حقوق الطباعة محفوظة لدى مجلة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية
حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمؤلف
حقوق النشر محفوظة للناشر (كلية القانون والعلوم السياسية - الجامعة العراقية)
CC BY-NC-ND 4.0 DEED
Printing rights are reserved to the Journal of the College of Law and Political Science at Aliraqia University
Intellectual property rights are reserved to the author
Copyright reserved to the publisher (College of Law and Political Science - Aliraqia University)
Attribution – Non-Commercial – No Derives 4.0 International
For more information, please review the rights and license
البيئة والسياسة الدولية
دراسة في احتمالات التعاون والصراع
في ظل المتغيرات الدولية الجديدة
المؤلف - زهراء محسن هجول
عرض أ.د. سرمد أمين
الجامعة العراقية -كلية القانون والعلوم السياسية
صدر عن دار الرائد للطباعة والنشر والتوزيع كتاب يعد في غاية الأهمية للطلبة والباحثين في العلوم السياسية على وجه الخصوص وللمهتمين بقضايا البيئة بشكل عام يحمل عنوان « البيئة والسياسة الدولية – دراسة في احتمالات التعاون والصراع في ظل المتغيرات الدولية الجديدة- للباحثة زهراء محسن هجول. وتتجسد أهمية هذا الموضوع بالنسبة للكثيرين من المتابعين في عدة نواحي منها:
1- حداثة الموضوع وحرفيته في ايجاد الصلات العضوية بين البيئة وقضاياها وبين السياسة الدولية واسقاطاتها على كافة المستويات.
2- التركيز المستمر من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية على ضرورات البحث المتعلق بالبيئة خصوصاً من قبل وزراة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية والتي اوجبت على جميع الاختصاصات معالجة هذا الموضوع في اطار التخصص.
3- ان البحث في هذا الموضوع يمثل محاولة جادة لردم الفجوة البحثية بين الباحثين العراقيين ونظرائهم من خارج العراق لجهة الاهتمام بقضايا البيئة وموضوعاتها المختلفة.
لقد جاء هذا الكتاب في 248 صفحة تضمنت أربعة فصول أساسية انصرف الفصل الأول منها للتعريف بالبيئة الطبيعية ومكوناتها المختلفة كالبيئة الطبيعية والبيئة البشرية والبيئة المشيدة. ثم عرجت الباحثة على التعريف بالمفاهيم ذات الصلة بالبيئة كعلم البيئة والنظام البيئي والخلل البيئي والضرر البيئي والتدهور البيئي.
وناقش الجزء الثاني من الفصل قضية التغيرات البيئية والتعريف بالمعنى المحدد لمفهوم التغيرات البيئية ومظاهر هذا التغير التي تشمل التغيرات المناخية وتآكل طبقة الأوزون والتصحر والجفاف والأمطار الحامضية ومشكلة التلوث، ومن ثم البحث المعمق في أسباب هذه التغيرات والتي تعود بالدرجة الأساس الى الأنشطة الانسانية ذاتها عبر الصيرورة المستمرة للبشرية ثم استعرض الآثار المختلفة التي تركتها هذه التغيرات في حياة الدول والمجتمعات الانسانية كالفقر وتهديد الأمن الغذائي وتناقص كميات الياه الصالحة للاستهلاك البشري واستنزاف الموارد الطبيعية والهجرات البشرية.
غير ان ما يلفت الانتباه في هذا الكتاب هو الجهد المبذول من قبل الباحثة في الفصل الثاني لتبيان أثر التغيرات البيئية على الامن الانساني في مستوياته الثلاث ( الانسان والمجتمع والدولة ) ومدى فاعلية مفهوم وتطبيقات التنمية المستدامة لتطويق الآثار الخطيرة وذات الطبيعة التراكمية للتغيرات البيئة على المستويات الثلاث.
وختمت الباحثة هذا الفصل باستعراض تاريخي مهم لتطور الاهتمام الدولي بظاهرة التغيرات البيئية والمؤتمرات الدولية التي عقدت لهذا الغرض وأبرز النتائج التي توصلت اليها.
في الفصل الثالث من الكتاب تم التركيز على الأثر الذي تركته التغيرات البيئية في مسار العلاقات الدولية المعاصرة ما بين تشجيع التعاون ومجالاته بين الدول انطلاقاً من الاحساس المشترك بالمخاطر التي تنطوي عليها هذه التغيرات على مستقبل الانسان على هذا الكوكب وضرورة تظافر الجهود وتكاملها من أجل التصدي لهذه الظاهرة المتنامية، وبين تفجير أوجه الصراع بين بلدان العالم حول الطرف الذي يتحمل المسئولية الأساسية في المشكلة وما يستببع ذلك من التزامات مماثلة في ميدان الاسهام الدولي لمعالجة قضايا التدهور البيئي الى جانب الاستحقاقات المفترضة لبلدان الجنوب التي ترى أنها وقعت ضحية المعالجات الجديدة دون تعويض متناسب لما هو مطلوب منها من الزامات بيئية. ومن هذا المنطلق بالذات استنتجت الباحثة انه وبنفس القدر الذي أسهمت فيه قضايا التدهور البيئي في تشجيع فرص التعاون الدولي فانها أصبحت ميداناً جديدأ للصراع الدولي خصوصاً بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب.
وما يهمنا كعراقيين في هذا الكتاب هو ما أفردته الباحثة في الفصل الرابع من مساحة لمعالجة حالة العراق في مواجهة التغيرات البيئية باعتبار جغرافيته التي أصبحت الاكثر تأثراً بكل أشكال ومستويات التغيرات البيئية وعلى النحو الذي جعلها من وجهة نظر المختصين الأكثر تلوثاُ في العالم والأقسى طرحاً للمشكلات المترتبة على ظاهرة التغيرات البيئية.
لقد قدم الكتاب لوحة متكاملة لمظاهر التلوث في العراق ومستويات التغير البيئي ونتائجه وضعف المعالجات المقدمة من قبل الدولة العراقية ومن المجتمع الدولي على حد سواء لتطويق المستويات أولا وتخفيف نتائجها ثانياً على الانسان والمجتمع في العراق.
لقد تضمن الكتاب الكثير من الجداول المهمة والمخططات التوضيحية التي تصلح كدليل عمل للباحثين في هذا المجال مستقبلاً.