الموقف الروسي من أزمة البرنامج النووي الايراني – 2015 – 2018

الملخص

تســعى الجمهوريــة اإلســامية اإليرانيــة، منــذ زمــن بعيــد، لتطويــر مشــروعها النـووي فـي المنطقـة وتسـخير نتاجـه لألغـراض التـي تعـود بالنفـع اإلقتصـادي وتحقـق األهـداف السياسـية واإلسـتراتيجية للبـاد وذلـك بإشـراك الورقـة الخاصـة فـي برنامجهـا النــووي فــي الصراعــات اإلقليميــة والدوليــة كممارســة الضغوطــات علــى الغــرب ُ والواليـات المتحـدة األمريكيـة. ومـن هنـا تبـرز العوامـل والمحفـزات التـي تدفـع بروسـيا ً بعــد اإلنهيــار اإلتحاديــة وإليــران للتقــارب مــن البعــض األخــر. فروســيا تــدرك جيــدا السـوفيتي أهميـة تكويـن الشـراكات اإلقليميـة واإلسـتراتيجية التـي مـن شـأنها أن تعيـد المكانـة الروسـية علـى السـاحة الدوليـة، ال سـيما إذا كانـت هـذه الشـراكة تجمـع األخيـرة مـع دولـة ذات مكانـة جيوسياسـية ودينيـة وعقائديـة فـي المنطقـة. وبالتالـي فـإن الموقـف ً لمـا ّـا ً وجدي الروسـي مـن النشـاطات النوويـة اإليرانيـة كان فـي معظـم الوقـت إيجابيـا لذلـك مـن أهميـة بالغـة تـدر لإلقتصـاد الروسـي، كـون روسـيا دولـة متقدمـة فـي هـذا ُ المجـال مـن حيـث التقنيـات المتطـورة والمستشـارين المختصيـن وغيرهـا. إال أن ذلـك ُعبـر عـن تأييـد مطلـق مـن الجانـب الروسـي تجـاه المشـاريع النوويـة اإليرانيـة التـي ال ي قـد تمـس األمـن القومـي داخـل األراضـي الروسـية.