطاب المطلوب والمخطط له من ناحية أخرى^[31].تبرز مفردة )الخطاب( Discourse كواحدة من أكثر المفردات المفتاحية شيوعا اليوم في التأليف السياسي بعد انتشارها في المقاربات الأدبية والاجتماعية والثقافية. وفيما يخص التأليف الفكري والسياسي العربي المعاصر كان للمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري الإسهام الأكبر من خلال كتابه “الخطاب العربي المعاصر” في جعل مفردة “الخطاب” تستقطب حضوراً مركزياَ في التناول العربي العام للقضايا السياسية والفكرية.^[32].اما خصائص الخطاب السياسي فيمكن ايجازها بالاتي:

يتعلق بالمضامين على حساب الألفاظ أي انه خطاب مشحون بالمعاني والدلالات والأفكار والقضايا التي تشغل بال المتلقي فهو خطاب يتعلق مضمونه بقضايا الشعوب والإنسانية جمعاء^[33].

اللغة: اللغة مهمة في إنتاج الخطاب لأن الحديث هو رابط الانسجام بين الناس واللغة دور هام في تصحيح المعرفة البشرية في شعاع الاصغاء والقراءة والرؤيا^[34] .اضافة الى الاقناع  اذتتوقف قوة أي خطاب سياسي على قدرته على إحداث تواصلاَ ناجحا مع المتلقي ، وهذا لا يتحقق إلا إذا حاز هذا الخطاب على قدر من الرضا الجماهيري من خلال الإقناع والمحاججة، اذ يعد الاقناع محور القيادة الفعالة. كما ان نقل وجهة النظر الاستراتيجية للجمهور اي القدرة على نقل التوجهات السياسية للجماهير هي تعبير عن اتقان القائد السياسي لنقل أهدافه المنشودة من حديثه سواء عن طريق الابلاغ او التأثير ام الاقناع ام التحفي ازاء التوجيه وبذلك تعد هذه الميزة في الخطاب بالغة الاهمية في توصيل المعلومة بفعالية حتى في الاجواء المتوترة وفي حالات الوقت الضيق^[35].

ثانياً:تحليل خطابات مرشحي الحزب الجمهوري:

تتأثر علمية صنع وتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية بشخصية الرئيس ومقدرته وعقيدته السياسية وطريق تفكيره في أي مرحلة من مراحل إدارته للبيت الأبيض ومن اجل تسليط الضوء على شخصياتهم بمفاهيم العلوم النفسية، وذلك لبيان إثر المتغير الشخصي على الأداء القيادي لهم. فقد أثبتت الكثير من الأبحاث أن دراسة الطبائع السيكولوجية لشخصية للأفراد، والدوافع والأهداف الذي يتميزون بها والتصورات الداخلية لأنفسهم لذلك يوفر علم النفس السياسي نافذة للباحثين لاستشراف المستقبل على الأقل في المدى القريب.

