التدخل الخارجي في القانون الدولي وأثره على الأمن والسلم الدوليين- العراق انموذجا

الملخص

يعــد موضــوع البحــث مــن المواضيــع ذات األهميــة القانونيــة الدوليــة الملحــة وذلــك العتبــارات عــدة: منهــا ان مفهــوم التدخــل الخارجــي موضــوع واســع ومتداخــل مــن حيــث المجــاالت واالطــر التــي التــي تحكمــه، فهــو وان كان موضــوع قانونــي، اال ان فيــه جنبــة سياســية ولــه أبعــاد سياســية دوليــة وأثــار اقتصاديــة واجتماعيــة وثقافيــة وغيرهــا. ً عـدة، فاحيانـا ومـن ناحيـة أخـرى ان التكييـف القانونـي للتدخـل الخارجـي اخـذ صـورا يعتبــر محرمــا باعتبــاره ماســا بالســيادة الداخليــة للــدول التــي رعتهــا واحترمتهــا االتفاقيــات والمواثيـق الدوليـة ومنهـا ميثـاق األمـم المتحـدة، وأحيانـا أخـرى يكـون مبـررا، بـل ومشـجعا عليـه اسـتنادا لفكـرة التدخـل الغـراض انسـانية كمـا أشـار لذلـك أيضـا ميثـاق األمـم المتحـدة والــذي تــم التوســعة فــي تفســيره لتدخــل ضمــن مظلتــه المرجعيــة انــواع أخــرى مــن التدخــل ألسـباب تتعلـق بنشـر الديمقراطيـة او للدفـاع عـن حقـوق اإلنسـان. كمـا أن موضـوع البحـث يعـد مـن المواضيـع الجديـدة والمتجـددة فـي نفـس الوقـت، نظـرا لطابعهـا الواقعـي وان كان ال يخلـو مـن اسـاس نظـري، اال ان التعامـل الدولـي ومـا يفـرزه الواقـع مـن حـاالت حقيقيـة، يجعـل الموضـوع قابـل للبحـث القانونـي بشـكل متكـرر ولكـن بقـراءات وتحليـل ونتائـج مختلفـة عــن ســابقتها، ومــن هنــا كان الدافــع لبحــث هــذا الموضــوع مــع اخــذ مثــال تطبيقــي يتعلــق بالعـراق لتحليـل مجريـات األمـور بعـد الوقـوف علـى أسـبابها واسـانيدها القانونيـة والشـرعية فــي القانــون الدولــي وتحليــل معطياتهــا وتقييــم نتائجهــا بشــكل يؤطــر قانونيــا واقــع التدخــل الخارجـي علـى العـراق وتكييـف هـذا األمـر وحفـظ ضمانـات العـراق القانونيـة فـي اسـتحصال حقوقـه او جبـر الضـرر الـذي وقـع عليـه، مـن خـال الوقـوف علـى تعريـف التدخـل الخارجـي واالراء الفقهيـة التـي عرفتـه، وبيـان انواعـه واسـبابه ومـن ثـم تنـاول المثـال الواقعـي المتعلـق بالعـراق وتحديـد أسـبابه وآثـاره ومعطياتـه واليـات معالجـة تلـك اآلثـار.