حق الراكب في الرعاية طبقاً لأحكام الشريعات الوطنية – دراسة مقارنة –

الملخص

أن إتفاقيـة وارسـو لسـنة 1929 وتعديالتهـا ومـن بعدهـا اتفاقيـة مونتريلا لسـنة 1999
تنظـم احـكام الطيـران المدنـي حـول العالـم. هـذه االتفاقيـات الدوليـة عالجـت القضايـا المتعلقـة
بمسـؤولية الناقل الجوي في حالة الوفاة أواإلصابة البدنية للركاب؛ تدمير أو فقدان أو تلف
األمتعـة المسـجلة وتأخـر الـركاب واألمتعـة أثنـاء الرحلـة الجويـة، لكنهـا لـم تتنـاول بالتنظيـم
كثيـر مـن القضايـا التـي اصبحـت شـائعة فـي مجـال الطيـران المدنـي فـي الوقـت الحالـي. مـن
اهـم هـذه القضايـا هـي مسـاعدة ورعايـة الـركاب فـي حـاالت اضطـراب السـفر الجـوي والتـي
تشـمل رفـض الصعـود بسـبب الحجـز الزائـد، وتاخيـر إقـاع الرحلـة الجويـة والغائهـا. هـذا
الواقـع دفـع الكثيـر مـن الـدول الـى أصـدار لوائـح خاصـة تعالـج القضايـا التـي لـم تعالجهـا
اتفاقيــات الطيــران المدنــي وتلــزم شــركات الطيــران المدنــي برعايــة المســافرين فــي ســبيل
تخفيـف معاناتهـم الناجمـة عـن حـاالت اضطـراب السـفر الجـوي، وتاتـي الالئحـة االوربيـة
رقـم 2004/261 لسـنة 2004 فـي مقدمـة هـذه اللوائـح، وعلـى مسـتوى الـدول العربيـة فـان
الهيئـة العامـة للطيـران المدنـي السـعودي قـد اصـدرت الالئحـة التنفيذيـة لحمايـة المسـتهلك
ُشـرع مثـل هـذه
رقـم 99-8 لسـنة 1431ه علـى غـرار الالئحـة االوربيـة. امـا العـراق فلـم ي
ً
اللوائـح واحـكام اتفاقيـة وارسـو لسـنة 1929 تطبـق علـى النقـل الجـوي الداخلـي والدولـي وفقـا
للمــادة 170 مــن قانــون الطيــران المدنــي العراقــي رقــم 148 لســنة 1974 و المــادة 126
مـن قانـون النقـل العراقـي رقـم 80 لعـام 1983 والتـي كمـا ذكرنـا التتضمـن اي نـص يعالـج
هـذه الحـاالت. ومـن هنـا فـان هـذا البحـث سـوف يحـاول تقديـم لمحـة عامـة عـن حـق الـركاب
ًـا أوسـع بكثيـر مـن
ً للوائـح الخاصـة بالطيـران المدنـي والتـي منحتهـم حقوق
ًـا
فـي الرعايـة وفق
تلـك الحقـوق المحـدودة التـي تمنحهـا لهـم االتفاقيـات الدوليـة وهـو مـاادى بالتالـي إلـى تحسـين
الخدمــات المقدمــة، وزيــادة الخيــارات الممنوحــة للــركاب فــي الــدول التــي اصــدرت لوائــح
خاصـة بهـذا الشـأن. ومـن اجـل تحقيـق غايـة البحـث، فـان الباحـث سـيطبق منهـج الدراسـة
التحليليـة المقارنـة لمعرفـة اوجـة االختـاف والتشـابة بيـن هـذه اللوائـح وفوائـد تطبيقهـا فـي
المطـارات العراقيـة فـي حالـة صـدور الئحـة مماثلـة مـن قبـل سـلطة الطيـران المدنـي العراقـي.