1-المرشح الجمهوري دونالد ترامب :يتضح لدي المهتمين بدراسة شخصية ترامب بأنه لديه تضخم )أنا )عال ونرجسية واضحة، ولكنه ليس من النوع المرضي او الادعائي او الذي يدعيه الفرد بل ناجم عن انجازات استثنائية في ميدان المال والشركات والعقارات التي مكنته الى ان يكون مليارديرا مميزا واستثنائيا فعلا اذ انه حقق ما عجز عنه آخرون ليس ادعاءاً او هبة من آخرين.فضلا عن ذلك فأنه يمتلك بنية رياضية بمواصفات البطل الأمريكي في السينما الأمريكية، ويتصرف بطريقة البطل الخارق الهوليودي^[36]. يمتلك ترامب مجموعة من الصفات والخصائص الشخصية، التي ميزت أسلوبه السياسي وقيادته للدولة الأمريكية ميزته عن غيره من قادة العالم، لن تأثر شخصيات الأربعة وأربعين رئيسا أمريكيا من الجدل السيكولوجي كالذي أثارته شخصية الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب ^[37] . لا يمتلك دونالد ترامب أي مسار سياسي وحزبي) باستثناء رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية التي راودته منذ نهاية سنة 2005 ، في يوم أعلن ترشحه للرئاسة رسميا   2015   في برج ترامب  بمدينة نيويورك. كان شعار حملته الانتخابية “جعل أمريكا عظيمة مجددا ليكون الرئيس الخامس والاربعون للولايات المتحدة الامريكي في العشرين من ينايرسنة 2017 خلفا لكل توقعات المراقبين ومؤسسات سبر الآراء العالمية والامريكية^[38].إن طبيعة ترامب الشخصية، العصبية والتقلبات، وعدم إمكانية التنبؤ بردت فعله، صعب من أمر التكهن بسياساته وتقدير حقيقة مواقفه، حيث يرى “جيرمي شابرو”، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنه: “ينبغي إلا يعتقد أحد أنه يعرف ماسيقوم به ترامب، حتى ولو كان هذا الشخص هو دونالد ترامب  نفسه، يضاف إلى ذلك انه يحظى بقدر كبير من البرغماتية والنفعية والقدرة على تغيير مواقفه وأرائه، يبدو أنه يمتلك نظرة هوبزية، إذ يرى العالم مكانا موحشا أنانيا يعج بالفوضى، كما يرى بصفته رجل أعمال القضايا بما فيها الاستراتيجية من منظور اقتصادي بحت، يبحث في الكيفية التي من خلالها يمكن أن تستفيد أمريكا ماديا، حتى من خياراتها في السياسة الخارجية والدفاعية^[39].فأنه يمكن تحديد اهم صفات شخصية ترامب بالآتي ((الطموح وتحقيق الوصول الى أكثر من قمة ,النشاط بحيوية فائقة ,القدرة على تجاوز الأخفاقات ,الاستعراضية وحب الظهور ,عدم التسامح ·الانفراد بالرأي ,السرعة في اتخاذ القرارات) ,وعند تحليل الخطاب السياسي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في القضايا الداخلية والخارجية والتي سنبني تحليلاً تجاهها وهي كالاتي^[40]:

أتسم خطاب المرشح الجمهوي والرئيس السابق دونالد ترامب بكونه ذا توجه يميني محافظ واتخاذة الشعبوية سلوك للتأثير بمواقف وقضايا وهذا ماسنناقشه  بالاتي:

١-يمكن أن يصبح للترامبية تأثيرات عميقة في تيار اليمين الشعبوي المحافظ في أمريكا “كالريغانية أو الجاكسونية”، لان أكثر من ٧٢ مليون أميركي ما زالوا يدلون بأصواتهم لترامب حيث يتميز ترامب بالزعامة، أو القيادة الذي يحظى بكاريزما ويعد نفسه الصوت الوطني الأصيل لشعب امريكا. الى جانب انه لديه تصور واضح عن كل شئ وتغطية شاملة عن توجهه الحزبي على الرغم من محاولاته تكتيم استراتيجيته للأعلام الا انه يكشف بأسهاب عن تفاصيل نابعة عن دراية وتفصيل. كما ان المساحة الواضحة الي يستغلها المرشح دونالد ترامب في حديثه عن مشاكله القانونية وقضاياه في اروقة المحاكم  اثناء خطاباته الرئاسية. وكما هو واضح من الخطاب السياسي الاعلامي للرئيس الشعبوي بكونه يستهدف اصحاب السلطة ومراكز النفوذ وهذا ملاحظناه في توصيف الرئيس الحالي جو بايدن بوجه الفساد وتحميله مسؤولية التضخم واتهامه بتزوير الانتخابات الاخيرة وادخال امريكا في حروب مستقبلية ومعادة وسائل الاعلام واساليب العولمة واي توجه ماركسي راديكالي الى جانب توجيه اصابع اللوم الى الصين  وتحميلها مسؤولية انتشار وباء من وهان  كما لوحظ الاستهزاء بالمرشحين الاعلى حضوضاً في الحزب الجمهوري نيكي هالي عن كارولينا الجنوبية ورون دي سانتيس عن فلوريدا

