محدودية ضمان الكفيل العينيفي مواجهة الدائن المرتهن

الملخص

من المعلوم ان رابطة االلتزام العقدي تتأسس على عنصرين جوهريين هما:
عنصـر المديونيـة وعنصـر المسـؤولية. وهــذا يعنــي، ان كل التـزام يقـوم علـى ركـن
المديونيـة، ال يسـتتبع بالحتـم قيـام المسـؤولية المطلقـة عـن اداء االلتـزام، بـل يجـوز الحـد منهـا
وتقييدهـا باتفـاق االطـراف. وتأسيسـا علـى ذلـك، يمكـن القـول بـان الكفيـل العينـي الـذي يقـدم
مالـه لضمـان الديـن الـذي فـي ذمـة المديـن تجـاه المرتهـن، يكـون مدينـا بهـذا الديـن بمواجهـة
هـذا االخيـر. ولكـن مسـؤوليته ال تنعقـد اال فـي حـدود القيمـة االقتصاديـة للمـال المخصـص
للوفاء.
وبتعبيـر ادق، ان مديونيـة الكفيـل العينـي ترتكـز علـى مسـؤولية محـدودة خالفـا لصـور
االلتـزام االخـرى التـي تقـوم علـى مسـؤولية شـخصية يسـري اثرهـا علـى جميـع امـوال المديـن.
وعليـه يمكـن القـول بـأن الكفيـل العينـي مديـن تابـع لمديـن اصلـي ويـدور التزامـه بالضمـان
مـع مديونيـة هـذا االخيـر فـي الوجـود والعـدم. علـى ان التزامـه هـذا يكـون التزامـا ذا صفـة
مباشـرة، فـا تتوفـر فيـه صفـة المديـن االحتياطـي التـي تتوافـر فـي التـزام الكفيـل الشـخصي
))). وفـي ضـوء هـذه المعطيـات يمكـن القـول
اال اذا كان االتفـاق قـد جـرى علـى خـاف ذلـك
ان التشــريعات الوضعيــة قــد اســبغت علــى هــذا االلتــزام حمايــة خاصــة تمثلــت فــي وضــع
ضوابـط واسـس معينـة لكـي يتسـنى للمرتهـن بمقتضاهـا ان يرجـع علـى الكفيـل الراهـن، كمـا
انهـا سـمحت لـه الـى جانـب االحتجـاج بالدفـوع المتعلقـة بـه ان يحتـج بمـا للمديـن مـن اوجـه
الدفـع المتعلقـة بأصـل الديـن. وعلـى ذلـك، سـينصب حديثنـا عـن هـذا الموضـوع فـي مطلبيـن
نفـرد االول للـكالم فـي الضوابـط الخاصـة برجـوع الدائـن علـى الكفيـل ونكـرس الثانـي للدفـوع
التـي يتمسـك بهـا الكفيـل فـي مواجهـة المرتهـن.