2- المرشحة الجمهورية نيكي هالي:أعلنت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة بإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة «نيكي هيلي»، في 14 فبراير الجاري، ترشحها للمنافسة على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في نوفمبر 2024، في تراجعٍ عن تصريح لها في نوفمبر 2021 بعدم ترشحها للانتخابات الرئاسية إذا أعلن ترامب ترشحه. وبذلك تكون أول مرشح جمهوري بارزة سيُنافس ترامب، الذي أعلن في منتصف نوفمبر الماضي ترشحه للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية القادمة، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. وبالفعل بدأت أولى حملاتها الانتخابية بحضور تجمع انتخابي في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا في اليوم التالي لنشرها فيديو ترشُّحها للانتخابات الرئاسية القادمة ^[41]. وعند تحليل الخطاب الاعلامي والدلالات الكلامية لخطاب الترشيح على قناة (nbc news) الاخبارية يتضح للخطاب الاعلامي للمرشحة الجمهورية نيكي هيلي تخبطاً واضحا ًأبتداً من انتقادها للرئيس الجمهوري السابق( دونالد ترامب) خلال السنوات الماضية  ثم مالبثت ماتراجعت لتعلن تأييدها له خلال الانتخابات الرئاسية( 2016 )ورفضها للتايد له وتاييد منافسه (ماركو روبيو) وتاييد السيناتور( تيد كروز) بعد ماانسحب الاخير مالبثت الى دعم (ترامب) ووافقت على تولي منصب السفير لدى الامم الامتحدة  وهنا نلاحظ في خطاب الترشيح تناولها مجمل القضايا الداخلية والخارجية للتوجه اليميني وهذا برز في مواضع عدة ابرزها^[42]:

يمكن ملاحظة بعض السمات الشخصية والسياسية للمرشحة من خلال تحليل الخطاب السياسي للمرشحة بعدم الثقة والتردد بأمكانياتها واصرارها على توجهاتها الجمهورية اذ غالبا مايتم توجيه الشكوك حول انتماءها الديمقراطي التي سرعان ما التمسها الرئيس السابق دونالد ترامب بقوله (ليست مناسبة بما يكفي للرئاسة) والاستناد على اثارة مشاعر المهاجرين الاسيوين بترديدها عبارة (انا ابنة المهاجرين الهنود )،ومغازلة الجمعيات النسوية ودعمها. اضافة الى الاشارة الى الكيان الصهيوني وتوجيه الدعم في الحرب على غزة والتنكيل بأعدائها واستنادها الى اقتباسات لكتاب سفر يوشع في تمجد امريكا^[43] وبينت ان حرب اسرائيل هي حرب امريكا  الى جانب انتقاد ترامب بأنسحابه من افغانستان مما شجع اعداء الحرب الى التمادي. اشارة الى ايران والصين وروسيا. لوحظ ايضا البراغماتية في شخصية المرشحة وهذا ما اتضح في تأييدها الرئيس السابق ترامب كونها الاكثر ملائمة لخلافتها له في حالة المحاكمة او المرض والوفاة. تأكيده على ابراز فكرة الجيل الجديد التي تروج لفكرة قيادة الفئات الشابة في خطاباتها والتي تمثله امام الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن .والحرب الواضحة ضد منافسها دونالد ترامب التي تضهر بين الحين والاخر في موضوع التشكيك في أهليته العقلية .الى جانب توجهها بارسال مساعدات عسكرية الى اوكرانيا وتوجيه انتقادات الى ترامب في الاقتصاد والهجرة وارتفاع الدين الوطني

 ثانياً: المرشح الجهوري رون دي سانتيس:هو سياسي وقاضي وعسكري بحري أمريكي ولد في يوم 14 سبتمبر 1978 في مدينة جاكسونفيل في فلوريدا هو عضو في الحزب الجمهوري ويشغل حالياً منصب حاكم ولاية فلوريدا وهو مرشح للإنتخابات الرئاسية الأمريكية2024 ^[44] يشير التحليل الاولي لأنماط تحليل للمرشح (رون دي سانتيس ) هي شخصية مهيمنة وواثقة مسيطرة طموحة انطوائية عالية مع توجه قيادي توسعي ووميل واضح للقيمة الفردية الى جانب توجه سياسي يتسم بالقدرة على توجيه الاخرين والحصول على الطاعة والاحترام شخصية قوية وغير عاطفية حازمة وفاعلة تمتاز بالثقة بالنفس والقدرة  على المنافسة .^[45]وعند تحليل برنامجه الرئاسي في قناة NBC NEWS) ) الاخبارية الذي يستعرض فيه برنامج الحزب الجمهوري يتضح من الاتي توجهاته المحافظة على الصعيد الداخلي والخارجي ^[46]

يمكن ابراز اهم الملاحظات والسمات والشخصية للمرشح اثناء الخطابات والتصريحات بأنه:(غير عاطفي وحازم تجاه خصومه وهذا مااتضح من خلال انتقاده لجو بايدن وتشكيكه بطريقة ساخرة بمؤهلاته العقلية ^[47],مشاركته لمواد اعلامية استفزازية للرئيس السابق دونالد ترامب اثناء ازمة كوفيد 19 وتحميلة مسؤولية الاغلاق الصحي انذاك^[48] ,رفع شعار (ترامب يسعى لحل مشاكله .. نيكي هالي نيكي هالي تترشح لحل مشاكل المانحين لها.. وانا اسعى لحل مشاكلكم وقضايا بلدكم) ^[49],توجيه النقد الاذع للرئيس ترامب بخصوص تعتيمه على قوانين حق لحياة (الاجهاض) وقوانين المثلية الجنسية ^[50] ويمكن من خلال الجدول الاتي الخاص بنتائج الانتخابات في الولايات نلاحظ مايأتي..

اوهايو :يعتبر نحو نصف المشاركين في التجمع الحزبي الجمهوري لولاية اوهايو أنفسهم جزءا من حركة ترامب (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، كان انتصار ترامب واسعاً إذ فاز بالناخبين الإنجيليين والمحافظين اليمينيين المتشددين هذه المرة، بعد أن واجه صعوبة في الفوز بينهم في عام (2016) لكن لن تقدم نتيجة( ديسانتيس)، وتعهده بمواصلة حملته نوعاً من النتيجة الواضحة التي من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة فردية مع ترامب في الأيام المقبلة على الرغم من استثماره الوقت والمال داخل الولاية .

نيكي هايلي  اثبتت فشلها بسبب عدم حصولها على الاصوات الكافية مضيفاً أنها «تنتظر الآن فقط أن يدين القضاء دونالد ترامب لتحل محله، وهذه هي الاستراتيجية التي يرتكز عليها كل الذين يدعمونها ماليا ^[51] .

فاز ترامب في ولاية أريزونا، التي تعتبر مركزا قويا للجمهوريين في البلاد ووفق تقرير نشرته واشنطن فإن ترامب أول مرشح جمهوري خارج البيت الأبيض يفوز فوزا ساحقاً بولايتي آيوا ونيوهامبشير وكنساس، وقد أضاف لهما  الينوي و نيفادا وكارولينا الجنوبية، إذ يشير التقرير نفسه إلى أنه أول مرشح من الحزبين خارج البيت الأبيض يكتسح الولايتين منذ أن بدأتا إجراء الانتخابات التمهيدية عام 2008.

الاستنتاجات

طريق الرئيس ترامب اصبح ممهداً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض سباق الانتخابات خاصة بعد قرار المحكمة العليا ببقاء اسمه على بطاقة الاقتراع.

ويبقي الانتصار على حظوظ هيلي الضئيلة في الفوز بترشيح الحزب اذ فاز ترامب حتى الآن ب(ـ244 مندوباً في ثماني ولايات مقابل 43 )مندوباً فازت بهم هيلي. على الرغم من تفوق هيلي على ترامب في العاصمة واشنطن اذ حصلت على( 62% مقابل 33%)لصالح ترامب واستحواذها على 19 مندوباً.

كان أربعة من كل 10 من أنصار هيلي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كارولينا الجنوبية، يصفون أنفسهم بالمعتدلين، مقارنة بـ 15% لصالح ترامب، وفقًا لـ AP VoteCast، وهو استطلاع شمل أكثر من 2400 ناخب شارك في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كارولينا الجنوبية، وأجرته وكالة AP بواسطة NORC. في جامعة شيكاغو من ناحية أخرى تم تحديد( 8 من كل 10 )من مؤيدي ترامب على أنهم محافظون، مقارنة بحوالي نصف مؤيدي هيلي.

ديسانتيس قد يكون نسخة محدثة  واقل حدة من ترامب عرف بسياساته المحافظة والمشددة تجاه رفض الاتفاق مع ايان واكثر تشدد مع الصين الا انه لا منافس قوي امام ترامب  رغم النتائج سالفة الذكر التي تشير إلى شعبيته بين ناخبي الحزب الجمهوري، فإن ترامب يواجه تحديات ليست بالهينة، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو( 31%) من الناخبين يرون أنه لن يكون مؤهلاً لتقلد منصب الرئيس إذا ما أدين في إحدى القضايا التي يلاحق فيها أمام القضاء الأميركي.

ووفق تقرير بواشنطن بوست فإن استطلاعات الرأي في( 3 )ولايات فاز فيها ترامب في الانتخابات التمهيدية تشير إلى أن( 3 )من كل( 10 )ناخبين يرون أن ترامب لن يكون لائقاً لمنصب الرئاسة في حال إدانته قضائياً.

المصادر

المصادر باللغة العربية :

اولاً: :-الكتب العربية والمعربة

العربي بوعمامة و عيس عبدي نورية: الخطاب السياسي والاقناع مقاربة سياسية، مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية، جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم،2018

علاء  فواز : السياسة الخارجية الامريكية في ضل ادارة المحافظين الجدد دراسة حالة العراق ،المركز الديمقراطي العربي برلين –المانيا ،ط1،2021.

زهري نوزاد جميل :النسق السياسي العقيدي للرئيس دونالد ترامب وتأثيره في السياسة الخارجية الامريكية، جامعة الشرق الأدنى معهد الدراسات العليا كلية العلوم الاقتصادية والادارية،قسم العلاقات الدولية،

فرانسيس فوكاياما :أمريكا على مفترق طرق،  مركز الكاشف للمتابعة والدراسات الاستراتيجيةالعراق ،عرض ابراهيم درويش ،2006.

جليل وادي :الخطاب الاعلامي وأدارة الازمات السياسية الدولية ،دار الكتاب الجامعي للنشر ط1،الامارات ،2017

محمد جمعة :الخطر المتصاعد هجوم نيوزلاندا وأرهاب اليمن المتطرف في الغرب,مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

مهند حميد مهيدي:صعود اليمين الشعبوي الامريكي والتأثير في منظومة العلاقات الاقتصادية الدولية ,المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات,الدوحة،ط 1 ,2023

زهري نوزاد جميل :النسق السياسي العقيدي للرئيس دونالد ترامب وتأثيره في السياسة الخارجية الامريكية، جامعة الشرق الأدنى معهد الدراسات العليا كلية العلوم الاقتصادية والادارية،قسم العلاقات الدولية،2021

سعايدية بسمة : تداولية الخطاب السياسي في الجزائر وتأثيره على اتجاهات الجمهور المشاهد نحو الحراك الاجتماعي القنوات الفضائية الجزائرية – نموذجا،جامعة 8 ماي 5491 قالمة–الجزائر،2020

بشكير ونام: تأثير العوامل الشخصية للرئيس دونالد ترامب في توجيه السياسة الخارجية الامريكية “دراسة حالة : العلاقات الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، جامعة امحمد بوقرة-بومرداس،الجزائر ،2020

محمد ملا عباس ,سجاد صفار هرندي:اليمين واليسار رؤية ابستمولوجية نقدية للمفهوم,المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية العتبة العباسية المقدسة،العراق ,ط 1 ,2017

ثانيا :الرسائل والاطاريح

ابراهيم محمد سلمان: الحزب الجمهوري ودوره السياسي في الولايات المتحدة الامريكية(1854-1876)،رسالة ماجستير منشورة مقدمة الى كلية التربية للعلوم الانسانية، جامعة ديالى ،2012

شرفي شريهان: الدارونية واثرها في فكر نيتشه،رسالة ماجستيرمنشورة مقدمة الى جامعة العربي تبسي –تبسةقسم الفلسفة، الجزائر ،2022

مريم حسني الاشعل :العولمة وصعود اليمين المتطرف الشعبوي في اوروبا فرنسا نموذجاً, رسالة ماجستير منشورة مقدمة الى الجامعة اللبنانية كلية الحقوق والعلوم السياسية ,2019

ثالثاً:المجلات

اسامة احمد العادلي ,علي عبد المطلب محمد: صعود اليمين المتطرف في غرب اوروبا وتداعياته دراسة مقارنة بين حالتي فرنسا والمانيا , مجلة الدراسات السياسية والاقتصادية ,جامعة السويس،مصر، العدد الثاني ,السنة الثالثة ,2023

أسعد صالح الشملان: من الأيديلوجيا إلى الخطاب: دراسة في المقاربة ما بعد البنيوية لمفهوم الخطاب السياسي،المجلد الحادى والعشرون، العدد الثانى، أبريل  2020

اسيل صالح:اثر الشعبوية في النظام السياسي الامريكي،مجلة القانون والعلوم السياسية   المجلد 15-7، العدد 21،2023

دريد توفيق ،سارة جاسم /توظيف وسائل الإعلام الإلكتروني في مراحل العملية الانتخابية العراقية )مواقع التواصل الاجتماعي أنموذجاً(،مركز البيان للدراسات والتخطيط ،2023

صباح عبد الرزاق كبة:المحافظون :الجدد والدعوة لهيمنة القوة العسكرية عالمياً ،مجلة العلوم السياسية جامعة بغداد العدد 38- 39 السنة 2009

كيمبرلي بلاكر:اصول التطرف اليمين المسيحي في امريكا,المشروع القومي للترجمة ,العدد964,ط 1

ليث بدر يوسف:الخطاب الاعلامي للرئيس ترامب في الانتخابات الامريكية،مجلة الباحث الاعلامي ، كلية الاعلام جامعة بغداد،العدد 42 ،2019

محمد حسون :دور المحافظون الجدد غي السياسة الخارجية الامريكية (سورية انموذجاً)،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والسياسية ، المجلد34،العدد الاول،سورية،2018

محمد اميرة محمد سيد،تحليل الخطاب الاعلامي :مدخل نظري،مجلة علوم الانسان والمجتمع ،جامعة محمد حيضر بسكرة ،مجلد 8،العدد3، 2019

علي حسين كاظم:هوية الخطاب السياسي في العراق بعد 2003 دور المرجعية الدينية في توحيد الصف الوطني،المجلة السياسية والدولية، كلية الامام الكاظم قسم الغلوم السياسية ،السنة غير مذكور

ميلود ولد الصديق: أهمية البيئة النفسية لصانع القرار في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية دراسة حالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجلة تاعاوم القانونية والسياسية ،المجلد 10،العدد1 ،2019

رابعاً: الروابط الالكترونية

https://mawdoo3.com 

https://www.imctc.org/ar/eLibrary/Articles/Pages/article10102023.aspx 

https://www.ushistory.org/us/58e.asp

https://www.britannica.com/topic/New-Righ

http://www.arabpsynet.com/Documents/DocQassimTrumpcharacter.pd

https://www.google.com/search?q=FULL+TRUMB+INTREVIEW&oq=FULL+TRUT

https://www.google.com/search?q=DONALD+TRUMB+ANNOUNCES&oq=D&gs

https://www.interregional.com/article

http://personality-politics.org/ron-desantis

https://www.youtube.com/watch?v=652XtSGHEg0

https://www.instagram.com/reel/C198KniuQnN/?igsh=NWFyODRsYWZxc3Yy

References

First: Arabic Sources - Books and Theses:

Ahmed Moussaqui: “Political Populism and its Historical and Social Circumstances”, Al-Bayadir Center for Studies and Planning, Iraq, 2015.

Alaa Fawwaz: “US Foreign Policy under the New Conservative Administration: A Case Study of Iraq”, Arab Democratic Center, Berlin, Germany, 2021.

Al-Arabi Bouamama and Aiss Abdi Nouriya: “Political Discourse and Persuasion: A Political Approach”, Laboratory of Communication and Media Studies, Abdelhamid Ibn Badis University of Mostaganem, Algeria, 2018.

Amin Saadawi, Masoud Balsasi: “The Electoral Rise of Right-wing Populist Trends in the West 2016-2017, The United States as a Model”, Sheikh Hamah Khader Al-Wadi University, Algeria, 2018.

Bashkir and Nam: “The Personal Factors of President Donald Trump in Directing American Foreign Policy: A Case Study: Economic Relations with the Kingdom of Saudi Arabia”, University of Ahmed Boughera El Ouafi - Boumerdès, Algeria, 2020.

Francis Fukuyama: “America at a Crossroads”, The Revealer Center for Monitoring and Strategic Studies, Iraq, presented by Ibrahim Drouish, 2006.

Jalil Wadi: “Media Discourse and International Political Crisis Management”, Dar Al-Kitab Al-Jamei Publishing, UAE, 2017.

Marwa N. Samar: “Political Parties in the United States”, Year not specified.

Mohammed Juma: “The Rising Threat: New Zealand Attack and Extremist Terrorism in the West”, Al-Ahram Center for Political and Strategic Studies.

Mohammed Mulla Abbas, Sajjad Safar Hurnadi: “Right and Left: A Critical Epistemological View of the Concept”, The Islamic Center for Strategic Studies, The Holy Abbasid Threshold, Iraq, 1st edition, 2017.

Mohannad Hameed Mahdi: “The Rise of American Populist Right and Its Impact on the International Economic Relations System”, Arab Center for Research and Policy Studies, Doha, 1st edition, 2023.

Saiyida Basma: “The Dialogism of Political Discourse in Algeria and Its Impact on Public Attitudes towards the Social Movement Algerian Satellite Channels - A Model”, University of 8 May 5491, Guelma - Algeria, 2020.

Zahri Nozad Jameel: “The Ideological Political Pattern of President Donald Trump and its Impact on US Foreign Policy”, Near East University, Institute of Higher Studies, Faculty of Economic and Administrative Sciences, Department of International Relations.

Zahri Nozad Jameel: “The Ideological Political Pattern of President Donald Trump and its Impact on US Foreign Policy”, Near East University, Institute of Higher Studies, Faculty of Economic and Administrative Sciences, Department of International Relations, 2021.

Second: Theses:

Boualam Al-Abbasi: “New Conservatives in American Decision Making”, published dissertation submitted to the University of Algiers, Faculty of Political Science and International Relations, 2013.

Ibrahim Mohammed Salman: “The Republican Party and Its Political Role in the United States of America (1854-1876)”, Master’s Thesis published submitted to the College of Education for Humanities, Diyala University, 2012.

Mariam Hassani Al-Ashal: “Globalization and the Rise of Populist Extreme Right in Europe, France as a Model”, Master’s Thesis published submitted to the Lebanese University, Faculty of Law and Political Science, 2019.

Musa Youssef Al-Ghoul: “The Influence of Religious Factor in the Foreign Policy of President George W. Bush towards the Middle East Region”, published master’s thesis submitted to Birzeit University, Graduate Studies Institute, Ibrahim Abu-Lughod Institute for International Studies, Palestine, 2011.

Nadia Farhan: “Populism in Contemporary American Political Thought”, unpublished master’s thesis submitted to the College of Political Science, University of Baghdad, Iraq, 2021.

Saeed Kazem Ahmed: “The Phenomenon of Extreme Right in Europe: A Political-Social Study of Causes and Dimensions”, unpublished master’s thesis submitted to Al-Mustansiriya University, College of Political Science, Iraq, 2014.

Sharafy Sharhan: “Darwinism and Its Influence on Nietzsche’s Thought”, Master’s Thesis published submitted to the Arab University of Tabessa - Tébessa, Department of Philosophy, Algeria, 2022.

Third: Journals:

Abdul Jabbar Issa, Khudair Abbas: “The New Conservatives: Their History, Ideas, and Political Position in the United States of America”, Journal of Political and International Studies, Al-Mustansiriya University, College of Political Science, Volume 2019, Issues 41-42, 2019.

Ali Hussein Kazem: “The Identity of Political Discourse in Iraq After 2003: The Role of Religious Authority in National Unity”, Journal of Political and International Studies, College of Imam Al-Kadhim, Department of Political Sciences, Year not specified.

Asaad Saleh Al-Shamlan: “From Ideology to Discourse: A Study in Post-Structuralist Approach to the Concept of Political Discourse”, Volume Twenty-One, Issue Two, April 2020.

Asil Saleh: “The Impact of Populism on the American Political System”, Journal of Law and Political Science, Volume 15-7, Issue 21, 2023.

Doreed Tuweik, Sarah Jassim: “Utilizing Electronic Media in the Stages of the Iraqi Electoral Process (Social Media as a Model)”, Bayan Center for Studies and Planning, 2023.

Kimberly Blacker: “The Origins of Christian Right Extremism in America”, National Translation Project, Issue 964, 1st edition.

Laith Badr Youssef: “Trump’s Media Discourse in the American Elections”, Journal of Media Research, College of Media, University of Baghdad, Issue 42, 2019.

Miloud Ould Sidiq: “The Importance of Psychological Environment for Decision Makers in Directing American Foreign Policy: A Case Study of American President Donald Trump”, Taawom Journal of Legal and Political Sciences, Volume 10, Issue 1, 2019.

Mohammed Amira Mohammed Sayed: “Media Discourse Analysis: A Theoretical Approach”, Journal of Humanities and Social Sciences, Mohammed Khider University of Biskra, Volume 8, Issue 3, 2019.

Mohammed Hassan: “The Role of New Conservatives in American Foreign Policy (Syria as a Model)”, Damascus University Journal of Economic and Political Sciences, Volume 34, Issue 1, Syria, 2018.

Osama Ahmed Al-Adly, Ali Abdulmutalib Mohammed: “The Rise of Far-right in Western Europe and its Implications: A Comparative Study between France and Germany”, Journal of Political and Economic Studies, Suez University, Egypt, Issue 2, Third Year, 2023.

Reda Hilal: “Religious Right and New Conservative Right in American Politics”, American Studies Center, Cairo University, Faculty of Economics and Political Science, Egypt, Issue 3, 2003.

Sabah Abdul Razzaq Kuba: “The New Conservatives: Calling for Global Military Dominance”, Journal of Political Science, University of Baghdad, Issue 38-39, 2009.

Fourth: Electronic Links:

https://mawdoo3.com

https://www.imctc.org/ar/eLibrary/Articles/Pages/article10102023.aspx

https://www.ushistory.org/us/58e.asp

https://www.britannica.com/topic/New-Right

http://www.arabpsynet.com/Documents/DocQassimTrumpcharacter.pdf

https://www.google.com/search?q=FULL+TRUMP+INTERVIEW&oq=FULL+TRUMP+INTERVIEW

https://www.google.com/search?q=DONALD+TRUMP+ANNOUNCEMENTS&oq=DONALD+TRUMP+ANNOUNCEMENTS

https://www.interregional.com/article

http://personality-politics.org/ron-desantis

https://www.youtube.com/watch?v=652XtSGHEg0

https://www.instagram.com/reel/C198KniuQnN/?igshid=NWFyODRsYWZxc3Yy